أظهرت أزمة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المحاصر أن حل الدولتين الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، والإسرائيلية، جنباً إلى جنب هو السبيل الأفضل والوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية فى مدينة العلمين فى يوليو الماضى، وفى كل لقاءاته بقادة العالم فى كل المناسبات، وأكده الرئيس الأمريكى جو بايدن عبر صفحته الرسمية على موقع إكس، أمس، قائلاً: «حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على الأمد الطويل للفلسطينيين والإسرائيليين، وإن الولايات المتحدة لن تتوقف عن العمل من أجل تحقيق حل الدولتين لضمان تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بالحرية والكرامة على حد سواء».

واتفق خبراء ومحللون سياسيون، فى تصريحات لـ«الوطن»، على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل النزاع فى الشرق الأوسط والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967، وإخلاء المستوطنات الإسرائيلية التى أُقيمت على الأراضى الفلسطينية، وهو القرار الذى أصدرته جمعية الأمم المتحدة رقم 181.

دعا إليه الكثير من الرؤساء والزعماء وعلى العالم تنفيذه

وقال الدكتور محمد غريب، محلل فلسطينى وأمين حركة فتح بمصر، إن حل الدولتين قرار أممى له شرعية دولية وليس حلاً طارئاً أو فكرة جديدة، بل هو قانون دولى، وترسخ عندما تم الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب فى الأمم المتحدة عام 2012، مضيفاً أن هذا الحل دعا إليه الكثير من الرؤساء والزعماء حول العالم، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل لقاءاته الدولية ومع الجانب الفلسطينى، مضيفاً أن تنفيذ هذا القرار رهن بإرادة العالم الحر والأمم المتحدة.

وأضاف «غريب» أنه وفق القرار 181 لحل الدولتين فإن الدولة الفلسطينية تتضمن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وعلى الرغم من أن هذا القرار كان فى العام 1947، إلا أنه لم يتم تنفيذه حتى الآن، بل على العكس تتوسع المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية، ويتم تهجير الفلسطينيين وسرقة ممتلكاتهم، حتى إن الأمر وصل لـ«عربدة المستوطنين» فى مدينة القدس الغربية من خلال الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وباحاته واعتقال المصلين والاعتداء على الطلاب والطالبات.

وأوضح أن دماء شهداء قطاع غزة الذين تجاوزوا 16 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 35 ألف مصاب، أعاد القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى الواجهة العالمية، وبدأت ردود الفعل العالمية تندد وتهاجم دولة الاحتلال، وبالتالى أصبحت تمثل ضغطاً دولياً، وعلى المؤسسات الدولية النظر إلى أزمة المستوطنات غير الشرعية والتى تتوغل وتأكل الأراضى الفلسطينية دون أن تجد من يردعها والتى زادت وتيرتها خلال السنوات الماضية مع تولى حكومة اليمين المتطرف الحكم فى إسرائيل.

وشدد على أن حل الدولتين أو تفكيك المستوطنات والحصول على ضمانات لعدم تكرار العدوان على أى من المناطق الفلسطينية يجب أن يحدث بتدخل العالم الحر والمؤسسات الدولية لإلزام دولة الاحتلال بتنفيذ القرارات والقوانين الدولية.

«الحرازين»: قد يكون نهاية لنكبات الشعب الفلسطينى

وأكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أن حل الدولتين قد يكون نهاية لأزمة الشعب الفلسطينى الذى يعانى من نكبات مستمرة يسببها الاحتلال الإسرائيلى، مضيفاً أن هذه القرارات لها صفة شرعية وقانونية، لكن الخلل يكمن فى التنفيذ، إذ ترفض السلطات الإسرائيلية الالتزام بالقرارات الدولية، أو حتى الإنسانية، فخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة استخدمت ما يعادل قنبلتين ذريتين على القطاع، وأسلحة محرمة دولياً.

وأضاف أن السلطات الإسرائيلية أعلنت مؤخراً اعتزامها بناء مستوطنات جديدة على الأراضى الفلسطينية، فى الوقت الذى ينادى فيه العالم وتبذل جميع الجهود المصرية والقطرية لحل الدولتين لضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف دولى وعالمى موحد ضد دولة إسرائيل لوقف اعتدائها المستمر على قطاع غزة والاعتقالات فى الضفة الغربية والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، والالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى فلسطين غزة الأراضى الفلسطینیة أن حل الدولتین الشرق الأوسط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف والعبث في الشرق الأوسط.. وفرض سياسة البلطجة

إن ما نشاهده الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما تنقله القنوات الفضائية المختلفة حول العالم وما بثته من دمار هائل في كل شبر من أرض غزة وما حولها، والتي أصبحت ركاما، لا زرع فيها ولا ماء، يجعلنا نقف إجلالا وتقديرا ودعما ومساندة لهذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني بعد أن صبر وتحمل ما لا يتحمله شعب في العالم بل روى تراب أرضه بدمائه فداء لها ودفاعا عنها متمسكا بالاستمرار في الدفاع عنها حتى التحرير.

الشعب الفلسطيني يصحح التاريخ

هذا يجعلنا حقيقة نطالب بمحاكمة كل من شارك وساهم في تزوير التاريخ وشوّه صورة وسمعة الشعب الفلسطيني وأنه هو من باع أرضه وفرط فيها، هؤلاء يجب أن يحاكموا بتهمة الغباء السياسي، وإشاعة الأخبار الكاذبة وتضليل الرأي العام، كما يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى، وأيضا بتهمة تزوير التاريخ لشعب عاش يكافح ويدافع عن أرضه لأكثر من 70 عاما وما زال.

إن هذا التضليل المتعمد والتزوير الممنهج كانت له آثاره السلبية على طريق النضال والتحرير مما ساهم بشكل أو بآخر في عزلة الشعب الفلسطيني لسنوات، ولسان حال هؤلاء يقول هم يستحقون، فهم من باعوا وفرطوا.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل
الطوفان العظيم

إن من بشريات طوفان الأقصى والتفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة ومساندتها ودعمها بأرواحهم ودمائهم سوف يفشل كل مخططات المجتمع الدولي تحت أي مسمى، سواء بالتهجير أو التقسيم، أو بالمراوغة أو بالوعود الكاذبة أو بالكلام المعسول.

لقد رأينا عجبا من عالم أحول يكيل بمكيالين في التعامل مع القضية الفلسطينية وجدناه يتعامل معها بعنصرية شديدة بل ويتآمر عليها ليل نهار رغم عدالة القضية ونزاهتها، وهي وحدها تملك الحق الثابت والأصيل التي تتمتع به تاريخيا، إن أصحاب الحق أصحاب الأرض بثباتهم وصمودهم سوف يكشفون ويثبتون لأحرار العالم كذب المجتمع الدولي المتكرر دائما في المحافل الدولية ببسط العدالة، ودعم الشعوب للحصول على حقوقهم المشروعة في بناء أوطانهم وبسط السيادة عليها كي تتمتع بالاستقلال كباقي دول العالم.

أمنيات صهيونية عقب الطوفان

إن هذه الدعوات والتصريحات المتكررة من ترامب وحلفائه هدفها الأول والأخير تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني، وما صرح به ترامب مؤخرا هي وعود قطعها على نفسه لإنقاذ نتنياهو وحكومته من المساءلة وترميم فشل نتنياهو الذريع في إدارة الحرب التي لم يحقق أيا من أهدافها المعلنة، وهو السبب الذي أصاب كل مؤسسات الكيان الصهيوني بالتصدع.

إن ممارسة البلطجة من قبل ترامب بتصفية القضية سوف تفشلها المقاومة وأيضا صمود الشعب الفلسطيني، وكذلك المساندة الشعبية من كل شعوب العالم الحر.

إن هذه التصريحات ما هي إلا وهْم، هي والعدم سواء، ولا تحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة، بل هي وعود ترامب التي قطعها على نفسه لخدمة اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف في إسرائيل.

إن ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣ على أرض فلسطين هي معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ معجزة في التخطيط، معجزة في التدريب معجزة السرية، معجزة وتوفيق في اختيار التوقيت، إن هذا الحدث هو حقا بمثابة الطوفان الذي قلب العالم "من ساسه إلى راسه" كما يقولون.

بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل أصيب الداخل الإسرائيلي بزلزال من مشاهد تبادل الأسرى وظهور عناصر حماس بعتادهم ومركباتهم، وهم يرتدون الزي العسكري حاملين الأسلحة الإسرائيلية التي اغتنموها خلال الحرب؛ في رسالة مفادها "الأرض لنا"، وكذلك التفاف الشعب حولهم في رسالة أخرى معناها التحرير طريقنا، ليسقطوا معها كل المؤامرات التي تحاك بالقضية الفلسطينية في الظلام.

وبعد أيام من التبادل وعودة النازحين إلى بيوتهم لما نصت عليه الاتفاقية شاهدنا طوفانا من البشر يعودون إلى منازلهم المدمرة أملا في التعمير والعيش، في تحد ورفض قاطع لكل دعوات التهجير والإصرار على البقاء على أرضهم، حاملين بعض أمتعتهم فوق رؤوسهم مرددين "نتنياهو وينه.. كسرنا عينه"، ومع كل مرحلة من مراحل التحرير يثبت الشعب الفلسطيني أنه أكثر شعوب العالم دفاعا عن أرضه ومقدساته.

إن الحول السياسي الذي تمارسه أمريكا ضد مستقبل الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة يتبلور في تصريح ترامب بضرورة تهجير الشعب الفلسطيني بين مصر والأردن، أو إلى بعض دول العالم والذي يتفق مع سياسة ورؤية اليمين المتطرف في إسرائيل في نظرته للقضية الفلسطينية بضرورة تصفيتها.

ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار
إن ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار. إن السياسة التي يتبعها ترامب في الشرق الأوسط من أول يوم مارس فيه مهامه الجديدة كرئيس لأمريكا؛ هي سياسة البلطجة الممنهجة التي يعتمد من خلالها على نهب ثروات المنطقة، وفرض سياسة الترهيب من أجل تبني وتنفيذ رؤيته وتطلعاته على حساب صاحب الأرض والتاريخ.

إن السياسة التي يتعامل بها ترامب مع حكامنا هي سياسة الترهيب، هذا ما لاحظناه في التعامل مع الملك عبد الله، ملك الأردن، وهو يستمع إليه في مشهد غير برتوكولي على الإطلاق ولا يليق باستقبال حاكم عربي.

إن سياسة الرئيس الأمريكي ترامب ونظرته للشرق الأوسط سياسة خبيثة مبنية على الابتزاز، وتوسيع رقعة الكيان الصهيوني، وسيطرة الكيان الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط أملا في نزع سلاح المقاومة، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بمزيد من العربدة بعد حصولها على الأسلحة والقنابل الفتاكة من أمريكا الأمر الذي يجعل مستقبل المنطقة على صفيح ساخن.

إن سياسة التهديد والترهيب التي يمارسها ترامب في منطقة الشرق الأوسط جعلت حكام المنطقة في أزمة كبيرة، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن استقلالية دولنا العربية ما هي إلا وهم لا يمت للحقيقة بصلة.

ويبقى في النهاية الحديث عن تنفيذ عملية التهجير تظل أمنية تدور في رؤوس الصهاينة وحلفائهم، لم ولن تتحقق لهم بصمود الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني: حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام
  • رئيس الوزراء الفلسطيني : إنهاء الاحتلال السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الطريق الوحيد لتحقيق السلام
  • مصطفى: إنهاء الاحتلال هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام
  • رئيس الإمارات: يجب ربط إعمار غزة بمسار يؤدي إلى السلام الشامل والدائم
  • ليبيا: انقسامات سياسية وفساد مؤسسي يعوقان الطريق نحو انتخابات حقيقية
  • «SRMG Think» تبحث أولويات السياسة الخارجية السعودية في مؤتمر متميز
  • اليمين المتطرف والعبث في الشرق الأوسط.. وفرض سياسة البلطجة
  • لقطع الطريق أمام حل الدولتين..نتانياهو: لامستقبل للسلطة أو حماس في قطاع غزة
  • خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