مدرين المكتومية
رُبما يخال إلى بعض من يقرأ عنوان هذا المقال، أنني أطرح تساؤلًا أو أني أطلب مساعدة البعض في تقديم فكرة، وعرضها، وقد يظن بعض آخر أنني أبحثُ عن تفسير لمسألة ما، أو تِبيانٍ لقضية مُعينة، لكنني في الحقيقة أُفكِّر كعادتي فيما أطرحه على القراء الأعزاء، الذين هم ذخيرتي ومنبع قوتي في عالم الصحافة الذي أمضي فيه بخطوات واثقة نحو هدف واحد، وهو أداء رسالة الإعلام على أكمل وجه، بما يخدم القيم الإنسانية والأهداف الوطنية والمُجتمعية.
ولأنَّ الكتابة مشاعر وأحاسيس قبل أن تكون كلمات وألفاظ وعبارات- فهي مثل الحب، فعلُ رقيٍ والتزامٍ حقيقيٍ- فإنها تفرض علينا أن نجتهد فيما سنكتب ونطرحه على قرائنا الكرام كل أسبوع، وفيما سيقرأ الآخر. وفي اعتقادي أن الأهم من كل شيء هي "الفكرة"؛ لأننا باختصار نعيش على مجموعة من الأفكار التي بدورها تشكل حياتنا وتساهم في بناء ذواتنا وما نحن عليه اليوم، خاصة وأن الكثير منَّا يؤمن بأن حياته نتاج الكثير من الأفكار التي تشغل مساحة عقله الصغير.
عندما أتطرق إلى الفكرة فإنني أتحدث عن كاتب يستيقظ كل يوم ليبحث عن فكرة يبني عليها موضوعًا شيقًا يجتذب القراء ويُعزز وعيهم ومعارفهم، وعن محامٍ يُفكِّر كيف سيحل قضية متشابكة، وعن أم تستعد كل ليلة لتفكر ما الذي ستضعه في "اللنش بوكس" الخاص بأطفالها ليوم جديد في مدرستهم، إلى جانب أناس كُثُر في مواقع المسؤولية، يفكرون في التطوير وتقديم الأفضل لمجتمعاتهم.
هنا بالتأكيد أشير إلى أن الأفكار- وإن بدت صغيرة- فقد تُفضي لنتائج كبيرة، فالأفكار هي وسيلة كل شخص ليجعل من نفسه شخصًا قادرًا على أن يتكيف مع كل التحديات، ولا يُمكن لأي مجتمع وشعب أن يتقدم دون أن تكون هناك أفكار نيِّرة، وخطط تَنْبَنِي على فكرة أصيلة لتصبح لاحقًا مشروعًا وحُلمًا للكثيرين، فقد انتقل الكثير من دول العالم إلى أطوار متقدمة بفضل الأفكار البسيطة التي دار النقاش حولها في غرف مغلقة بين اثنين أو بين فريق عمل، ومن ثم خرجت للعالم لتكون أساس النجاح والتقدم، وكانت بادرة أولى تُبنى عليها مبادرات أخرى.
إننا بحاجة دائمًا لمعرفة ما يدور في رؤوسنا من أفكار ومن رؤى داخل عقولنا، حتى نتمكن من التعبير عنها بسلاسة وسهولة، وكذلك الحال مع الآخر المختلف عنَّا، فلا يمكن لنا أن نتكهن بما يعيشه أحدهم.
لكن ثمّة نقطة محورية في توليد الأفكار، تتمثل في ضرورة أن نحرص على الاطلاع والقراءة والتعرف على تجارب الآخرين، فعلى المستوى الشخصي أحرصُ على قراءة الكتب، وخاصة كتب التنمية البشرية والتأملية، حتى ولو كتاب واحد في الشهر، كما أستمتعُ بمشاهدة السينما والدراما التي تساعد المرء على توسيع مداركه والتعرف على ثقافات وعوالم أخرى، والأهم من ذلك أنني عندما أسافر للخارج أُبدي حرصًا كبيرًا على رصد مختلف المواقع التي أزورها؛ سواءً كانت تنتمي إلى حقب تاريخية قديمة، أو تمثل انعكاسًا لمظاهر الحياة العصرية المتجددة.
وأخيرًا.. الفكرة نبتة صغيرة تخرج من بذرة الإبداع، ونرويها بماء الروح والفكر والوجدان، كي تنمو شجرة سامقة في حياتنا، وكم من فكرة ساهمت في بناء دول، وانتعاش حضارات، وتألق نجوم كبار في ساحات الفن والإبداع والسياسة والاقتصاد والاجتماع، لذلك لنحرص جميعًا على تغذية عقولنا بالأفكار التي من المؤكد أنها ستُنبِت ذات يوم مشاريع كبيرة وعملاقة ينتفعُ بها الناس.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فكرة عظيمة.. ترامب يعيد طرح ضم كندا إلى الولايات المتحدة
جدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، طرح فكرة جعل كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، مع تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذا التحول، واصفًا الاقتراح بـأنه "فكرة عظيمة".
وكتب ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال": "لا أحد يستطيع أن يجيب على السؤال، لماذا ندعم كندا بما يزيد عن 100 مليون دولار أمريكي سنويًا؟.. هذا غير منطقي!".
وأضاف الرئيس المنتخب: "يريد العديد من الكنديين أن تصبح كندا الولاية رقم 51.. وهذا من شأنه أن يوفر عليهم كثيرًا من الضرائب والحماية العسكرية".
واختتم دونالد ترامب تدوينته قائلاً: "أعتقد أن هذه الفكرة عظيمة.. الولاية رقم 51!".
وكان ترامب قد طرح لأول مرة فكرة جعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51 في أواخر نوفمبر 2024، خلال حفل عشاء في منزله بمنتجع مارالاجو، حيث حضره رئيس الوزراء جاستن ترودو وأعضاء فريقه.
وفي الأيام التالية لما جاء على لسان ترامب، حاول وزراء حكومة ترودو التقليل من أهمية اقتراح ترامب، حيث قال وزير السلامة العامة دومينيك ليبلانك: "لم يكن تعليقا جديا بالطبع".
ومنذ ذلك الحين، ضاعف ترامب المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي التي يصف فيها كندا بأنها الولاية الأمريكية رقم 51، حتى أنه ذهب إلى حد وصف جاستن ترودو بأنه "حاكم ولاية كندا العظيمة".
وذكر ترامب يوم الأربعاء أن فكرته تنال إعجاب "الكثير من الكنديين".
وكشف استطلاع أجرته شركة "ليجي" أن هذا الاقتراح يحظى بدعم 13% من الكنديين، بينما عارض 82% من المشاركين في الاستطلاع هذه الفكرة.
واستطلعت الشركة، آراء 1520 شخصًا في الفترة من 6-9 ديسمبر، ولا يوجد هامش للخطأ في الاستطلاع لأن الاستطلاعات عبر الإنترنت لا تعتبر عينات عشوائية حقًا.
كما علق ترامب الذي يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على المنتجات الكندية المصدرة إلى الولايات المتحدة، على الاستقالة المدوية لوزيرة المالية كريستيا فريلاند، والتي هزت قيادة ترودو في بداية الأسبوع.
وفي منشور عبر حسابه على منصة "تروث سوشال"، كتب ترامب: "أصيبت ولاية كندا بالذهول عند استقالة وزيرة المالية أو طردها من منصبها من قبل الحاكم جاستن ترودو.. لقد كان سلوكها سامًا تمامًا ولم يفض على الإطلاق إلى عقد صفقات جيدة للمواطنين الكنديين التعساء للغاية.. لن تفتقدها!".