يعد مصطلح الجمعة السوداء كما هو معروف في أمريكا، أو الجمعة البيضاء كما هو معروف بالدول العربية، الأكثر شهرة في شهر نوفمبر، وسمي هذا اليوم بالجمعة السوداء من قبل قوات الشرطة الأمريكية، بسبب الأزدحامات المرورية الشديدة لهذا اليوم بسبب التسوق حتى لا تنتهي العروض بالمحلات التجارية والمولات. 

البحث عن الجمعة البيضاء الجمعة السوداء أو البيضاء 

ويعد هذا اليوم هو أكثر أيام التسوق ازدحاماً في العام منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث بدأ العديد من تجار التجزئة في تقديم خصومات خاصة وفتح متاجرهم في وقت مبكر لجذب أكبر عدد ممكن من المتسوقين.

هل أصبح البلاك فراي دي ظاهرة؟ 

وعلى الرغم من كونه لا يزال أكبر يوم في السنة بالنسبة لتجار التجزئة في الولايات المتحدة، فقد ساعد ظهور التجارة الإلكترونية في أن يصبح مفهوم خصومات الجمعة السوداء ظاهرة عالمية على مدى العقد الماضي.

ضياء رشوان: قطاع غزة يمر بظروف غير مسبوقة في تاريخ العالم.. ويكشف بنود تمديد الهدنة رياح قوية وأمطار غزيرة.. لبنان يتعرض لمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة لماذا تراجع أهتمام المستهلك بخصومات الجمعة البيضاء؟

ووفقاً للرسم البياني الذي أعدته "Statista"،  استناداً إلى اتجاهات بحث "جوجل"، فإن الجمعة البيضاء تتزايد كل عام من حيث اهتمام المستهلكين، حتى وصل وباء كورونا في نوفمبر 2020، حيث انخفض الاهتمام بالبحث على "جوجل" عن مصطلح "الجمعة البيضاء" بأكثر من 30% عن مستوى 2019 واستمر الاتجاه الهبوطي في عامي 2021 و2022، عندما انخفض حجم البحث العالمي إلى 60 و53% من ذروة عام 2019.

وتشير البيانات الأولية لعام 2023 إلى أن هذا الاتجاه مستمر هذا العام، ولكن هل يفقد المستهلكون اهتمامهم بصفقات الجمعة البيضاء أم أنها ببساطة منتشرة في كل مكان لدرجة أنهم لم يعودوا بحاجة إلى البحث عنها؟ ويشير النظر إلى مستويات الإنفاق الإجمالية إلى أن الخيار الأخير صحيح.

الشراء عبر الإنترنت

ووفقاً لـ "Adobe Analytics"، وصل الإنفاق عبر الإنترنت في الجمعة البيضاء و"Cyber Monday" في الولايات المتحدة إلى أرقام قياسية جديدة في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو بشكل أكبر هذا العام.

الجمعة البيضاء تخفيضات الجمعة البيضاء تصل لـ 70%

قدمت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة بالغرفة التجارية عن شعبة الملابس الجاهزة، كل ما يتعلق بتخفيضات الجمعة البيضاء وموعد التطبيق، مؤكدة ،خلال استضافتها مع الإعلامية داليا أيمن، مقدمة برنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن مصر قررت تعديل اسم الجمعة السوداء إلى الجمعة البيضاء كنوع من التفاؤل.

ولفتت إلى أن تخفيضات الجمعة البيضاء تكون آخر جمعة في شهر نوفمبر، مؤكدة أنه يتم تقديم تخفيضات كبيرة في الجمعة البيضاء، والتي تتزامن مع بداية موسم الشتاء، مضيفه أن الجمعة البيضاء تعتبر فرصة كبيرة لتنشيط حركة المبيعات خلال تلك الفترة التي تسبق موسم أعياد وكريسماس.

وطمأنت عضو مجلس إدارة بالغرفة التجارية، المواطنين بأن أي عروض أو تخفيضات يقدمها التجار يكون عليها رقابة شديدة، مشددة على ضرورة التأكد من وجود الأسعار على المنتج قبل وبعد التخفيض.

