خطاب الحرب والسياسة.. لماذا تناول هنية الملفات السياسية قبل انتهاء المعركة بغزة؟
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
فتح الخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، بابا للتكهنات حول العملية السياسية الفلسطينية في مقابل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، ورغبة من الحركة في طرح رؤيتها السياسية التي يدعمها صمود المقاومة في قطاع غزة والخسائر في صفوف الاحتلال جيشا وحكومة واقتصادا، وسط حراك غير مسبوق في قطر لمفاوضات بشأن هدن مؤقتة، يحتمل أن تتطور لتشمل تفاوضا لحل أطول وقتا، وأوسع مدى بخصوص القضية الفلسطينية.
وأكد هنية في خطابه في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري على أن إنهاء العدوان على غزة مقرون أيضا برفع الحصار الشامل على القطاع، وتبادل الأسرى، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ومنحه الحق في تقرير مصيره.
وحمل الخطاب الأخير رسائل سياسية أكثر مما تناول المعركة الدائرة على الأرض بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر.
وفي خطاب آخر مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، قال هنية إن حركته قدمت تصورا شاملا لوقف العدوان على غزة، وفتح المعابر، وصفقة لتبادل الأسرى، وفتح المسار السياسي للوصول إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ما وصفه مراقبون بأنه يعني موافقة الحركة على مسار يؤدي لحل سياسي وهدنة طويلة المدى.
اقرأ أيضا: هنية: الاحتلال نزل عند شروط المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني
ورأى مراقبون أن هنية أراد من خطابه توسيع دائرة الضوء المسلط على غزة في حربها مع الاحتلال، لتقول الحركة إن المعركة يتردد صداها في الضفة والقدس المحتلة، ولها علاقة بكل فلسطيني في الأراضي المحتلة، وخارجها.
وأكد هنية في كلمته، أن الحركة لن تغادر مواقعها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، مشيرا إلى تمسكها بوحدة الأرض والشعب والمصير.
المحلل السياسي، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور حسن مرهج، رأى أن تناول القضايا السياسية في خطاب هنية يأتي من باب أن العمل العسكري على الأرض وفي الميدان، هو الذي يمهد لحلول سياسية توائم تطلعات الشعب الفلسطيني، وكرئيس للحركة، كان يجب أن يتناول الشق السياسي بالتزامن مع طرح أطراف مختلفة القضية على المنابر المختلفة، لا سيما "حل الدولتين".
وتابع مرهج بأنه إذا ما كان هنالك توجه إلى الحلول السياسية، فإنه لا بد للجانب الفلسطيني أيضا أن يضع القواعد باتفاق الأطراف السياسية، والفصائلية.
وأكد أن طرح هنية يتماشى مع ما يطرح إعلاميا، لا سيما من طرف الولايات المتحدة بشأن التفاوض على الحلول السياسية، مع غياب الطرف الإسرائيلي الذي يصمم على الحل العسكري ويرفع شعار القضاء على حماس بالكامل في قطاع غزة، رغم وجود رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك" في الدوحة من أجل التفاوض.
اقرأ أيضا: الدبلوماسية في غزة تعزز دور قطر كوسيط عالمي
ولفت إلى أن الحديث عن الأسرى والتبادل، قد يتوسع ليطال إنهاء الملف كاملا، وهو ليس ملفا سهلا، وعليه ربما يأخذ وقتا طويلا، وقد يكون هناك مبادرات سياسية خلال التفاوض مثل اقتراح رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بدولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وتناول هنية في كلمته ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى – الذي سميت عملية المقاومة على اسمه – وطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرر الوطني عبر جبهة متراصة في غزة والقدس وفي كافة أماكن تواجده، مشيدا ببطولات السكان في الضفة الغربية في مواجهة المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يقوم بإرهاب منظم ضد الأهالي والأسرى في الضفة والقدس.
اتساع الصراع في غياب الحلول
واتسع الصراع ببطء بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، فدخلت المقاومة اللبنانية في تبادل لإطلاق النار والصواريخ مع الاحتلال الإسرائيلي، وأوقعت ضحايا، وقدمت عددا من الشهداء المقاتلين، والمدنيين في لبنان، كما اتسع القتال ووصل المليشيات المسلحة في العراق، التي وجهت عدة ضربات للقواعد المتواجد بها عناصر أمريكيون وردت أمريكا عسكريا واعتبرت أنها تحركت بدفع من الحرس الثوري الإيراني.
كما دخلت جماعة أنصار الله اليمنية على خط المعركة، وقصفت منطقة إيلات المحتلة غير مرة، واحتجزت سفينة تشغلها شركة إسرائيلية، وقالت إنها ستستهدف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكل من يحاول حماية سفنها، إلى حين انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبه، قال مرهج إنه في غياب الحل السياسي، واستمرار الحرب، فإن العواقب ستكون وخيمة، ولذا نلحظ تسارعا في الحراك السياسي، إقليميا وعالميا، ونرى تغيرا في المواقف الداعمة لإسرائيل، لأن الجميع يعرف أن استمرار اتساع نطاق الصراع يعني صراعا من باب المندب إلى سوريا والعراق ولبنان، وربما يصل البلدان المجاورة والخليج العربي.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قال خلال أول طاولة مستديرة في منتدى باريس للسلام: "كل شيء مترابط".
وأضاف: "لدينا اليوم دول ضعيفة للغاية، إذا لم نساعدها من خلال التضامن الدولي، ستنجر إلى النزاع الدائر" في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: مديرا المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في قطر لبحث هدنة غزة
وتابع: "بالتالي فإن تحرك صندوق النقد الدولي، خاصة في الأردن ومصر في إطار النزاع حاسم للغاية".
كما عبر خبير شؤون الشرق الأوسط عن مخاوف الغرب من وصول التداعيات إلى أوروبا، وأمريكا، وهو ما لا يتماشى مع السياسة الأمريكية، خصوصا أثناء انشغالها بملفات أخرى مثل الصين، وروسيا، وأوكرانيا.
وعبرت دول أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا، عن قلقها من تزايد مظاهر "معاداة السامية" في البلدين الكبيرين، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعبر كبير حاخامات إسرائيل في هولندا، يوني فيدر، عن مخاوف اليهود في هذا البلد الهادئ والمسالم، من ارتداء الرموز اليهودية، وتجنبهم الحديث بالعبرية في الأماكن العامة، بسبب الأجواء السياسية غير المريحة في البلاد بسبب الحرب على غزة.
وأطلق أمريكي النار على ثلاثة طلاب فلسطينيين في ولاية فيرمونت الأمريكية الأسبوع الجاري، الأمر الذي أزعج البيت الأبيض الذي عبر عن "صدمته الشديدة" من الحادثة.
حراك محموم في قطر
على جانب آخر، تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكا محموما على صعيد مفاوضات الهدنة التي تم تمديدها ليومين إضافيين، بعد أربعة أيام شهدت تبادلا للأسرى من جانب الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
وقالت مصادر عدة إن مدير جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد بارنياع، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، ويليام بيرنز، وصلا قطر للقاء رئيس وزرائها، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بشأن الهدنة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة.
وأضاف مصدر لوكالة رويترز، أن مسؤولين مصريين حضروا الاجتماع في الدوحة الذي سيتناول أيضا المرحلة التالية من اتفاق محتمل.
وقال مصدر آخر لوكالة فرانس برس إن المذكورين اجتمعوا للبناء على التقدم المحرز في اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ تمديده وبدء المزيد من المباحثات حول المرحلة المقبلة من اتفاق محتمل، وأكد المصدر أيضا حضور مسؤولين مصريين الاجتماع.
وتأمل دول عديدة على رأسها قطر المفاوض الأساسي في الملف، بأن تؤدي الهدن الإنسانية المؤقتة، إلى الوصول لوقف إطلاق نار شامل.
وختم مرهج بأن على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تكون جاهزة على صعيد الملفات السياسية، وعلى أصحاب القرار في المعركة اتخاذ القرار المناسب لأن صمودهم، أو خسارتهم، عامل مهم في إنجاح، أو فشل المفاوضات السياسية، وأن على العرب أن يكونوا جاهزين على صعيد المبادرات السياسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس الاحتلال غزة احتلال حماس غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
عربي21 تبرز نتائج الحرب بغزة.. هل يتوقّف عد الجرائم بعد 466 يوما؟
علت التكبيرات، وصدحت مختلف المناطق بغزة بعبارات البهجة التي طال انتظارها؛ منذ اللحظات الأولى من إعلان التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لتطبيقه على ثلاث مراحل، انطلاقا من يوم الأحد المقبل.
مشاهد رصدتها "عربي21" كثيرة ومؤثّرة، توثّث مزج لفرحة الغزّيين الممتزجة بالكثير من الدموع والتكبيرات وأيضا الزغاريد، وشعارات النصر؛ مشاعر إنسانية طالما أجلّت لتنفجر اليوم، أمام مرأى العالم، على الرغم من آثار الحرب التي أدمت كامل القطاع، على مدار 467 يوما.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
صمود وأمل
"انتصرت إرادة غزة، رغم كافة مشاهد الدمار والأسى" بهذه الجملة أعرب عدد متسارع من المتابعين للمشهد الفلسطيني، الأربعاء، عن فرحته باتفاق وقف إطلاق النار على كامل القطاع المكلوم، مشيرين إلى أنّ: "الدمار سوف يُبنى، والقلوب ستُجبر ولو بعد حين، المهم أن غزة انتصرت".
وخلّفت الحرب الهوجاء التي واصل الاحتلال الإسرائيلي، شنّها على كامل قطاع غزة المحاصر، الكثير من الأثر المادي والنفسي، إذ جعلت الأحياء تبدو كأنه كومة دمار، سيطول أمد إعادة إعمارها، ناهيك عن قلوب الغزّيين الصامدين طويلا، رغم العدوان الدّامي.
جرّاء ذلك، علت عبارات الصمود والأمل، حسابات الغزّيين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، داعين الاحتلال الإسرائيلي للتوقّف الفعلي لإطلاق النار، والكفّ عن القصف الذي لايزال مستمرا عليه بعدد من مناطق القطاع، على الرغم من الإعلان عن التوصل للاتّفاق، اليوم الأربعاء.
يجعل لا حد فرح غيركم
الله اكبر ✌️
فرحة عارمة للأطفال في غزة ، قبيل الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار pic.twitter.com/xxid46hDQl — Osama Dmour (@OsamaDmour5) January 15, 2025 غزة تفرح لأول مرة منذ 15 شهراً
فرحاً بحجم التضحيات pic.twitter.com/KVxwxlfPIz — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) January 15, 2025
يشار إلى أن الحرب الشرسة التي عايشها الغزّيين، قسرا، لم تُحدث جروحا في الأجساد فقط، بل مسّت النّفسية. النساء والأطفال في غزة هم الأكثر تأثرا، حيث يعانون من اضطرابات نفسية حادّة مثل القلق والاكتئاب، لكن الرّجال أيضا، مسّهم الأذى، بات كل من على القطاع يُعاني من الأسى.
وعقب الإعلان عن وقف إطلاق نار، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد؛ استشهد عدد من المدنيين في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال على محافظتي غزة وشمال القطاع؛ فيما أبرز شهود عيان أن الغارات استهدفت مناطق متفرقة، دون أن تتضح المواقع المستهدفة بشكل دقيق.
كذلك، ساعات قليلة فقط من الإعلان عن الإتّفاق، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب فلسطين، خلال الساعات القليلة الماضية، منشورا لإنذار سكان جباليا شمالي قطاع غزة بإخلائها تمهيدا لغارات جوية.
وخلال أقل من أسبوع فقط، كانت حصيلة العدوان على قطاع غزة قد ارتفعت إلى أرقام جديدة وغير مسبوقة، على إثر استمرار مجازر الاحتلال، ودخول العدوان البري على جباليا يومه الـ100 على التوالي.
لا حول ولا قوة إلا بالله…
في الساعات الأخيرة من العدوان على غزة، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صديقي العزيز أحمد أبو الروس، صاحب المبادرات المشهودة بالخير والعطاء.
الحبيب الشهيد رافقته في سنوات الدراسة وكان في العدوان خير ممثل لغزة وأهلها. pic.twitter.com/5oO9nQ7VBZ — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) January 15, 2025
جرائم اقترفت.. هل سينتهي العد؟
"74 في المئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، و100 ألف خيمة من أصل 135 ألفا بحاجة إلى تغير فوري وعاجل نتيجة اهترائها"، هكذا حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية باتت تواجه مليوني نازح فلسطيني في مناطق مختلفة بالقطاع مع حلول فصل الشتاء.
وأبرز المكتب الحكومي، في الوقت نفسه، أنّ "إغلاق إسرائيل للمعابر منع إدخال قرابة ربع مليون خيمة وكرفان". وهو ما اتّفق معه فيه المتحدث باسم منظمة العفو الدولية، رامي حيدر، بالقول: "إعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ستأخذ 10 سنوات على الأقل".
وكان عدد من الغزّيين قد وصفوا لـ"عربي21" أنّ ما يعايشوه، قسرا، هو: "جريمة حرب يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال"، في إشارة إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، إذ يجب الحفاظ عليها، كي لا يتضرر المدنيون بسبب انقطاع الإمداد بالخدمات الحيوية مثل: الغذاء والتعليم والمياه والكهرباء، وكذا الصرف الصحي والرعاية الطبية..
" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "
الحمدلله على كل حال انتهت احدى أشنع الحروب والمجازر في التاريخ الحديث ، وتم الإعلان عن وقف اطلاق النار في غزه
لا أعرف ما أقول لكن هنيئًا لكم يا أهل غزه هذا الوعد الرباني " وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرًا " pic.twitter.com/To8N1QIy4P — أبو تركي (@hjbtny1) January 15, 2025
أيضا، استهدف الاحتلال الخلايا الشمسية، التي تعدّ المصدر الوحيد للطاقة المتبقي في غزة، فيما منع كذلك إدخال الوقود للقطاع، على الرغم من المناشدات المستمرة، وهو ما نتج عنه توقّف للخدمات الأساسية القائمة على الوقود، خاصة في كل من: المشافي ومحطات ضخ وتحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي.
من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنّ "الحرب المستمرة تسبّبت في دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقودا من الزمن، والقصف المكثف أدى لتدمير ما بين 70 و80 في المئة من البنية التحتية المدنية، بما فيها المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه التي تهدمت أو تعرضت لأضرار جسيمة".
غزة في صورة !! pic.twitter.com/KUVPsXstXS — محمود الحسنات ALHASANAT (@mahmoudalhsanat) December 28, 2024
"كارثة إنسانية"
التدمير الهائل الذي يعيش على إيقاعه القطاع المحاصر، أكثر من عام كامل، فاقم من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية، على قلّتها، لسكان المناطق الأكثر تضررا. خاصة من المحاصرين في قلب شمال غزة، حيث إنّ وصف "كارثة إنسانية"، لم يعد قادرا على إبراز المشهد.
من جهتها، المنظمات الإنسانية، سواء كانت محلية أو دولية، تعمل في خضمّ ظروف بالغة الصعوبة في غزة. أبرزها: الهلال الأحمر الفلسطيني، مع شريكته الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة "الأونروا".. يبذلون جهدا مُضاعفا لتقديم الإغاثة، غير أن عملهم يتم عرقلته في الغالب من الاحتلال الإسرائيلي.
غزة المنسية !
طفل قتلته اسرائيل بينما كان نائماً متجمداً وحوله بطانية لا تحميه من شيء!
لا تنسوا غزة، لا تنسوا الأبرياءhttps://t.co/NXqFGfSfRK — MO (@Abu_Salah9) January 5, 2025
إلى ذلك، فيما قدّرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو أن هناك نحو 10 آلاف جثة مفقودة تحت الركام. أوضحت الأمم المتحدة، أنّ "إزالة 40 مليون طن من الركام الذي خلّفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عاما، وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار".
وبحسب وكالة "بلومبيرغ" نقلا عن عدّة خبراء، فإن "عملية إعادة إعمار قطاع غزة ربما تكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض خلفتها الحرب الدائرة منذ أكثر من 10 أشهر".
من جهتها، كشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي، أنّ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وأثّرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
815 مسجدا دمّر كليا
أمام مرأى العالم، وبتقنية المُباشر، جحافل من الدبّابات والمدرّعات والجرّافات، تأخذ راحتها في الذهاب يُمنة ويسارا، وقصف مُتواصل يستهدف المدنيين، من النساء والأطفال والكبار في السن، وأيضا الأطباء والمسعفين والإعلاميين، وغيرهم من الفئات، وصلت إلى قلب دور العبادة من مساجد وكنائس، التي تجرّم القوانين الدولية استهدافها في الحروب.
وبين الهدم والتدمير للمساجد في قطاع غزة المحاصر، والاقتحامات والتدنيس لمساجد أخرى وكنائس بالضفة الغربية، ناهيك عن القيود على أداء العبادة والاعتداء على المصلين، مسلمين ومسيحيين، توالت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، لأكثر من عام كامل.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، قد أكدت، الأحد الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام الماضي، دمّر 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي.
وتابعت الوزارة، عبر تقرير خاص، شرح "انتهاكات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024"، أنه دمّر 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر 3 كنائس في مدينة غزة.
أيادي المحتل الإسرائيلي لم ترحم لا بشرا ولا حجرا، على مدار أكثر من عام مُتواصل، على قطاع غزة المحاصر، حيث لم تتهاون في محاولة البطش بهم، حتى وهُم في قلب الأماكن المقدّسة والمحمية أساسا بموجب القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان. واليوم تُرفع أماني الغزّيين بانتهاء الحرب، عاليا، لينعموا بالحياة التي يستحقّوها.