فتح الخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، بابا للتكهنات حول العملية السياسية الفلسطينية في مقابل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، ورغبة من الحركة في طرح رؤيتها السياسية التي يدعمها صمود المقاومة في قطاع غزة والخسائر في صفوف الاحتلال جيشا وحكومة واقتصادا، وسط حراك غير مسبوق في قطر لمفاوضات بشأن هدن مؤقتة، يحتمل أن تتطور لتشمل تفاوضا لحل أطول وقتا، وأوسع مدى بخصوص القضية الفلسطينية.



وأكد هنية في خطابه في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري على أن إنهاء العدوان على غزة مقرون أيضا برفع الحصار الشامل على القطاع، وتبادل الأسرى، ووقف ‏الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولة فلسطينية ‏مستقلة عاصمتها القدس، ومنحه الحق في تقرير مصيره.‏

وحمل الخطاب الأخير رسائل سياسية أكثر مما تناول المعركة الدائرة على الأرض بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر.

وفي خطاب آخر مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، قال هنية إن حركته قدمت تصورا شاملا لوقف العدوان على غزة، وفتح المعابر، وصفقة لتبادل الأسرى، وفتح المسار السياسي للوصول إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ما وصفه مراقبون بأنه يعني موافقة الحركة على مسار يؤدي لحل سياسي وهدنة طويلة المدى.

اقرأ أيضا: هنية: الاحتلال نزل عند شروط المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني

ورأى مراقبون أن هنية أراد من خطابه توسيع دائرة الضوء المسلط على غزة في حربها مع الاحتلال، لتقول الحركة إن المعركة يتردد صداها في الضفة والقدس المحتلة، ولها علاقة بكل فلسطيني في الأراضي المحتلة، وخارجها.

وأكد هنية في كلمته، أن الحركة لن تغادر مواقعها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، مشيرا إلى تمسكها بوحدة الأرض والشعب والمصير.

المحلل السياسي، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور حسن مرهج، رأى أن تناول القضايا السياسية في خطاب هنية يأتي من باب أن العمل العسكري على الأرض وفي الميدان، هو الذي يمهد لحلول سياسية توائم تطلعات الشعب الفلسطيني، وكرئيس للحركة، كان يجب أن يتناول الشق السياسي بالتزامن مع طرح أطراف مختلفة القضية على المنابر المختلفة، لا سيما "حل الدولتين".

وتابع مرهج بأنه إذا ما كان هنالك توجه إلى الحلول السياسية، فإنه لا بد للجانب الفلسطيني أيضا أن يضع القواعد باتفاق الأطراف السياسية، والفصائلية.

وأكد أن طرح هنية يتماشى مع ما يطرح إعلاميا، لا سيما من طرف الولايات المتحدة بشأن التفاوض على الحلول السياسية، مع غياب الطرف الإسرائيلي الذي يصمم على الحل العسكري ويرفع شعار القضاء على حماس بالكامل في قطاع غزة، رغم وجود رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك" في الدوحة من أجل التفاوض.

اقرأ أيضا: الدبلوماسية في غزة تعزز دور قطر كوسيط عالمي

ولفت إلى أن الحديث عن الأسرى والتبادل، قد يتوسع ليطال إنهاء الملف كاملا، وهو ليس ملفا سهلا، وعليه ربما يأخذ وقتا طويلا، وقد يكون هناك مبادرات سياسية خلال التفاوض مثل اقتراح رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بدولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وتناول هنية في كلمته ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى – الذي سميت عملية المقاومة على اسمه – وطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرر الوطني عبر جبهة متراصة في غزة والقدس وفي كافة أماكن ‏تواجده، مشيدا ببطولات السكان في الضفة الغربية في مواجهة المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يقوم بإرهاب منظم ضد ‏الأهالي والأسرى في الضفة والقدس.‏

اتساع الصراع في غياب الحلول

واتسع الصراع ببطء بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، فدخلت المقاومة اللبنانية في تبادل لإطلاق النار والصواريخ مع الاحتلال الإسرائيلي، وأوقعت ضحايا، وقدمت عددا من الشهداء المقاتلين، والمدنيين في لبنان، كما اتسع القتال ووصل المليشيات المسلحة في العراق، التي وجهت عدة ضربات للقواعد المتواجد بها عناصر أمريكيون وردت أمريكا عسكريا واعتبرت أنها تحركت بدفع من الحرس الثوري الإيراني.

