خبير أمن إقليمي: العالم كله يدرك أنه لا حل للقضية الفلسطينية بدون مصر
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قال الدكتور أحمد الشحات خبير الأمن الإقليمي والدولي، إن خطابات الرئيس السيسي واضحة وفي منتهى البلاغة ومعبرة عن الشعب المصري بالكامل بشأن الأحداث الجارية في قطاع غزة، مضيفا في حواره لـ «الوطن» أن الرئيس السيسي أشار إلى تعدد بؤر التوتر في المنطقة وحجم التحديات الراهنة، والتغطية التى قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للأحداث الجارية متميزة، وإلى نص الحوار.
مصر ترفض بشكل قاطع مبدأ التهجير وتعتبره خط أحمر، وعندما يشير الرئيس في حديثه إلى الخط الأحمر فهو يشير إلى أن الاقتراب منه يعد بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي المصري الذي سيتطلب معه إجراءات ورد فعل غير قابل للنقاش، والعالم يدرك جيدا أن الدولة المصرية حينما تضع خطوطا حمراء يجب أن لا يقترب منها أحد وإسرائيل ليست في معزل عن ذلك.
- ما رأيك في تغطية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للأحداث وانعكساها على الصعيد الإقليمي؟قنوات ومنصات وصحف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت تغطية إعلامية شاملة ومتنوعة للأحداث الجارية في فلسطين بشكل مختلف ومميز، وسينعكس ذلك بكل تأكيد على المستوى الإقليمي في تعزيز مكانة الدولة المصرية، وهناك أبعاد أخرى منها وصول الإعلام المصري للمواطن الأوروبي والأمريكي وتحقيق مصداقية لديه تتفوق على وسائل الإعلام المحلية لديهم،ـ وقدمت المتحدة بشكل عام تغطية موضوعية تعكس الأحداث بشكل متزن وتتسم بالواقعية وخاصة «القاهرة الإخبارية» التي حققت تأثيرًا مميزًا في متابعة تبادل الأسرى والهدنة، وكانت مرجعًا لمعظم القنوات الدولية وحتى القنوات الإسرائيلية، بالإضافة لطاقم المراسلين المتميزين وتنوع المحللين من مختلف البلاد ووجهات النظر.
- كيف ترى حجم الدور المصري في التعامل مع أزمة قطاع غزة؟الدور المصري هو الأكثر فاعلية في التعامل مع المشهد، وهو دور حاسم وفاعل ويتحرك على مسارات مختلفة، أبرزها على المستوى السياسي الدعوة لقمة السلام بمشاركة عدد كبير من الدول، وكانت القمة هي باكورة فكرة حشد المجتمع الدولي وإعادة الزخم للقضية بشكل كبير، وإعادة فكرة حل الدولتين كحل رئيسي وفاعل وحلحلة الموقف العام، وتكرر التوجه في عدة فعاليات من خلال كلمات الرئيس في العديد من المناسبات، كما شاركت مصر في القمة العربية الإسلامية التى عقدت في الرياض، وأكدت على ثوابتها ورؤيتها في تطورات الأوضاع بقطاع غزة.
- ما ردك على ادعاءات تغير الموقف المصري؟الموقف المصري تجاه غزة ثابت لم ولن يتغير بل يتطور بمزيد من الجهود الداعمة للقضية، وتتبنى الخارجية المصرية الاتجاه ذاته في المفاوضات الدولية، كما أن وزير الخارجية أكد ثبات الموقف المصري تجاه قضية التهجير بشكل واضح، والرئيس السيسي دائما يؤكد أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري ولم يغلق، وذلك ردا على الإدعاءات الإسرائيلية التى تقول إن المساعدات تتعطل بسبب إغلاق المعبر من جانب مصر، وهو أمر لم يحدث ولكنه من صناعة المخطط الإسرائيلي للتضليل والتزييف.
- ما سر توضيح نسبة مشاركة مصر في مساعدات غزة؟إشارة الرئيس السيسي إلى عدد الحاويات والشاحنات وأن أكثر من 70% المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة هي من الدولة المصرية، تعتبر رسالة تأكيد على مسؤولية مصر حكومة وشعبا وجهات رسمية ومجتمع مدني تجاه الأشقاء في فلسطين، على الرغم من التحديات الاقتصادية التى تشهدها المنطقة وليس مصر فقط، بما يؤكد أن مصر ملتزمة بمسؤوليتها العربية وداعمة لأشقائها رغم التحديات والأزمات.
