"دور الأدب والفن في قبول الآخر" على طاولة المناقشات بالمنيا
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
شهدت الوحدة الصحية بقرية بني مهدي إحدى قرى مركز المنيا، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية ضمن برنامج تعزيز قيم وممارسات المواطنة، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
ضمن برامج العدالة الثقافية فى القرى الأكثر احتياجا بالتعاون مع محافظة المنيا، بدأت الفعاليات بندوة بعنوان "دور الفن والأدب في قبول الآخر" تحدثت خلالها الفنانة رانيا الدمرداش عن دور الثقافة والفنون في تقبل الآخر، من خلال الإرتقاء بالذوق العام وتهذيب السلوك الإنساني ، وتعميق العلاقات الإنسانية ، موضحة ، أن أعضاء الفرقة الموسيقية يوجد بها عازفين من مختلف دول العالم ، ومن ديانات مختلفة ، ورغم ذلك يجتمعون لإنجاز العمل الموسيقي الذي يحبونه لإسعاد الجماهير.
من جانبه أشار الأديب وائل السيد ، أن الإنسان من حيث بنائه الفسيولوجي ، كائن اجتماعي بطبيعته، يسعى دائما إلى تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، مؤكدا على دور الثقافة والفنون والآداب في التقريب بين الشعوب والحضارات ، بما تنقله من تجارب إنسانية وفكرية مبدعة جديدة ، قادرة على تجديد الأفكار، مشيرا ، إلى ضرورة التعاون مع الآخر للعيش في تناغم وسلام.
وضمن الأنشطة الثقافية المقامة بإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي ، والمنفذة من خلال فرع ثقافة المنيا ، أقيمت ورشة لتعليم أساسيات الرسم والتلوين، تدريب الفناناتين يسرا رفعت ، إيمان أبو ستيت، تلاها عرض فني لفرقة أطفال قصر ثقافة المنيا للفنون الشعبية ، تضمن باقة متميزة من التابلوهات الإستعراضية المستوحاة من الفلكلور الشعبي بقيادة الفنان يحيى عبد العليم ، وسط تفاعل كبير من أبناء القرية ، وبحضور دكتورة رانيا عليوة مدير عام فرع ثقافة المنيا.
جديرا بالذكر ، أن برنامج تعزيز قيم وممارسات المواطنة، ينفذ بالتعاون مع الإدارة التعليمية ، ووحدة تكافؤ الفرص والأمومة والطفولة ، وبالتنسيق مع مجلس المدينة، وتتجدد فعالياته أسبوعيا بقرية من قرى المحافظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفعاليات الثقافية أخبار محافظة المنيا
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.
وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.
بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.
وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.
لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.
وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.
من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة.
وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.
لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.
وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.
وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.
أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.
وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.