كما دخلت جماعة أنصار الله اليمنية على خط المعركة، وقصفت منطقة إيلات المحتلة غير مرة، واحتجزت سفينة تشغلها شركة إسرائيلية، وقالت إنها ستستهدف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكل من يحاول حماية سفنها، إلى حين انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

من جانبه، قال مرهج إنه في غياب الحل السياسي، واستمرار الحرب، فإن العواقب ستكون وخيمة، ولذا نلحظ تسارعا في الحراك السياسي، إقليميا وعالميا، ونرى تغيرا في المواقف الداعمة لإسرائيل، لأن الجميع يعرف أن استمرار اتساع نطاق الصراع يعني صراعا من باب المندب إلى سوريا والعراق ولبنان، وربما يصل البلدان المجاورة والخليج العربي.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قال خلال أول طاولة مستديرة في منتدى باريس للسلام: "كل شيء مترابط".

 وأضاف: "لدينا اليوم دول ضعيفة للغاية، إذا لم نساعدها من خلال التضامن الدولي، ستنجر إلى النزاع الدائر" في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا: مديرا المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في قطر لبحث هدنة غزة

وتابع: "بالتالي فإن تحرك صندوق النقد الدولي، خاصة في الأردن ومصر في إطار  النزاع حاسم للغاية".

كما عبر خبير شؤون الشرق الأوسط عن مخاوف الغرب من وصول التداعيات إلى أوروبا، وأمريكا، وهو ما لا يتماشى مع السياسة الأمريكية، خصوصا أثناء انشغالها بملفات أخرى مثل الصين، وروسيا، وأوكرانيا.

وعبرت دول أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا، عن قلقها من تزايد مظاهر "معاداة السامية" في البلدين الكبيرين، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعبر كبير حاخامات إسرائيل في هولندا، يوني فيدر، عن مخاوف اليهود في هذا البلد الهادئ والمسالم، من ارتداء الرموز اليهودية، وتجنبهم الحديث بالعبرية في الأماكن العامة، بسبب الأجواء السياسية غير المريحة في البلاد بسبب الحرب على غزة.

وأطلق أمريكي النار على ثلاثة طلاب فلسطينيين في ولاية فيرمونت الأمريكية الأسبوع الجاري، الأمر الذي أزعج البيت الأبيض الذي عبر عن "صدمته الشديدة" من الحادثة.

حراك محموم في قطر

على جانب آخر، تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكا محموما على صعيد مفاوضات الهدنة التي تم تمديدها ليومين إضافيين، بعد أربعة أيام شهدت تبادلا للأسرى من جانب الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

وقالت مصادر عدة إن مدير جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد بارنياع، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، ويليام بيرنز، وصلا قطر للقاء رئيس وزرائها، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بشأن الهدنة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأضاف مصدر لوكالة رويترز، أن مسؤولين مصريين حضروا الاجتماع في الدوحة الذي سيتناول أيضا المرحلة التالية من اتفاق محتمل.

وقال مصدر آخر لوكالة فرانس برس إن المذكورين اجتمعوا للبناء على التقدم المحرز في اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ تمديده وبدء المزيد من المباحثات حول المرحلة المقبلة من اتفاق محتمل، وأكد المصدر أيضا حضور مسؤولين مصريين الاجتماع.

وتأمل دول عديدة على رأسها قطر المفاوض الأساسي في الملف، بأن تؤدي الهدن الإنسانية المؤقتة، إلى الوصول لوقف إطلاق نار شامل.

وختم مرهج بأن على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تكون جاهزة على صعيد الملفات السياسية، وعلى أصحاب القرار في ‏المعركة اتخاذ القرار المناسب لأن صمودهم، أو خسارتهم، عامل مهم في إنجاح، أو فشل المفاوضات السياسية، وأن على ‏العرب أن يكونوا جاهزين على صعيد المبادرات السياسية.‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس الاحتلال غزة احتلال حماس غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها

قال الصحفي والناشط الحقوقي الأوكراني مكسيم بوتكيفيتش الذي قضى أكثر من عامين في الأسر الروسي ليورونيوز: "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".

اعلان

أمضى الصحفي الأوكراني وأحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في البلاد، مكسيم بوتكيفيتش، أكثر من عامين في الأسر الروسي.

