بوابة الوفد:
2025-02-04@18:03:47 GMT

انتصرت المقاومة وخسرت إسرائيل

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

يوما ما ستتوقف الحرب، لن تجد إسرائيل نفسها منتصرة من عدوانها على غزة، رغم المجازر التى ارتكبتها ضد الشعب الفلسطينى وصلت إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المستشفيات فوق رؤوس المرضى، العدوان على غزة أفقد الجيش الإسرائيلى الكثير من سمعته، وكبد إسرائيل خسائر عسكرية واقتصادية ونفسية، وأصبح العالم ينظر إلى إسرائيل نظرة مختلفة بعد أن خالفت أخلاق الحرب، وانتهكت القانون الدلى والإنسانى، والعالم بدأ يدرك مدى الجرائم التى ارتكبتها إسرائىل وحقيقة العدوان الوحشى الذى استهدف الفلسطينيين العزل والموظفين الدوليين، العدوان خلق حالة من التعاطف من شعوب العالم مع الشعب الفلسطينى، بخلاف تعاطف بعض حكومات الدول الكبرى التى تأكدت من بلطجة إسرائيل، وأصبح هناك تغيير كبير فى الموقف الدولى ليس فى صالح إسرائيل.

كشفت الحرب أن مكاسب المقاومة الفلسطينية تفوق الكثير رغم الدمار الذى شهده قطاع غزة، صمود الشعب الفلسطينى فى وجه العدوان الإسرائيلى أحبط مخططات الاحتلال الغاشم فى تهجير المدنيين من غزة رغم ما يرتكبه الاحتلال من مجازر، كما فشلت إسرائيل فى تحرير أسرى قوات الاحتلال بالقوة العسكرية، وأصرت المقاومة الفلسطينية على الإفراج عن أسرى الاحتلال مقابل هدنة انسانية وهو ما حدث بمساعدة مصرية.

أمام هذا الموقف، إذا كانت إسرائيل تريد أن تعيش فى استقرار فلابد أن توقف آلة الحرب أولا، وتخضع لمفاوضات الحل من أجل السلام، والحل هو اعادة حقوق الشعب الفلسطينى، فاستمرار القضية الفلسطينية بعد كل الخراب الذى حدث هو استمرار لنار الحرب التى تأكل كل الأطراف.

من جانبها تواصل مصر جهودها للوصول إلى حلول نهائية ومستدامة، تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وادخالها الأمم المتحدة، استنفاد فكرة احياء مسار حل الدولتين على مدى 30 عاما.

رغم ما يحظى به مقترح «حل الدولتين» من شبه اجماع عام من طرف الكثير من الدول والمؤسسات الأممية والدولية غير الحكومية، فإن هذا المقترح مازال يواجه انقسامات حادة، حيث يوافق عليه بعض الأطراف، لكن وفق الصيغة التى تريدها هى، فيما أطراف أخرى لا تؤمن إلا بتأسيس دولة واحدة فقط، سواء من الفلسطينيين أم المستوطنين الصهايية.

وتعد أطروحة حل الدولتين، التى اقترحها الفيلسوف والمفكر الأمريكى نعوم تشومسكى، الحد الوحيد الذى يحظى بدعم وموافقة الكثير من دول العالم، التى تعد حلا سلميا مقبولا، بهدف ارساء الأمن والاستقرار والسلام فى فلسطين والشرق الأوسط والعالم بشكل عام. ويحظى هذا الاقتراح بتأييد الدول العربية والإسلامية التى دعت قوات الاحتلال الإسرائيلى بالانسحاب من الأراضى الفلسطينية التاريخية التى احتلتها بعد حرب يونيو حزيران عام 1967، حيث تدعو باستمرار إلى تراجع الاحتلال إلى ما وراء «الخط الأحمر» حتى تعيش الدولتان فى «أمن وسلام، جنبا إلى جنب».

كما أيدت الأمم المتحدة هذا الحل، حيث منحت دولة فلسطين صفة  العضو المراقب، ونفس الشىء بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذكر وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى، بأن «حل الدولتين هو الحل الوحيد والممكن من أجل تحقيق السلام».

على النقيض تماما، تقف حركة حماس، أمام جميع الخطوات الساعية إلى تفتيت الأراضى الفلسطينية التاريخية، حسب تعبير الحركة فى أحد بياناتها الرسمية، حيث ترفض الحركة أى محاولة للاعتراف بدولة إسرائيل.

ورغم إعلان حركة حماس عام 2017، قبولها إعلان قيام دولة فلسطين، عاصمتها القدس الشريف على حدود 1967، فإنها رفضت الاعتراف بالكيان الإسرائيلى، حيث أكدت الحركة أنها تسعى إلى تحرير جميع أراضى فلسطين التاريخية.

فى المقابل، تبدى الكثير من الأحزاب السياسية والجماعات اليمينية المتطرفة داخل إسرائيل، رفضها لما يسمى «حل الدولتين» أو ترفض هذه الجمعيات أى محاولة للاعتراف بالحق الفلسطينى داخل «أرض الميعاد» وفق تعبيرها، وتدعو بشكل علنى إلى إبادة الفلسطينيين والعرب بشكل عام.

بقاء الوضع على ما هو عليه يدفع إلى حرب مستمرة، ويزداد العنف والتطرف والدمار والخراب والقتل والتشريد كما حدث حاليا، حل الدولة الواحدة يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المنافسة، وحل اللا دولة من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم وأرضهم، تدخل المجتمع الدولى أصبح ضرورة فى الوقت الحالى لإنقاذ ما يمكن انقاذه لعودة الاستقرار، ووقف العنف، والقيام بعمل دولى نصرا للسلام الذى سيكون نصرا للفلسطينيين والإسرائيليين، ونصرا للإنسانية، ونصرا للعالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكيان الإسرائيلي الاراضي الفلسطينية حكاية وطن الجيش الإسرائيلي الشعب الفلسطینى حل الدولتین الکثیر من

إقرأ أيضاً:

مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي

من بعيدٍ.. صبىٌ عربىٌ يلتحف بالبالطو والكوفية والعقال، وعن قريبٍ.. فتاةٌ حُرمت من الألوان الزّاهية، عاشت تحلُم بـ«بلوزة نص كُم»، وتتخيّل كيف سيبدو شكلها إن تجرّأت على «الجلابية اللى بتتجرجر فى الأرض، اللى لونها حشمة»، فتمرّدت على الأولى، لكنّها صارت حتى الخاتمة تتمسّك بـ«الحشمة»، التى صنعت لها خط أزياءٍ متفرّدٍاً، يحمل تحفّظ الريف وعنفوان الحضر، فلا ينشغل «سميع» عنها بألوانٍ تأسره، ولا يسمح له «منديلها» أن تهتز عيناه بعيداً عن هالتها، من هُنا كانت الانتفاضة الأولى للآنسة أم كلثوم؛ لترسمَ موضةً تحمل اسم «كوكب الشَّرق».

حُلم الطفولة صار نائماً فى قلب أم كلثوم، لكنّه لم يمت أبداً حتى بلوغها سن السبعين، الذى أفصحت فيه عن حرمانها «من كل حاجات البنات»، ذلك التعبير المقتضب الذى تعلّقت به طفولتها الغائبة، وصرخت به فى وجه الجميع فى مذكِّراتها المنشورة عام 1970، إلا أنّها رغم ذلك لم تنخلع من جذورها؛ لتُحدّد لنفسها 4 صفات فى الفستان الذى ترتديه، أفصحت عنها فى حديثها مع الكاتب محمود عوض وهى: «أن يكون حشمة، ألا يكون مختلفاً عن خطوط الموضة السائدة، أن يكون هناك ذوق فى ألوانه؛ بمعنى أن تكون الألوان منسجمةً فى تركيبها مع بعضها، أمّا الصفة الأخيرة فهى أن يكون الفستان بسيطاً، إن البساطة دائماً هى المشكلة.. وهى الحل».

مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» وعصرية ولا تعترف بالقصير والكعب العالى

ذلك تحديداً ما وجدته مصممة الأزياء منى الزرقانى داخل دولاب كوكب الشرق، الذى اطّلعت عليه لعملها كمساعد مصممٍ ثانٍ فى مسلسل كوكب الشرق الذى أُنتج عام 1999، تحت إشراف المصممة الرئيسية دكتورة سامية عبدالعزيز، وكشفت «الزرقانى» فى حديثها لـ«الوطن»، مكنون اللمسات الفنية لأم كلثوم فى أزيائها؛ لتشعر بين طيات ملابسها بتلك الشخصية «الحادة»: «اختارت من الموضة الغوامق، فساتينها بين الأسود والزيتى والكُحلى والدهبى، ماراحتش للبينك ولا الأحمر أو فوشيا أو أزرق زهرى، مع إنّهم كانوا موضة وقتها، ولا راحت لفساتين بوسط، ومكانتش بتلبس قصير، أقصر حاجة عندها بعد الركبة، وصدرها مقفول، وتلبس تحت الفساتين توب».

