السعودية تفوز باستضافة معرض “إكسبو 2030”
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/ وكالات
أعلنت الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، الثلاثاء، فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم معرض “إكسبو 2030” في العاصمة الرياض، بعد حصولها على 119 صوتاً، مقابل 29 صوتاً لملف مدينة بوسان (كوريا الجنوبية) و17 صوتاً لملف العاصمة الإيطالية روما، في اقتراع سري بالعاصمة الفرنسية باريس.
وشهدت الجمعية العامة الـ173 للمكتب الدولي للمعارض، تقديم العروض النهائية لمشروعات المعرض الخاصة بكل مدينة مرشحة للاستضافة.
وقدمت الدول المتنافسة ملفاتها عبر مقاطع فيديو ترويجية وكلمات لعدد من المشاهير والفاعلين في مجالات السياسة والفن والثقافة قبل أن يتم الإعلان عن الدولة الفائزة.
وتعهَّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بتقديم “معرض مميز، يغيّر المعادلة”، معتبراً أن الفوز بثلثي الأصوات دلالة على مكانة السعودية، وثقة المجتمع الدولي في ما يحدث في المملكة في إطار “رؤية 2030″، معبَّراً عن امتنانه للدول التي صوتت لصالح ملف الرياض.
وكان وزير الخارجية السعودي قدم ملف ترشح بلاده، مؤكداً أن المملكة ستعمل مع جميع الدول لتقديم معرض “من العالم وللعالم”، وإيجاد طرق جديدة لتعزيز العمل الجماعي والتعاون.
وأعلن أنه وبموجب مبادرة “عالم واحد، رواق واحد”، ستقدم السعودية أكثر من 348 مليون دولار للدول المائة المؤهلة للمشاركة، لمساعدتها على بناء الأجنحة.
واعتبر الأمير فيصل بن فرحان أن “إكسبو 2030” يأتي في ظرفية خاصة تجمع بين المعرض بحد ذاته وأهداف التنمية المستدامة و”رؤية المملكة 2030″، مؤكداً أن الرياض تعمل على تسريع التقدم على كافة الأصعدة.
وأشار إلى أن الموضوع الذي تقترحه السعودية للمعرض “عصر التغيير: معاً من أجل غدٍ مستنير”، يظهر التزام المملكة “بإيجاد مسارات جديدة للعمل الجماعي والتعاون”، متعهداً بالعمل مع الدول كلها لتقديم “إكسبو” للعالم، مؤكداً أن الفرص متاحة للجميع للمشاركة.
وأضاف بن فرحان أن أشكال الدعم هذه “هي في أساس خططنا من أجل تعزيز دور هذا المعرض لعرض كل الثقافات والمضي قدماً في الازدهار والتطور والنمو”، لافتاً إلى أن السعودية “تعمل على تسريع التطور على كل الجبهات”.
بدأت السعودية حملتها الترويجية لاستضافة معرض إكسبو 2030، في 28 مارس 2022. وانطلقت حملة “إكسبو الرياض 2030″، بعد إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تقديم الرياض طلب رسمي لاستضافة المعرض، تحت شعار: “حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل”.
وباختيار الرياض لتنظيم الحدث العالمي، من المتوقع حضور أكثر من 40 مليون زائر، وتمكين أكثر من مليار شخص بالتفاعل مع المعرض عبر خاصية “ميتافيرس”.
وخلال الجمعية العامة الـ172 في 20 يونيو الماضي، استعرضت الدول الأعضاء نتائج بعثات التحقيق الخاصة بالمكتب الدولي للمعارض، لتقييم المشروعات المرشحة للمعرض، وبعد ذلك، صوَّتت الدول الأعضاء لصالح 3 مشروعات فقط، اعتبرتها اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض “قابلة للتطبيق ومتوافقة مع لوائح المكتب الدولي للمعارض”، وتخص هذه المشروعات السعودية، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إكسبو 2030 الرياض السعودية الدولی للمعارض إکسبو 2030
إقرأ أيضاً:
لا شيء سيعرقل سعي السعودية نحو تنفيذ رؤية 2030
مايكل فورمان هو رئيس مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن
انضممت إلى بعض الأعضاء الشباب في مجلس العلاقات الخارجية (CFR) هذا الأسبوع، في رحلة استكشافية إلى السعودية
عندما وصلنا الرياض، لم يسعنا إلا أن ننبهر بالحركة النشطة التي تعم العاصمة. تبدو المدينة وكأنها ورشة بناء عملاقة، مع عشرات وربما مئات الرافعات التي تملأ الأفق، والمباني المكتبية المزدحمة برجال وسيدات أعمال سعوديين وأجانب، وحركة المرور التي بالكاد تتحرك.
