قال علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن هناك العديد من مؤسسات حقوق الإنسان ذات الخبرة بالملاحقة الجنائية الدولية كثفت جهودها خلال هذه الفترة، خاصة الجماعات الحقوقية الفلسطينية، من أجل العمل على توثيق ما يقع من جرائم الحرب،  وتصنيف ما يشكله ذلك من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهو ما يساعد في تنمية ما تحقق من رأي عام دولي مساند للحقوق الفلسطينية وضغط على الحكومات الحليفة للاحتلال الإسرائيلي.

مراحل التوثيق الميداني لجرائم اسرائيل 

وأوضح رئيس العربية لحقوق الإنسان في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنه فور توقف القتال، تنطلق الجهود النوعية التي تستغرق وقتاً من أجل جمع الأدلة، وتوثيق المقابلات والشهادات حول الوقائع مع الضحايا وذويهم والشهود، والاستعانة بالخبرات التخصصية الأولية في مجالات الأدلة الجنائية والطب الشرعي، تتحول إلى تقارير، يليها مراجعة هذه الملفات المكتملة مع مراجع عالمية متخصصة لتوفير عناصر المراجعة والإثبات الجنائي، ثم ينطلق مسار الملاحقة الجنائية عبر دوائر الاختصاص مثل قضاء الدول التي تتبنى تطبيق مفهوم الولاية الجنائية العالمية، ولاحقاً عبر قضاء المحكمة الجنائية الدولية لكي تفحص الملفات وبناء عليه تتولى تحديد المشتبه بهم وتطلب ضبطهم وعرضهم على المحكمة.

ولفت إلى أن هذا الأمر يستغرق وقتاً لكنه أكثر فاعلية، وسيكون أوامر ضبطهم وجلبهم أمام المحكمة الجنائية الدولية أمراً أكثر تأثيراً لأن من سيتم إصدار مذكرة لتوقيفه سيكون مطلوباً في 120 دولة ملتزمة قانوناً بأوامر المحكمة وليس في دولة بعينها، وسيكون أمر التوقيف عبئاً سياسياً وأخلاقياً على كافة الدول ال193 الأعضاء في الأمم المتحدة.

دور المنظمات الحقوقية الفلسطينية في توثيق جرائم الحرب 

وأكد شلبي أنه بالرغم الوقت الذي تستغرقه هذه الجهود، يبقى الأمر هاماً للغاية لأن الانتهاكات الجسيمة والجرائم من النوع الذي لا يسقط بالتقادم من ناحية، ومن ناحية أخرى لأنه يدفع الجناة للتفكير في أفعالهم مستقبلاً على نحو يحقق مقدار من الردع.

وأضاف رئيس العربية لحقوق الإنسان أن المنظمات الحقوقية الفلسطينية التي تلعب الدور الأساسي في هذه المسألة نظرا لصعوبة وصول أي منظمة حقوقية إلى الأراضي الفلسطينية في ظل الحرب الدائرة في القوت الحالي، لافتا إلى أن هذه الجهود تحتاج حاضنة عربية ودعما ماليا لتعويض انقطاع الدعم الغربي عن ، فضلاً عن توفير ميزانية للمحكمة الجنائية الدولية لتجاوز العقبة من غياب الميزانية الكافية للاضطلاع بمسؤولياتها واستكمال التحقيقات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العربية لحقوق الإنسان اسرائيل فلسطين الحرب على غزة العربیة لحقوق الإنسان الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

توتر في دولة الاحتلال.. الجنائية الدولية قد تصدر مذكرات قريبا

تترقب قيادات الاحتلال الإسرائيلي لاحتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قريبا مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت، حيث أعادت المحكمة الجنائية الدولية، الأحد، نشر منشور باللغات العبرية والعربية والانجليزية توضح إجراءات المحكمة.

وقالت المحكمة: "بعد جمع الأدلة والتعرف على المشتبه بهم، يتقدم المدعي العام للمحكمة بطلب إلى القضاة بالمحكمة الجنائية الدولية لاستصدار: أمر بالقبض والذي تقوم السلطات الوطنية بتنفيذه، أو استدعاء للمثول أمام المحكمة حيث يمثل المشتبه بهم أمام المحكمة بشكل طوعي".

وهذه المرة الرابعة منذ بداية حزيران/ يونيو الجاري التي يتم فيها نشر ذات المنشور على حسابات التواصل الاجتماعي للمحكمة الجنائية الدولية.

وفي 20 أيار/ مايو الماضي، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه طلب من المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة، ولم يصدر قرار رسمي من المحكمة بشأن ذلك حتى الساعة (08:30 ت.غ).

وفي حين استهجن الاحتلال الإسرائيلي قرار المدعي العام ورفضته فإنه ليس من الواضح كيف ستتعامل مع مذكرات الاعتقال في حال صدورها بالفعل.


ولكن هيئة بث الإسرائيلية (رسمية) قالت، الاثنين، إن مناقشات تجري داخل أوساط الاحتلال "حول خطة دفاع لنتنياهو وغالانت ودولة الاحتلال الإسرائيلي في حال قررت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرات اعتقال".

وأضافت: "الاستعدادات هي أنه إذا تم اتخاذ مثل هذا القرار من قبل قضاة المحكمة الجنائية الدولية، فإن إسرائيل على الأقل ستكون جاهزة".

واستدركت: "ومع ذلك، لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن ما إذا كان سيتم تقديم خطة دفاع قانوني في لاهاي، لأن إسرائيل لا تعترف بسلطتها. كما سيكون نتنياهو هو الذي سيقرر ما إذا كان سيقدمه أم لا".

وقالت هيئة بث الاحتلال: "في غضون ذلك، لم يعرف بعد في هذه المرحلة متى سيتخذ قضاة المحكمة الجنائية الدولية قرارا بناء على طلب المدعي العام، الذي سعى إلى إصدار مذكرتي توقيف ضد غالانت ونتنياهو".

وأضافت: "ومع ذلك، فضلت إسرائيل الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، حيث يصدر القضاة أوامر اعتقال، ربما في المستقبل القريب، لذلك، تتم مناقشة خطة دفاع محتمل" دون مزيد من التفاصيل.


والاحتلال الإسرائيلي ليس عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، بينما في 2015 تم قبول عضوية فلسطين في المحكمة التي تأسست في 2002، وهي هيئة دولية مستقلة غير تابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى، وتعد قراراتها ملزمة.

وانطباق ولاية المحكمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حتى وإن كانت "إسرائيل" ترفض هذه الولاية، يجعل المحكمة قادرة على محاكمة مسؤولين إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم في الأراضي الفلسطينية.

وفي 21 أيار/ مايو الماضي كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن تلقّيه تهديدات أثناء إجرائه تحقيقات ضد مسؤولين إسرائيليين، وعن أنه قيل له إن المحكمة "أُنشئت من أجل إفريقيا والبلطجية (..) وليس لمحاسبة الغرب وحلفائه".

وانتقد خان تلك التصرفات قائلا: "يجب أن تكون هذه المحكمة انتصارا للقانون على السلطة والقوة الغاشمة.. لا أحد فوق القانون".

وأعلن مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون رفضهم تحرك خان، وأكدوا أنهم لا يعترفون بولاية المحكمة، وزعموا أنها "تعادي السامية"، ودعوا حلفاء تل أبيب إلى وقف تمويلها، بل وتفكيكها، وشددوا على ضرورة تصعيد الحرب على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • هولندا توبخ سفير إسرائيل بسبب تجسس الموساد على المحكمة الجنائية الدولية
  • وفد تركي يعتزم تقديم ملف جديد بشأن جرائم إسرائيل في غزة
  • هولندا تستدعي سفير إسرائيل بسبب تهم تجسس على الجنائية الدولية
  • «العربية لحقوق الإنسان» تستقبل وفدا من فلسطين لتوثيق انتهاكات الاحتلال
  • أمريكا تعلق على إصدارالجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق وزير دفاع روسيا السابق ورئيس الأركان
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر باعتقال وزير الدفاع الروسي وقادة آخرين
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس بسبب جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا
  • بعد بوتين.. الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس الأركان الروسي.. وأوكرانيا تعلق
  • كوريا الجنوبية.. دعوى قضائية لجرائم حرب ضد 7 مسؤولين إسرائيليين
  • توتر في دولة الاحتلال.. الجنائية الدولية قد تصدر مذكرات قريبا