تعافي أول بريطاني مصاب بسلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يتتبع مسؤولو الصحة في بريطانيا اتصالات شخص في شمال يوركشاير يبدو أنه أصيب بفيروس إنفلونزا من الخنازير يسمى A(H1N2)v، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الانتقال في المملكة المتحدة.
يحقق المسؤولون في مكان إصابته بالعدوى، وما إذا كان قد نقلها إلى آخرين
وعلى الرغم من تعافى المصاب بشكل كامل، لكن المسؤولين يحققون في مكان إصابته بالعدوى، وما إذا كان قد نقلها إلى آخرين.
ووفق "نيو ساينتست"، كان الشخص يعاني من مرض خفيف وقد تعافى تماماً منذ ذلك الحين، لكن أطباء الصحة العامة يحققون في كيفية إصابته به، لأن الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر لديها القدرة على التسبب في أوبئة.
ومع ذلك، فقد انتقلت هذه السلالة من الإنفلونزا من الخنازير إلى البشر في بلدان أخرى في 50 حالة تم الإبلاغ عنها منذ عام 2005، دون التسبب في حدث من هذا القبيل.
وقال بول هانتر من جامعة إيست أنجليا، من المطمئن أن الإصابات السابقة لدى البشر الناجمة عن هذا النوع من الفيروسات لا يبدو أنها كانت أكثر خطورة من سلالات الأنفلونزا الموسمية.
وتختلف سلالة الفيروس الموجود في شمال يوركشاير عن الحالات البشرية السابقة لإنفلونزا A (H1N2)، ولكنها تشبه الفيروسات الموجودة في الخنازير في المملكة المتحدة، حسبما تقول وكالة الأمن الصحي البريطانية.
وتم اكتشاف الإصابة لأن المصاب استشار طبيب الأسرة، الذي أرسل عينة للاختبار كجزء من البرنامج الوطني لمراقبة الأنفلونزا الروتينية.
والآن، تم تكثيف الاختبارات في عيادات الرعاية الأولية والمستشفيات في أجزاء من شمال يوركشاير.
وقالت كريستين ميدلميس، كبيرة الأطباء البيطريين في بريطانيا: "يجب على مربي الخنازير أيضاً الإبلاغ عن أي اشتباه في وجود إنفلونزا الخنازير في قطعانهم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في لحظات نادرة من التاريخ، يمرّ بنا أشخاص لا تنتهي رسالتهم عند حدود الزمان، ولا تنحصر آثارهم في جغرافيا المكان، بل يمتد عطاؤهم ليصبح ضوءًا هاديًا يُضيء عتمات هذا العالم، ويظل حاضرًا في ضمير الإنسانية طويلًا بعد أن تخبو الأصوات وتفتر العزائم.
من بين هؤلاء الذين خلّدوا أثرهم في الضمائر والوجدان، يبرز قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، بما حمله من روح متسامية، وعقل نيّر، وقلب يفيض رحمةً وسلامًا.
لقد عرفت في شخصه رمزًا للإنسانية بمعناها الأصيل، وقيمةً رفيعة من قيم السلام العابر للأديان والثقافات، كان رجلًا لا تشغله المناصب عن المبادئ، ولا تُغرِيه الألقاب عن القيم، بل ظل وفيًّا لرسالته، أمينًا على ضمير العالم، نقيّ الصوت في مواجهة صخب المصالح وتقلّب المواقف.
أشهد أنه كان صاحب مشروع عالمي للرحمة، يسير في دربه بخطى ثابتة، ومدّ يدًا ممدودة إلى الآخر أيًّا كانت ديانته أو ثقافته، مؤمنًا بأنّ ما يجمع الناس أعظم بكثير مما يُفرّقهم، وأنّ أبواب الخير لا تُغلق أمام القلوب الصادقة مهما تعددت الانتماءات.
وأشهد أن رسالته لم تكن حبيسة الخطابات أو المؤتمرات، بل كانت حاضرة في كل موقف يتطلب نصرة المظلوم، أو مساندة المهمّش، أو تثبيت قيمة إنسانية في عالم مضطرب، كان يرى في كل إنسان أخًا في الخلق، وشريكًا في المصير، ومهما اشتدت العواصف أو تعالت أصوات الانقسام، ظل ثابتًا على مبدأه، أن السلام حقّ للجميع، وأن الكرامة لا تُمنح لفئة دون أخرى، بل هي عطية إلهية تشمل البشر كافة.
لقد شرفت بلقاءٍ جمعني به في مقر إقامته بالفاتيكان، فوجدت فيه روحًا كبيرة، وتواضعًا كريمًا، وحكمة صافية، ودارت بيننا أحاديث وديّة عميقة حول مسارات تعزيز التفاهم والتلاقي بين أتباع الديانات، وكنت ممتنًّا لتلك الحفاوة النبيلة التي أحاطني بها، ولرفقة كريمة من المونسينيور يوأنس لحظي جيد، الذي كان شاهدًا على عمق التقدير المتبادل، وحرارة اللقاء الإنساني الصادق.
ولم يكن ذلك اللقاء إلا امتدادًا لخطٍ طويل من المواقف النبيلة التي جمعته بعدد من القيادات الدينية، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث تكلّلت لقاءاتهما برسائل واضحة إلى العالم، تُعلن أن السلام ممكن، وأن الحوار ليس ترفًا فكريًّا بل ضرورة أخلاقية، وأنّ الرسالات السماوية ما جاءت إلا لتكون سندًا للضعيف، وعدلًا للمظلوم، وسلامًا للعالمين.
وسيظل التاريخ يسجل لهذا الرجل مواقفه النبيلة في وجه الحروب والنزاعات، ووقوفه الصريح مع المظلومين والمشردين، وحرصه الصادق على كرامة الإنسان، كائنًا من كان، حيث لم تكن إنسانيته طارئة ولا رد فعل، بل كانت مشروع حياةٍ آمن به، ودعا إليه، وسار فيه بثبات وإخلاص.
إن القيم التي حملها قداسته ستظل نبراسًا لكل صاحب ضمير حي، ومصدر إلهام لمن يسعى إلى صناعة عالم أكثر عدلًا ورحمة، وأدعو الله أن يُبقي ذكراه حيّة في ضمائر الأجيال، منارةً للسلام، وعنوانًا للتسامح، وصوتًا خالدًا للعقل والحكمة.