لم أرَ الكثير من النساء يقودن السيارات، ولكن كل النساء اللواتي التقيناهن (وكذلك الرجال) تحدثن – تقريبًا بالكلمات نفسها – عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المذهلة التي شهدتها المملكة خلال السنوات السبع الماضية تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أو كما يُعرف بـ “MBS”.
عندما سألنا عن اختفاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن مدى استياء الرجال المحافظين من التغيرات، وكيف يتم التعامل مع المعارضة، كانت الإجابات أقل وضوحًا.
السعوديون الذين التقيناهم كانوا سعداء بتقييد دور الهيئة، لكن قلة منهم كانت لديهم رؤية واضحة عن حجم المعارضة الكامنة تجاه محمد بن سلمان.
فيما يتعلق بحقوق الإنسان، كانوا متحفظين بشكل واضح، مشيرين إلى “بعض المشاكل” وبأخطاء الماضي”.
تساءل البعض عما إذا كانت المملكة تواجه مشكلة في حقوق الإنسان أصلاً ولم يكن من الصعب استنتاج أن بعض السعوديين يخشون أن يؤدي الصدق في الحديث إلى وقوعهم في المشاكل.
سمعنا من البعض أن النظام يستخدم المراقبة بشكل فعال للسيطرة على أي معارضة.
السعوديون الذين يلتقي بهم معظم الأجانب يستمتعون بحرياتهم المكتشفة حديثًا ويشيدون بإنجازات النظام، وهناك الكثير مما يستحق الإشادة.
تعد رؤية 2030، خطة محمد بن سلمان لتحديث البلاد وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، بالفعل رؤية طموحة، لكن الأهم من ذلك هو أن المسؤولين يبدون اهتمامًا كبيرًا بكيفية تنفيذ الخطة بقدر اهتمامهم بكيفية تسويقها للزوار والمستثمرين الأجانب.
الخطة طموحة للغاية، وبينما تم تحقيق بعض الأهداف بالفعل أو تجاوزها، من المؤكد أن الحكومة ستواجه تحديات وقد تضطر إلى تقليص بعض الطموحات.
من الأمثلة التي يمكن الحديث عنها في هذا الإطار، يبدو من المشكوك فيه أن تتمكن المملكة من تحقيق عائد معقول على الاستثمار من جهودها لإنشاء قطاع للمركبات الكهربائية من الصفر في وقت يشهد فائضًا عالميًا في هذا المجال، ودون وجود النظام البيئي لصناعة السيارات المتوفر في الصين أو أوروبا أو الولايات المتحدة.
كما يجري تقليص “ذا لاين”، المدينة الذكية الممتدة على طول 110 أميال والمصممة في مبنى واحد في مدينة نيوم، إلى جزء صغير من حجمها الأصلي، في الوقت الحالي على الأقل.
ومع ذلك، إذا حققت السعودية حتى نصف ما تسعى إليه، فسيكون ذلك نجاحًا مذهلًا ليس فقط من حيث تنويع الاقتصاد، ولكن أيضًا كمثال يُحتذى به لبقية المنطقة حول ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة والعزم.
بالطبع، وكما أشار بعض الذين تحدثنا معهم، فإن امتلاك السعودية موارد شبه غير محدودة وغياب القيود الديمقراطية يسهم في تسريع التقدم.
تعرب بعض النخب عن شكوكهم في أن الديمقراطية هي الشكل المناسب للحكم في السعودية، مؤكدين أن المملكة ما كانت لتتطور بهذه السرعة دون قيادة سلطوية.
السعوديون عازمون على منع تشتيت انتباههم عن رؤية 2030 بسبب مشاكل المنطقة المضطربة التي يعيشون فيها، ومن هنا جاءت انعطافتهم الحادة في العلاقة مع إيران، الخصم التقليدي الذي استعادوا العلاقات معه العام الماضي.
