محللون سياسيون: خسائر الاحتلال المعلنة أقل من الواقع بكثير وتكتمه غير مسبوق
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
اتفق محللون سياسيون -تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- على أن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدد مصابيه خلال الحرب بلغ ألفا من ضباطه وجنوده، لا يمثل الحصيلة الحقيقية التي يرون أنها أكثر من ذلك بكثير، مؤكدين أن حالة التكتم على المعلومات في هذه الحرب غير مسبوقة.
وبالتزامن مع تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أقر فيها بفشل الجيش والاستخبارات في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اعترف الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 50 يوما من بداية الحرب، أن 1000 من ضباطه وجنوده أصيبوا بجروح مختلفة خلال أيامها، منهم 202 جراحهم خطيرة.
وجاء هذا الإعلان بعد أيام من تصريحات لرئيس جمعية المعاقين في جيش الاحتلال، قال فيها إن الحرب على غزة خلفت 1600 معاق، معربا في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عن توقعه أن تكشف الأيام التالية عن آلاف آخرين يعانون من اضطرابات نفسية جراء أهوال الحرب.
أشدها تكتماوقال الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن هذه الحرب من بين مواجهات الاحتلال عبر تاريخه، شهدت أشد حالات التكتم ومنع وصول المعلومات للشعب الإسرائيلي، سواء من حيث مجريات العمليات العسكرية أو الخسائر المترتبة عليها.
وأرجع مصطفى ذلك إلى محاولة القيادة السياسية والعسكرية الحفاظ على الحالة المعنوية لدى الشارع وبقاء الدعم والثقة في الجيش والتي تخلخلت بشكل واضح بعد الإخفاق في ا(لسابع من أكتوبر)، حيث ضُربت الثقة التاريخية بين المجتمع والمؤسسة العسكرية، حسب تعبيره.
ولفت في هذا السياق إلى أن الإعلام الإسرائيلي ظهر في صورة متواطئة بشكل فج مع الرواية الرسمية، وتبنيه لإعلانات الناطق باسم الجيش الذي ثبت كذبه أكثر من مرة، واعتماده على معلومات غير دقيقة، كما تجنب ذلك الإعلام مواجهته بأسئلة حقيقية وموضوعية حول ما يجري في غزة.
لا تمثل الحقيقةبدوره، قال اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن الأرقام التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي لا تمثل الحقيقة ولا نصفها، معربا عن قناعته أن خسائره أكثر من ذلك بكثير استنادا لمعطيات أبرزها ما كشفه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ووثقه بمقاطع مصورة لم تغط جميع المواجهات.
وضمن تلك المعطيات التي اعتمد عليها الدويري في التشكيك بالرواية الإسرائيلية، تصريحات صحفيين من داخل الأراضي المحتلة، تحدث بعضها عن سقوط أكثر من ألفي قتيل إسرائيلي و11 ألف جريح، دون الحديث عن المصابين بآثار الصدمة النفسية للحرب، حسب قوله.
ويعارض الدويري تحليلات إسرائيلية ترى أن فترة الهدنة وصور الإفراج عن المحتجزين لدى حماس من شأنها أن ترفع الروح المعنوية لدى الجنود الإسرائيليين مما سيعزز من أدائهم في حال استمر القتال، مرجعا ذلك إلى عدم تحقيق أي هدف عسكري على الأرض وأن المتجزين لم يفرج عنهم بعملية عسكرية وإنما بهدنة وتفاوض.
ضغوط أميركيةفيما يرى الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الإدارة الأميركية باتت على قناعة تامة بأنه من الصعب أن تحقق إسرائيل هدفها الرئيسي المعلن وهو التخلص من حماس، وكذلك صعوبة إطلاق الرهائن عبر عملية عسكرية، لذلك تضغط من أجل الدخول في مفاوضات لإطلاق سراح باقي الرهائن.
ولفت إلى أن الإعلام الأميركي بدأ الحديث مؤخرا عن إمكانية الانتقال من هدنة مؤقتة لأخرى دائمة ثم لوقف إطلاق نار كامل، وهو تحول كبير في الخطاب، مشيرا إلى وجود إدراك أميركي يتخوف من تحول الحرب لصراع مفتوح إقليميا في حال طال أمدها أكثر.
ويرجح العناني وجود مراجعة أميركية داخلية غير معلنة فيما يتعلق بالبحث عن مخرج من هذه الأزمة تقوم على أمرين، أحدهما حفظ ماء وجه إسرائيل معها، والآخر الحيلولة دون منح حركة حماس نشوة الانتصار.
لكنه يرى في ذات الوقت أنه لم يتم التوصل بعد لرؤية أميركية واضحة تتعلق بالوضع في غزة لما بعد الحرب، والترتيبات الأمنية اللازمة حينها، والتي من الممكن أن تكون في إطار إيجاد منطقة أمنية وتواجد قوات دولية كقوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
شهيدان برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 ، استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
وجاء عن الهلال الأحمر، أنه جرى "إخلاء سبيل طواقمنا المحاصرة داخل منزل وبداخله شهيدين. تم استلامهما من طواقمنا في الحي الشرقي في جنين وجرى نقلهما إلى المستشفى".
والشهيدان هما رامي الهزهوزي وفراس فتحي.
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت النار صوب شابين خلال اقتحامها الحي الشرقي من المدينة، وتركتهما ينزفان ومنعت طواقم الإسعاف من نقلهما، ما أدى إلى استشهادهما.
يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات فجر الثلاثاء، وقد أصيب خلال هذا العدوان 9 مواطنين بالرصاص الحي وبشظايا قذيفة أطلقتها مسيرة إسرائيلية وسط تدمير للبنية التحتية، الذي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن أحياء واسعة في المدينة والمخيم.
وباستشهاد الشابين في الحي الشرقي من مدينة جنين، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين اليوم إلى خمسة، إذ استشهد ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في وقت سابق من اليوم في قرية مثلث الشهداء، جنوب المحافظة، هم: رائد عبد الرحمن صادق حنايشة (24 عاماً)، وأنور نضال توفيق سباعنة (25 عاما)، وعدنان سليمان طزازعة (32 عاما).
المصدر : وكالة سوا