التحق بالجيش الأوكراني في فبراير 2022، عندما بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا. شارك بوتكيفيتش في الدفاع عن كييف، وعندما أُبعدت القوات الروسية عن العاصمة، أُرسل إلى شرق البلاد.

في يونيو 2022، أسره الجيش الروسي بالقرب من بلدتي زولوتي وهيرسكي المحتلتين في منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا.

نشرت وسائل الإعلام الروسية خبر القبض عليه في 24 يونيو، ونشرت مقطع فيديو دعائي لعملية استجوابه. وفي سبتمبر من العام نفسه، اعترفت وزارة الدفاع الروسية رسميًا باحتجازه.

حكمت السلطات الموالية لروسيا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك المحتلتين على بوتكيفيتش بالسجن لمدة 13 عامًا بتهم ملفقة في مارس 2023.

في 18 أكتوبر 2024، عاد إلى أوكرانيا في إطار عملية تبادل لأسرى الحرب.

وبعد فترة قصيرة من إعادة التأهيل لمدة أربعة أسابيع، عاد بوتكيفيتش إلى ما كان يرغب دائمًا في القيام به: وهو الدفاع عن حقوق الإنسان. إذ يركز على حماية حقوق المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني وأسرى الحرب، ومكافحة الدعاية الروسية وخطاب الكراهية.

التقت يورونيوز مع بوتكيفيتش في بروكسل في اليوم الذي عقدت فيه روسيا والولايات المتحدة أول لقاء مباشر بينهما حول صفقة محتملة حول أوكرانيا - دون أوكرانيا، "وهو ما يصب في صالح الأيديولوجية الروسية"، كما قال بوتكيفيتش.

ويضيف: "الأيديولوجية الروسية الحديثة، وقد رأيتها من الداخل، سواء في السجن أو في الأسر، هي: كل شيء تقرره الدولة وقادة الدولة. الناس مجرد مواد مستهلكة وأدوات لا إرادة لهم. والواقع أن المقاومة التي أبدتها أوكرانيا في بداية الغزو الشامل كانت تثير غضب الروس".

ويقول بوتكيفيتش: إن روسيا تحاول نشر رواية أن أوكرانيا والأوكرانيين "أداة" يتحكم فيها الأمريكيون والأوروبيون. وفي الوقت نفسه، تعتقد روسيا أنها تابعة لموسكو وتحاول استعادتها تحت سيطرتها.

"والأداة، هذه الأداة أظهرت إرادتها فجأة. أصبحت الأداة فجأة مستقلة ونشطة وقالت إنها مجتمع من الناس الذين يريدون أن يكونوا أحرارًا."

هذا الواقع، كما يقول، يتعارض مع أيديولوجية "روسكي مير"، أو "العالم الروسي"، حتى أنه تسبب في غضب حراس السجون الروسية في طريقة تعامل حراس السجون الروس مع الأوكرانيين.

ويوضح بوتكيفيتش: "حقيقة أن الشعب هو المسؤول عن اتخاذ القرارات، الشعب المسؤول عن مستقبله، تسبب سوء الفهم والغضب بين أولئك الذين أسرونا وأولئك الذين يحرسوننا".

اجتماعات حول أوكرانيا لكن دون أوكرانيا.. "نهج امبريالي"

وقال: "أخشى أن الجهات الفاعلة الدولية الأخرى واللاعبين الدوليين الذين يعاملون أوكرانيا بهذه الطريقة الآن يظهرون نفس النهج - دعنا نسميه ما هو عليه - النهج الإمبريالي الذي يحرم أوكرانيا، والأوكرانيين من ذاتيتها".

"وفي هذه النظرة إلى العالم، هم قريبون جدًا من (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، مجرم الحرب، الذي قام بأسوأ مذبحة وأكثرها دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."

اعلانتبادل أسرى الحرب في مكان غير معلوم، أوكرانيا. 18 أكتوبر 2024 أب

ولهذا السبب يرى أسير الحرب السابق إنه لا يمكن إجبار أوكرانيا على أي تنازلات إقليمية فيقول: "إذا وافقنا على إعطاء أجزاء من الأراضي المحتلة حاليًا إلى الدولة المعتدية، فإننا في الواقع سنكون قد هزمنا النظام الأمني الذي تم إنشاؤه في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية."