لم تسْرِ تلك القاعدة على فساتينها فقط، لكنّ الأحذية نالت نصيباً من شخصيتها، التى لم تتمرّد تماماً على طبيعتها القروية ونشأتها الدينية، فتقول «الزرقانى» إنّها لم ترتدِ «الكعب العالى» كحال أهل الفن: «كبيرها 3 سم، وألوانها بُنى وبيج وأسود».

استطاعت أم كلثوم بذكائها أن تُجارى الطبقة المتوسطة فى القاهرة، التى كانت تقوم، فى مرحلة انتقالها من الريف إلى المدينة، على أساس المبدأ والبحث عن الربح، مثلما ذكر الكاتب سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر»: «فليس عبثاً أن ينفق المذيع وقته فى وصف فستان السهرة الجديد الذى تلبسه أم كلثوم ولون منديلها الذى تُمسك به فى أثناء الغناء، كما تتحدث الصحف عن الفراء الثمين الذى تتدثّر به، فكلّ هذه المظاهر مهمة وضرورية فى تأكيد مركز الفنان»، لكنّها وضعت شروطها الخاصة؛ لتستنكر فى حديثها مع الكاتب محمود عوض، المنشور فى كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، شائعة أنّها ترتدى فستاناً تكلفته 400 جنيه؛ لتكشف أنّ فساتينها تتكلف أقل من ذلك بكثير، وتُعلن مبدأها: «أنا لا أنقل الموضة مع أنّنى أتابعها، أتابعها لكى آخذ منها ما يناسبنى، أنا لا أُريد أن أرتدى فستاناً يلفت نظر الناس، وإلا تبقى معرض مش موضة».

تلك المعادلة عايشتها مصممة الأزياء منى الزرقانى فى أثناء عملها على المسلسل: «كانت ماشية على الموضة بس عاملة خط لوحدها، الفستان يكون استريت بس القماش من الجُبير اللى كان موضة والأغلى فى سعره، ولازم تطرزه ممكن من عند الصدر بس أو حرف الكُم أو الياقة، فيبقى محترم وفيه لمستها».

قد يندهش بعض مُعجبيها من أنّها كانت ترتدى نوعين من المناديل، كشفت عنهما مصممة الأزياء: «كان عندها أحجام، الكبير اللى كانت بتطلع بيه على المسرح، والصغير 20x20 شابك فى دبلتها»، ذلك المنديل الذى كتبت عنه الباحثة الدكتورة هند الصوفى عساف فى كتاب «باحثات» أنّه كان رمزاً للأنوثة: «الأنوثة التى قرّرت أن تكشف قناعها الذكورى، إنّه جاذب، شفاف.. كثرت التساؤلات حوله، واعتبرته هى علماً وكأنّها ترفع العلم وهى تنشد، بات المنديل طرازاً خاصاً للسيدة، ابتدعته لنفسها، رُبّما لتخفيف حدة التوتر، ورُبّما لشدّ نظر المشاهد وجذبه نحو حركة القماش الشفاف المتطاير».

لم ترَ «الزرقانى» إكسسواراً قد لمسته يداها: «كل الأطقم ألماظ، وحتى نضاراتها اللى لبستها بسبب تعبها بالغدة الدرقية اللى تسببت فى جحوظ عينها، كانت معاصرة جداً، حتى هناك سرٌ لا يعرفه أحد، وهو أنّ نظارتى الشمسية كانت تشبه تلك التى كانت ترتديها أم كلثوم، وعندما رأتنى بها المخرجة إنعام محمد على صمّمت على ارتداء صابرين، بطلة العمل لها، وتم التصوير بنظارتى، ويمكن تلخيص ذوق أم كلثوم بأنّه كان راقياً وهادئاً ومعاصراً». 

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض واقعا تكتيكيا شمال الضفة لكن المقاومة مستمرة
  • جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي
  • الرئاسة الفلسطينية تتهم إسرائيل بارتكاب تطهير عرقي في الضفة الغربية
  • «الرئاسة الفلسطينية» تحذّر من خطورة توسيع إسرائيل حربها الشاملة في الضفة الغربية
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • إسرائيل ومعرض الكتاب
  • خامنئي: غزة انتصرت على إسرائيل وأمريكا بإذن الله
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل