للمرة الثانية تنجح مصر فى تمديد الهدنة فى غزة يومين، ما يعنى أن الجهود المصرية التى تقوم بها الدولة مستمرة، وستواصل هذه الجهود والمساعى الواسعة من أجل استئناف مفاوضات السلام بالجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكرر أن الدور المصرى بات واضحاً وصريحاً أمام المجتمع الدولى الذى تمت تعريته بشكل لم يسبق له مثيل وتم كشف الزيف الذى كان يتغنى به هذا المجتمع وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم رعاة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا تبين أنه وهم كبير يضحكون به على الدول الضعيفة، فأين هى حقوق الإنسان مثلاً من المجازر والمذابح البشعة الى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، وأين حقوق هذا الشعب الأعزل؟!.. هل مثلاً استطاع مجلس الأمن أن يوقف الحرب؟! وهل مثلاً تحرك هذا المجتمع الدولى من أجل تقديم قادة الاحتلال الإسرائيلى إلى المحاكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بشعة ضد المدنيين العزل فى غزة والضفة الغربية؟! وللأسف الشديد لم يتحرك المجتمع الدولى ولا أمريكا، بل يؤيدون ويساندون المحتل الإسرائيلى على جرائمه البشعة فى حق الفلسطينيين والإنسانية جمعاء!!
ولذلك وجدنا الرؤية المصرية الثاقبة للتصدى لكل هذه المخططات الإجرامية البشعة، ويكون بذلك الدور المصرى قد حقق نصراً مؤزراً فى هذا الملف رغم كل حرب الإبادة التى تعرض لها الفلسطينيون، فمصر استطاعت أن تعيد بؤرة القضية الفلسطينية إلى ذروة الاهتامام العالمى، بعدما كانت تحلم إسرائيل بتصفية القضية أو حلها على حساب أطراف أخرى، وحقق الأشقاء الفلسطينيون نصراً مؤزراً بشكل لم يسبق له مثيل خلال هذه المرحلة، بإجبار إسرائيل على ضرورة الجلوس فى مفاوضات سلام فى المستقبل القريب، كما تم كشف الدور المخزى للمجتمع الدولى وأمريكا وتعرية حكومات الدول الكبرى أمام شعوبها، وقد ظهر ذلك واضحاً جداً من خلال المظاهرات التى اجتاحت العالم رافضة سياسة الكيل بمكيالين وانحازت انحيازاً واسعاً للأشقاء الفلسطينيين.
لقد خسر المجتمع الدولى وأمريكا تأييد الشعوب سواء كانت عربية أو غربية لأجيال طويلة بعد هذه المواقف المخجلة التى ظهرت للدنيا كلها. فلم تعد هناك مصداقية دولية فى أى شىء، خاصة فى ملفات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وخلاف هذا من أمور كثيرة كانوا يضحكون بها على العالم أجمع. والحقيقة أن الدور المصرى فى هذا الأمر ينم على الرؤية الصحيحة والثاقبة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة.. وبات الآن الحل الأمثل هو ضرورة استئناف مفاوضات السلام وحل الدولتين لضمان استقرار حقيقى فى المنطقة والإقليم بل وفى العالم كله الذى تتأثر مصالحه المختلفة بسبب أفعال وتصرفات المحتل الإسرائيلى الغاشم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الدولة الفلسطينية القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلى المجتمع الدولى الدور المصرى
إقرأ أيضاً:
أولمرت: نتنياهو يساند جرائم المستوطنين البشعة ضد الفلسطينيين
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت -اليوم الثلاثاء- إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يساند الجرائم البشعة" التي يرتكبها مستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف -في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي- أن نتنياهو بصفته رئيسا للوزراء "يساند الجرائم البشعة التي يرتكبها شبان التلال في الأراضي الفلسطينية"، وأن الحكومة أيضا تغض الطرف عنها.
و"شبان التلال" هي مجموعة يمينية متطرفة من المستوطنين الإسرائيليين تهاجم الفلسطينيين بإطلاق النار وإضرام النيران بالممتلكات واقتلاع الأشجار وإقامة البؤر الاستيطانية. وينتمي أعضاء هذه المجموعة إلى أحزاب يمينية تشكل الحكومة الحالية.
وكان المستوطنون صعّدوا منذ تشكيل الحكومة الحالية نهاية العام 2020 من اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وخاصة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وشهد الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، دفعة قوية منذ تشكيل الحكومة، وفقا لمعطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية التي ترصد الاستيطان بالضفة.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 945 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إعلان