ستكون هذه حالة "ناجحة" لدولة تغزو أراضي دولة مجاورة، "وتقتل العديد من الأشخاص، وتستولي على أجزاء من الأراضي وتحتفظ بها لنفسها. والجميع يوافق على ذلك."

لكن بالنسبة لبوتكيفيتش، الذي يحمل اسمًا حركيًا هو "موسى"، فإن الأرض ليست أكبر مخاوفه. إذ أوضح قائلاً: "ليس لديّ ولع بالأراضي"، مضيفًا أن قلقه الأكبر هو على ملايين الأوكرانيين الذين يعيشون على هذه الأراضي.

لقد كان بوتكيفيتش محتجزًا في مستعمرة عقابية في منطقة لوهانسك، وانطلاقًا مما رآه، خاصةً فيما يتعلق بالمدنيين المحتجزين لدى الروس، فإن "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".

اعلان

هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون في ظروف يمكن أن يُحرَموا فيها من حريتهم في أي وقت ويمكن أن تُنتهك فيها حقوقهم.

وقال بوتكيفيتش: "يمكن أن يحدث هذا على مستوى نظامي، ولا يحصلون على أي حماية". وعلاوة على ذلك، يمكن لآليات حقوق الإنسان أن تنقلب رأسًا على عقب، وربما ستُستخدم ضدهم، كما يقول.

Relatedالكرملين: بوتين مستعد للحوار مع زيلينسكيروبيو يزور السعودية لبحث إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وزيلينسكي في الإمارات لكنه غير مدعو للتفاوض؟لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي زيلينسكي: لن أبيع بلديالأسرى الأوكرانيون لدى روسيا

أكثر من 90% من أسرى الحرب الأوكرانيين لا يتلقون أي زيارات من المؤسسات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتالي لا توجد أي مراقبة لظروف الاحتجاز.

وقد كشف مكتب المدعي العام الأوكراني العام الماضي أن ما يصل إلى 90% من جميع أسرى الحرب العائدين ذكروا أنهم تعرضوا للتعذيب في السجون الروسية.

اعلان

يقول بوتكيفيتش إنه والأوكرانيين الآخرين في نفس المستعمرة العقابية تم إخبارهم بشكل مباشر، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من احتجازهم، أنه لا أحد يستطيع الوصول إليهم سوى حراس السجن.

"لقد استخدموا ذلك كوسيلة لإضعاف معنوياتنا وأنهم يستطيعون فعل أي شيء معنا. فلن يعلم أحد بذلك، ناهيك عن محاسبتهم على ذلك. وكنا نعلم أن ذلك هو الحقيقة".

يقول بوتكيفيتش إنه في صيف عام 2022، بعد القبض عليه مباشرة، التقى بممثل بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وقبل الزيارة، تلقى الأسرى الأوكرانيون تعليمات و"تهديدات بعدم التفوه بشيء خاطئ".

ولم يلتق قط بممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو يقول إن أسرى الحرب كانوا يأملون في البداية أن يجتمعوا بهم.

اعلانجنود أوكرانيون يهتفون ”المجد لأوكرانيا“ حاملين الأعلام الوطنية بعد عودتهم من الأسر خلال عملية تبادل أسرى الحرب في مكان غير معلوم، أوكرانيا. أب

يعود بوتكيفيتش بذاكرته قليلا إلى الوراء فيقول: "أخذنا الأمر على سبيل المزاح ويعني زيارة الصليب الأحمر، لأنها ربما كانت المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي كان من المفترض أن تزورنا وهي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي ينص القانون الدولي الإنساني على تفويضها. وهذا لم يحدث أبدًا".

ووفقًا للمتحدث، فإن الروس لا يذكرون اتفاقية جنيف إلا "كأداة للتنمر وتوجيه الاتهامات الباطلة".

وقد سمع بوتكيفيتش نفسه عن ذلك مرتين؛ يتذكر: المرة الأولى عندما تم نقله مع الجنود الأوكرانيين الآخرين إلى المستعمرة العقابية في منطقة لوهانسك.

قال: "أخبرنا الضباط الروس أننا لسنا أسرى حرب في الوقت الحالي، وأننا اختفينا للتو في منطقة الحرب وسنصبح أسرى حرب عندما يتم نقلنا إلى وجهتنا، وهذا يعني أننا يمكن أن نختفي ببساطة إذا تصرفنا بشكل غير لائق".

اعلان

ويقول الأسير السابق إنه سمع للمرة الثانية عن اتفاقية جنيف عندما تم اتهامه زورًا بانتهاكها. "كانت هذه هي المرة الثانية التي أرى فيها إشارة إلى اتفاقية جنيف، والمرة الرابعة التي أرى فيها إشارة إلى معاملة المدنيين في لائحة الاتهام في القضية الملفقة ضدي وفي الحكم الصادر بحقي".

"أي أنني اتُهمت بانتهاك اتفاقية جنيف، وعلى أساسها تم إقراري وإدانتي كمجرم حرب. هذا هو الشيء الوحيد الذي يستخدمون اتفاقية جنيف من أجله."

الأسرى المدنيون

قال بوتكيفيتش لـ"يورونيوز" إن تركيزه وأولويته الأولى هي المدنيون الأوكرانيون الأسرى في الأراضي التي تحتلها روسيا.

"إذا أخذنا في الاعتبار جميع أولئك الذين يبحثون عن أحبائهم ويكافحون من أجل العثور عليهم، فإن مئات الآلاف من الناس مهتمون بضرورة إطلاق سراح مواطنينا المدنيين الذين يقعون في الأسر. يجب إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن من خلال عملية تبادل أو غير ذلك".

اعلان

وحتى ذلك الحين، كما يقول، يجب أن تكون هناك آلية مراقبة مستقلة للتحقق من ظروف احتجازهم "لأنني، للأسف، أعرف ظروف الاحتجاز عن كثب من خلال تجربتي الخاصة". وقد أخبر البرلمان الأوروبي عن هذه التجربة في بروكسل.

"روسيا تريد تدمير القانون الإنساني الدولي"

قال بوتكيفيتش: "يهدف النشاط الروسي الآن إلى تأكيد وتدمير أسس القيم الأساسية وما تبقى من نظام القانون الإنساني الدولي ونظام الأمن الدولي، وهو أمر مهم لجميع الدول الأخرى في العالم".

"ولهذا السبب تحتاج أوكرانيا إلى المساعدة في حماية قيم هذا النظام."

قبل ثلاث سنوات، كان معظم العالم يظن أن أمام أوكرانيا بضعة أيام فقط قبل أن تسقط في يد روسيا.

اعلان

ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، "فاجأ الأوكرانيون الجميع مرات عديدة بالفعل، ولديهم موارد هائلة ليفاجئوا أي شخص لديه ذاكرة قصيرة"، كما أشار بوتكيفيتش.

ولكن هناك نقطة أخرى، كما يقول، أقل تفاؤلًا، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الدول الأوروبية فيقول: "إذا افترضنا وفشلت أوكرانيا، في تحقيق أهدافها دون مساعدة من الخارج، فإن هذا يعني أن "العالم الروسي" سيأتي إليهم، وسيتفاجأون بذلك، ولكن بعد فوات الأوان".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السعودي أجهزة الأمن الإسبانية والبرتغالية تكشف عن شبكة غسيل أموال تابعة للمافيا الروسية محادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياأسرىالحرب في أوكرانيا حقوق الإنساناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext النازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكة يعرض الآنNext من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم ميلوني؟ يعرض الآنNext نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن يعرض الآنNext قوانين أوروبية جديدة للحد من النفايات.. الغذاء والموضة السريعة أول المستهدفين يعرض الآنNext لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيقطاع غزةفلاديمير بوتينألمانياروسياالحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبيلبنانأزمة إنسانيةضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • من الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو الذي ظهر لأول مرة بعد 10 سنين؟
  • وزير الخارجية يتوقع انتهاء الحرب في السودان خلال ثلاثة أشهر
  • لماذا تشعر برغبة في تدخين السجائر بعد الطعام؟.. الأسباب ونصائح للعلاج
  • لماذا تعرضت بي بي سي لهجوم من جماعة يهودية مناصرة للاحتلال الإسرائيلي؟
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: ملتزمون بتحقيق أهداف حرب غزة ونزع الأسلحة في القطاع
  • نتنياهو يضلل الرأي العام.. كيف تناول الإعلام الإسرائيلي تسلم جثامين الـ4 محتجزين؟
  • تقاعس حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن الاستعداد لزلزال مدمر رغم التحذيرات المتكررة
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
  • شقيقات الرجال أسيرات ومناضلات أيضا
  • ‎همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