تمديد وقف إطلاق النار فى غزة يومين بجهود مصرية وقطرية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
استمرار تبادل الأسرى وتدفق المساعدات.. والمقاومة تشيد بجهود القاهرة والدوحةانتشال رضيعة على قيد الحياة بعد شهر تحت الأنقاض«الأونروا»: مخاوف من تفشى الكوليرا بين النازحين.. و3 طائرات مساعدات أمريكية للقطاع
واصلت مصر جهودها بمشاركة قطر والأطراف المعنية وبينها الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، لتثبيت هدنة دائمة ووقف الحرب نهائياً فى قطاع غزة وتم تمديد وقف اطلاق النار يومين إضافيين بعد أن دخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضية لمدة أربعة أيام.
ودخل أكبرعدد من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية، وتبادل 150 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى بإضافة 50 أسيرة و10 أشبال مع التمديد، مقابل 50 محتجزاً من المستوطنيين فى القطاع المحاصر بالحرب والجوع منذ 7 أكتوبر الماضى.
نفذت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس استعراضاً عسكرياً وسط مدينة غزة، خلال تسليم الدفعة الثالثة للمحتجزين فى شمال القطاع، وسط ترحيب جماهيرى حاشد من الفلسطينيين.
وبثت الكتائب مشهداً مثيراً به قبضة اليد التى ترمز للمقاومة فى غزة. وظهر خلال المشهد قبضة اليد ومعلق عليها اسم «شاؤول آرون»، وهو عنصر من الاحتلال تم أسره من قبل كتائب القسام، وأعلن عن ذلك القيادى أبوعبيدة فى 20 يوليو من عام 2014، وهو أول مقاتل تأسره المقاومة الفلسطينية منذ 2006 بعد جلعاد شاليط. وأوضح المشهد تركيز الصورة على قبضة اليد التى ترمز إلى يوم المقاومة لتوجيه رسالة واضحة وصريحة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد عملية طوفان الأقصى.
وأعربت الفصائل الفلسطينية عن تقديرها الدورين المصرى والقطرى وناشدت مصر لاستقبال عدد أكبر من المصابين الذين يحتاجون إلى العلاج. وطالبت الفصائل فى بيان مشترك بوقف شامل لوقف حرب الابادة الصهيوينة الجماعية فى غزة
وأكدت الفصائل فى الوقت نفسه أنها تتابع الانتهاكات التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى للهدنة المؤقتة فى قطاع غزة، داعية لإلزامه بوقفها.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصارى إن تمديد الهدنة فى قطاع غزة يومين إضافيين سيتم بنفس الشروط السابقة، فيما يبقى الهدف الوصول إلى وقف لإطلاق النار. وأوضح أن بلاده أرسلت 27 طائرة تحمل 910 أطنان من المساعدات الإنسانية فى إطار الجسر الجوى إلى غزة.
وأطلقت قوات الاحتلال رصاص الحى صوب النازحين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم لتفقدها، فى حى النصر والشيخ رضوان، بغزة ما أدى إلى إصابة 4 منهم بالرصاص، وتم نقلهم إلى المستشفى المعمدانى، لتلقى العلاج، حالة أحدهم بالخطيرة. وأطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف صوب المنازل فى العديد من المناطق فى مدينة غزة، ما أدى إلى اشتعالها.
واستهدفت قوات الاحتلال الفلسطينيين فى حى تل الهوا، أثناء محاولتهم تفقد منازلهم المدمرة، خاصة فى محيط مستشفى القدس، ودوار الدحدوح، ومتنزه برشلونة، ومحيط الكلية الجامعية.
ويواصل الاحتلال اختراقه للهدنة الإنسانية فى يومها الخامس، بإطلاق النار على أصحاب الأرض ومنازلهم شرق مخيم البريج، والمغازى، وفى المناطق الشرقية فى محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. فيما اعتقل العشرات على شارع صلاح الدين واستهدافهم خلال النزوح من الشمال للجنوب.
وبلغت حصيلة الشهداء وصلت حتى الآن إلى 16 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء و3300 طالب و35 ألف مصاب، وهناك 6000 مفقود على الاقل ونجح الدفاع المدنى فى انتشال رضيعة من تحت الأنقاض على قيد الحياة بعد شهر من قصف منزل ذويها واستشهادهم، وناشد الدفاع المدنى العرب توفير المعدات اللازمة للمساعدة فى عمليات انتشال جثث الشهداء
وأضاف «دفاع مدنى غزة» أنه استأنف العمل فى شرق القطاع لانتشال الضحايا من تحت المنازل المدمرة. وأكد أن فترة الهدنة لا تكفى لتنفيذ عمليات الانتشال من تحت الأنقاض، فى ظل الإمكانيات المحدودة المتاحة.
وأكد مدير مكتب الإعلام الحكومى بغزة أن عجلة الحياة متوقفة فى قطاع غزة ونحن أمام كارثة قد تقع فى أى لحظة، مضيفاً أن القطاع يحتاج إلى ألف شاحنة مساعدات يومياً للتعافى.
وأفاد بأن سكان القطاع بأمس الحاجة إلى معدات وآليات للدفاع المدنى وإلى أجهزة طبية، مشيراً إلى أن عدم دخول الوقود إلى مدينة غزة وشمال القطاع ينذر بوقوع كارثة كبيرة.
كما جدد مناشدة العالم بإدخال الوقود، وقال إن الهدنة الإنسانية المؤقتة كشفت حجم الدمار الهائل فى مدينة غزة وشمال القطاع. ولم يدخل مدينة غزة وشمال القطاع قطرة وقود واحدة منذ 50 يوماً.
وأكد المتحدث باسم «الأونروا» كاظم أبوخلف أن الأوضاع فى قطاع غزة سيئة للغاية وما دخل من مساعدات لا يعكس حجم الاحتياجات المطلوبة. وأضاف أبوخلف أن المنظمة بحاجة إلى إدخال 200 شاحنة مساعدات لقطاع غزة لمدة شهرين متتالين، مشيراً إلى أن المعدل اليومى لدخول الشاحنات يوميا هو 50 شاحنة فقط. فى ظل عدم توفر مياه نظيفة فى القطاع يمكن أن يؤدى لانتشار الأمراض خاصة الكوليرا بينما تضاعفت الأمراض المعوية فى القطاع 4 مرات والجلدية 3 مرات واشار إلى أن هناك مليونًا و100 ألف نازح فى قطاع غزة واكتظاظ غير مسبوق فى مراكز الإيواء.
وأكد مسئول أمريكى بارز أن بلاده ستسير 3 رحلات إغاثة جوية إلى شمال سيناء تخصص لغزة تحمل مواد طبية ومساعدات غذائية وتسلم للأمم المتحدة ومنها إلى المدنيين فى غزة قائلاً «ندرك أن ما يجرى إدخاله ليس كافياً لحياة طبيعية فى غزة» وأكد المسئول الذى رفض الكشف عن هويته استمرار الضغط لاتخاذ خطوات إضافية بما فى ذلك عودة تدفق السلع والخدمات الأساسية إلى غزة.
رئيسا «الموساد» وCIA»» فى قطر للترويج لصفقة تبادل كبيرة مقابل وقف الحربهجوم سيبرانى يشل خدمات الطوارئ فى تل أبيب
وصل أمس رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات الإسرائيلية دافيد برنياع إلى قطر للترويج لصفقة تبادل أسرى كبيرة بين المقاومة وإسرائيل، وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الصفقة المقبلة ستشمل أيضا الجنود وأسرى أمنيين فلسطينيين، وكذلك موعد وقف إطلاق النار.
ونقلت صحيفة «كان» العبرية أن «برنياع» وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مباحثات حول الهدنة فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين فى غزة.
وقالت الصحيفة إن برنياع سيلتقى «بيرنز» ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى. وكان «برنياع» قد غادر تل أبيب متجهاً إلى الدوحة فى الثانى والعشرين من نوفمبر لاستكمال الإجراءات الأخيرة المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقال أحد كبار المسئولين الأمريكيين لموقع يديعوت احرنوت: «نريد تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى. ألا تريدون ذلك؟ إنه فى مصلحة الجميع ونحن نعمل على ذلك بكل ما أوتينا من قوة. لا نعرف كيف». «إن الضرر الذى لحق بحماس كبير، ومن المهم الآن إطلاق سراح الجميع».
وأكد معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى انتصرت حماس فى معركة أخرى فى الحملة المعرفية المستمرة فى نهاية المطاف، وأوضح ان هذه الخطوة لحماس إشارة مهمة لشعبها وداعميها بشأن صمودها وتمسكها بمواصلة النضال».
وقال المعهد الإسرائيلى «لقد نجحت حماس مرة أخرى فى السخرية من إسرائيل، وإرهاق أعصابها، وجنى المكاسب فى المجال المعرفى، أى التأثير فى الجمهور، فيما تواصل إسرائيل إظهار ضعفها فى الحملة المعرفية والحرب ضد حماس، وترك تنسيق الحدث والصفقة فى أيدى المنظمة.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال محادثات مع نواب فى حزب الليكود انه الوحيد الذى سيمنع قيام دولة فلسطينية فى غزة والضفة المحتلة.
وقال نتنياهو وفقاً لهيئة البث الرسمية لنواب الكنيست إن «الأمريكيين لم يرغبوا بأن ندخل فى عملية برية. ولم يرغبوا بأن ندخل إلى الشفاء، قمنا بهذا وأيضاً بذاك. أنا أعرف بايدن منذ أكثر منذ 40 عاماً، ويمكننى التحدث مع الجمهور فى الولايات المتحدة». النائب دافيد بيتون قال فى أحد الاجتماعات مع نتنياهو عن التصريح لعدم إدخال الوقود إلى غزة: «لا داعى للإدلاء بتصريحات لا يمكن تلبيتها».
وتعطلت خطوط الاتصال بخدمات الإسعاف والشرطة والإطفاء التابعة للاحتلال الإسرائيلى نتيجة هجوم إلكترونى. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن الأجهزة التى استهدفت بالهجوم نشرت أرقاماً لمراسلتها عبر خدمة الرسائل النصية القصيرة فى حالات الطوارئ لحين إصلاح الخطوط.
ولم تتضح بعد الجهة التى شنت الهجوم على خدمات الطوارئ التابعة للاحتلال. وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن خطوط الهاتف الخاصة بالشرطة والإسعاف والإطفاء عادت للعمل بعد تعطلها لثلاث ساعات دون الكشف عن سبب محدد.
8 مليارات فى ميزانية الحرب على غزة تهدد «نتنياهو»أقرت أمس حكومة الاحتلال الإسرائيلى تعديلاً بقيمة 8 مليارات دولار على ما تبقى من موازنة 2023، لإعطاء الأولوية لمتطلبات حرب غزة، وسط اعتراضات وخلافات، ومظاهرات غاضبة باعتبار أن التعديل يشمل أيضاً منح عشرات الملايين من الدولارات للمتطرفين والمستوطنين فى الضفة المحتلة.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن تمويل التعليم الحريدى (الدينى المتشدد) والمستوطنين سبق إقراره بالفعل من قبل التحالف الحكومى، فى إطار الوعود التى قدمها لشركائه، ولكن تم تجميد الخطوة بعد اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر الماضى.
وصوت أعضاء حزب «الوحدة الوطنية» الخمسة فى مجلس الحرب، بمن فيهم زعيم الحزب بينى جانتس وتشيلى تروبر وجادى آيزنكوت وجدعون ساعر، ضد التعديلات على الميزانية، وغادروا اجتماع المجلس فوراً. وأثارت الميزانية خلافاً داخل الحكومة، خاصة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وجانتس.
وتسبب التصويت فى صدع بين أعضاء تيارى الوسط واليمين المتطرف فى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط قلق دولى بشأن استمرار توسع المستوطنات فى الأراضى التى يرغب الفلسطينيون فى إقامة دولة مستقلة عليها.
وكان من المتوقع أن تتخطى الميزانية الأصوات الستة المعارضة، وتحظى بموافقة الحكومة المكونة من 38 وزيراً، ثم تحال إلى الكنيست لإقرارها.
وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قد أعلن أمام الكنيست فى وقت سابق، إن تعديل الموازنة الذى يركز على الشهرين الأخيرين من 2023 يوجه 17 مليار شيكل (4,5 مليار دولار) للدفاع، و13,5 مليار شيكل (3,64 مليار دولار) لاحتياجات المدنيين خلال الحرب.
وطالب «جانتس» المنتمى لتيار الوسط، نتنياهو بإلغاء جميع المخصصات المالية السياسية من الميزانية المقترحة لزمن الحرب، قائلاً إنها «ستضر بالمجهود الحربى».
وسبق أن هدد وزير الاقتصاد نير بركات، وهو من حزب الليكود، بالتصويت ضد التعديل بينما امتنع وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس المنتمى للحزب نفسه عن التصويت، قائلاً إن وضع إسرائيل الاقتصادى قبل الحرب لم يكن آمناً، وإنه خلال مناقشات سابقة كان هناك «توافق واسع على عدم الإنفاق على أى شىء لا يتصل بمتطلبات الحرب»، مشيراً إلى أنه كان هناك «توافق كبير فى الآراء على عدم الإنفاق أى شىء لا يرتبط بمتطلبات الحرب»
وأكد موقع «آى 24» العبرى إدراج الأموال المخصصة لاتفاقيات الائتلاف فى الميزانية أثارغضب وزير حكومة الحرب بينى جانتس، وانسحب حزب الوحدة الوطنية التابع له من التصويت. وأضاف الموقع أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على مقترح الميزانية الذى قدمه نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، على الرغم من معارضة الميزانية فى شكلها الحالى من قبل وزير حكومة الحرب بينى جانتس وحزبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلى المقاومة الفلسطينية قطاع غزة رئيس حكومة الاحتلال طوفان الأقصى المستشفى المعمداني مدينة غزة رئيس المخابرات الإسرائيلية وقالت صحیفة إطلاق النار فى قطاع غزة مدینة غزة إلى أن فى غزة
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب نتنياهو خائف
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، شهد جمودًا في الأسابيع الأخيرة رغم استدامة الاتصالات السياسية، بسبب تهرّب نتنياهو وعدم التزامه، لا سيّما رفضه الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع محاولاته المتكررة تمديد المرحلة الأولى والاستمرار في إطلاق سراح الأسرى، كشرط لعودة تدفّق المساعدات والأدوية إلى القطاع.
خطورة فكرة التمديد التي يعمل عليها نتنياهو، أنها لا تلزمه، باستكمال استحقاقات الاتفاق الأصلي، لا سيّما التعهّد بوقف العدوان والانسحاب التام من قطاع غزة لبدء الإعمار، وتخلق أيضًا مسارًا جديدًا عنوانه؛ المساعدات مقابل الأسرى على مراحل، حتى يتم سحب ورقة القوة والضامن الواقعي لدى الطرف الفلسطيني.
نتنياهو ومحاولة الهروبيُفضّل نتنياهو عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع عليه مكرهًا بضغط من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لعدة أسباب أهمها:
أولًا: التزامه بوقف الحرب على غزة والانسحاب التام، حسب الاتفاق، قد يؤدّي لانهيار ائتلافه الحكومي، ومن ثم الذهاب لانتخابات برلمانية، ترجّح كافة استطلاعات الرأي أنه لن يفوز فيها، بمعنى تحوّله إلى أقلّية في الكنيست، وخروجه من رئاسة الحكومة، وهذا يشكّل له نهاية لحياته السياسية البائسة.
ثانيًا: سيتعرض نتنياهو للجنة تحقيق رسمية، ربما تحمّله مسؤولية تاريخية عن الفشل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وعن فشله في تحقيق أهداف الحرب المتوحّشة على غزة، والتي كان لها تداعيات إستراتيجية على إسرائيل داخليًا وخارجيًا.
إعلانثالثًا: الاتفاق يُعدّه اليمين المتطرف هزيمة تاريخية لإسرائيل، التي فشلت في حربها على غزة، وفقدت صورتها كقوّة رادعة مُهابة في الشرق الأوسط، بفقدان جيشها سمة الجيش الذي لا يُقهر، في وقت تنظر فيه محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، ورئيس وزرائها نتنياهو مطلوب بمذكرة اعتقال صادرة عن الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
تلك الأسباب لليمين الإسرائيلي المتطرف، ليست متطابقة بالضرورة مع وجهة نظر الإدارة الأميركية، التي تسعى لتحقيق:
وقف الحرب على قطاع غزة، لأن استمرارها قد يُلقي بظلال سلبية على زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية بعد شهر أو شهرٍ ونصفٍ تقريبًا، في وقت يسعى فيه لعقد شراكات اقتصادية، وإحلال "السلام" من خلال التطبيع مع إسرائيل. إطلاق سراح الأسرى ولا سيّما حَمَلة الجنسية الأميركية، كاستحقاق يريد الرئيس ترامب توظيفه كإنجاز تاريخي لإدارته في شهورها الأولى.هذا يفسّر سبب قيام المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بولر بالتواصل مع حركة حماس مباشرة، ورده على قلق إسرائيل واتصال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بقوله؛ "إننا لسنا عملاء لإسرائيل، وأميركا لديها مصالح محدّدة تجعلها تتواصل مع حركة حماس".
هذا التباين في المواقف بين واشنطن ونتنياهو، لم يصل بعد إلى النقطة الحرجة التي تدفع فيها الإدارة الأميركية نتنياهو للمضي قدمًا في استحقاقات وقف إطلاق النار، لا سيّما المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث يقوم نتنياهو باستنفار أصدقاء إسرائيل في واشنطن للضغط على إدارة ترامب لوقف تواصلها المباشر مع حركة حماس، والانحياز إلى شروطه، لأنه يخشى من توصّل الإدارة الأميركية لاتفاق مع حماس، واضطراره للموافقة عليه مكرهًا، لأنه لن يستطيع قول لا للرئيس ترامب.
علاوة على أن التواصل الأميركي المباشر مع حماس، يحرمه من حصرية المعلومات التي ترد واشنطن من طرف إسرائيل فقط، والمعنية بشيطنة حماس والفلسطينيين بوصفهم إرهابيين وحيوانات بشرية.
إعلان حماس والواقع الصعبتواجه حركة حماس واقعًا إنسانيًا صعبًا ومعقّدًا في قطاع غزة، وهي تحاول جاهدة إحداث اختراق ما في جدار الحصار المضروب على غزة، بتوفير متطلبات الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني مع المحافظة على الحقوق الوطنية.
ويلاحظ أن إستراتيجية حماس التفاوضية تتكئ على عدة محدّدات أهمها:
أولًا: المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع، والمعمّد بدماء الشعب الفلسطيني، حيث حقّق الاتفاق لقطاع غزة، استحقاقات مهمّة؛ كعودة النازحين، وإمكانية وقف إطلاق نار مستدام، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال، وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات. ثانيًا: أي مناورات تفاوضية أو مقترحات من الوسطاء، تتعامل معها الحركة بإيجابية، شرط أن تكون جزءًا من الاتفاق أو تُفضي لاستحقاقات الاتفاق الأساس، القاضية بانسحاب جيش الاحتلال ووقف العدوان والإعمار، بمعنى أن الحركة يهمّها الجوهر وليس الشكل.وفي هذا السياق يجري تداول بعض الأفكار أو المقترحات، مثل؛ إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى، وقد يكون منهم حَمَلة الجنسية الأميركية، قُبيل الشروع في المرحلة الثانية وتفعيلها بالضرورة أو إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة مع الالتزام بكامل استحقاقات الاتفاق الموقّع.
لكن نتنياهو يتهرّب ويحاول تجاوز نهاية الشهر الجاري مارس/ آذار، دون اتفاق يُلزمه بوقف الحرب، حفاظًا على ائتلافه الحكومي المتطرف، ولتمرير قانون الموازنة نهاية الشهر الجاري، لأن عدم المصادقة على الموازنة، قد يؤدي إلى سقوط الحكومة دستوريًا، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكّرة، ما يشكّل تحديًا لنتنياهو، ولشريكه وزير المالية سموتريتش الذي قد يفشل في العودة إلى الكنيست (البرلمان) مجدّدًا.
هل تحسمها واشنطن؟أصبح واضحًا للجميع أن حسابات نتنياهو، هي حسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي وبمستقبل ائتلافه الحكومي المتطرف، وهي حسابات لا ترقى إلى مستوى الإجماع ولا تحظى بتأييد أغلبية الرأي العام الإسرائيلي الذي يُطالب بإطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة، ووقف الحرب، حتى لو بقيت حماس جزءًا من المشهد السياسي في غزة.
إعلانمجريات التفاوض، تشير إلى أن الوسيط القطري والمصري معنيان بتنفيذ الاتفاق الموقّع، ولكن الإدارة الأميركية، مع أنها ضغطت على نتنياهو لتوقيع الاتفاق، إلا أنها تنحاز لإسرائيل وتحاول مساعدة نتنياهو في مناوراته السياسية التفاوضية، علّها تستطيع عبر التلويح بـ "الجحيم" لغزة، وسكوتها عن جريمة وقف المساعدات والبروتوكول الإنساني كاستحقاق من استحقاقات المرحلة الأولى، أن تنزع من حركة حماس تنازلات تتناسب مع اشتراطات نتنياهو التعجيزية.
المعركة التفاوضية مستمرّة، وهي تحمل في بطنها فرضيات متعدّدة، إلا أنها بعيدة عن استئناف الحرب والعدوان المفتوح على قطاع غزة لرفض الرأي العام الإسرائيلي الحرب التي تتعارض أيضًا مع رؤية الرئيس ترامب المعلنة إلى اللحظة.
وبسبب استبعاد فرضية الحرب، فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ لاستخدام منع دخول المساعدات والإغاثة كأداة حربية ضد المدنيين في غزة، لتحقيق أهداف سياسية، ما يعد عقابًا جماعيًا وجريمة ضد الإنسانية.
وإذا كان الفلسطيني يتعرّض لأزمة وكارثة إنسانية قاهرة، فإن نتنياهو ليس في أحسن حالاته لفرض شروطه، لا سيّما بعد فشله في المقاربة العسكرية، وتراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي به، والصراع الدائر بينه وبين قيادات الأجهزة الأمنية، الذي كان آخره الاشتباك الإعلامي بينه وبين رئيس الشاباك رونين بار، والذي إحدى خلفياته ملف الأسرى المتهم نتنياهو بتعطيله لحسابات شخصية.
تعتقد الأجهزة الأمنية بأن الفرصة متاحة الآن لإطلاق سراح الأسرى، بعد أن ضيّع نتنياهو العديد من الفرص سابقًا، فيما يرى نتنياهو أن استمرار التصعيد ورفع شعار الحرب أولوية له تهرّبًا من المحاسبة الداخلية على فشله في أهداف الحرب، ما يجعل ملف الأسرى حلقة صراع إسرائيلية داخلية أيضًا.
يبقى العامل الحاسم في المشهد التفاوضي هو العامل الأميركي الأقدر على كسر الحلقة المفرغة التي صنعها بنيامين نتنياهو، فهل تفعلها إدارة الرئيس ترامب أم أن نتنياهو سينجح في جرّ الإدارة الأميركية الجديدة إلى متاهاته السياسية تهربًا من الاتفاق واستحقاقاته؟
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline