بوابة الوفد:
2024-06-27@09:03:58 GMT

باب المندب بين الإنجليز والحوثيين

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

عاد مضيق باب المندب للساحة من جديد عقب إعلان الحوثيين دخولهم على خط الحرب بين حماس والإسرائيليين انتقاماً لما تشهده غزة من غارات بربرية للمحتل الصهيونى، مؤكدين أنهم سيقومون بالرد على إسرائيل وجرائمها.

وكانت البداية إطلاق صواريخ وطائرات مسيَّرة تجاه تل أبيب، ولم يكتفوا بذلك بل أرسلوا تهديدات قرصنة لسفن إسرائيلية تمر من المضيق الذى يشرفون عليه.

ولم تكن تهديدات الحوثيين كلاماً فى الهواء ولكنهم نفذوها مؤخراً وقاموا باختطاف سفينة شحن إسرائيلية على مرأى ومسمع من العالم، الأمر الذى يعد تطوراً خطيراً له انعكاسات سلبية ربما طالت العديد من دول العالم التى باتت تترقب ما يحدث فى المضيق الذى يعد شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمى.

كل ما يدور فى باب المندب ينعكس سريعاً على قناة السويس والسعودية ودول الخليج، حيث يعد منفذ عبور النفط إلى دول العالم ويمتد الأمر من ناحية أخرى إلى رؤية الرياضة السعودية 2023 التى ستتأثر بالأوضاع فى باب المندب خاصة مدينة نيوم الموجودة فى البحر الأحمر ويعد المضيق بوابة رئيسية للوصول إليها.

الحوثيون يؤكدون أنهم وضعوا مضيق باب المندب تحت أمر فلسطين، وهذا الشريان الحيوى لمن لا يعرفه، هو مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندى، ويبلغ عرضه 30 كيلومتراً وتقسمه جزيرة «بيريم» التى توجد فى شرقه ومساحتها 2 كيلومتر مربع، والأولى وهى القناة الشرقية وتسمى باب إسكندر، وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 30 متراً، والثانية القناة الغربية وتسمى «دقه البيرن» وعرضها 25 كيلومتراً وعمقها 310 أمتار، ويفصل المضيق بين كل من جيبوتى فى أفريقيا واليمن فى آسيا، وتتحكمان به بالإضافة إلى إريتريا، لكنه فى الوقت ذاته خاضع لرقابة مصر والسعودية بالدرجة الأولى والعالم فى المرتبة الثانية.

وتجارياً يعتبر باب المندب امتداداً لقناة السويس التى تصل البحرين الأحمر والمتوسط، وهنا تكمن أهميته إقليمياً وعالمياً، ويمر عبر المضيق نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام يومياً، إضافة إلى أكثر من 10% من إجمالى التجارة العالمية، وتمر عبره أكثر من 25 ألف سفينة سنوياً بمعدل 57 سفينة يومياً.

وتضاعفت أهمية باب المندب بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، وبات المضيق يربط التجارة بين أوروبا وبلدان المحيط الهندى وشرق أفريقيا.

وظل المضيق لسنوات طويلة تحت سيطرة الإنجليز حتى منتصف القرن العشرين حين بدأ الاستعمار بالرحيل، وبدأت القوميات العربية بالظهور فى مصر واليمن والسعودية.

ودارت حرب اليمن فى ستينات القرن الماضى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، الذى سعى لتأمين باب المندب نظراً لأهميته بالنسبة لقناة السويس ولم تكن هذه الحرب هى الوحيدة التى تم خوضها على مياه المضيق، فعلى مدار 30 عاماً من عام 1961 إلى 1991، اندلعت حرب استقلال عنيفة بين إثيوبيا وإريتريا وكان جزء منها يسعى إليه الإثيوبيون لشق طريق نحو المياه، ودارت حرب آخرى بين إثيوبيا والصومال لنفس السبب.

وفى التسعينات اندلعت حرب عنيفة فى الصومال أدت إلى انهياره، وتنافست العديد من الدول على كعكة الصومال التى تتميز بالموقع الفريد على أحد أهم مضايق العالم، كما اندلعت حرب أهلية فى اليمن انتهت بسقوط على عبدالله صالح، وكانت بين الدولة وجماعة الحوثى، واشتعل النزاع الذى كان هدفه الرئيسى هو باب المندب.

وفى عام 2015 تحركت السعودية تساندها بعض الدول العربية ضد الحوثيين، لصد انقلابهم على السلطة، ودارت حرب طاحنة بين اليمنيين بدعم عربى لأحد الأطراف وإيرانى للطرف الآخر، وانتهت بتدمير البنية التحتية لليمن وآلاف القتلى.

باختصار.. باب المندب شريان حياة للعالم ويتمتع بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة، وسبق وأغلقته مصر فى وجه إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973، كما قامت قوة أمريكية إثر هجمات سبتمبر 2001 بتأمين الملاحة فى المضيق فى مواجهة القراصنة وتنظيم القاعدة.

ويبقى أن نذكر أن العالم حوّل جيبوتى إلى ثكنة عسكرية تضم قواعد أمريكية وبريطانية وفرنسية وصينية تعمل جميعها لهدف واحد هو تأمين مضيق باب المندب، فضلاً عن أساطيل أمريكية تجوب البحر الأحمر وخليج عمان لتأمينه من قراصنة الصومال وحركة الشباب الذين يهددون الملاحة.. باب المندب ليس ممراً عادياً ولكنه شريان حياة يغذى العالم أجمع وأى محاولة للسيطرة عليه تهدد استقرار المنطقة.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قناة السويس فلسطين البحرين الأحمر والمتوسط التجارة العالمية الرئيس جمال عبدالناصر باب المندب

إقرأ أيضاً:

تحليل الروابط بين إيران والحوثيين والصومال: أبعاد جيوسياسية واستراتيجية

في السنوات الأخيرة، أصبحت الروابط بين إيران وجماعة الحوثي في اليمن، وكذلك صلات إيران بالصومال، محط اهتمام كبير من قبل المحللين الدوليين. هذه العلاقات تعكس الأهداف الاستراتيجية لطهران في المنطقة، حيث تسعى لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري، وتوسيع دائرة تأثيرها في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه الروابط وفهم الأبعاد الجيوسياسية والاستراتيجية لها. 

إيران والحوثيون: دعم عسكري واستراتيجي

بدأت العلاقة بين إيران والحوثيين تتبلور بشكل واضح منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014. إيران تعتبر الحوثيين شريكاً مهماً في مواجهتها مع السعودية والتحالف الذي تقوده في المنطقة. الدعم الإيراني للحوثيين يتنوع بين الدعم العسكري، من خلال تزويدهم بالأسلحة والتدريب، والدعم المالي واللوجستي. 

أهداف إيران في دعم الحوثيين:

الضغط على السعودية: الحوثيون يشكلون تهديداً مباشراً للأمن السعودي من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود.

تعزيز النفوذ الإيراني: يمكن لإيران استخدام الحوثيين كأداة لتوسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية والتحكم في الممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق باب المندب. 

إيران والصومال: استغلال الفوضى لتحقيق أهداف استراتيجية

على الرغم من أن الصومال قد يبدو بعيداً عن الساحة الإيرانية التقليدية، إلا أن طهران ترى في الفوضى المستمرة في الصومال فرصة لتعزيز نفوذها. تُظهر الأدلة أن إيران تسعى إلى بناء علاقات مع بعض الفصائل الصومالية، وذلك لعدة أسباب: 

أهداف إيران في الصومال:

الممرات البحرية: الصومال تقع على أحد أهم الممرات البحرية في العالم، وإيران تسعى لضمان أن تكون لها سيطرة أو على الأقل تأثير في هذه المنطقة.

تهريب الأسلحة: الصومال يمكن أن يكون محطة في شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية، التي تمد الحوثيين بالأسلحة.

الربط بين الحوثيين والصومال: شبكة تهريب معقدة

تشير تقارير متعددة إلى أن إيران تستخدم السواحل الصومالية كمنطقة عبور لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين. هذه الشبكة المعقدة تشمل نقل الأسلحة عبر البحر، حيث تلعب القوارب الصغيرة دوراً محورياً في هذا السياق. الصومال بفضل سواحله الطويلة وغير المستقرة، يوفر بيئة مثالية لهذا النوع من العمليات. 

آلية تهريب الأسلحة:

النقل البحري: تُنقل الأسلحة من إيران إلى الصومال، ومن ثم يتم نقلها براً أو عبر البحر إلى اليمن.

الدعم المحلي: الفصائل الصومالية قد توفر الغطاء والحماية لهذه العمليات مقابل دعم مالي أو عسكري من إيران. 

الخلاصة 

إن الروابط بين إيران والحوثيين والصومال تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث تعكس استراتيجية إيرانية أوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة، والضغط على خصومها الإقليميين. من خلال دعم الحوثيين واستغلال الفوضى في الصومال، تسعى إيران لتحقيق أهدافها الجيوسياسية والاستراتيجية، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد للصراعات المستمرة في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.

مقالات مشابهة

  • فى مثل هذا اليوم
  • نهاية نتنياهو
  • نصر إسرائيل الزائف!
  • العقول المعتمة لن تولد الكهربا!
  • الزمالك يكشف الفساد فى الكرة المصرية
  • المحكمة الفيدرالية ترفض التسوية المقترحة من "فيزا وماستر كارد" بتعويض تجار التجزئة بـ30 مليار دولار
  • مجلس الزمالك صانع الأزمات
  • الحكومة الرشيدة ( ٢ )
  • تحليل الروابط بين إيران والحوثيين والصومال: أبعاد جيوسياسية واستراتيجية
  • فيلات تحول شواطئ المضيق إلى “محميات خاصة” قرب الإقامة الملكية (صور)