ashuily.com
قرأت خبرًا لا أدري مدى صحته من أن بعض الأطباء يتقاضون نسبة جيدة عن كل فاتورة دواء يتم صرفها لمريض ويمكن أن تصل هذه النسبة إلى 15% من قيمة الفاتورة العلاجية يدفعها المريض من جيبه حتى وإن لم يكن بحاجة إلى الكثير من الأدوية التي تصرف له، وقبل هذا الخبر سمعت عن بعض الحوادث التي يتقاضى فيها بعض الأطباء نسبا عن بعض التحاليل أو الأشعة أو الكشوفات التي يوصون بضرورة إجرائها للمريض حتى وإن لم يكن بحاجة إليها، لكن مما تيقنت منه أن الطبيب من حقه الحصول على بعض الأجر جراء كل عملية يقوم بإجرائها وهذا حق شرعي كفله القانون الطبي للطبيب المعالج إن قام بذلك.
أرباح شركات الأدوية وصلت إلى المليارات وبات الاستثمار في تصنيع الدواء من أفضل أنواع الاستثمارات المضمونة التي يقل فيها معدل خطر الخسارة وهذا ما شجّع كثيرا من التجار وأصحاب الأعمال والمستثمرين على الاتجاه صوب الاستثمار في صناعة الدواء واللقاحات خصوصا بعد جائحة كورونا التي أثبتت للعالم أن الأمن الصحي يجب أن يكون من أولويات الدول والحكومات التي يجب الاستثمار فيها وتوطين الصناعات الخفيفة والمتوسطة وبناء المصانع وإقامة المدن الطبية، وتشير الإحصاءات إلى أنه في العام 2020 وحده فقط سجلت أكبر خمسين شركة أدوية في العالم إجمالي إيرادات بلغت 850 مليار دولار، وهذا يعد رقما كبيرا إذا ما قورن بباقي الاستثمارات التقليدية الأخرى.
التقيت قبل فترة بعدد من رجال الأعمال المحليين فسألت بعضهم عن أفضل المجالات في الاستثمار في العالم أو في بلدنا فأجابني أحدهم بأن أفضل الاستثمارات اليوم تتركز في ثلاثة: التعليم والصحة والغذاء بصورة أقل، مردفا قوله: لهذا ترى كثرة المدارس والمستشفيات والعيادات والصيدليات الخاصة في كل مكان تمر عليه فهي من الاستثمارات التي لا تكسد ولا تقل بل إن أعدادها في ازدياد مطرد.
أنماط الحياة الحديثة حولت الإنسان السليم إلى مريض يشكو من علة ينشد فيها طبيبا ليعالجه من أوجاعه وأسقامه بدءا بالمرض العضوي وانتهاء بالمرض النفسي مرورا بالهوس للوقاية من الأمراض التي تكثر وتتناسل كل يوم وهذا كله يصب في جانب «إن الوقاية خير من العلاج» والوقاية لا تتأتى إلا بالزيارات المتتالية للطبيب الذي لا يتوانى عن وصف مجموعة من الوصفات العلاجية والأدوية التي يجب أن يلتزم بها المريض للوقاية من أمراضه المستقبلية.
الشكوى الدائمة من ارتفاع أسعار الدواء ومن جشع تجار الأدوية هي شكوى عالمية تكرر في كل دول العالم غنية وفقيرة وإن كانت تكثر في الدول الغنية أكثر من الفقيرة حيث تكثر الأمراض والأوبئة والأسقام بفعل التقدم والمدنية وما تأتي به من أسقام وأوجاع لسكانها وتكثر أيضا الشركات المصنعة للأدوية والعقاقير وتقل فيها الرعاية الاجتماعية والصحية التي تقدمها الحكومات لشعوبها فكل شيء في دول الرأسمال معروض للبيع حتى الصحة والدواء ومن يدفع أكثر ينعم بصحة أكثر ومن لا يستطيع الدفع يبقى عرضة للأمراض تنهش من جسمه.
تحولت مهنة الطب السامية إلى تجارة واستثمار بعدما دخلتها رؤوس الأموال وتسابق رجال الأعمال وأصحاب الملايين على الاستثمار فيها بعد أن كانت الدول والحكومات ترصد الميزانيات الضخمة للعلاجات المجانية لمواطنيها وتركت هذه المهمة لتتقاسمها شركات التأمين وشركات العلاج وشركات تصنيع الأدوية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاستثمار فی
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة يبحث مع «بيبسيكو» زيادة الاستثمارات ودعم صغار المزارعين في مصر
استقبل علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركة بيبسيكو والوفد المرافق له، لبحث سبل زيادة استثمارات الشركة في مصر، ودعم صغار المزارعين.
اطلع الوزير خلال الاجتماع على حجم إنتاج الشركة العالمية واستثمارتها بمصر في مجال إنتاج وزراعة وتصنيع البطاطس، تحت إشراف كوادر مصرية تقدر بحوالي أكثر من 20 ألف عمالة مباشرة وغير مباشرة، إذ استثمرت المجموعة حوالي 515 مليون دولار في آخر 5 أعوام، موجهين في مصنع جديد للبطاطس، وخطوط إنتاج، وأنشطة زراعية مختلفة.
تهيئة مناخ الاستثمار وتشجع القطاع الخاص في الزراعةوأكد «فاروق» أنّ الدولة المصرية تعمل على تهيئة مناخ الاستثمار، وتشجع القطاع الخاص في مجال الزراعة سواء المحلي أو الأجنبي، وتقدر دوره باعتباره شريك أساسي في التنمية.
وأشاد وزير الزراعة بدور الشركة في مجال الإنتاج والتصنيع ودعم المزارعين وتسويق منتجاتهم، كما طرح على مسؤولي الشركة بعض الفرص المتاحة بالوزارة؛ لتعزيز استثماراتهم وتوفير المزيد من فرص العمل، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بتشجيع الاستثمار في مجال التصنيع الزراعي؛ نظرًا لأنه يحقق قيمة مضافة للناتج القومي، ويوفر فرص العمل وكذلك ضبط الأسعار.
دعم صغار المزارعينوأشاد «فاروق» بالتعاون مع الشركة لدعم صغار المزارعين عبر شراء إنتاجهم وتصنيعه، وكذلك تدريبهم ورفع كفاءتهم.
من ناحيته، رحب رئيس الشركة، بالتعاون مع الوزارة وبالأفكار التي طرحها وزير الزراعة، من أجل إزالة المعوقات التي تواجه الشركة وزيادة استثماراتها في مصر، ودعم صغار المزارعين والتعاون مع البنك الزراعي المصري، في ذلك تحت مظلة وزارة الزراعة كما رحب شلباية بالتعاون، مع الوزارة في مجال رفع كفاءة الأصول التابعة لها، وتوحيد جهود إنتاج تقاوى البطاطس محليًا؛ لتقليل فاتورة الاستيراد واستنزاف العملة الأجنبية.