الشحات: مصر قبلة زعماء وقادة العالم من أجل التفاوض في قضية غزة - ما تعليلك لتوافد العديد من زعماء العالم لتباحث قضية غزة؟مصر مستمرة في الدعم وممارسة كافة السياسات التي يمكنها أن تحلحل الوضع على المستوى الإقليمي والدولي، وكانت وما زالت قبلة العالم للدول التى تلعب دورًا أساسيًا في المفاوضات، وكل قيادات الدول المؤثرة حرصت على الوصول إلى مصر من أجل التباحث والنقاش لأنها صاحبة الدور الواضح والمؤثر في المنطقة، ومصر بكل تأكيد هي أهل ثقة بالنسبة للدول الكبرى، ويمكنها وضع تصورات مهمة وفاعلة قد تسهم في الحد من الصراع.
- برأيك.. هل من الممكن أن تكون الهدنة بداية لطريق المفاوضات؟ما يحدث في قطاع غزة يعكس نجاح جهود الوساطة المصرية القطرية في توفير الأجواء المناسبة المهيئة لتمرير اتفاق الهدنة وتنفيذ بنودة بشكل مرحلي، وكذلك يؤكد حرص طرفي الصراع على تفعيله في إطار كونه الوسيلة الأفضل والأكثر فاعلية لتبادل الأسرى من الطرفين بعيدا عن مسار العنف، والأيام القادمة من الهدنة ستكون اختبارا جديدا لمدى جدية الالتزام بين الطرفين في إتمام تنفيذ الاتفاق، ومن الممكن أن تؤشر نتائج نجاح المرحلة الأولى إلى احتمالية تمديد الاتفاق لصفاقات أخرى في هذا السياق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتحدة أحمد الشحات غزة فلسطين التهجير معبر رفح الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته التفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، برهنت عن حجم المجهود التي تبذله الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة لتعافي واستعادة قوة الاقتصاد الوطني، على كافة الأصعدة التى تتعدد ما بين تدشين المشروعات الاستثمارية العملاقة، لتوفير فرص جاذبة للمستثمرين، فضلا عن الإجراءات والتيسيرات التي تعلن عنها الحكومة باستمرار لدعم أصحاب المشروعات الضخمة والمتوسطة والصغيرة، لافتاً إلى أن هناك إعادة هيكلة تمت رأسا على عقب لمنظومة التعامل مع المستثمر خلقت بالفعل سوق جاذب قادر على التواجد بل ومنافسة الأسواق الناشئة أيضا بمحيط المنطقة.
وأضاف "العسال"، أن حديث الرئيس السيسي كشف عن أن الدولة المصرية تُدير الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة، فقد نجحت في توطيد العلاقات الاقتصادية المشتركة مع كبرى التجمعات العالمية، فسنجد أن مصر كانت حاضرة وبقوة في التجمعات الاقتصادية الهامة مثل البريكس أو منظومة الدول الثماني النامية، مشيراً إلى أن هذا التواجد يمنح السوق المصري فرصة لتحقيق الاستفادة المتبادلة مع أعضاء هذه التكتلات، خاصة أن تجمع مثل دول البريكس (BRICS)، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، يحمل أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل تنامي نفوذ البريكس كمجموعة تسعى لكسر هيمنة الدول الغربية والمؤسسات التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تجمع دول البريكس يسعى أيضا إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يمكن أن يساعد السوق المصري على تنويع مصادر التمويل، بجانب حجم المزايا التى تعود علينا في دعم المشروعات التنموية، مثل البنية التحتية والطاقة، مما يتيح تعزيز خططنا في مجالات مثل التحول للطاقة النظيفة والمشروعات الصناعية والزراعية، بجانب البعد السياسي الهام الذى تسعى إليه الدولة من خلال التوسع في شراكتها الدولية مع أقوى الأنظمة الاقتصادية مثل الصين، مؤكداً أيضا أن انعقاد قمة الدول الثمانية في مصر لأول مرة منذ 24 عاما، كانت خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الأعضاء، خاصة أن تلك المنظمة ناتجها المحلي يبلغ 5 تريليون دولار وحجم الكتلة السكانية لها يمثل حوالي 14% من سكان العالم.
وأوضح النائب هاني العسال، أن حديث الرئيس بشأن سعي الدولة لمواكبة الأسواق الأوروبية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومن أهمها طاقة الشمس والرياح، دلالة على الطفرة التى تحققها الدولة في مجالات الطاقة في ظل السباق العالمي وزيادة التحديات العالمية مع الصراعات الجيوسياسية التى تلقي بظلالها على المنطقة، لافتاً إلى أن مصر قد أطلقت استراتيجية الطاقة المستدامة 2035، التي تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2035، حيث تعمل الاستراتيجية على تعزيز تنويع مصادر الطاقة بين الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، فقد نفذت مشروع مزرعة رياح جبل الزيت والتى تعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم، لذلك تسعى إلى زيادة التعاون مع الأسواق العالمية والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، لتوفير التمويل والدعم الفني لمشروعات الطاقة.