اتفق محللون سياسيون -تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- على أن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدد مصابيه خلال الحرب بلغ ألفا من ضباطه وجنوده، لا يمثل الحصيلة الحقيقية التي يرون أنها أكثر من ذلك بكثير، مؤكدين أن حالة التكتم على المعلومات في هذه الحرب غير مسبوقة.

وبالتزامن مع تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أقر فيها بفشل الجيش والاستخبارات في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اعترف الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 50 يوما من بداية الحرب، أن 1000 من ضباطه وجنوده أصيبوا بجروح مختلفة خلال أيامها، منهم 202 جراحهم خطيرة.

وجاء هذا الإعلان بعد أيام من تصريحات لرئيس جمعية المعاقين في جيش الاحتلال، قال فيها إن الحرب على غزة خلفت 1600 معاق، معربا في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عن توقعه أن تكشف الأيام التالية عن آلاف آخرين يعانون من اضطرابات نفسية جراء أهوال الحرب.

أشدها تكتما

وقال الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن هذه الحرب من بين مواجهات الاحتلال عبر تاريخه، شهدت أشد حالات التكتم ومنع وصول المعلومات للشعب الإسرائيلي، سواء من حيث مجريات العمليات العسكرية أو الخسائر المترتبة عليها.

وأرجع مصطفى ذلك إلى محاولة القيادة السياسية والعسكرية الحفاظ على الحالة المعنوية لدى الشارع وبقاء الدعم والثقة في الجيش والتي تخلخلت بشكل واضح بعد الإخفاق في ا(لسابع من أكتوبر)، حيث ضُربت الثقة التاريخية بين المجتمع والمؤسسة العسكرية، حسب تعبيره.

ولفت في هذا السياق إلى أن الإعلام الإسرائيلي ظهر في صورة متواطئة بشكل فج مع الرواية الرسمية، وتبنيه لإعلانات الناطق باسم الجيش الذي ثبت كذبه أكثر من مرة، واعتماده على معلومات غير دقيقة، كما تجنب ذلك الإعلام مواجهته بأسئلة حقيقية وموضوعية حول ما يجري في غزة.

لا تمثل الحقيقة

بدوره، قال اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن الأرقام التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي لا تمثل الحقيقة ولا نصفها، معربا عن قناعته أن خسائره أكثر من ذلك بكثير استنادا لمعطيات أبرزها ما كشفه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ووثقه بمقاطع مصورة لم تغط جميع المواجهات.

وضمن تلك المعطيات التي اعتمد عليها الدويري في التشكيك بالرواية الإسرائيلية، تصريحات صحفيين من داخل الأراضي المحتلة، تحدث بعضها عن سقوط أكثر من ألفي قتيل إسرائيلي و11 ألف جريح، دون الحديث عن المصابين بآثار الصدمة النفسية للحرب، حسب قوله.

ويعارض الدويري تحليلات إسرائيلية ترى أن فترة الهدنة وصور الإفراج عن المحتجزين لدى حماس من شأنها أن ترفع الروح المعنوية لدى الجنود الإسرائيليين مما سيعزز من أدائهم في حال استمر القتال، مرجعا ذلك إلى عدم تحقيق أي هدف عسكري على الأرض وأن المتجزين لم يفرج عنهم بعملية عسكرية وإنما بهدنة وتفاوض.

ضغوط أميركية

فيما يرى الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الإدارة الأميركية باتت على قناعة تامة بأنه من الصعب أن تحقق إسرائيل هدفها الرئيسي المعلن وهو التخلص من حماس، وكذلك صعوبة إطلاق الرهائن عبر عملية عسكرية، لذلك تضغط من أجل الدخول في مفاوضات لإطلاق سراح باقي الرهائن.

ولفت إلى أن الإعلام الأميركي بدأ الحديث مؤخرا عن إمكانية الانتقال من هدنة مؤقتة لأخرى دائمة ثم لوقف إطلاق نار كامل، وهو تحول كبير في الخطاب، مشيرا إلى وجود إدراك أميركي يتخوف من تحول الحرب لصراع مفتوح إقليميا في حال طال أمدها أكثر.

ويرجح العناني وجود مراجعة أميركية داخلية غير معلنة فيما يتعلق بالبحث عن مخرج من هذه الأزمة تقوم على أمرين، أحدهما حفظ ماء وجه إسرائيل معها، والآخر الحيلولة دون منح حركة حماس نشوة الانتصار.

لكنه يرى في ذات الوقت أنه لم يتم التوصل بعد لرؤية أميركية واضحة تتعلق بالوضع في غزة لما بعد الحرب، والترتيبات الأمنية اللازمة حينها، والتي من الممكن أن تكون في إطار إيجاد منطقة أمنية وتواجد قوات دولية كقوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين غرب جنين

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس مقتل شابين برصاص إسرائيلي في برقين غرب جنين بالضفة الغربية.

وقالت الوزارة، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم ، إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها بمقتل الشابين قتيبة وليد أحمد شلبي "30 عاماً" ومحمد أسعد محمود نزال "25 عاماً" برصاص الاحتلال في برقين غرب جنين مساء أمس".

ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" ، "كانت قوات الاحتلال، حاصرت مساء أمس الأربعاء، منزلاً في بلدة برقين، وأطلقت تجاهه عدة صواريخ من طائرة مسيرة وقذائف انيرجا، بعد أن تسللت قوات خاصة إلى البلدة وحاصرة المنزل، وطلبت من المتواجدين فيه الخروج منه عبر مكبرات الصوت".

وطبقاً للوكالة، "هدمت قوات الاحتلال المنزل المحاصر وسوته بالأرض، بعدما جرفته بواسطة جرافة ثقيلة، واحتجزت جثماني الشهيدين شلبي ونزال وهما من بلدة قباطية".

كانت قوات الاحتلال، حاصرت مساء أمس الأربعاء، منزلا في بلدة برقين، وأطلقت تجاهه عدة صواريخ من طائرة مسيرة وقذائف "انيرجا"، بعد أن تسللت قوات خاصة إلى البلدة وحاصرت المنزل
التفاصيل: https://t.co/ap0k0Mg1rU pic.twitter.com/g0KhC6l9FS

— Wafa News Agency (@WAFA_PS) January 23, 2025

وأفادت جمعية الهلال الاحمر بأن طواقمها تعاملت مع إصابة رجل 60 عاماً بالرصاص الحي بالقدم اليمنى وشظايا رصاص حي باليسرى في برقين، وهو مالك المنزل الذي تم محاصرته وهدمه.

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت تعزز علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي للدعم التكنولوجي في الحرب على غزة.. تفاصيل
  • تدمير أكثر من 80% من آليات بلدية غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين غرب جنين
  • الجيش الإسرائيلي يكشف خسائر لواء غفعاتي بعد انسحابه من غزة
  • «الاحتلال الإسرائيلي» يواصل اقتحام مخيم جنين نحو أكثر من 16 ساعة
  • محللون: هجوم الاحتلال على جنين هدفه التغطية على فشله بغزة
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف خسائر جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة.. أرقام مرعبة
  • استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومناوشات مع نتنياهو .. ماذا يحدث؟
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: أتحمل كامل المسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يُخطر مواطنين بعدم الوصول إلى أراضيهم غرب بيت لحم