«إسراء الجعابيص»: «ابني صار زلمة وكنت معزولة في سجون الاحتلال»
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
بين عشية وضحاها تحولت إسراء الجعابيص من امرأة على قدر كبير من الجمال إلى امرأة تعانى من احتراق 60% من جسدها ومجرمة بسبب حادث لم يكن مقصوداً تسبب فى ابتعادها عن عائلتها لأكثر من 8 سنوات وحرمها من رؤية ابنها الوحيد «معتصم».
وقالت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص لـ«الوطن» إن سعادتها بالإفراج عنها لأنها استطاعت أخيراً أن تقابل ابنها مرة أخرى قائلة: «سعيدة إن ابنى صار زلمة، لكن كل ما أفتكر إن أول كلماته «يا أما»، أفتكر أنه لسه طفل صغير فى نظرى أنا».
فى الحادى عشر من أكتوبر عام 2015 كانت تستعد «إسراء» للانتقال إلى منزلها الجديد فى مدينة القدس، وكانت تحمل معها أنبوبة غاز فارغة، وجهاز تلفاز فى سيارتها وأثناء مرورها بالحاجز العسكرى قرب مستوطنة «معاليه أدوميم»، انفجر بالون الهوا واشتغل مكيف السيارة، وتسبب فى اشتعالها من الداخل، ما أدى لاشتعال النيران بجسدها.
وكانت «إسراء» تصرخ بسبب النيران وهى تطلب النجدة من الموجودين حتى استغاثت بجنود الاحتلال لكن لم يتحرك أى منهم، حتى نُقلت إلى أحد المستشفيات التابعة لشرطة الاحتلال.
وجرى التعامل مع الأمر على أنه حادث عادى، لكن الإعلام العبرى شوه الواقعة، واتهم إسراء بأنها إرهابية كانت تستهدف المجندين وخضعت للتحقيق ومحاكمة استمرت عاماً كاملاً، وصدر الحكم عليها بالسجن 11 عاماً.
التنكيل بإسراء داخل السجن تسبب فى تدهور حالتها الصحية وأصبحت تعانى من مشكلة بالتنفس خاصة بعد منع الأدوية والعلاج عنها وفق طلال الصياد خال الأسيرة. وقال لـ«الوطن» إنه لم يتم إبلاغهم بخروج إسراء ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل من أى جهة رسمية بل عرفوا الخبر من وسائل الإعلام، إلا أن شرطة الاحتلال تواصلت مع شقيقها وطلبت حضوره إلى سجن عوفر للتوقيع على اتفاقية الإفراج والتى منعت أى مظهر من مظاهر الاحتفال بخروجها ولا أن يوجد أى شخص سوى أقاربها من الدرجة الأولى فقط. وأضاف أنه قبيل خروج «إسراء» من سجن عوفر هاجمت شرطة الاحتلال منزل إسراء وفرّقت الموجودين خارج المنزل ومنهم مَن استقبلها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى فلسطين غزة
إقرأ أيضاً:
ذوو معتقلين شاهدوهم يخرجون من سجون الأسد ولم يجدوهم
دمشق- أصبحت ساحة المرجة وسط دمشق وجهة للبحث عن المفقودين الذين خرجوا من أقبية السجون ثم فقدوا بين غرف المشافي وأزقة الحارات وساحات المدن والحدائق، بسبب فقدانهم التواصل مع ذويهم، أو بسبب فقدانهم الذاكرة وعدم تذكر أسمائهم أو عناوينهم.
متنقلا بين المشافي والسجون والأفرع الأمنية، قطع أحمد الشاهين رحلة طويلة من شرق سوريا إلى دمشق للبحث عن ابن أخته، المعتقل منذ عام 2015 في سجن صيدنايا.
شاهدت عائلة "فرج الشاهين" المعتقل صورة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو في مشفى لم تتمكن من تحديده، ولا التعرف على من نشر الصور، رغم لجوئها إلى المنظمات والهلال الأحمر، دون جدوى من البحث المستمر منذ 8 أيام.
ويسأل أحمد الشاهين "من أين أتت هذه الصورة؟ وأين اختفى؟"، وأضاف متحدثا -للجزيرة نت- عن جهوده للعثور على ابن أخته "طبعت هذه الصور ووضعت رقم هاتف أسفلها، ووضعتها مثل ما فعل المئات في ساحة المرجة وسط دمشق، ونشرتها عبر مواقع التواصل، متأملا أن أصل له وأفرح قلب والدته".
صور المفقودين بساحة المرجة وسط دمشق (الجزيرة) اللجوء لساحة المرجةبدوره، لا يزال محمد دهان يبحث عن أخيه أحمد، الذي خرج من السجن وشاهده في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسأل المارة في الشوارع عنه منذ أيام.
إعلانوأوضح للجزيرة نت أنه جاء من حلب إلى دمشق ليبحث عن أخيه وصديقه اللذين ظهرا بالفيديو معا، وكما فعل المئات، لجأ إلى ساحة "المرجة" وسط العاصمة السورية ليضع صورة أخيه إلى جانب صور المفقودين على أمل أن يأتي أحد يعرف مكانه، ليعود به إلى والدته التي يغالبها المرض وهي في انتظاره.
وذكر دهان أنه اعتقل مع اثنين من إخوته في ليلة رأس السنة عام 2017، حيث وجهت لهم تهما كيدية. وبعد أشهر أفرج عن أحمد وأخيه الثاني، وبقي الثالث (أحمد) معتقلا دون أي خبر عنه. وبعد رحلة البحث عنه يسأل "هل انشقت الأرض وابتلعته؟".
أما كمال عجيني، فقال للجزيرة نت إنه يبحث عن أخيه "محمد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه لم يستطع الوصول إلى ساحة المرجة بسبب ضائقة مالية، وتابع "لذلك أعدت نشر الصور والفيديو، وطلبت من الصحفيين والإعلاميين أيضا النشر".
ويؤكد أنه رأى أخاه في فيديو وهو يخرج من السجن ويحمل في يده رغيفا من الخبز، ولكنه لم يصل إلى منزله ولم يتواصل معهم حتى الآن، وهذا ما يزيد من قلق أهله وسط خوف من أن يكون فاقدا للذاكرة، بحيث لا يتذكر اسمه ولا اسم بلدته.
فاطمة الطويل تبحث عن أخيها المفقود في معتقلات الأسد منذ 7 سنوات (الجزيرة) مصير مجهولأم ريان، من جهتها، تقول إنها ما زالت متأكدة أن أخاها "عمر" سيعود إلى منزله وسوف تستقبله بالزغاريد، وتؤكد للجزيرة نت "رأيته بالفيديو وهو ينزل من أحد الحافلات التي نقلت المعتقلين من صيدنايا إلى منطقة برزة في العاصمة دمشق، ولكن لم يتواصل معنا".
وأضافت "ذهبنا من مدينة سراقب إلى دمشق للبحث عنه في المشافي والحدائق والسجون، ولكن لم نحصل على أي نتيجة، فدمشق كبيرة جدا لذلك اعتمدت على نشر الفيديو والصور له على مواقع التواصل التي باتت اليوم تصل إلى أكبر عدد من الناس".
فاطمة الطويل أيضا روت للجزيرة نت أنها قطعت مسافة تقارب الـ700 كيلومتر من الحسكة شمال شرق سوريا إلى دمشق لتبحث عن أخيها "حمود" الذي اعتقل عام 2017 بزعم إلحاقه بخدمة الاحتياط العسكرية، ولكن بعد شهر و10 أيام، فقد التواصل معه حتى اليوم.
إعلانوأضافت أنها منذ 7 سنوات وهي تبحث عن أخيها، وحاولت السؤال عنه في الأفرع الأمنية سابقا، ولكن لم تتلق أي جواب ولم تعرف مصيره.
وقالت "اليوم بعد خروج المساجين من المعتقلات، جئت إلى دمشق للبحث عنه، ونشرت له صورا هنا في ساحة المرجة، ووضعت 3 أرقام للتواصل، لعل أحدا من المفرج عنهم يتعرف عليه، ويبلغني عنه بخبر سار يفرح قلبي الذي يتألم وهو ينتظر عودته إلى منزله".
بشار البرهو يبحث عن ابنه محمد المفقود منذ 5 سنوات (الجزيرة) عشرات آلاف المفقودينبشار البرهو جاء من محافظة حلب ليبحث عن ابنه "محمد" الذي تم اعتقاله من حي الكلاسة بالمحافظة عام 2019 وهو مريض، وكان في طريقه للمشفى، ولكن منذ ذلك التاريخ لم يسمع عنه أي خبر.
ويقول بحرقة "قلبي يحترق على ولدي وفلذة كبدي عندما أسمع من المعتقلين كيف كانوا يتعرضون للتعذيب الوحشي، وشاهدت المكبس ووسائل التعذيب بالكهرباء وغيرها من الوسائل التي لا يمكنني أن أتخيل أن محمد المريض سيتحمل العذاب تحتها، وهذا يؤلمني أكثر".
وأشار إلى أنه حضر ومعه صور لابنه لوضعها بساحة المرجة بعد أن سمع من أشخاص خلال بحثه في المشافي أن أهالي المعتقلين اتخذوا من الساحة مكانا لوضع الصور لتصبح مزارا للكثير من الناس لمساعدة الأهالي بالوصول إلى أبنائهم المفقودين.
وبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد وسيطرة قوات المعارضة السورية على المدن وفتح السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية والإفراج عن المعتقلين، ظل عشرات الآلاف من المعتقلين مفقودين دون أثر لهم، بالتزامن مع اكتشاف مقابر جماعية باتت تشير في تزايد إلى احتمال أن يكون المفقودون في عداد الموتى، وهو ما يؤرق الأهالي الذين كانوا ينتظرون لم شملهم بأحبائهم.