وأشارت سماح هيكل، إلى أن تخفيضات أسعار الجمعة البيضاء، يكون ليوم واحد فقط وأحيانا يمتد لفترة، مؤكدة أن ذروة التخفيضات تكون يوم الجمعة، تصل إلى 70% وفي بعض المحال الكبيرة يتم وضع نسب تخفيضات كبيرة على كل المنتجات الجديدة للموسم الشتوي، وهناك محال تضع التخفيضات على بعض المنتجات بنسب متفاوتة.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجمعة البيضاء الجمعة السوداء الجمعة الشراء عبر الانترنت تخفیضات الجمعة البیضاء الجمعة السوداء إلى أن

إقرأ أيضاً:

انهيار المسافة الحرجة: كيف تم ترويض المثقف؟

إبراهيم برسي

هناك لحظةٌ يتوقف فيها المثقف، لا لأنه وجد الإجابة، بل لأنه أدرك أن الأسئلة ذاتها قد تغيرت.

لم يَعُد السؤال: “ماذا يجب أن نفعل؟” بل صار: “أين يمكن أن نفعل؟ وفي أي مساحة؟”

في زمنٍ تتضاءل فيه المساحات أمام الفكر المستقل، ويصبح فيه التأثير مقيدًا بشروط السوق أو السلطة، يجد المثقف نفسه في مأزق جديد: هل هو صانعُ وعيٍ، أم جزءٌ من ماكينة إنتاجه؟ هل هو فاعلٌ مستقل، أم مجرد ترسٍ في آلةٍ تُعيد تدوير الأفكار داخل منظومة لا تسمح بخروجها عن النص؟

إن أزمة المثقف اليوم لم تَعُد مجرد ترددٍ بين الفعل والتنظير، بل أصبحت أزمة دور: “أين يقف؟ وكيف يمارس تأثيره في عالمٍ لم يَعُد ينتظر الأفكار، بل يستهلكها كمنتجٍ سريع الذوبان؟”

لقد كان المثقف يومًا صانعَ الأسئلة الكبرى، لكنه أصبح الآن محاصرًا بين خطابٍ يُطلب منه أن يكون مستساغًا وسهل الاستهلاك، وبين منظومات تُعيد إنتاجه كصوتٍ لا يتجاوز حدود “الممكن”.

لم يَعُد السؤال: “كيف نغيّر العالم؟” بل: “هل لا يزال مسموحًا لنا بالتفكير في تغييره أصلًا؟”

هذا التحول في وضعية المثقف لم يحدث فجأة، بل هو نتاج لتطورات طويلة المدى.

عبر التاريخ، لعب المثقف أدوارًا محورية في تحولات المجتمعات، سواء في الفلسفة الإغريقية، حيث كان الفيلسوف مرآةً للعقل السياسي، أو خلال عصر التنوير، حين قاد المثقفون معارك فكرية أعادت تشكيل مفهوم الدولة والمجتمع، أو في الحركات التحررية في القرن العشرين، حيث لعب المفكرون دورًا في صوغ الأيديولوجيات التي قادت الثورات والاستقلالات الوطنية.

لكن اليوم، يبدو أن هذا الدور قد تآكل، وأصبحت المعركة ليست بين الأفكار، بل بين قوة التأثير وآليات الاحتواء التي تعيد تدوير كل خطاب داخل منظومة تُفرغه من قدرته على التحريض والتغيير.

ولعل ما يعمّق هذا المأزق هو أن المثقف لم يَعُد يقف في موقع المسافة الحرجة بين السلطة والجماهير، بل بات محاصرًا بخيارين لا ثالث لهما:
•إما أن يكون جزءًا من المؤسسة، فيتم استيعابه وتدجينه.
•أو أن يظل خارجها، فيخسر تأثيره ويصبح مجرد صوتٍ معزول.

فالسلطة لم تَعُد تقمع المثقف كما في الأزمنة الماضية، بل طوّرت أدواتٍ أكثر ذكاءً: منحته منابر ومساحات، لكنها مساحات مضبوطة الإيقاع، تتيح له الكلام، لكن ليس إلى الحد الذي يُهدد بنية القوة.

إن عملية الاحتواء هذه لم تأتِ فقط من السلطة السياسية، بل إن السوق ذاته أصبح عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل وظيفة المثقف.

فمع سيادة الرأسمالية الثقافية، لم تَعُد الأفكار تُقدَّم بوصفها أدواتٍ للتحول، بل كسلعٍ تُباع داخل منظومة تتحكم في إنتاجها وتوزيعها.

لقد رأينا كيف تحوّلت بعض الأفكار الراديكالية، التي كانت في الماضي تُهدد بنية الأنظمة، إلى منتجات ثقافية يتم استهلاكها في المهرجانات الفكرية، أو داخل الأوساط الأكاديمية، دون أن يكون لها أثرٌ حقيقي خارج هذه الدوائر.

