والد بيلا وجيجي حديد: النزوح في غزة ذكرني بمعاناة والدتي أيام النكبة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
متابعة بتجــرد: قال محمد حديد والد عارضتي الأزياء الأمريكيتين بيلا وجيجي حديد، إن مشهد النازحين إلى جنوب قطاع غزة جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي أعاد لذهنه ما عاشته والدته إبان النكبة الفلسطينية قبل 75 عامًا عندما اضطرت أسرته للجوء من إرهاب العصابات الصهيونية.
ويطلق الفلسطينيون مصطلح “النكبة” على التهجير القسري الذي عاشوه عام 1948 عندما أجبرت العصابات الصهيونية المسلحة مئات آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم وقراهم تحت القصف والمجازر والتوجه إلى قطاع غزة والضفة الغربية ودول الجوار.
وفي حديثه، أوضح رجل الأعمال الأمريكي فلسطيني الأصل حديد أن الشعب الفلسطيني فتح أبوابه للمهاجرين اليهود من أصل بولندي ومجري الذين جاؤوا على متن سفينة إلى ميناء حيفا هربًا من الظلم في أوروبا عام 1946.
وأشار حديد إلى أن والده الذي كان أستاذا بجامعة حيفا استقبل عائلتين يهوديتين في منزله بمدينة صفد، فيما ذهبت أمه إلى منزل والدها بمدينة الناصرة بعد عامين من أجل أن تلده.
وذكر أنه ولد في الناصرة بمنطقة الجليل شمال فلسطين عام 1948، عندما بدأت حرب العصابات الصهيونية على الفلسطينيين.
وأضاف: “في تلك الفترة بدأت الجماعات اليهودية بمصادرة أراضي الفلسطينيين، وكانت عائلتي بعيدة عن منزلنا في الناصرة في ذلك الوقت، حيث سكن المنزل العائلتين اليهوديتين اللتان استضفناهما”.
وتابع: “عندما كان عمري تسعة أيام فقط عادت والدتي مصطحبة معها أختي البالغة عامين إلى منزلنا في صفد التي كان اليهود هناك قد سيطروا عليها تقريبًا، لم يكن والدي في المنزل حينئذ، وعندما وصلنا مع أمي لم يسمحوا لنا بالدخول”.
وأشار أن والدته خيرية حديد فهمت آنذاك بأنهم أصبحوا لاجئين، لذلك حاولت أخذ بطانية من المنزل لكن الأسرة اليهودية التي احتلت المنزل رفضت دخولها.
وبيّن حديد أن صورة المدنيين الفارين من الهجمات في شمال قطاع غزة ذكّرته بما روته له والدته أثناء التوجه إلى سوريا مع أطفالها في طريق استغرق عدة أيام عبر مناطق جبلية أحيانًا على ظهور الحيوانات وأخرى سيرًا على الأقدام حتى وصلوا إلى مخيم للاجئين.
ولفت حديد إلى أنهم تمكنوا من اللقاء بوالده في المخيم بعد أيام، وقال: “لا أتذكر أي شيء لأن عمري كان 9 أيام فقط ولكن ما رأيته على شاشة التلفاز أثر فيّ بشدة وجعلني أشعر بالكفاح والصعوبات التي مرت بها أمي لإيصالي إلى مخيم للاجئين وأنا على قيد الحياة”.
وأكد أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة رفعت مستوى الانتقادات ضد أسرته إلى حد خطير، مشيرا إلى أنهم يتلقون العديد من التهديدات، ما اضطرهم إلى تغيير أرقام هواتفهم.
وبخصوص معاداة السامية، شدد حديد على أن مصدرها أوروبا، مضيفًا: “حدث هذا في أوروبا الشرقية والغرب، ولكن أنا لا يمكن أن أصبح معاديا للسامية لأني من العرق السامي أيضًا، وأتيت من الأرض التي ولد فيها النبي عيسى، فكيف أكون ضد نفسي”.
وذكر الرجل أن أعظم ألم في العالم هو عدم تمكن الناس من العودة إلى الأرض التي ولدوا فيها لا في حياتهم ولا حتى بعد مماتهم.
وأشار أنه عاش رفقة أسرته لفترة في جزيرة رودوس (باليونان)، التي توفت جدته فيها ولم يسمح لهم بدفنها في فلسطين كما أوصت، مبينا أنها دُفنت في مقبرة مسجد بناه أقاربها في رودوس إبان الدولة العثمانية.
وبيّن أنه اضطر إلى دفن والده ووالدته في الولايات المتحدة الأمريكية، مختتمًا بالقول: “وأنا أيضًا كنت أرغب في أن أدفن بالأرض التي ولدت فيها”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
كما أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من 1.7 مليون داخل قطاع غزة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
main 2023-11-28 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حديد عز
انشغل مجتمع سوق المال والأعمال على مدار الأيام القليلة الماضية بشركة حديد عز، وسعيها للشطب من البورصة المصرية، ربما عملية شطب الشركات بنظام الشطب الاختياري، أمر عادى يحدث مع الشركات العملاقة، بمنطق «مالى وأنا حر فيه».
مبررات الشركة فى الشطب، يعتبرها بعض المراقبين مقبولة، والآخرون يرون أن وراء الأمر حكاية غامضة، فمبررات الشركة طبقًا لما هو متداول فى سوق المال أن الشركة تسعى لتجنب تداعيات تقلبات سعر السهم، باعتبار أن الشركة من الوزن الثقيل، وسعر السهم لا يعبر عن أصولها، كذلك تود الشركة رفع الضغوط عن المستثمرين وسط نظرة مستقبلية تتسم بالمخاطر نتيجة زيادة الفوائض الإنتاجية من الصلب عالميا، بالإضافة إلى أنه من ضمن المبررات ارتفاع المخاطر فى ضوء ما تشهده الصناعة من تقلبات بسبب انتشار الإجراءات الحمائية فى أوروبا.
كل هذه المبرارات «كلام جميل وكلام معقول، ما قدرش أقول حاجة عنه»، بل أضيف للقصيدة بيتًا أن الشركة ستقوم بتمويل عملية شطب أسهمها من بورصة مصر بتمويل خارجي، حده الأقصى 300 مليون دولار، لشراء أسهم الأقلية وصغار المستثمرين.
كل هذه أمور عادية تحدث فى أحسن الشركات التى ترغب فى الشطب بكامل إرادتها، لكن كل ما يهمنا عدد من المشاهد التى تحافظ على حقوق الأقلية، وسعر الشراء الذى يجب أن يمثل القيمة العادلة للشركة، وأصولها.
الرقابة المالية لم تترك الأمر «سداح مداح»، أو للصدفة، وانما تدخلت لكونها «سند» الأقلية وصغار المستثمرين باستبعاد أسهم المساهم الرئيسي، وأطرافه المرتبطة من التصويت على الشطب، بحيث يقتصر التصويت على «الأقلية» او «الأسهم حرة التداول»، وأن تصدر قرارات الجمعية غير العادية المرتبطة بالشطب الاختيارى بموافقة أغلبية75% من أسهم الأقلية، والحاضرين للاجتماع، ممن لهم حق التصويت، وغير المرتبطين بالمساهم الرئيسى بالشركة.
أعلم أن الرقابة المالية لا تدخر جهدًا للحفاظ على حقوق صغار المستثمرين، لكن كل الخوف أن يتم استمالة «الأقلية» للموافقة، على الشطب، مثلما حدث فى واقعة مشابهة قبل ذلك، مع صغار المستثمرين فى إحدى الشركات الكبرى.
على أى حال خيرًا فعلت الرقابة المالية فيما اتخذت، ولكن لا بد أن تباشر كل إجراء يقوم به المستشار المالى المستقل فى عملية التقييم، من أجل راحة ضمير ليس الأقلية ولكن المتعاملين والمستثمرين فى البورصة.
عروض الاستحواذات التى شهدتها البورصة مؤخرًا منها أسهم شركة السويدى والتى تم تقديم عرض شراء بفارق حوالى 45 % علاوة على سعر السهم قبل الإعلان، وبعد الاستحواذ بدأت رحلة صعود جديدة لأسهم الشركة بنسب قياسية، ونفس الأمر فى عرض شركة دومتى على أسهمها.
• ياسادة.. ليس عيبًا أن يكون الثناء على كل من يعمل لمصلحة صغار المستثمرين، وهكذا الرقابة المالية والبورصة.