لجريدة عمان:
2024-07-08@14:08:07 GMT

إسرائيل تقصف جنوب غزة أيضا.. فأين نذهب؟

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

عندما بدأت كتابة هذا المقال، هنا في خان يونس، جنوب غزة، كانت الصواريخ الإسرائيلية تقع في مكان قريب منا، وبمجرد أن نتجاوز الصدمة الأولى للانفجارات المدوية، واهتزاز المنزل وارتجاف ركبنا، فإن الغريزة الأولى هي الإسراع فورًا لتهدئة الأطفال الذين تبدو صرخاتهم بطريقة ما أعلى وأكثر إيلامًا من الضربات نفسها.

طوال الغزو الإسرائيلي، طُلب من سكان شمال غزة أن ينتقلوا إلى الجنوب «الآمن»، إلا أنّ حياتنا اليومية هنا تشهد على حقيقة أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، فمع سقوط الصواريخ، يمتلئ منزلنا بالأقربين، بما في ذلك الكثير من الأطفال، بعضهم فقدوا منازلهم القريبة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وآخرون فروا من القصف في شمال غزة بحثًا عن «الأمان» في الجنوب. وهنا في الجنوب فقدت أقرب أقاربي من جهة والدي، وأصيب ثلاثة أشقاء وزوجاتهم وأطفالهم بالصواريخ الإسرائيلية، وتحول المبنى بأكمله إلى أنقاض، ولم ينج منهم سوى عدد قليل، خاصة أولئك الذين خرجوا لشراء البضائع. لم يكن هناك أي تحذير على الإطلاق، ولم توزّع أية منشورات في المنطقة تطالب الناس بالإخلاء.

لقد مرت بضعة أسابيع منذ مقتلهن، فقد كنّ فتيات أصغر مني، بأحلام أكبر من هذا القطاع الصغير الذي ولدنا فيه، ولا يزال والدي يكافح من أجل تجاوز ذلك، ولا أعلم إن كنا قد تجاوزنا ذلك أيضا. ما زلنا نحلم بطريقة أو بأخرى بوقف دائم لإطلاق النار، فأبناء عمومتي يحلمون بالعودة إلى ديارهم، ويحلم الأطفال بالعودة إلى غرف نومهم وألعابهم.

ومع ذلك، عندما ننظر حولنا ونستمع إلى الأخبار، وهو ما أعترف أنه لا يحدث كثيرًا؛ نظرًا لندرة الاتصالات والوصول إلى الإنترنت، فمن المهم دائمًا البحث عن مكان يعمل بالطاقة الشمسية لشحن هواتفنا وبطاريات الهواتف. يبدو من المحتمل جدًا أننا قد نفقد هذا المنزل الأخير المتبقي أيضًا، أو نضطر إلى الخروج مرة أخرى، هذا في حالة أننا نجونا أصلا. إنّ هناك اتفاقًا أن يستمر «وقف» الأعمال العدائية لمدة أربعة أيام فقط، ولهذا فإنّ القصف المكثف والقصف المدفعي في الجنوب في الأيام السابقة أعطانا إحساسا مروعا بأنه بعد «التوقف» سيأتي دورنا لشن حملة واسعة النطاق وغزو خان يونس.

المسؤولون الإسرائيليون يدرسون بالفعل توسيع غزوهم البري في خان يونس، وهذا احتمال أكبر من أن نتصوره، وقد اضطر ما يقرب من مليون شخص إلى مغادرة شمال غزة إلى الجنوب، والطعام يكاد أن ينفد منا. إنّ صنابير المياه في هذه المرحلة وكذلك الثلاجة ليست سوى أدوات للزخرفة، وكذلك لا يوجد أبدا أي مياه جارية أو كهرباء. لقد نفدت جميع الأطعمة المعلبة والمعكرونة التي كانت لدينا، ولم يتبق معنا سوى الدقيق، ولذلك نلجأ إلى اقتلاع الفاكهة من الأشجار في الحديقة وخبز الخبز على نار الحطب، أو نستخدم فرن الطين الذي أحضرناه من عند الجيران. ما زلنا نقوم برحلات خطيرة لشراء البضائع والحاجيات، ومع ذلك من الصعب جدًا العثور على أي شيء في المتاجر.

شوارع خان يونس مكتظة، إذ ينام النازحون، إذا لم يكونوا يقيمون مع أقاربهم أو مضيفين، في المدارس وفي الخيام وفي الشوارع، حيث الليالي باردة جدًا، حتى بالنسبة لأولئك الذين ينامون والأسقف فوق رؤوسهم. إنّ جميع نوافذنا إما مكسورة بالفعل أو تُركت مفتوحة لتجنب تكسر الزجاج من تأثير القصف القريب، وليس لدينا ما يكفي من البطانيات، فيما أصيب العشرات منا بالأنفلونزا، فلقد بدأ فصل الشتاء بالفعل، وأولئك الذين يعيشون في الخيام هم الأكثر تأثرًا بالمطر.

وإذا اضطررنا إلى مغادرة خان يونس أيضا، فإلى أين من المفترض أن نذهب؟ نحن نكره الاعتقاد بأن إسرائيل تريد حقًا إخراجنا من غزة تمامًا إلى سيناء، ولكن في هذه المرحلة يشكل هذا مصدر قلق حقيقي، فنحن نسمع بالفعل تصريحات عن تحويل خان يونس «إلى ملعب كرة قدم» وطرد الناس منها باعتباره «الحل» لمشكلة غزة. ولقد شاهد العالم الصواريخ الإسرائيلية وهي تدمر منازلنا ومساجدنا وكنائسنا ومستشفياتنا، ولقد شاهدوا القضاء على عائلات بأكملها، ووفقًا لتحديث من المدير التنفيذي لليونيسف قبل ثلاثة أيام، قُتل أكثر من 5300 طفل. إنّ خوفنا الأكبر هو أن يستمرّ العالم في مشاهدة أولئك الذين نجوا من القصف الذي لا يبقي ولا يذر، وهم يُطردون من وطنهم إلى الأبد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: خان یونس

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل  حربها على غزة.. أونروا: الظروف المعيشية في القطاع باتت لا تطاق!

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المكثفة وغير المسبوقة على قطاع غزة، جوا وبرا وبحرا، مخلفا آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد قتلى الحرب الإسرائيلية المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي ارتفع الى 38098 قتيلا و87705 جرحى.

في السياق، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، “من أن الظروف المعيشية في قطاع غزة باتت “لا تطاق” بسبب جبال النفايات والقمامة المتراكمة على طول الطرق وبالقرب من الملاجئ المؤقتة”.

وذكرت أن “الآلاف يلجؤون إلى مدارس “الأونروا والمباني الحكومية”، مضيفة أن آخرين “بدأوا بالفعل في العودة بسبب عدم وجود أماكن في مناطق أخرى”.

وأشارت إلى أن “ما يقدر بنحو 85,000 شخص غادروا منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة شمالي القطاع، خلال الأسبوع الماضي، في حين تم تهجير ما لا يقل عن 66,700 شخص آخر من شرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع، بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة”.

بدورها، أفادت الأمم المتحدة، بأن “التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، والإقامة في ملاجئ مؤقتة بين الأنقاض وعلى الشاطئ”.

هذا وكان الجيش الإسرائيلي قتل خلال الساعات الماضية 5 صحفيين في غزة والنصيرات وهم: سعدي مدوخ، أديب سكر، أمجد الجحجوح وزوجته الصحفية وفاء أبو ضبعان، ورزق أبو شكيان.

آخر تحديث: 6 يوليو 2024 - 12:33

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي ينتقد قرارات الجيش الإسرائيلي بإخلاء خان يونس من الفلسطينيين
  • القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوب غزة
  • القسام تستهدف دبابة ميركفاه 4 عبر عبوة شواظ في حي السلطان جنوب رفح
  • استشهاد ثلاثة أسرى فلسطينيين لحظة الإفراج عنهم جنوب قطاع غزة
  • إسرائيل تواصل  حربها على غزة.. أونروا: الظروف المعيشية في القطاع باتت لا تطاق!
  • رسالة التسامح والغفران
  • ماذا بعد غزة جنوبًا؟
  • استشهاد عشرة فلسطينيين في قصف للاحتلال على رفح وخان يونس
  • لماذا الثوم خطر على الصحة.. دراسة تكشف التفاصيل
  • طائرات الاحتلال تقصف قافلة مساعدات إغاثية جنوب غزة