تعيد البرمجيات تعريف العصر القادم للأعمال، مع الإسهام على نحو كبير في حجم الإيرادات بحلول عام 2030، وفقًا لأحدث تقرير من معهد كابجيميني للأبحاث والذي أُصدِرَ بعنوان: "فن البرمجيات: الطريق الجديد نحو خلق القيمة عبر الصناعات". وتتوقع المؤسسات زيادة حجم إيراداتها المستدة إلى البرمجيات لتصل إلى 29٪ بحلول عام 2030، مقارنة بنسبة 7٪ في عام 2022.

وتساهم البرمجيات والتكنولوجيا الممكَّنة بالبرمجيات، مثل: السحابة وإنترنت الأشياء والشبكات عالية الأداء (بما في ذلك الجيل الخامس)، والذكاء الاصطناعي/تعلم الآلة؛ في تعزيز الابتكار، والبحث والتطوير للمنتجات والخدمات، وتصميم تجارب العملاء المخصصة، وإدخال مصادر إيرادات ونماذج أعمال جديدة، وتقليل التكاليف، وذلك عبر مختلف الصناعات.
وفقًا للبحث، تعيد المؤسسات -في جميع الصناعات- تعريف أنفسها بوصفها شركات برمجيات، متحولةً عن نموذج الأعمال التقليدي المستند إلى الأجهزة. فيما يعد ربع الشركات حاليًا "شركات برمجيات"، وتتوقع 32٪ إضافية التحول إلى وضع شركة برمجيات خلال 3-5 سنوات القادمة. ويتفق ما يقرب من 60٪ من المؤسسات على أن التحول الذي يستند إلى البرمجيات أصبح نقاشًا شائعًا في قاعات اجتماعات المسؤولين والإدارات، مع اعتراف أغلبها بأنه بالإمكانات الاستراتيجية القادرة على تعزيز التنافسية، وتحويل نماذج الأعمال، وخلق قيمة جديدة لعملائها، بدلاً من كونها مجرد أداة أو إضافة.
ويتوقع التقرير إلى أن التحول الناجح المستند إلى البرمجيات سيحقق مكاسب مالية كبيرة للمؤسسات في مختلف الصناعات بحلول عام 2030، إذ يأتي قطاع الاتصالات على رأس هذا التوجه؛ بزيادة متوقعة في الإيرادات تصل إلى 39٪، ويليه قطاعات السيارات والبنوك والتأمين (32٪ لكل منها)، وعلوم الحياة (31٪).
تستثمر المؤسسات خُمس ميزانيات البحث والتطوير في مبادرات قائمة على البرمجيات 
وفقًا للتقرير، يُنفَق حوالي 18٪ من إجمالي ميزانيات البحث والتطوير حاليًا على مبادرات قائمة على البرمجيات. ومن المتوقع أن يتسارع الاستثمار في التحول القائم على البرمجيات، حيث يخطط 60٪ من المؤسسات في جميع القطاعات لزيادة استثماراتها في مبادرات البرمجيات بنسبة 9٪ خلال السنتين القادمتين. وترتكز ثلث هذا الاستثمارات على هندسة المنتجات أو الخدمات.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: عامل المساعدة الرئيسي لتسريع التحول المعتمد على البرمجيات
مع زيادة الطلب على المنتجات والخدمات المتصلة والذكية، تتجه المؤسسات نحو تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة المهندسين طوال دورة حياة تطوير البرمجيات وتسريع إنهاء كتابة الرموز البرمجية. ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن تزيد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من الوقت المدخر لهندسة البرمجيات من 15٪ إلى 43٪ خلال الثلاث سنوات القادمة.
وتظهر الدراسة أن سبعًا من كل عشر مؤسسات تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإكمال وتعزيز هندسة البرمجيات الحالية لديها خلال السنة القادمة، ويتوقع أن تساعد هذه الأدوات في إنشاء 37٪ من الرموز البرمجية في الثلاث سنوات القادمة. وأشارت فقط 28٪ من المؤسسات المضمنة في الدراسة إلى عدم اعتزامها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم هندسة البرمجيات خلال الـ 12 شهرًا القادمة.
التحديات القائمة أمام تحقيق التحول الكامل القائم على البرمجيات 
على الرغم من الميزات العديدة، إلا أن 68٪ من المؤسسات لا تزال في مراحل التجارب المبكرة لتحولها القائم على البرمجيات. إذ تشير 29٪ فقط من المؤسسات إلى بدء التوسع واستخدام البرمجيات لتحقيق التحول، في حين أن 5٪ فقط قد نفذت مبادرات مكتملة النطاق. 
للوصول إلى الإمكانات الكاملة للبرمجيات، ستحتاج المؤسسات إلى ضمان التوافق والمرونة عبر مختلف المنصات. ومع ذلك، أقل من نصف (48٪) المؤسسات لا تمتلك هندسة معمارية قابلة للتوسيع على نحو كبير. إذ يبرز التقرير أن حوالي 40٪ من استثمارات البرمجيات التنظيمية تركز حاليًا على الحفاظ على المنتجات التقليدية. وقد أصبحت إدارة التكاليف التشغيلية طويلة الأمد ومستويات الأداء تحديًا حاسمًا للانتقال من الأنظمة التقليدية إلى الهندسة المعمارية التي تضمن بناء المستقبل.
الموهبة عِمَاد النجاح
يعد تعزيز قدرات المواهب عنصرًا أساسيًا لتحقيق النجاح القائم على البرمجيات. فيما تتوقع المؤسسات أن يعمل 39٪ من موظفيها على حلول برمجية في الثلاث سنوات القادمة، إلا أن المهارات اللازمة قليلة، لا سيما في مجالات مثل الأمن السيبراني والامتثال (61٪)، والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة (60٪ لكل منهما)، والبيانات والسحابة (57٪).
في هذا السياق، قال ويليام روزي، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني للهندسة وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة كابجيميني: "قد دخلنا عصرًا جديدًا من الأعمال التجارية التي تقودها البرمجيات، وعليه تحتاج المؤسسات إلى إجراء تحول في طريقة تفكيرها لتحقيق التميز وتعزيز الابتكار وزيادة ميزاتهم التنافسية. إذ يجب التحول بعيدًا عن استخدام التكنولوجيا الرقمية بوصفها مجرد إضافة أو أداة لتصحيح العيوب وإصلاح الأعطال، وإنما يجب على القادة التدبر في البرمجيات بوصفها أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية التي يمكنها فتح الباب أمام الفرص لتعزيز التنافسية. ولتحقيق الريادة في مجال البرمجيات؛ ستحتاج المؤسسات إلى النظر بشمولية نحو إقامة شراكات استراتيجية وتحديد خارطة طريق للتحول بما يضمن الدعم والاستدامة والتوسع. فيما يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي بإمكانات هائلة، وذلك لقدرته على تعزيز المساعي وتحقيقها.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

جامعة دبي تستضيف مؤتمر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

دبي (وام)

أخبار ذات صلة سفير الإمارات يلتقي عمدة كوتونو بجمهورية بنين مبعوث وزير الخارجية يبحث تعزيز العلاقات مع فيجي وجزر مارشال

استضافت جامعة دبي فعاليات الدورة الثامنة من المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر الجاري، والتي نظمتها الجمعية العلمية لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات العالمية، بالتعاون مع فرعها في الإمارات تحت شعار «الذكاء من الجيل التالي: استكشاف الابتكارات في الذكاء المعزز وإنترنت الأشياء»، وبشراكة استراتيجية مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (NTRA) وجامعة العلمين الدولية كشريك أكاديمي.
وركز المؤتمر على أهمية التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء كعنصر أساسي لدفع عجلة الابتكار وتحقيق التقدم في قطاعات متنوعة مثل الرعاية الصحية، المالية، التصنيع، والتعليم.
كما سلط الضوء على أهمية الدمج بين الذكاء البشري والآلي لتعزيز القدرات البشرية وعمليات اتخاذ القرار.
وأكد الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، أن المؤتمر يمثل فرصة استثنائية لاستكشاف أحدث التطورات في مجالات الذكاء المعزز وإنترنت الأشياء، مشيراً إلى أن هذه التقنيات تمثل العمود الفقري للتحولات الكبرى التي يشهدها العالم حالياً، مضيفاً أن جامعة دبي ملتزمة بدعم المبادرات التي تركز على دمج الذكاء البشري والتكنولوجي لتشجيع الابتكار وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات.
ومن جانبه، أشار المهندس محمد عبود، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات العالمية لشؤون العضوية والتسويق، إلى أن شعار المؤتمر يعكس التحولات الكبيرة التي تشهدها التكنولوجيا الحديثة، لافتاً إلى أن المؤتمر يهدف إلى استكشاف الإمكانات غير المحدودة للذكاء المعزز وإنترنت الأشياء في بناء مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، مشدداً على أهمية تعزيز فهم هذه التقنيات وتمكين المشاركين من تطبيقها بطرق تحقق تأثيراً إيجابياً على المجتمعات والاقتصادات.
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسات نقاشية شارك فيها خبراء عالميون من القطاعات الأكاديمية، الحكومية، والصناعية، إضافة إلى عروض تقنية استعرضت أحدث الأبحاث والتطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مما يسهم في تعزيز الابتكار وتقديم حلول عملية للتحديات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
  • العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
  • الملتقى التربوي السابع يطبق استراتيجية جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • "أرجوك توقف".. رجل يتوسل إلى الذكاء الاصطناعي بعد مقاطع مزعجة
  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. دولة عزبية ضمن الأوائل عالميا
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في ميكنة قصر العيني
  • جامعة دبي تستضيف مؤتمر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي يستعين بالكتب لتطوير برامجه