بوابة الوفد:
2025-01-03@09:37:06 GMT

باب المندب بين الإنجليز والحوثيين

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

عاد مضيق باب المندب للساحة من جديد عقب إعلان الحوثيين دخولهم على خط الحرب بين حماس والإسرائيليين انتقاماً لما تشهده غزة من غارات بربرية للمحتل الصهيونى، مؤكدين أنهم سيقومون بالرد على إسرائيل وجرائمها.

وكانت البداية إطلاق صواريخ وطائرات مسيَّرة تجاه تل أبيب، ولم يكتفوا بذلك بل أرسلوا تهديدات قرصنة لسفن إسرائيلية تمر من المضيق الذى يشرفون عليه.

ولم تكن تهديدات الحوثيين كلاماً فى الهواء ولكنهم نفذوها مؤخراً وقاموا باختطاف سفينة شحن إسرائيلية على مرأى ومسمع من العالم، الأمر الذى يعد تطوراً خطيراً له انعكاسات سلبية ربما طالت العديد من دول العالم التى باتت تترقب ما يحدث فى المضيق الذى يعد شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمى.

كل ما يدور فى باب المندب ينعكس سريعاً على قناة السويس والسعودية ودول الخليج، حيث يعد منفذ عبور النفط إلى دول العالم ويمتد الأمر من ناحية أخرى إلى رؤية الرياضة السعودية 2023 التى ستتأثر بالأوضاع فى باب المندب خاصة مدينة نيوم الموجودة فى البحر الأحمر ويعد المضيق بوابة رئيسية للوصول إليها.

الحوثيون يؤكدون أنهم وضعوا مضيق باب المندب تحت أمر فلسطين، وهذا الشريان الحيوى لمن لا يعرفه، هو مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندى، ويبلغ عرضه 30 كيلومتراً وتقسمه جزيرة «بيريم» التى توجد فى شرقه ومساحتها 2 كيلومتر مربع، والأولى وهى القناة الشرقية وتسمى باب إسكندر، وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 30 متراً، والثانية القناة الغربية وتسمى «دقه البيرن» وعرضها 25 كيلومتراً وعمقها 310 أمتار، ويفصل المضيق بين كل من جيبوتى فى أفريقيا واليمن فى آسيا، وتتحكمان به بالإضافة إلى إريتريا، لكنه فى الوقت ذاته خاضع لرقابة مصر والسعودية بالدرجة الأولى والعالم فى المرتبة الثانية.

وتجارياً يعتبر باب المندب امتداداً لقناة السويس التى تصل البحرين الأحمر والمتوسط، وهنا تكمن أهميته إقليمياً وعالمياً، ويمر عبر المضيق نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام يومياً، إضافة إلى أكثر من 10% من إجمالى التجارة العالمية، وتمر عبره أكثر من 25 ألف سفينة سنوياً بمعدل 57 سفينة يومياً.

وتضاعفت أهمية باب المندب بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، وبات المضيق يربط التجارة بين أوروبا وبلدان المحيط الهندى وشرق أفريقيا.

وظل المضيق لسنوات طويلة تحت سيطرة الإنجليز حتى منتصف القرن العشرين حين بدأ الاستعمار بالرحيل، وبدأت القوميات العربية بالظهور فى مصر واليمن والسعودية.

ودارت حرب اليمن فى ستينات القرن الماضى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، الذى سعى لتأمين باب المندب نظراً لأهميته بالنسبة لقناة السويس ولم تكن هذه الحرب هى الوحيدة التى تم خوضها على مياه المضيق، فعلى مدار 30 عاماً من عام 1961 إلى 1991، اندلعت حرب استقلال عنيفة بين إثيوبيا وإريتريا وكان جزء منها يسعى إليه الإثيوبيون لشق طريق نحو المياه، ودارت حرب آخرى بين إثيوبيا والصومال لنفس السبب.

وفى التسعينات اندلعت حرب عنيفة فى الصومال أدت إلى انهياره، وتنافست العديد من الدول على كعكة الصومال التى تتميز بالموقع الفريد على أحد أهم مضايق العالم، كما اندلعت حرب أهلية فى اليمن انتهت بسقوط على عبدالله صالح، وكانت بين الدولة وجماعة الحوثى، واشتعل النزاع الذى كان هدفه الرئيسى هو باب المندب.

وفى عام 2015 تحركت السعودية تساندها بعض الدول العربية ضد الحوثيين، لصد انقلابهم على السلطة، ودارت حرب طاحنة بين اليمنيين بدعم عربى لأحد الأطراف وإيرانى للطرف الآخر، وانتهت بتدمير البنية التحتية لليمن وآلاف القتلى.

باختصار.. باب المندب شريان حياة للعالم ويتمتع بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة، وسبق وأغلقته مصر فى وجه إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973، كما قامت قوة أمريكية إثر هجمات سبتمبر 2001 بتأمين الملاحة فى المضيق فى مواجهة القراصنة وتنظيم القاعدة.

