72% من المؤسسات تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هندسة البرمجيات
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تعيد البرمجيات تعريف العصر القادم للأعمال، مع الإسهام على نحو كبير في حجم الإيرادات بحلول عام 2030، وفقًا لأحدث تقرير من معهد كابجيميني للأبحاث والذي أُصدِرَ بعنوان: "فن البرمجيات: الطريق الجديد نحو خلق القيمة عبر الصناعات". وتتوقع المؤسسات زيادة حجم إيراداتها المستدة إلى البرمجيات لتصل إلى 29٪ بحلول عام 2030، مقارنة بنسبة 7٪ في عام 2022.
وفقًا للبحث، تعيد المؤسسات -في جميع الصناعات- تعريف أنفسها بوصفها شركات برمجيات، متحولةً عن نموذج الأعمال التقليدي المستند إلى الأجهزة. فيما يعد ربع الشركات حاليًا "شركات برمجيات"، وتتوقع 32٪ إضافية التحول إلى وضع شركة برمجيات خلال 3-5 سنوات القادمة. ويتفق ما يقرب من 60٪ من المؤسسات على أن التحول الذي يستند إلى البرمجيات أصبح نقاشًا شائعًا في قاعات اجتماعات المسؤولين والإدارات، مع اعتراف أغلبها بأنه بالإمكانات الاستراتيجية القادرة على تعزيز التنافسية، وتحويل نماذج الأعمال، وخلق قيمة جديدة لعملائها، بدلاً من كونها مجرد أداة أو إضافة.
ويتوقع التقرير إلى أن التحول الناجح المستند إلى البرمجيات سيحقق مكاسب مالية كبيرة للمؤسسات في مختلف الصناعات بحلول عام 2030، إذ يأتي قطاع الاتصالات على رأس هذا التوجه؛ بزيادة متوقعة في الإيرادات تصل إلى 39٪، ويليه قطاعات السيارات والبنوك والتأمين (32٪ لكل منها)، وعلوم الحياة (31٪).
تستثمر المؤسسات خُمس ميزانيات البحث والتطوير في مبادرات قائمة على البرمجيات
وفقًا للتقرير، يُنفَق حوالي 18٪ من إجمالي ميزانيات البحث والتطوير حاليًا على مبادرات قائمة على البرمجيات. ومن المتوقع أن يتسارع الاستثمار في التحول القائم على البرمجيات، حيث يخطط 60٪ من المؤسسات في جميع القطاعات لزيادة استثماراتها في مبادرات البرمجيات بنسبة 9٪ خلال السنتين القادمتين. وترتكز ثلث هذا الاستثمارات على هندسة المنتجات أو الخدمات.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: عامل المساعدة الرئيسي لتسريع التحول المعتمد على البرمجيات
مع زيادة الطلب على المنتجات والخدمات المتصلة والذكية، تتجه المؤسسات نحو تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة المهندسين طوال دورة حياة تطوير البرمجيات وتسريع إنهاء كتابة الرموز البرمجية. ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن تزيد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من الوقت المدخر لهندسة البرمجيات من 15٪ إلى 43٪ خلال الثلاث سنوات القادمة.
وتظهر الدراسة أن سبعًا من كل عشر مؤسسات تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإكمال وتعزيز هندسة البرمجيات الحالية لديها خلال السنة القادمة، ويتوقع أن تساعد هذه الأدوات في إنشاء 37٪ من الرموز البرمجية في الثلاث سنوات القادمة. وأشارت فقط 28٪ من المؤسسات المضمنة في الدراسة إلى عدم اعتزامها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم هندسة البرمجيات خلال الـ 12 شهرًا القادمة.
التحديات القائمة أمام تحقيق التحول الكامل القائم على البرمجيات
على الرغم من الميزات العديدة، إلا أن 68٪ من المؤسسات لا تزال في مراحل التجارب المبكرة لتحولها القائم على البرمجيات. إذ تشير 29٪ فقط من المؤسسات إلى بدء التوسع واستخدام البرمجيات لتحقيق التحول، في حين أن 5٪ فقط قد نفذت مبادرات مكتملة النطاق.
