أعضاؤها متهمون بالتطبيع.. إلغاء عرض مسرحية عربية ضمن أيام قرطاج بتونس
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أعلنت حملة مناهضة للتطبيع مع إسرائيل في تونس، استجابة إدارة مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" لطلبهم بإلغاء عرض مسرحية "المهرّج" إثر اتهامات موجهة لعدد من المشاركين فيها بالتطبيع الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أمس الاثنين، على منصة فيسبوك إنها علمت من خلال اتصالات مع أعضاء بهيئة إدارة "أيام قرطاج المسرحية" بأنّه تم إلغاء عرض مسرحية "المهرّج" التي تقدمها فرقة المسرح العربي من مدينة أم الفحم في الأراضي المحتلة.
وأضافت: "سبق لحملتنا إجراء اتصالات ببعض العاملين بالمهرجان من أجل تنبيههم إلى أنّ أعضاء من هذه الفرقة متورطون في التطبيع الثقافي مع العدوّ الصهيوني (تحديدا: خليفة ناطور، وصبحي حصري، ورائد شمس، وغسان أشقر، إلى جانب المدير الفني للفرقة هشام سليمان)".
ووفق البيان: "فإنّهم متورطون في الترويج للدعاية الصهيونية حول الصراع مع المقاومة الفلسطينية من خلال مشاركتهم في مسلسل "فوضى" الذي ينتجه إسرائيليون ويُبثّ على منصة نتفليكس".
وتابعت: "وفي نفس السياق، راسلت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية إدارة المهرجان لإعلامها بضرورة سحب هذه المسرحية. وإذ تحيّي حملتنا إدارة أيام قرطاج المسرحية على قرارها، فإنّها تهيب بها وبكلّ منظمي التظاهرات الثقافية التونسية والعربية إلى المزيد من اليقظة والتحرّي حتى لا تتحوّل مهرجاناتنا الثقافية إلى منصّات لغسل عار المطبّعين والمتواطئين مع العدوّ".
ونشرت الصفحة الرسمية للمهرجان أمس، الاثنين، إعلانا ترويجيا لفعاليات الدورة المرتقبة على منصة فيسبوك، جاء خاليا من أي ذكر لمسرحية "المهرج".
وسرد البيان قائمة العروض المشاركة وهي: الهروب من التوبة (تونس)، وتراب الجنون (الجزائر)، وصمت (الكويت)، وأنتيجوني (الأردن)، وشمس (المغرب)ّ، وحكم نهائي (مصر)، وترحال – أرواح مهاجرة (سوريا)، وأغنية الرجل الطيب ّ(الإمارات)، وأمل (العراق)، و(220) مَسكنا – لوحة تاريخية إفوارية (كوت ديفوار)، والفيرمة (تونس).
ويأتي إلغاء عرض المسرحية بعد أيام من إعلان فرقة المسرح العربي عبر حسابها بمنصة "فيسبوك"، مشاركة المسرحية في فعاليات الدورة الـ24 للمهرجان المقرر إقامتها في الفترة من 2 ـ 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وسبق أن طالبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل لمقاطعة مسلسل "فوضى" الإسرائيلي، كما دعت المشاركين إلى الانسحاب الفوري منه، مناشدة شركة نتفليكس بمنع عرض المسلسل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أیام قرطاج
إقرأ أيضاً:
مسرحية رثة في العراق بطلها المنقذ الكاظمي
آخر تحديث: 4 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف حين اندلعت الاحتجاجات في العراق عام 2019 سقطت حكومة عادل عبدالمهدي بعد أن تسببت بمقتل أكثر من 700 شاب من بين المحتجين. لم يجد النظام يومها بداً من الرضوخ لوصفة أميركية جاهزة، عنوانها مصطفى الكاظمي. الرجل الذي سبق له أن شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة وقد اعتبرته الأحزاب والميليشيات متورطا في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس عام 2020 كما أن اسمه كان مدرجا ضمن المتهمين بما سُمّي بسرقة القرن. كانت الوصفة ناجحة نسبيا بعد أن نجح النظام في الإفلات من المساءلة الدولية بسبب ما ارتكبه من جرائم في حق المتظاهرين السلميين. وعلى الرغم من أن وجود الكاظمي على رأس حكومة جديدة كان أشبه بحبة دواء مهدئة جنبت النظام السقوط أو التورط في ارتكاب مجازر فإن الميليشيات لم تكن تنظر بارتياح إليه بحيث قامت واحدة منها بقصف منزله في المنطقة الخضراء. أما على مستوى الإجراءات الإصلاحية التي كان الكاظمي ينوي القيام بها فقد تم إفشالها، بل وتمّت السخرية منها على نطاق واسع. كان واضحا أن الكاظمي قُدّم باعتباره بضاعة معلبة جاهزة، كانت الخديعة هي الهدف الوحيد لاستعمالها. أما حين استقرت الأمور ولم يعد النظام يشعر بالتهديد الشعبي فقد تم لفظ الكاظمي بعيدا عن العملية السياسية وقد كان يأمل بأن يحصل على ولاية شرعية لأربع سنوات قادمة. غادر الرجل العراق خائفا وقد لاحقته الاتهامات والشبهات التي أطلقت من أجل الاستهلاك المحلي كونها وجبة دعائية مثيرة لتشتيت الأنظار عن عمليات الفساد الكبرى التي هي المادة العضوية الوحيدة التي يستمد النظام منها شعبيته الملتبسة. لقد حاول الكاظمي يوم كان رئيسا للحكومة أن ينهي العمل بالقوانين الاستثنائية التي أصدرها نوري المالكي وقد كان رئيسا للحكومة ما بين 2006 و2014. وهي قوانين صارت من خلالها فئات كثيرة تتمتع بامتيازات مالية من غير أيّ حق وهو ما يعد نوعا من السرقة للمال العام وما يثقل الميزانية العراقية بأعباء غير قانونية. في مقدمة تلك الفئات يقف الهاربون إلى رفحاء السعودية عام 1991 وجهاديو حزب الدعوة ورجال الدين والسجناء السياسيون والشهداء وأصحاب الرواتب المتعددة والفضائيون الذين لا وجود واقعيا لهم. وكلها عناوين للفساد الذي صنع مجد دولة المالكي الذي كاد بريقه يأفل حين احتل تنظيم داعش ثلثي الأراضي العراقية عام 2014 لولا تدخل إيران لحمايته. كان متوقعا أن يقف مقتدى الصدر إلى جانب مصطفى الكاظمي في انتخابات عام 2021. ذلك لم يحصل. فالصدر هو جزء من النظام الذي اضطر لجلب الكاظمي منقذا غير أنه لم يعد في حاجة إليه بعد أن استعاد شرعيته من خلال الانتخابات. صحيح أن الأحزاب التي رفضها الشعب حين قامت الاحتجاجات كانت قد هُزمت في تلك الانتخابات غير أن الصحيح أيضا أن ما خسرته تلك الأحزاب كانت قد استعادته حين تخلّى الصدر لحسابها عن انتصاره ووهبها أصوات الشعب. لم يتعرض الكاظمي وحده للخديعة إذ كان معه الشعب ضحية. ولكن الكاظمي ليس ضحية. فالرجل الذي عمل في صفوف المعارضة العراقية صحافيا يوم كان نظام صدام حسين قائما لم يكن يطمح إلى أن يكون رئيسا للحكومة وقبله رئيسا لجهاز المخابرات العامة غير أنه كان أفضل من أتباع إيران الحزبيين الذين كان الفساد ولا يزال هو برنامجهم الوحيد في الحكم. قد لا يكون الرجل فاسدا غير أن ما هو مؤكد أنه جزء من النظام. فهو مؤمن بالاحتلال وكل ما نتج عن ذلك الاحتلال من تجليات وتداعيات. لم ينقذ الكاظمي النظام إلا بسبب ارتباطه به. وقد يكون ذلك أسوأ أدواره. لقد أحبط لحظة تاريخية كان بإمكانها أن تغير تاريخ العراق المعاصر. اليوم تتجدد حاجة النظام السياسي في العراق إلى الكاظمي. حاجة تنطوي على خديعة من نوع مختلف. لا أدري هل سيكون لقب “رجل أميركا في العراق” صالحا لوصف الكاظمي غير أن الأحزاب والميليشيات الحاكمة في العراق تتعامل مع ذلك اللقب كما لو أنه حقيقة مطلقة. لقد تم استدعاء الكاظمي من الولايات المتحدة ليمنع وجوده ضربة إسرائيلية محتملة بعد أن أخذت إسرائيل الضوء الأخضر من مجلس الأمن. قيل الكثير عن علاقات الكاظمي المتشعبة بإدارة الرئيس ترامب. ولكنني لا أظن أن ما قيل كان صحيحا.هناك مسرحية تُدار بطريقة رثة في العراق، الغرض منها الهرب من دفع ثمن مستحق. فهل يستطيع الكاظمي أن يلعب هذه المرة دور المنقذ ثانية؟ أعتقد أنه أقل من أن يقوم بذلك.