بهذا الشكل، لم يَعُد الاحتواء يأتي عبر القمع المباشر، بل عبر إدخال المثقف في ماكينة إنتاج المعرفة، التي تُحدد له إطار حركته، وتُقدّم له منصات يعتقد أنها مساحات حرة، لكنها في الواقع مُكبّلات فكرية تحكمه بسقف غير مرئي.

في ظل هذا الواقع، لم تَعُد الأكاديميا، ووسائل الإعلام، وحتى الثقافة الشعبية، سوى دوائر مغلقة، تعيد إنتاج الفكر كمادة استهلاكية، وليس كأداةٍ للتحوّل.

أصبح النقد نفسه جزءًا من العرض، وأصبح المثقف نجمًا يُحتفى به طالما لم يتجاوز الخطوط المرسومة له.

هذا الشكل الجديد من الاحتواء جعل المثقف يظن أنه مؤثر، لكنه في الواقع مجردُ عنصرٍ آخر في منظومةٍ تتقنُ امتصاصَ التغيير قبل أن يولد.

إن المثقف، الذي كان يومًا صانعَ التحولات، أصبح الآن مجرد مفسّرٍ للأحداث، يلاحقها بدلاً من أن يصنعها، يفسّر انسداداتها لكنه عاجز عن فتح آفاق جديدة.

ولكن، هل هو عاجزٌ بالفعل؟ أم أن العجز ناتج عن شبكة معقدة من القيود التي لا يدرك بعضها؟

لقد أصبح المثقف في كثير من الأحيان مدركًا لأسره داخل المنظومة، لكنه يجد نفسه عاجزًا عن الفكاك منها.

إن إدراكه لحدود تأثيره لا يعني قدرته على تجاوزها، بل قد يجعله في حالة دائمة من الوعي المشلول، حيث يعرف المشكلة جيدًا، لكنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لكسر الدائرة.

وفي هذه الحالة، هل يمكن اعتبار عجز المثقف مجرد انعكاس لحالة فردية؟ أم أنه جزءٌ من أزمة أكبر تتعلق بالبنية الفكرية والسياسية للمجتمع الحديث؟

قد يكون المثقف اليوم واقعًا بين سندان القيود المؤسسية ومطرقة التشكيك الذاتي المستمر، حيث يؤدي تفكيكه الدائم للسرديات إلى شلل فكري يمنعه من تبني موقف حاسم أو اتخاذ خطوة جذرية.

وهذا يقودنا إلى سؤال آخر: هل المثقف المعاصر، بتكوينه النقدي الحاد، أصبح رهينةً لوعيه الخاص؟ هل أدى وعيه المتشظي إلى استنزاف قدرته على الفعل؟

هذه التساؤلات تجعلنا نعيد النظر في ما إذا كان المثقف ضحية المنظومة فقط، أم أنه متواطئٌ معها بشكل غير مباشر، بسبب خوفه من المواجهة الحقيقية؟

في النهاية، ليس السؤال: “هل يجب على المثقف أن يكون فاعلًا؟”

بل السؤال الأهم: “هل بقي للمثقف شيءٌ ليقوله لم يُستهلك بعد؟”

أم أن زمنه قد انتهى ليصبح مجرد صدى في عالمٍ لا يعبأ إلا بمن يملك القوة، لا الفكرة؟


zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • أونروا: مخيم جنين أصبح اليوم خاليا من السكان
  • محافظ القاهرة يفتتح معرض أهلا رمضان بتخفيضات تصل إلى 30%
  • «فرص عمل وهمية».. ضبط شخص بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين في مدينة نصر
  • فرص عمل وهمية.. القبص على المسئول عن شركة عمالة بمدينة نصر
  • تحذير الناس من ظاهرة التسول.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • إيقاف شخصين لنشرهما خبرًا زائفًا حول جريمة وهمية في المغرب
  • تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن ظاهرة التسول
  • في محافظتين.. استهداف منزل موظفة بالحشد الشعبي وضبط صيدلية وهمية (صور)
  • مدير الجوازات: في العام 2020 إبان حكومة حمدوك أصبح الشخص المحظور بموجب القانون يحظر عليه استخراج الجواز باعتباره وثيقة للسفر وليس وثيقة هوية
  • انهيار المسافة الحرجة: كيف تم ترويض المثقف؟