تطبيع العلاقات مع طهران، مهما بدا سطحيًا، يزيل أحد عوامل التشتيت المحتملة من الواجهة. عندما سُئلوا عما إذا كانت السعودية ستدعم استراتيجية “الضغط الأقصى” التي انتهجها ترامب تجاه إيران، أشار أحد محدثينا إلى أن السعوديين سيتعين عليهم التعامل مع ترامب لأربع سنوات فقط، ولكن مع إيران لألف عام.
يزيل الالتزام بوقف إطلاق النار مع الحوثيين الذين كانوا يقاتلونهم في اليمن والمشاركة في عملية السلام هنا عامل تشتيت آخر محتمل، والسعوديون يبدون سعداء بشكل واضح بأن الولايات المتحدة، وليست السعودية، هي من تقصف الحوثيين الآن، مما يجعل الرياض المستفيد النهائي.
قضية فلسطين؟ على الرغم من أن القيادة السعودية كانت تتحدث عنها بشكل نظري لعقود، إلا أن القضية لم تكن أبدًا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لها، ولكن الآن، مع عرض لقطات الحرب في غزة على مدار الساعة على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت القيادة تدرك أن القضية الفلسطينية لها صدى بين الشعب السعودي ولا يمكن تجاهلها، ومن هنا جاء التشدد الأخير في الموقف الرسمي بضرورة رؤية دولة فلسطينية، وليس فقط طريقًا نحو تلك الدولة، قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ومع ذلك، عندما سألت السعوديين عما إذا كانت بلادهم ستوافق على توفير الأمن في غزة أو تمويل إعادة إعمارها، شعرت بوضوح أن رأيهم هو أن غزة هي مشكلة اميركا لكي تحلها، وذكروا أن الولايات المتحدة، بعدم فرضها ضغطًا فعالًا على إسرائيل، هي التي أفسدت غزة وبالتالي عليها إصلاحها.
وبالحديث عن الولايات المتحدة، يظل السعوديون متحمسين لاتفاقية أمنية ثنائية مع واشنطن، منفصلة عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن مسألة ما إذا كان ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سيصادقون على ذلك أمر آخر.
وأُخبرنا أن الصين موجودة بقوة في السعودية والمملكة مثل العديد من الدول، لا تريد أن تضطر للاختيار بين الولايات المتحدة والصين.
يفضل السعوديون الاعتماد على الدم والموارد الأمريكية للدفاع عن بلادهم، بينما يمنحون الصين، شريكهم التجاري الرئيسي، عقودًا كبيرة لتطويرها.
في نهاية المطاف، الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى النفط السعودي كما كانت من قبل، ولكن الصين بحاجة إليه، والسعوديون سعداء تمامًا بقبول عروض الشركات الصينية المملوكة للدولة المدعومة لبناء برج بعد برج والتحدي الحقيقي سيكون في البنية التحتية الرقمية، فمع انخراط الولايات المتحدة والصين في فك ارتباط تقني انتقائي، قد تجد السعودية، التي تسعى إلى لعب دور كبير في الذكاء الاصطناعي، نفسها مضطرة للوقوف مع طرف ضد الآخر.
بطبيعة الحال، أراد السعوديون الذين التقيناهم التحدث عما يعنيه وصول إدارة ترامب الجديدة لبلدهم وللشرق الأوسط بشكل عام وكانوا متفائلين بشأن العلاقة الثنائية، بالنظر إلى محبة دونالد ترامب للمملكة، لكنهم كانوا في حيرة من بعض مرشحيه المُعلنين، الذين يعدون من بين أكثر الشخصيات السياسية دعمًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
في عام 1972، كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الشيوعية، يتمتع بغطاء سياسي كافٍ مكنه من السفر إلى الصين لفتح العلاقات مع الحكومة الشيوعية، مما دفع المعلقين إلى القول: “فقط نيكسون يستطيع الذهاب إلى الصين”، وبالمثل، يأمل السعوديون أن يتمكن ترامب، الذي لديه مصداقية كونه داعمًا لا يتزعزع لنتنياهو، من إجبار إسرائيل على قبول حل الدولتين الحقيقي.
ربما يكون ترامب هو الوحيد القادر على الذهاب إلى رام الله، ولكن حتى لو لم يدفع أبدًا نحو حل الدولتين بشكل جاد، كما يبدو الأكثر احتمالًا، فمن المرجح أن السعوديين لن يثيروا الكثير من الجلبة ففي الوقت الحالي، هم يركزون على الشؤون الداخلية.