البوابة نيوز:
2025-03-12@14:51:19 GMT

عزيزي الشتاء.. رفقًًا بنا!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

اعتدتُ أن أستقبل كل شتاء على مضض.. لا أحب الشتاء، ولا أظن أنه يحبني. تفاصيل الشتاءات الماضية في حياتي كانت تأخذ الكثير وتعطي القليل. غاب أعز الأحبة في مطلع الشتاء كما يغيب سطوع ضوء الشمس. يأتي الشتاء فيزيد الظلام. ينام الكثيرون مبكرًا. يطول الليل. يبرد الوقت. حينه تكون وحدك أكثر إن لم تكن تجيد النوم أنت أيضًا.

وتبدأ في ممارسة شيء يُسمى الحنين. 

   هذا الحنين لا يسمن ولا يغني من جوع. هو فقط يضعك أمام الإحساس بغياب هؤلاء الأشخاص الذين لم يعودوا هنا وتلك الأشياء التي لم تعد تجدها وهذه الأماكن التي لن تكون فيها مرة أخرى. المشكلة أن ممارسة الحنين ليست اختيارية على الإطلاق. أنت لست مخيرًا. هي نوبة مثل نوبات الأزمة القلبية. كيف يمكن لك أن توصي هذا القلب بأن يهدأ دون أن يدفأ؟! وكيف يدفأ حين لا يجد من يدفئه وما يملؤه؟!. 

   أعلم أن الكثيرين من محبي الشتاء يجيدون ممارسة الكثير من الأنشطة في ظلام الغيم وبرودة الطقس الكسولة، إلا أنني أعلم أن الصيف الحار النشيط يحتضن أجمل المهرجانات وأروع إطلالات البحر بموجه المتهادي على الشاطيء دون جنون المد العالي. إن الطبيعة تعاني في الشتاء وهم يستمتعون بالمعاناة. إن السحب تئن تحت حمولات الماء، ثم تصطك ببعضها صاعقة نظيراتها بكهرباء البرق. تصعق. لا أزهار في كثير من النباتات في الشتاء. تختفي الكثير من الطرقات تحت ندى كثيف للصباح. نعاني كي نستيقظ. حتى نحن نعاني. فأي جمال في تلك المعاناة؟!.

   استطعت أن أصادق الموسيقى في الشتاء. لكنها موسيقى حيوية تشبه الصيف. موسيقى أحاول بها استئصال بطء إيقاع الشتاء من أوردتي. موسيقى تحبني لأنها توقظني. حتى القهوة التي أعشقها تتغير رائحتها تحت درجات الرطوبة الكبيرة العالية والضغط الجو الخانق في كثير من الأحيان. يتحول لونها لدرجة أفتح. تبرد سريعًا وكأنها تزهد البقاء في فنجانها بمجرد أن تلامس جداره الناعم البارد. يرحل دخانها سريعًا. وتبدو أسطورة احتساء القهوة الساخنة خلف الزجاج البارد مشهد سريع من فيلم لا يبقى منه بعد دقيقات سوى فنجان بارد يشخص بعينه الوحيدة في وجهك طالبًا أن تحفظ ماء وجهه وتشرب حمله الثمين دون أن تزعجه كثيرًا باتهامات لا يد له فيها. اشرب القهوة سريعًا جدًا وإلا ستجدها هي الأخرى تعاني.

  هذا الشتاء سمعت كما سمعتم تقارير جوية تؤكد أنه سيكون من أبرد فصول الشتاء التي تمر بنا نتيجة للتغيرات المناخية التي تخضع لها الكرة الأرضية. مع ظروف اقتصادية ليست أفضل ظروف يمر بها العالم كله اقتصاديًا. أضف إلى ذلك شريط الأخبار العالمية الذي يتحدى محاولاتك للعيش بسلام في كثير من الأحيان في بلدان تجاورك مباشرة. هذا الشتاء لن ينساه أحد. لأنه مختلف في تفاصيله. ليس هذا فحسب. نحن أيضًا هذه المرة مختلفون وليس هو المختلف وحده. فمن منا يدخل هذا الشتاء دون أن يكون شهر أكتوبر ونوفمبر غيراه تغييرًا جذريًا نتيجة لتغير العالم حولنا. لطالما تخيلتُ ذكاء الدببة لأنها تختار البيات في الشتاء. إنها بذلك لا ترى العالم إلا وهو في أبهى ألوانه وحلله. تخضع للنوم طويلًا دون أن تنزعج بمحاولات استيقاظ يومية مؤلمة تحت نير وجع الخروج من دفء الأغطية. 

