حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، من تطور التهديدات للسفن المبحرة في البحر الأحمر، (غربي اليمن)، بعد تعرض سفينتي شحن تتبعان رجالا أعمال اسرائيليان لعملية احتجاز وقرصنة.

 

ونقلت وكالة "بولمبيرغ" الأمريكية عن نيل روبرتس، رئيس قسم الملاحة البحرية والطيران في جمعية لويدز ماركت قوله "لقد أظهرت الهجمات الأخيرة مخاطر متزايدة على السفن ذات الروابط الإسرائيلية".

 

وأكد أن "استخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز غير موجود في كتيبات مكافحة القرصنة وسيتطلب إعادة التفكير من قبل المالكين وفرق الأمن".

 

وأشار إلى أن موجة النشاط الأخيرة تهدد بتعطيل المسار الذي يعتبر بالغ الأهمية للتجارة العالمية في كل شيء من السلع إلى السلع المصنعة.

 

وقال "لا يمكن تجنب المياه المعنية بالنسبة للسفن المبحرة بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس".

 

ولفت إلى أن طبيعة بعض الحوادث أثارت قلق أصحاب السفن، مشيرة إلى أن المتمردين الحوثيين صعدوا على السفينة جالاكسي ليدر في طائرة هليكوبتر، مما أظهر هجمات أكثر تطوراً، بينما أصيبت سفينة أخرى في الخليج العربي بطائرة بدون طيار.

 

وقالت الإدارة البحرية التابعة لوزارة النقل الأمريكية، أو ماراد كما هو معروف، في تنبيه يوم الاثنين: "توخي الحذر عند عبور هذه المناطق وتبقى على دراية بالتهديدات المتطورة في هذه المنطقة".

 

وفقًا لمونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة Vessel Protect، وهي شركة متخصصة في تأمين مخاطر الحرب البحرية، فإن معظم شركات التأمين تتقاضى بالفعل أقساط إضافية للإبحار عبر تلك المياه، ويمكن أن تزيد هذه الرسوم بشكل أكبر إذا استمرت الهجمات،

 

وقال: "لا تزال هناك مخاطر كبيرة تواجهها السوق الأوسع، مع وجود تهديدات بوقوع أضرار جانبية وخطأ في التحديد دائمًا". لافتا إلى أن بعض السفن التي تسيطر عليها إسرائيل بدأت بالفعل في تجنب المنطقة.

 

وأكد أندرسون: أن "مثل هذه الأحداث تمثل دليلاً على مخاطر أوسع نطاقاً تواجه السوق التجارية الأوسع عند التداول في مثل هذه المناطق"، في إشارة إلى خطر استهداف السفن عن طريق الخطأ.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا سفينة اسرائيلية البحر الأحمر الملاحة الدولية إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟

تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، خاصة مضيق باب المندب، مع استئناف جماعة الحوثيين استهداف السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي. 

وقد بدأت القوات الأمريكية بشن عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الجماعة٬ قد تستمر لأيام أو أسابيع، في أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تصعد فيه واشنطن ضغوط العقوبات على طهران. ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو السفن التابعة للدول التي تدعم الاحتلال، وتأتي هذه الحملة "دعماً للفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال على قطاع غزة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة، بينما هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.


باب المندب
ويستهدف الحوثيون مناطق بحرية استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأبرزها مضيق باب المندب، الذي يعتبر نقطة عبور حيوية تربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. 

ويقع المضيق بين اليمن في الشمال الغربي وجيبوتي وإريتريا في الجنوب الشرقي، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن. ويمر من خلاله نحو 15% من حجم التجارة العالمية، مما يجعله ذا أهمية قصوى لحركة الملاحة الدولية.

كما يستهدف الحوثيون السفن التي تمر في البحر الأحمر، الذي يربط مضيق باب المندب جنوباً وقناة السويس شمالاً. ويعتبر البحر الأحمر شرياناً حيوياً لنقل البضائع، حيث يمر عبره آلاف السفن التجارية سنوياً، ويوفر مساراً مختصراً للسفن المتجهة من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط، بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

قناة السويس
كما تأثرت قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بهجمات الحوثيين. وكان يمر عبر القناة قبل الهجمات حوالي 12% من التجارة العالمية، خاصة ناقلات النفط والغاز الطبيعي. 


وأجبرت الهجمات شركات الشحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى مسار رأس الرجاء الصالح الأطول، مما أدى إلى تأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.

وتسببت التوترات في منطقة البحر الأحمر في خسائر كبيرة لمصر، حيث بلغت خسائر إيرادات قناة السويس نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60% من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. 

وأظهرت البيانات تراجع الإيرادات السنوية لقناة السويس بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في حزيران/يونيو 2024، حيث سجلت 7.2 مليار دولار مقارنة بـ9.4 مليار دولار في 2022-2023.

خسائر اقتصادية وتجارية
منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، صعد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، ومقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة. وأدت هذه الهجمات إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنوياً قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60%، وفقاً للبيت الأبيض.

وأجبر الاستهداف حوالي 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة على إعادة توجيه مساراتها حول قارة أفريقيا، مما أضاف نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة. كما تسببت هذه الهجمات في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% عام 2024.


تأثيرات على الموانئ
تضررت التجارة بين أوروبا وآسيا بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث كان نحو 95% من السفن المتجهة بين القارتين تمر عبر البحر الأحمر في الظروف الطبيعية. ومن بين أكبر 10 دول مستوردة من حيث القيمة للتجارة عبر البحر الأحمر، 5 دول من الاتحاد الأوروبي. كما تأثرت موانئ في المنطقة بشكل متفاوت جراء إعادة توجيه مسارات السفن؛ فقد شهدت الموانئ السعودية مثل جدة وميناء الملك عبدالله انخفاضاً حاداً في حركة الشحن.

تشكيل تحالفات دولية
ودفع هذا الاستهداف الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات دولية لتأمين الممرات البحرية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً أُطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، بهدف تسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين. وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.

ونفذت سفن هذا التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه السفن التجارية، مما أسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية. ومع ذلك، استمر الحوثيون في استهداف السفن، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا في كانون الثاني/يناير 2024 إلى شن ضربات جوية مباشرة على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.


وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين في اليمن حتى وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي. 

مقالات مشابهة

  • غموض وتقلب في أوضاع الملاحة في البحر الأحمر بعد ضربات أميركية وإسرائيلية
  • الحوثي: سيتم منع عبور السفن الأمريكية عبر باب المندب والبحر الأحمر
  • "فورين بوليسي" تحذر من تحوّل الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن إلى حرب استنزاف طويلة الأمد على غرار العراق وأفغانستان (ترجمة خاصة)
  • الحوثيون يسقطون طائرة استطلاع أمريكية جنوبي صنعاء
  • تحليل غربي: الضربات الأمريكية ستأتي بنتائج عكسية في اليمن.. وطريق هزيمة الحوثي عن طريق السعودية والإمارات (ترجمة خاصة)
  • بعد التهديدات الأمريكية.. الصراع بين واشنطن وطهران يشتعل وتهديدات بحرب نووية
  • "أنصار الله": الهجمات البحرية ضد السفن الإسرائيلية لن تتوقف
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها بشأن تهديدات السفن التجارية في البحر الأحمر
  • للمرة الثالثة.. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"