لجريدة عمان:
2025-04-11@07:40:19 GMT

تداعيات رسالة بن لادن

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

تنبأ منظرو ما بعد النيوليبرالية بأن نهاية هذه الأخيرة ستكون بسببها، أي أنها من ستودي بنفسها في النهاية، ويبدو أن العالم يسير على هذا النحو فعلا، فلنتأمل في حياتنا العادية ما يؤشر لذلك، على سبيل المثال إعادة النظر في سيطرة الشركات على وسائل الإعلام، ومحاولة فرض قيود، -خصوصا مع ما يحدث في فلسطين الآن- على شركات السيلكون، إذن، هنالك عودة للحديث عن إعادة السيطرة على رؤوس الأموال، وفرض قيود عامة تضمن تحقق مضامين الدساتير الدولية المختلفة.

عندما يطالعنا أحد مشاهير «السوشل ميديا» قائلا: إنه يستلم مقابلا يوميا يتجاوز ما يتحصل عليه الطبيب خلال عام كامل من العمل، ألا ينبغي أن نسأل عن طبيعة هذا الواقع الذي نعيش فيه وما ستؤول إليه الأمور في عالم يعترف بالمال فحسب، ويربط الحرية بالمال والجمال بالمال، المال فحسب؟ يبدو أن سحر قتل الرأسمالية لنفسها يتوازى أيضا مع قتل «الديمقراطية» المفترضة في دول العالم الشمالي، مع تصاعد خطابات القومية الشعبوية، وارتفاع أصوات اليمين المتشدد. لكن هذا لا يحدث على مستوى واحد بل على عدة مستويات.

فلنتأمل مثلا ما حدث الأسبوع الماضي من تداول واسع لرسالة بن لادن لأمريكا عام 2001 والتي لم تلقَ رواجا واسعا وقت نشرها عام 2002، لكن في الأسبوع الماضي فقط تم تداول الرسالة ملايين المرات عبر تطبيق تيك توك، الأمر الذي دفع صحيفة الجارديان لحذف صفحة الرسالة من موقعها تخوفا من عواقب تسوغ العنف والإرهاب.

إن تلك الرسالة حسب ما تداولها الأمريكيون والأوروبيون على نطاق واسع، قد تعتبر رسالة لحركة تحررية، تحاول مواجهة الإمبريالية، وتحقيق العدالة لدول الجنوب، في ظل احتلال فلسطين خصوصا أو «استعمارها» بحسب الأدبيات التي نشأ عليها الناس في أوروبا وأمريكا، فكيف تكون إرهابا؟ إن مجرد طرح هذا السؤال على نطاق واسع أصاب الأوساط الإعلامية والسياسية والأكاديمية بالذعر.

عبّر برانكو مارسيتش عن ذلك عبر كتابة تحلل هذا الموقف في currentaffairs. ويقول إنه ينبغي أن نراقب بدقة التحول في المواقف الليبرالية إلى حد كبير منذ عام 2016 تجاه قضايا حرية التعبير والتبادل الحر للأفكار، إذ اعتمدت أدبيات الليبرالية على معتقد أساسي يقوم على الحوار المفتوح، وحرية الوصول للمعلومات جزء لا يتجزأ من الديمقراطية. ولنتأمل الوضع الآن كيف أنه صار من الخطر على الجمهور التعرض لرسالة بن لادن؟ هل لأن رسالته تعزز الغضب المناهض لأمريكا؟ وهي تقدم نموذجا لشخص رفض العلمانية واتهم بالتطرف.

بحسب مارسيتش استقبل جيل زد على وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تبرئة لابن لادن. وهذا يقول لنا الكثير عن سياسات الليبرالية الاجتماعية. وهو بالضرورة يعيدنا لسياسات النيوليبرالية كلها، وإعادة التفكير في منطق السوق الحر بالمطلق، الذي يجعل الشركات تستخدم حتى القيم الإنسانية إذا ما كانت في صالحها وتبدأ بتكريس نوع من المعاداة المضادة إذا كان ذلك سيكسبها المال. ينبغي التفكير مليا في التفكير حول الحرية وما تعنيه.

يعتبر الكثير من المنظرين والصحفيين اليوم، ساحات التواصل الاجتماعي هي الميادين العامة الجديدة، ويطالبون بالضرورة أن تكون مفتوحة لأي رأي، وأن يتم تبادل الأفكار فيها. لكن ترى ما هي حدود خطاب الكراهية؟ خصوصا أن واحدة من أدوات الاستعمار التي نألفها جميعا هي إعادة تسمية الأشياء، فإسرائيل اليوم تقول عن حماس إنها منظمة إرهابية وإن الفلسطينيين يمارسون الإرهاب، لكن هذا الوصف لا ينطبق بالدرجة نفسها على إسرائيل نفسها التي قتلت في هذا العدوان وحده ما يزيد على عشرين ألف إنسان من بينهم ما يزيد على ثمانية آلاف طفل. إن الوقوف الحازم من قبل الأكاديميين والكتاب في العالم على حدود تعريف هذه المصطلحات واستعادتها من الاستعمار والقوى الإمبريالية، ربما يفتح أفقا لإنسانية تشهد اليوم مأزقا سيجرها بالضرورة لحرب عالمية رابعة، منشؤها حركات يمينية شعبوية متطرفة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ولد الوالد يتحدث عن موقف القاعدة من الحكومات العربية وفوضى الجهاد الأفغاني

ووفقا لما قاله ولد الوالد في الحلقة الثانية من برنامج "مع تيسير"، فقد مهدت معركة جاجي سنة 1987 لميلاد القاعدة في العام التالي لها.

ولم يكن قادة التنظيم يفكرون في مواجهة الحكومات العربية ولا إسقاطها، لأنهم كانوا مهتمين بالقضية الأفغانية فقط، غير أن بن لادن -حسب ولد الوالد- كان يدعم بشكل شخصي بعض الجهاديين الذين كانوا يقاتلون أنظمة عربية.

ومن بين هذه الجماعات التي دعمها -حسب ولد الوالد- جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر، وبعض القبائل في اليمن الجنوبي (قبل الاتحاد)، وكان يقول إنه يدعم اليمن بشكل أكبر من دعمه لأفغانستان.

كما دعم بن لادن بعض الجماعات في كشمير والفلبين والصومال والجزائر وإريتريا، لكن لم يقدم أي دعم عسكري أو مالي للمسلمين في البوسنة، حسب ولد الوالد.

وكان مؤسس القاعدة -كما يقول ولد الوالد- يعتقد بقدرة الأمة العربية -حال اجتماعها- على تحرير مقدساتها وبلادها، وعدم استطاعة أي قوة في العالم مواجهتها.

الانضمام للقاعدة

أما عن ولد الوالد نفسه، فقد وصل إلى أفغانستان بعد معركة جاجي بـ3 سنوات، والتقى بن لادن في معسكر الفاروق، وكان تصنيفه طالب علم أكثر منه مقاتلا، حسب قوله.

وفي معسكر الفاروق، شاهد ولد الوالد أسلحة لم يرها من قبل، ووجد دروسا في الفقه والعقيدة وتجويد القرآن، إلى جانب التدريبات البدنية والقتالية والنفسية التي يصفها بالشديدة.

إعلان

وبعد فترة التدريب التي لا تتجاوز 3 أشهر، والتي تخللتها متابعة دقيقة لسلوك المجاهد ومدى التزامه بالسمع والطاعة كان يتم ترشيحه إلى الجهة التي سينضم إليها، بما في ذلك الانضمام للقاعدة.

وفي تلك الفترة، كان من بين شروط الانضمام للقاعدة عدم الانضمام سابقا لأي جماعة أخرى (تم إلغاء هذا الشرط لاحقا)، وقد كان ولد الوالد عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه وجد أن برنامج الجماعة لا يلبي طموحاته.

ووفقا لولد الوالد، فإن لديه تحفظا على فكرة التغيير من خلال العمل السياسي والانتخابات، ويعتقد أن التركيز على الدعوة وإعادة الناس لدينهم من جهة، فضلا عن إيمانه بأن الدول الإسلامية المحتلة لن تتحرر إلا بالجهاد.

وأنهى ولد الوالد علاقته الرسمية بالإخوان المسلمين حتى ينضم للقاعدة بشكل رسمي، لا سيما أنه كان قد ابتعد عن الجماعة قبلها بسنوات عندما رأى منها غلوا في الترخص وتغليبا للسياسية على ما سواها، كما يقول.

وبعد إنهاء فترة التدريب في معسكر الفاروق، عاد ولد الوالد إلى مدينة بيشاور الباكستانية، التي يقول "إنها كانت تضج في ذلك الوقت بالمجاهدين والمؤمنين والصادقين والمنافقين والفجار".

وعندما التقى الشخص الذي أرسلوه إليه في بيشاور، عرض عليه الرجل موقف القاعدة القائم على مناصرة التنظيمات الإسلامية الأخرى وعدم الصدام معها، وأنهم يبرؤون من الحكومات العربية، لكنهم لا يقاتلونهم.

لكن سؤالا كان يلح على ولد الوالد في ذلك الوقت -كما يقول- وهو لماذا لا يتحد بن لادن وعبد الله عزام وغيرهم من قادة الجهاد في كيان واحد لنصرة قضايا الأمة.

وعندما تحدث ولد الوالد في هذا الأمر، وجد أن عبد الله عزام آثر الإبقاء على تشغيل مكتب الخدمات ودعم المجاهدين في شمال أفغانستان، بينما بن لادن فضَّل العمل العسكري على طريقته.

فوضى الجهاد في بيشاور

وقبل أن يحسم أمر انضمامه للقاعدة، حاول ولد الوالد التعرف على مجتمع بيشاور الذي وجد فيه بشرا من كل الدول ومن كل التوجهات، بمن فيهم المجاهدون والمنافقون والتكفيريون الذين كفّروا بن لادن وعبد الله عزام.

إعلان

وكانت المدينة -التي كانت توصف بعاصمة الجهاد الأفغاني– تعج بالمضافات والمعسكرات والأحزاب التي يقول ولد الوالد إنها تحولت إلى فوضى جهادية ومخابراتية وإعلامية لا حصر لها.

وصُدم ولد الوالد بما رآه في بيشاور، التي ذهب إليها وفي ذهنه صورة مضيئة عن الجهاد ونصرة المسلمين، ليجد مسلمين يقاتلون مسلمين آخرين بالسلاح، مما دفعه لمغادرة المدينة.

وقد التقى ولد الوالد أبا مصعب السوري، الذي قال إنه كان يرى وجوب قتال الحكومات العربية قبل قتال العدو، وهو أمر خالفه فيه بن لادن، ولم يذهب معه في هذه الطريق.

ووفقا لحديثه، فقد تحدث ولد الوالد مع بن لادن في هذه المسألة وأقنعه بضرورة محاولة إصلاح الأنظمة العربية سلما، لأن الحرب ستكون عواقبها وخيمة، وقد اقتنع مؤسس القاعدة بهذا الرأي، وأوقف دعمه حركات الجهاد التي كانت تواجه هذه الأنظمة وأبقى على مساعدة المحتاجين فقط.

وانتقد أبو مصعب هذا السلوك واعتبر أنه تحويل للقاعدة من تنظيم جهادي إلى حركة دعوية، لكنه عاد لاحقا إلى بن لادن بعد عودة الأخير من السودان إلى أفغانستان، واقترب منه وشجعه على إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة.

غير أن هذا التقارب لم يفكك الخلافات المنهجية بين الرجلين، التي منعت بن لادن من الانخراط مع السوري الذي انتقل بعائلته من لندن إلى جلال آباد، واستمر هذا الخلاف حتى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي وحدت الجميع تحت راية بن لادن، كما يقول ولد الوالد.

8/4/2025

مقالات مشابهة

  • قادة عسكريون وسياسيون صهاينة يهددون بفصل 1000 جندي طالبوا بوقف حرب غزة
  • بسبب “رمضان كريم”.. مدير تنفيذي في تركيا مهدد بالسجن!
  • التربية الإعلامية على ضوء تداعيات الإعلام الرقمي.. رسالة ماجستير بجامعة أسيوط
  • تمرد في الجيش.. رسالة صادمة تهز إسرائيل وتثير غضب نتنياهو
  • قرار صهيوني بإقالة طيارين وقعوا على رسالة احتجاج ضد استمرار الحرب
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • كيف ستواجه الحكومة تداعيات أزمة الرسوم الجمركية؟.. مدبولي يرد ويوجه رسالة
  • طيارون إسرائيليون يوجهون لقيادة الجيش رسالة ترفض استئناف حرب غزة
  • رسالة بعد منتصف الليل
  • ولد الوالد يتحدث عن موقف القاعدة من الحكومات العربية وفوضى الجهاد الأفغاني