تبن (عدن الغد) ياسر المقبلي

نظمت السلطة المحلية مديرية تبن  محافظة لحج واللجان المجتمعية بالمديرية صباح اليوم الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر  2023م حفل خطابي وفني بهيج ومعرض للاسر المنتجة بمناسبة الذكرى ال 56 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر المجيدة وأقيمت الفعالية في مدرسة خديجة بمنطقة صبر وفي الفعالية التي أقيمت برعاية قيادة السلطة المحلية بالمديرية تبن ممثلة بالاستاذ محسن جعفر السقاف بدأت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني الجنوبي ثم كلمة مدرسة خديجة ألقتها الطالبة رغد اديب جمع.

وفي افتتاح الفعالية التي شارك فيها الشيخ ياسر العزيبي رئيس حلف قبائل تبن و الحوطة والأستاذ بشير خزيف رئيس اللجان المجتمعية بالمديرية تبن وعددا من مدراء المكتب التنفيذي بالمديرية تبن وقيادات تربوية بالمديرية والمحافظة لحج ورئيس نقابة الصحفيين بلحج ومدير مستشفى الوهط وشخصيات اجتماعية و رؤساء وأعضاء اللجان المجتمعية بالمديرية
وعددا من الاعلاميين.

رحب السقاف الحاضرين  قائلاً احييكم يا ابناء تبن والحوطة في هذا اليوم المجيد ونحن نلتقي في هذه الاحتفالية البسيطة بمناسبة ذكرى 56 للاستقلال الوطني المجيد هذا اليوم الذي تحقق بعد نضالات طويلة.

واضاف السقاف في كلمة ان تنظيم هذه الفعالية التي  تجسد عظمة هذا الانجاز الوطني الجنوبي الذي من خلاله نتذكر فيها تضحيات المناضلين ودماء الشهداء الذين سطروا اروع دروس التاريخ وصنعوا فجر يوم الجلاء في 30 نوفمبر  جلاء المستعمر البريطاني من ارضنا الطاهرة..

مستعرضاً المسار النضالي لأبناء الجنوب في تاريخ الحركة الوطنية الجنوبية والذي تحقق بفضل نضالات وتضحيات شعب الجنوب الكبيرة منذ 19 يناير 1839م حيث شهدت مناطق الجنوب نضالات مستمرة ودائمة ضد الاستعمار البريطاني و ركائزه وخلقت هذه الانتفاضات وعي مجتمعي بأهمية الحرية والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية مما هيا قيام ثورة 14 اكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان عام 1963م وكان اول شهيد راجح بن غالب لبوزة واستمرت هذه الثورة بكل عنفوانها رقم كل الصعوبات والتحديات التي وجهتها الا ان الجماهير ظلت ملتفة حول الثورة وهدفها التحرير والاستقلال بما تحقق في 30 نوفمبر 1967م وكل ذلك يتم التذكير بهذه المناسبة لتوضيح للاجيال ان الشعب الجنوب لا يقبل الظلم والاستعباد.

ثم قام مدير عام تبن الأستاذ محسن السقاف ومعه الشيخ ياسر العزيبي رئيس حلف قبائل تبن والحوطة وعددا من القيادات بالمديرية في افتتاح معرض وتم تفقد أجنحة المعرض للاسر المنتجة التى تحتوي على نشاطات وابداعات اللجان المجتمعية في قرى مديرية تبن وهذه نتائج الحراك الاقتصادي الكبير التي تشهده مديرية تبن محافظة لحج والذي مكن هذه الأسر من تحسين دخلها الاقتصادي وتوفير فرص المعيشة لكثير من الاسر بالمديرية تبن..

هذا و تنوعت فقرات الحفل الخطابي شملت اغاني حماسية وقصائد شعرية واناشيد وطنية شارك فيها الأستاذ عبده مهدي قشاش وطالبات مدرسة خديجة ومن أبرزها أوبريت بلادي الى المجد، و من اجل نعيش احرار، ونوفمبر اليوم جاءنا،.. واغاني للفنان الكبير محمد محسن عطروش يا رب من له حبيب، وبالله اعطني من دهلك سبولة، تفاعل فيها الحاضرين...

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: بالمدیریة تبن

إقرأ أيضاً:

النخب السودانية والشيطان المعرفي: قراءة في رؤية أبو القاسم حاج حمد

تمثّل مقولة الفيلسوف والمفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد: "النخب السودانية جاءت إلى السلطة بعد خروج الإنجليزية منهكة"، مدخلًا نقديًا لفهم أزمة الدولة الوطنية في السودان بعد الاستقلال. فهي لا تكتفي بتوصيف الحدث السياسي، بل تُسائل البنية المعرفية التي بُنيت عليها هذه الدولة، وتحفر عميقًا في تشريح النخبة السودانية وعلاقتها بالإرث الاستعماري. ويمكن تعزيز هذا الطرح باستدعاء مفهوم "الشيطان المعرفي" لفهم كيف أنتجت هذه النخب وعيًا مضلِّلًا، أعاق تشكل مشروع وطني تحرري حقيقي.
أولًا: السياق التاريخي للانتقال المهزوز خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية مُنهكة، فبدأت بمنح الاستقلالات الشكلية لمستعمراتها، ومن بينها السودان. كانت اتفاقية 1953 بين مصر وبريطانيا لتقرير مصير السودان لحظة مفصلية، حيث تم إعداد المسرح لانتقال السلطة إلى نخب محلية، لكنها نخب تشكلت في حضن المستعمر وتبنت أدواته.
هذا الاستقلال لم يكن ثمرة ثورة شعبية أو مقاومة منظمة، بل نتيجة لتسوية دولية، جعلت من لحظة الاستقلال استمرارًا ناعمًا للهيمنة الاستعمارية.
ثانيًا: النخبة السودانية كوارثة معرفية للاستعمار غالبية النخب السودانية آنذاك كانت من خريجي المؤسسات التعليمية التي أنشأها الإنجليز، ككلية غوردون التذكارية، وتولوا مناصب بيروقراطية ضمن جهاز الدولة الاستعمارية. وعند تسلمهم مقاليد السلطة، لم يُحدثوا قطيعة معرفية أو بنيوية مع تلك المنظومة، بل حافظوا عليها واستنسخوها.
في هذا السياق، يمكن الحديث عن "الشيطان المعرفي" بوصفه التشوه أو الخداع المعرفي الذي جعل النخبة تتوهم أنها تقود مشروع استقلال، بينما كانت في الحقيقة تعيد إنتاج السيطرة ولكن بأدوات محلية.
ثالثًا: الاستلاب بين تقليد الحداثة والانكفاء على الماضي وقع السودان في فخ استقطاب مزدوج:
• نخبة تبنت الحداثة الغربية شكلًا لا مضمونًا.
• ونخبة أخرى انكفأت إلى الطائفية والجهوية والماضوية.
كلا المسارين لم يُنتج مشروعًا وطنيًا عقلانيًا جامعًا، بل عززا من التجزئة الاجتماعية والسياسية. كانت النتيجة دولة مركزية عاجزة عن الاستيعاب، وهامش يغلي بالغضب.
رابعًا: الميراث الاستعماري في البيروقراطية والسيادة استمرت البيروقراطية البريطانية المركزية كما هي، دون تفكيك أو إصلاح، فأصبحت الدولة السودانية بعد الاستقلال جسدًا استعمارياً بروح وطنية مزعومة. وهو ما يفسر لماذا استمر التهميش الجغرافي، والتمييز العرقي، والاقتصاد الاستخراجي (مثل مشروع الجزيرة)، بدون مراجعة بنيوية.
خامسًا: أزمة الشرعية والصراع على الغنيمة بغياب شرعية تحررية حقيقية، تحولت السلطة إلى غنيمة، وجرى تقسيمها على أسس طائفية وجهوية. لم تكن هناك برامج وطنية، بل تحالفات قائمة على الولاءات الضيقة، مما مهّد لهيمنة المؤسسة العسكرية، وصعود الحركات المسلحة كردّ فعل على التهميش.
سادسًا: حاج حمد والنقد الجذري للحداثة الوهمية يرى أبو القاسم حاج حمد أن الحداثة التي تبنتها النخب لم تكن حداثة حقيقية، بل قشرة سطحية؛ تقليد للغرب دون امتلاك لروح الحداثة القائمة على العقلانية والعدالة والمعرفة الحرة. فكانت النتيجة استنساخ الدولة الاستعمارية بشعارات وطنية.
سابعًا: شيطان المعرفة... حين تُضلَّل النخب ذاتها "الشيطان المعرفي" هنا لا يعني فقط الجهل، بل هو وعي زائف يتلبّس النخبة ويجعلها تعيد إنتاج القهر باسم الاستقلال. فالدولة لم تكن عقلًا جماعيًا بل جهازًا تكنوقراطيًا بلا روح، والنخبة لم تكن طليعة للتغيير بل ظلًّا للنظام الذي خلَّفه المستعمر.
ثامنًا: هل ما زال هذا التشخيص صالحًا؟ نعم، فالحرب الحالية (بين الجيش والدعم السريع) ليست سوى نتاج مباشر لتاريخ النخب المعطوبة معرفيًا:
• المؤسسة العسكرية تمثل الامتداد الطبيعي لتقاليد السلطة الاستعمارية.
• قوات الدعم السريع تمثل الردّ المتأخر للهامش على منطق الإقصاء.
• التدخلات الخارجية ما كانت لتتعمق لولا غياب المشروع الوطني المستقل.
ما العمل؟ لا يكفي تغيير الوجوه أو استبدال النخب القديمة بأخرى جديدة من ذات المنظومة. المطلوب هو تفكيك الشيطان المعرفي الذي يسكن بنية التفكير السياسي والاجتماعي.
إن إعادة تأسيس الدولة السودانية ينبغي أن تنطلق من:
• عدالة جغرافية تُنهي التمركز حول الخرطوم.
• اقتصاد إنتاجي يحرر البلاد من التبعية.
• عقد اجتماعي يعترف بالتنوع ويوحد على أساس المواطنة.
كما قال حاج حمد: "المشكلة ليست في من يحكم، بل في طبيعة النظام الذي يَحكُم". ولكننا نضيف: "ولا في طبيعة النظام فقط، بل في المعرفة التي يُنتج بها النظام نفسه".

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • ليبيا تشارك باجتماعات «الاتحاد العربي للرياضة العسكرية» في قطر
  • هذا ما تشهده أجواء الضاحية الجنوبيّة
  • التنوع الثقافي جذوره عميقة في الدولة السودانية
  • إعادة التيار الكهربائي إلى قريتي الشقيفات وحي الرمل الجنوبي في اللاذقية
  • وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى اللواء الرابع بلحج جنوبي اليمن
  • “اغاثي الملك سلمان” ينظم دورة (TOT) لتأهيل المدربين حول منتجات الطاقة المتجددة بلحج
  • وزير التعليم يلتقي نظيره الكوري الجنوبي لبحث التعاون في تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • النخب السودانية والشيطان المعرفي: قراءة في رؤية أبو القاسم حاج حمد
  • مسيرة لليمين المتطرف في بولندا بمناسبة عيد الاستقلال وألفية تتويج أول ملك للبلاد
  • اقرار قانون اصلاح المصارف.. واللجان تناقش السرية المصرفية الاربعاء