ويبقى أن نذكر أن العالم حوّل جيبوتى إلى ثكنة عسكرية تضم قواعد أمريكية وبريطانية وفرنسية وصينية تعمل جميعها لهدف واحد هو تأمين مضيق باب المندب، فضلاً عن أساطيل أمريكية تجوب البحر الأحمر وخليج عمان لتأمينه من قراصنة الصومال وحركة الشباب الذين يهددون الملاحة.. باب المندب ليس ممراً عادياً ولكنه شريان حياة يغذى العالم أجمع وأى محاولة للسيطرة عليه تهدد استقرار المنطقة.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قناة السويس فلسطين البحرين الأحمر والمتوسط التجارة العالمية الرئيس جمال عبدالناصر باب المندب

إقرأ أيضاً:

حصاد عام ٢٠٢٤

كان عام ٢٠٢٤ملئ بالأحداث التى قد تغير خريطه العالم الذى أصبح على صفيح ساخن فاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية بكل عناوينها وأصبح الشرق الأوسط مسرح لكل أنواع القتل والدمار، وكانت غزة فى بؤرة هذه الأحداث ومارس العدوان السافر للكيان الغاصب بدعم أمريكى غير محدود كل أنواع القتل والإبادة الجماعية لكل أبناء وأطفال ونساء غزة لكى يمحوها من على خريطة العالم ويتركها أثرا ليقيم عليها مستوطناته ويمارس هذا الفناء والدمار فى كل مكان من قطاع غزه ولا حرمة لديه للمستشفيات ولا للمدارس ولا للأطفال، فى وضع لا مثيل له من انتهاك كافة الأعراف والقيم الإنسانية العالمية ودون وازع أخلاقى أو إنسانى ويسرف فى هذا الأمر دون أى اعتبارات أو مواثيق دولية، وتعرض كل مشاهد الحرب البشعة على كل الشاشات أمام العالم كله دون أن تحرك له ساكنا فى عجز كامل للامم المتحدة وغياب مجلس الأمن وكأنه فيلم سينمائى، والغريب والعجيب أيضا الصمت العربى، فغياب فاعلية وتأثير جامعة الدول العربية لم تصدر أى قرارات أو تتحمل مسئولية لمجابهة هذه الحرب وتلك الإبادة التى يتعرض لها أبناء غزة وأصبحت عاجزة عن مناشدة العالم لوقف تلك الحرب النازية التى يمارسها الكيان الغاصب والصلف الأمريكى واستخدامه الفيتو فى مجلس الامن لإيقاف أى قرار بالإدانة ووقف الحرب، وأصيب المجتمع الدولى بردة حضارية وباتت شريعة الغاب هى التى تحكم العالم، ونأمل أن يكون عام ٢٠٢٥ عام الخلاص من هذه المأساة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى ويبقى صمود المقاومة فى غزة مثار فخر وعزة وكرامة لردع العدوان أمام كافة الأسلحة الحديثة وآلة الحرب المتطوره وبارقة أمل لوقف الحرب، وكانت من الأحداث المؤسفة ملاحقة القادة الكبار للمقاومة هنية والسنوار وحسن نصر واستشهادهم مما كان له أثر بالغ على الروح المعنوية للمقاومة ومن الأمور المؤلمة هذا العام استمرار الحرب الأهلية فى السودان بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتى وبين الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان للسيطرة وحكم البلاد مما تسبب فى هجرة الملايين وخراب البلاد وغياب أيضا جامعة الدول العربية، وعمل مصالحة فى حرب لو استمرت أبد الدهر لن ينتصر فيها أحد، ومن أحداث هذا العام فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية ضد مرشحة الحزب الديمقراطى كاميلا هاريس الذى سيلقى بتداعياته على المسرح العالمى بانفراد أمريكا وبابتزاز وسلب الأموال العربية ودعم الكيان الغاصب ورسم خريطة للشرق الأوسط الجديد وفق تصور أمريكى يجعل السيادة لهذا الكيان ويبسط سلطانه وجبروته وسيطرته ويصبح هو المتحكم فى مستقبل الشرق الاوسط، ويبدو أن تنفيذ تلك المخططات أصبح يسيرا ومتاحا عن ذى قبل وانتهاء الصراع العربى الإسرائيلى إلى تطبيع كامل وانتهاء العام الفائت بنهاية حكم بشار الأسد وخلاص الشعب السورى من الحكم العلوى وانهيار كامل للمنظومة الامنية فى صورة دراماتيكية ونجاح المعارضة ووصولها إلى سدة الحكم وتوليها حكم البلاد وفى ظل تفكيك الجيش السورى النظامى وضرب الكيان الغاصب لمخازن الأسلحة السورية، ووجود الشام فى وسط ساحة تتصارع عليها الدول الكبرى أصبح المستقبل ضبابى ومجهول ونأمل أن يلملم عام ٢٠٢٥ تلك الأحزان والجراح المؤلمة.

 

مقالات مشابهة

  • منها«شلالات اللهب وبئر الجحيم».. 8 أماكن غريبة لا يصدقها عقل حول العالم
  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • حصاد عام ٢٠٢٤
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك
  • «المستريحة» يفتتح موسم رأس السنة بكوميديا راقية
  • إلى الداعين لحزب جديد!
  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح