خلال الحرب على غزة، برز اسم مجمع الشفاء الطبى باعتباره أقدم من عمر دولة الاحتلال، والأكبر من حيث الحجم فهو يضم 3 مستشفيات كبرى، والذى استقبل آلاف النازحين وكان يخدم أكثر من 50 ألف مواطن فلسطينى، وفق الدكتور شادى صبحى عوض، رئيس وحدة مناظير الرئة فى مجمع الشفاء الطبى، الذى تحدث لـ«الوطن» عن صمود الأطباء فى وجه الاحتلال الغاشم على مدار 47 يوماً.

وقال «عوض» إنه فى بداية يوم السابع من أكتوبر كان العمل يجرى بشكل طبيعى داخل مجمع الشفاء، ليبدأ القصف على القطاع، ونبدأ فى استقبال الجرحى، الذين توافدوا على المشفى بأعداد كبيرة، وبدأ الأطباء فى التعامل معها، لنجد أنفسنا أمام عدوان غاشم، إذا كان أغلب الشهداء من الأطفال وأكثرهم أشلاء، فضلاً عن إصابات بالغة وغريبة.

ويضيف أن كثيراً من الأطفال المصابين والذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض كانوا يعانون من حروق بالغة ومنتشرة بالجسم بدون سبب واضح، مما يدل على أن الاحتلال كان يستخدم أسلحة غريبة لأول مرة فى قطاع غزة.

وبعد مضى أسبوع على العدوان، حسب الطبيب الفلسطينى، امتلأت ثلاجات الجثث ولم يعد هناك مكان لحفظ الجثامين، واضطر العاملون لوضع جثامين الشهداء فى باحة المستشفى، ولم نكن قادرين على إرسال سيارات الإسعاف لأصحاب المنازل المدمرة، ومع نهاية الأسبوع الثانى من العدوان على قطاع غزة، بدأنا نتعرض لأزمة جديدة وهى نفاد الأدوية المخدرة والتى تستخدم خلال العمليات الجراحية، والمواد الطبية، فضلاً عن زيادة أعداد الإصابات الذين لم تكفهم أسرة المشفى فبدأوا يفترشون الأرض.

ويكمل الدكتور «شادى» إنه خلال الأسبوعين الثالث والرابع اضطر الأطباء إلى إجراء العمليات سواء البسيطة أو المعقدة بدون تخدير، فكان من العادى أن تسمع صراخ طفلة عمرها 7 سنوات فقط يتم إجراء خياطة جرح «10 غرز» بدون تخدير.

مع اشتداد الصراع وتدمير جزء كبير من المبانى السكنية بالقطاع، بدأ المواطنون، وفق ما يرويه الطبيب الفلسطينى، فى النزوح إلى المستشفى باعتباره الأكبر من حيث الحجم والقدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المواطنين، ووصل عددهم لنحو 50 ألف نازح، جزء كبير منهم كان يفترش ساحة المجمع.

الاحتلال اعتقل عدداً كبيراً من الطاقم الطبى وأجبر المتبقين على النزوح إلى الجنوب 

ويضيف: بدأ الاحتلال قصف العيادة الخارجية وكان يوجد بها الكثير من المرضى والنازحين المعتقدين أنها مكان آمن بحسب القانون الدولى، إلا أن قوات الاحتلال قصفت بوابة المستشفى وأطلقت صاروخاً على غرفة العناية المركزة، ما أدى إلى هروب 70% من النازحين خوفاً على حياتهم، وبقى داخل المستشفى نحو 5 آلاف نازح، وعدد من المرضى والذين كانت حالتهم الصحية صعبة ولا يمكنهم الخروج، ونحو 39 من الأطفال الخدج، وبسبب حصار المستشفى لمدة 3 أيام كان يوجد نقص شديد فى الأدوية والحليب، ثم تم اقتحام المستشفى وتفجير جزء من مبنى تخصصات الجراحة، وكان جيش الاحتلال يتجول داخل المستشفى، وقاموا بتكسير الأجهزة الطبية، مثل جهاز الرنين، وتدمير مبنى الأمير نايف وهو الجزء المخصص لعلاج مرضى السرطان، كما فجر عدة أماكن داخل المجمع الطبى.

وقبل بدء تنفيذ الهدنة بيومين قامت قوات الاحتلال بطرد جميع الأطباء وإخلاء المستشفى إلا من بعض المرضى من الحالات الصعبة، وتم اعتقال عدد كبير من الطاقم الطبى بالمستشفى وإجبار المتبقين منا على النزوح إلى الجنوب سيراً على الأقدم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى فلسطين غزة

إقرأ أيضاً:

مجازر وحشية جديدة في غزة.. ومخاوف من إخلاء قسري لمشفى كمال عدوان

قفزة حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة إلى أرقام جديدة، في أعقاب مجازر وحشية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال، وذلك بالتزامن مع تواصل حصار مشفى كمال عدوان، شمال القطاع، ومخاوف من إخلائه تحت تهديد السلاح.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45 ألفا و259 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى و107 آلاف و627 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.


وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 32 مواطنا، وإصابة 54 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.

وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

حصار مستشفى كمال عدوان
من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبتهم بإخلاء المستشفى فوراً، وسط قصف واستهداف من كل جانب.

وأوضح أبو صفية في تصريح صحفي، أن الاحتلال طالب الإخلاء باتجاه مستشفى الإندونيسي في جباليا، مشيرًا إلى أن الظروف غير مهيأة للإخلاء نظرًا لعدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين.

⬅️شاهد ...
مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، الدكتور حسام أبو صفية يتحدث عن الأوضاع الصعبة الذي يمر بها المستشفى نتيجة استمرار الحصار الاسرائيلي pic.twitter.com/Pcto0BaoAI — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 22, 2024
من جهتها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية العالم بتحمل مسؤولياته إزاء استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان شمال غزة، وحماية الطواقم الطبية والمرضى.

وقالت الوزارة في تصريح صحفي السبت: هناك حالياً قصف مكثف و عنيف جدا على المستشفى، يحدث بطريقة غير مسبوقة وبدون أي سابق انذار على قسم الرعاية والحضانة.

وأكدت أن القصف يتم بالقنابل المتفجرات ونيران الدبابات، مستهدفاً المستشفى مباشرة بينما الطواقم الطبية داخل أقسامه.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل تقتل طفلًا في قطاع غزة كل ساعة
  • إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي في شمال غزة
  • كل أسبوع.. ليتنا نستشعر الحرج
  • مجزرة جديدة جنوب غزة / شاهد
  • مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
  • ضوابط رقابية جديدة لتسويق العقارات داخل الكويت وخارجها
  • مستشفى كمال عدوان.. قنابل مستمرة على رؤوس 66 مريضا ومصابا
  • مسعفون في غزة يكافحون لإنقاذ المرضى بعد أمر الاحتلال بإخلاء مستشفى كمال عدوان
  • مجازر وحشية جديدة في غزة.. ومخاوف من إخلاء قسري لمشفى كمال عدوان
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين