شفافية :المقاطعة مدخل لتطوير الصناعات العمانية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أظهرت مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني إجماعًا محليًا على ضرورة قيام الشركات العُمانية بتوسعة منتجاتها لتشمل مختلف قطاعات الإنتاج، وأن تقوم بتوفير كل المنتجات التي يحتاج إليها المجتمع وبالمواصفات القياسية العالمية في مجال الجودة؛ بحيث تكون بديلًا حقيقيًا لكل المنتجات التي تمت مقاطعتها، وبحيث لا يكون هناك عذر لأي مستهلك للجوء إلى منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني.
وفي المقابل على المجتمع أن يكون داعمًا لمنتجات الشركات العُمانية، فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية نجاح كثير من المنتجات المحلية وقدرتها على المنافسة محليًا وإقليميًا وعالميًا، إلا أن مستوى تجاوب المجتمع معها كان ضعيفًا وهو ما دفع بعض الشركات إلى تقليص منتجاتها، بل رأينا بعض الشركات تغادر السوق مثلما حدث مع شركة خزف عُمان التي تحدثنا عنها في مقال سابق. صحيح أنه كانت هناك أسباب داخلية أدت إلى تحقيق عدد من الشركات خسائر دفعتها إلى مغادرة السوق، غير أن اهتمام المستهلكين بالمنتجات المحلية يعد أحد أسباب نجاحها خاصة في ظل تدفق العديد من البضائع والمنتجات إلى السوق المحلية بأسعار متدنية مما يقلل فرص نجاح الشركات المحلية في تسويق منتجاتها على الرغم مما تتميز به من جودة وقدرة على منافسة المنتجات الواردة.
وفي نظري أن الاهتمام بالصناعة المحلية وشراء منتجاتها هو الهدف الذي علينا أن نسعى إلى تحقيقه بدلا من البحث عن بدائل منتجات شركات أخرى؛ لأن تقوية الصناعة المحلية وشراء منتجاتها سوف يدفعها إلى زيادة الإنتاج وهو ما سوف ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني في كثير من القطاعات وليس قطاع الصناعة فقط، فهناك قطاعات كثيرة سوف تستفيد من ذلك من أبرزها قطاع التشغيل وتوفير فرص العمل للشباب العماني، كما تستفيد من هذا النمو قطاعات النقل واللوجستيات والتجارة وقطاع العقارات وغيرها من القطاعات الأخرى.
وإذا كانت الأحداث الأخيرة قد سلّطت الضوء مجددا على ضرورة شراء المنتجات المحلية وجعلها هي البديل الأول، فإن هذا يحمّل الشركات المحلية مسؤولية تطوير منتجاتها بحيث تكون عند مستوى طموحات المستهلكين لا أن تظل تراوح مكانها، ولعل أبرز التحديات التي ينبغي على الشركات المحلية مواجهتها هو القدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين وهو ما يحتّم على الشركات زيادة الإنتاج وتنويع منتجاتها بحيث تلبي تطلعات مختلف شرائح وفئات المجتمع من المواطنين والمقيمين، غير أننا نطمح إلى ما هو أكثر من ذلك وهو وجود أقسام خاصة بالجودة والأبحاث في الشركات العُمانية خاصة الشركات الكبرى بحيث تعمل هذه المراكز على تقديم توصياتها ومقترحاتها لكيفية تطوير المنتجات والارتقاء بجودتها وجعلها منتجات منافِسة لأي منتجات أخرى، وهذا في اعتقادي سوف يكون داعما أساسيا للشركات المحلية وهو ما سيمكّنها من التطور باستمرار والانتقال من نجاح إلى آخر.
ومن القضايا الأخرى ذات العلاقة بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن المقاطعة ليست آنية وستنتهي عما قريب وإنما ستكون دائمة بإذن الله، وهو ما يعني أن على الشركات المحلية التي تقوم بتسويق أو بيع أو تصنيع منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن تبحث لها عن بدائل أخرى، والمجال متاح أمامها لتحقيق تغيير إيجابي في استراتيجيتها وستجد تأييدا كبيرا من المجتمع، ولتضع هذه الشركات في أذهانها أنه لا يمكن لأيّ حرّ في أي مكان في العالم أن يدعم العدوان الإسرائيلي، ويساعد على التنكيل بالشعب الفلسطيني، وعلى هذه الشركات أن تكون داعمة لصمود الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته العادلة وأن تجسّد الاهتمام الذي تحظى به القضية في المجتمع العُماني والمجتمعات الأخرى المحبة للحرية في مختلف بقاع الأرض.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منتجات الشرکات الداعمة للکیان الصهیونی الشرکات المحلیة وهو ما
إقرأ أيضاً:
"أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
داخل قاعة امتلأت بالألوان والابتسامات، ووسط أجواء نابضة بالأمل والطاقة الإيجابية، نظم بازار مواهب ذوي الإعاقة في إطار فعاليات حملة "أحسن صاحب" بمناسبة اليوم الدولي لذوي الإعاقة، البازار لم يكن مجرد حدث فني، بل مساحة مفتوحة للتعبير عن القدرات الاستثنائية التي يمتلكها هؤلاء الأفراد، وفرصة لإبراز مواهب تستحق كل الدعم.
لوحات تروي قصصًا
في زاوية هادئة، وقف شاب يقدم لوحاته الفنية بفخر، بعضها يحمل لمسات من التراث، وأخرى تستلهم الحياة اليومية، رسوماته لم تكن مجرد ألوان على ورق، بل حكايات عن شغف كبير تحدى أي قيود. يقول بابتسامة: "الرسم هو عالمي الخاص الذي أعبّر فيه عن كل شيء".
تصاميم من الخرز: حرفة وحكاية
في زاوية أخرى، رفع أحد المشاركين قطعة فنية مبهرة مصنوعة من الخرز، تحمل تفاصيل دقيقة وإبداعًا ملفتًا، خلف هذه القطعة، ساعات طويلة من العمل اليدوي والصبر، ليؤكد أن الحرف اليدوية ليست مجرد مهنة، بل فن يمكنه أن يحكي عن صاحبه الكثير.
منتجات جلدية بنكهة خاصة
في ركن آخر، كانت هناك مجموعة مميزة من الحقائب والإكسسوارات الجلدية التي صممها وصنعها شباب وشابات قرروا أن يضعوا بصمتهم الخاصة على هذه الأعمال، "هذا العمل يعطيني شعورًا بالفخر"، تقول إحدى المشاركات وهي تستعرض حقيبة صنعتها بنفسها.
أهداف سامية ورسائل إنسانية
البازار لم يكن فقط لعرض المنتجات، بل كان رسالة واضحة للجميع بأن الإبداع لا يعرف حدودًا، وزيرة التضامن الاجتماعي أكدت خلال الحدث أن الوزارة تعمل على توفير الفرص لهؤلاء المبدعين لدمجهم في المجتمع ودعمهم اقتصاديًا واجتماعيًا.
هذا البازار كان أكثر من مجرد فعالية؛ كان درسًا في الإرادة، ورسالة بأن الموهبة قادرة دائمًا على كسر أي حاجز وتحقيق الاندماج الكامل في المجتمع.
حملة "أحسن صاحب" هي مبادرة إنسانية أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة صناع الحياة، بهدف تعزيز الدمج الاجتماعي لذوي الإعاقة من خلال تسليط الضوء على مواهبهم وإبداعاتهم.
تسعى الحملة إلى تغيير المفاهيم النمطية وتشجيع التفاعل الإيجابي مع ذوي الإعاقة، عبر توفير منصات تبرز قدراتهم وتتيح لهم فرص المشاركة الفعّالة في المجتمع، "أحسن صاحب" ليست مجرد حملة، بل دعوة للجميع للوقوف جنبًا إلى جنب مع أصحاب الإرادة القوية، ودعمهم لبناء مجتمع شامل يقدر التنوع ويحتفي بالإبداع.
1000254994 1000254996 1000254998 1000254992 1000254990 1000254988 1000254986