   مرحبًا بالشتاء طالما سنحيا معًا لأشهر. ورفقًا بنا فنحن رفقاء رحلة نحاول الوصول معًا دون خسائر إلى الربيع. أنا ابتسم لمجرد أن كتبت كلمة "الربيع". فكيف إذا جاء الربيع. كل شتاء ونحن بخير. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فی الشتاء کثیر من دون أن

إقرأ أيضاً:

تأسيس الجامعة الوطنية لمصنعي وموزعي القهوة بالمغرب

في خطوة تهدف إلى تطوير وتعزيز قطاع القهوة في المغرب، تم تأسيس “الجامعة الوطنية لمصنعي وموزعي القهوة”، التي عقدت جمعها التأسيسي في مقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمدينة المحمدية.

وقد أسفرت هذه الفعالية عن انتخاب رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للجامعة، التي استطاعت استقطاب حوالي 124 مقاولة فاعلة ومتخصصة في صناعة وتوزيع القهوة.

وفي هذا السياق، تسعى الجامعة إلى دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري لهذا القطاع، من خلال توفير بيئة مواتية لنمو هذه الشركات وتعزيز قدرتها على المنافسة في السوقين المحلي والدولي.

كما تهدف الجامعة إلى تحسين جودة المنتوج المحلي من القهوة، بما يتماشى مع المعايير العالمية، وتحفيز الابتكار الذي سيعود بالنفع على الصناعات المحلية.

وتعكس هذه المبادرة رغبة المغرب في تحقيق مكانة متقدمة في سوق القهوة العالمية، والاستفادة من الطلب المتزايد على القهوة. كما يتوقع أن تسهم هذه الخطوة في رفع مستوى الوعي لدى المستهلكين حول أهمية اختيار القهوة المغربية، بما يعزز من مكانة المنتج المحلي في الأسواق الدولية.

من جانبه، أشار رئيس الجامعة الوطنية لمصنعي وموزعي القهوة إلى أن هذا التجمع سيسهم في تسهيل التعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع، وتبادل الخبرات، بما يدعم تحقيق أهداف النمو المستدام وتعزيز إشعاع صناعة القهوة المغربية. كما أكد على أهمية الابتكار المستمر في تحسين طرق التصنيع والتوزيع، مما يساهم في رفع مستوى جودة المنتج النهائي.

وفي خضم هذه التطورات، يظل قطاع القهوة في المغرب في مرحلة واعدة، خاصة مع التوسع المستمر في استهلاك القهوة، مما يعزز من مكانتها في السوق المحلي ويعطي فرصة لتصدير المنتجات المغربية إلى أسواق جديدة.

 

مقالات مشابهة

  • النوستالجيا أو خبرة الحنين
  • موعد انتهاء فصل الشتاء 2025 في مصر وتطبيق التوقيت الصيفي
  • بروفة الصيف والعظمى تصل لـ35.. مفاجأة بشأن طقس الأيام المقبلة
  • فوائد وشروط الإفطار على القهوة «فيديو»
  • جلولاء تشهد أكبر موجة مطرية في الشتاء (فيديو)
  • المسند: لا تستعجلون في تخزين الملابس الشتوية
  • تأسيس الجامعة الوطنية لمصنعي وموزعي القهوة بالمغرب
  • 10 أيام على نهاية الشتاء.. هل نستعد للحر أم البرودة مستمرة؟ الأرصاد تجيب
  • الحرارة هتوصل 30| موعد نهاية الشتاء وأمشير ..ومفاجآة عن طقس آخر رمضان
  • 5 طرق لعلاج مرض الكبد الدهني