للوصول إلى الإمكانات الكاملة للبرمجيات، ستحتاج المؤسسات إلى ضمان التوافق والمرونة عبر مختلف المنصات. ومع ذلك، أقل من نصف (48٪) المؤسسات لا تمتلك هندسة معمارية قابلة للتوسيع على نحو كبير. إذ يبرز التقرير أن حوالي 40٪ من استثمارات البرمجيات التنظيمية تركز حاليًا على الحفاظ على المنتجات التقليدية. وقد أصبحت إدارة التكاليف التشغيلية طويلة الأمد ومستويات الأداء تحديًا حاسمًا للانتقال من الأنظمة التقليدية إلى الهندسة المعمارية التي تضمن بناء المستقبل.
الموهبة عِمَاد النجاح
يعد تعزيز قدرات المواهب عنصرًا أساسيًا لتحقيق النجاح القائم على البرمجيات. فيما تتوقع المؤسسات أن يعمل 39٪ من موظفيها على حلول برمجية في الثلاث سنوات القادمة، إلا أن المهارات اللازمة قليلة، لا سيما في مجالات مثل الأمن السيبراني والامتثال (61٪)، والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة (60٪ لكل منهما)، والبيانات والسحابة (57٪).
في هذا السياق، قال ويليام روزي، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني للهندسة وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة كابجيميني: "قد دخلنا عصرًا جديدًا من الأعمال التجارية التي تقودها البرمجيات، وعليه تحتاج المؤسسات إلى إجراء تحول في طريقة تفكيرها لتحقيق التميز وتعزيز الابتكار وزيادة ميزاتهم التنافسية. إذ يجب التحول بعيدًا عن استخدام التكنولوجيا الرقمية بوصفها مجرد إضافة أو أداة لتصحيح العيوب وإصلاح الأعطال، وإنما يجب على القادة التدبر في البرمجيات بوصفها أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية التي يمكنها فتح الباب أمام الفرص لتعزيز التنافسية. ولتحقيق الريادة في مجال البرمجيات؛ ستحتاج المؤسسات إلى النظر بشمولية نحو إقامة شراكات استراتيجية وتحديد خارطة طريق للتحول بما يضمن الدعم والاستدامة والتوسع. فيما يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي بإمكانات هائلة، وذلك لقدرته على تعزيز المساعي وتحقيقها.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعزِّز الأفلام المحلية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
رسخت دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة، مستفيدة من تجربتها الفريدة في تأسيس شراكات عالمية في هذا المجال الحيوي، بما يتوافق مع رؤيتها التنموية، وطموحها بأن تكون في طليعة الدول الأكثر تقدماً، في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، وصناعة السينما أحد هذه المجالات التي حرص فيها المخرجون والمنتجون الإماراتيون على مواكبة هذا التقدم والتطور، ووضع لمسات تقنية وتكنولوجية في تنفيذ مشاريع سينمائية تسوق عالمياً.
مؤثرات بصرية
المخرج فاضل المهيري، الذي يبحث حالياً عن سبل التعاون لتنفيذ مشروعه السينمائي الجديد «تومينا» الذي تدور قصته حول الذكاء الاصطناعي، كما سيتم تنفيذه بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات البصرية العالمية، صرح لـ«الاتحاد» بأنه بدأ في تنفيذ فيلمه «تومينا» بدعم من وزارة الثقافة في أبوظبي، حيث تم تقديم التصور المبدئي للروبوت، والعمل على تقديم «تومينا» كروبوت يعمل في بيت أسرة إماراتية، ورب هذه الأسرة يعشق التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فيقرر الاستعانة بروبوت لمساعدة عائلته في الأمور المنزلية وغيرها، إلى أن يكتشف أن الروبوت تتولد فيه مشاعر إنسانية حقيقية، حتى يصبح جزءاً رئيساً من العائلة.
إسقاط تقني
لفت المهيري إلى أن الفيلم معزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بالنسبة للروبوت «تومينا»، حيث ستتم الاستعانة بشخص يجسد المشاهد الصعبة من إيماءات وحركات انفعالية ومشاهد حركة صعبة، مثل القفز، ويتم إسقاط تقني لصورة الروبوت الذي تم تصميمه على هذا الشخص لتكون الصورة أكثر واقعية، منوهاً بأنه سيبدأ تصوير الفيلم خلال عام 2025، وتم اختيار البطل الرئيس، وهو الممثل الصاعد سيف الحمادي، على أن يتم اختيار الفريق خلال الأشهر المقبلة.
4 لغات
بعدما خاضت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة تجربة الذكاء الاصطناعي بفيلمها الروائي الطويل الأول «ثلاثة»، الذي يُعتبر نموذجاً استثنائياً محلياً وعربياً، في كسر الحواجز الثقافية واللغوية عبر ترجمته إلى الصينية بلغة «الماندرين» وتسويقه في الصين، وإصداره في صالات السينما المحلية والعالمية، مع الحفاظ على أصوات الممثلين الأصلية، لتعزيز جودة الفيلم، صرحت بأنها اتفقت مبدئياً مع إحدى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومقرها دبي، على ترجمة الفيلم ودبلجته بـ 4 لغات أخرى، هي: الفرنسية والإسبانية والألمانية والهندية، لتحقيق انتشار أوسع في مختلف أنحاء العالم.
إصدار متفرد
لفتت الخاجة إلى أن «ثلاثة» هذا الإصدار المتفرد في صناعة السينما المحلية، بمثابة دراسة لحالة سينمائية مبتكرة، من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمكن من تجاوز الفجوات الثقافية واللغوية، لفتح آفاق جديدة وغير مسبوقة أمام صناع السينما لإنتاج أعمال إبداعية تحسّن تجارب المشاهدة، وسرد القصص المحلية عالمياً.
دور مهم
أكدت المخرجة نايلة الخاجة أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تطوير صناعة الأفلام المحلية وتوزيعها في الخارج، خصوصاً أنه في الفترة المقبلة سيتم ترجمتها بكل لغات العالم عبر هذه التقنية، ما يسهل من عملية تسويقها عالمياً.
«قيد»
المخرج والمنتج عادل الحلاوي الذي أطلق مؤخراً تطبيقاً تكنولوجياً فنياً عالمياً مبتكراً بعنوان «آرت هب» على «آبل ستور» و«غوغل بلاي» و«آب غاليري»، يهدف إلى دعم صناع السينما، ويقدم العديد من الخدمات لصناع الترفيه في الإمارات والمنطقة، والتي تسهم في تيسير عملية الإنتاجات الفنية بتنفيذ المشاريع السينمائية بمستوى عالمي عن طريق هذا التطبيق المعزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، أوضح أنه يستعد حالياً إلى تنفيذ فيلمه الجديد بعنوان «قيد» الذي يتولى فيه عمليتي التأليف والإخراج، والذي يُعتبر أولى باكورة إنتاجات تطبيق «آرت هب».
«كاستينغ أونلاين»
لفت الحلاوي إلى أن التطبيق الذي تم تحميله خلال الشهرين الماضيين لأكثر من 12 ألف مشترك، يجمع الممثلين والمخرجين والمنتجين والمواهب الإبداعية من مختلف المجالات في منصة واحدة، الأمر الذي يساعده في عملية اختيار فريق عمل الفيلم، خصوصاً أنه يوفر عملية سهلة للبحث عن المواهب، من خلال عملية «كاستينغ أونلاين»، ويقدم أدوات بحث قوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للعثور على المواهب المناسبة بكفاءة، حيث توفر الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مطابقة الباحثين عن العمل بأكثر الفرص الوظيفية ملاءمة من خلال تحليل مهاراتهم وخبراتهم، ليس فقط في مجال التمثيل، بل تمتد إلى مجالات فنية أخرى منها الديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية، لذا فهو يدعو المؤسسات المعنية بالفن للاستعانة بهذا التطبيق لخلق فرص للفنانين والمبدعين من خلال مشاركتهم وفتح باب الوظائف ومساعدتهم في النمو والابتكار حتى تصبح العلاقة تكاملية.
جمهور أوسع
أكد الحلاوي أنه مع وجود عدة تطبيقات مبتكرة في صناعة الأفلام، يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد لصناع «الفن السابع» من ناحية الجودة وتحسين الصوت والصورة وتوفير الوقت والموارد؛ منوهاً بأن هذه التقنية تسهم وبشكل كبير في تكوين جمهور أوسع للفيلم الإماراتي، مع أهمية اختيار المضمون والقصص التي تعبر عن الجمهور العربي والعالمي.