البوابة نيوز:
2024-07-13@21:09:14 GMT

الهيمنة الأمريكية وطغيانها

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

تُعد الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الصولجان في السيطرة على العالم، إذ تمكنت من فرض نفوذها على العالم عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وامتدت سيطرتها على القوى الكبرى نظرًًا لما تملكه الولايات المتحدة الامريكية من قدرات عسكرية هائلة لا يمكن مقارنتها مع ما تملكه أية دولة أخرى. استندت السيادة الأمريكية إلى كونها القطب الأوحد والأقوى في النظام العالمي الجديد، وانتهجت أساليب استعمارية؛ متمثلة في نهب ثروات وأموال البلدان الأخرى المستضعفة التي استخدمتها أمريكا لتمويل ترسانتها العسكرية.

مما نجم عنه أضرار جسيمة نالت من استقرار دول العالم وأمنها؛ ومما ترتب عليه أيضًا انتهاك سيادة تلك الدول، وجلب كوارث إنسانية، وعرقلة التنمية الاقتصادية، والإضرار بالنظام الدولي، وإعاقة تقدم الحضارة الإنسانية.

   تتمتع الولايات المتحدة بتاريخ دموي هائل من تدخل وتوسع عسكريين، مما أدى إلى معاناة إنسانية مؤسفة وعدم استقرار في جميع أرجاء العالم. بدأت هيمنة أمريكا ووحشيتها بمحاولة إبادة السكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية (الهنود الحمر)، وانتهاك حقوقهم كمواطنيين. ومن الملاحظ أن ربيبتها (إسرائيل) تنتهج في هذه الأيام النهج ذاته الوحشي واللاإنساني ضد الشعب الفلسطيني في غزة؛ في محاولة من جانب الكيان الصهيوني لإبادة كل ما هو ومن هو فلسطيني. لقد فعلت ذلك أمريكا من قيل ضد الهنود الحمر. وتوسعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى نطاق انتهاك حقوق الدول المجاورة، ثم واصلت توسعها إلى باقي دول المنطقة، وفيما بعد على باقي الدول المستضعفة. سنجد أن في الوقت الذي كانت تدعو فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إحترام حقوق الإنسان في نهاية الحرب العالمية الثانية؛ قامت في ذلك الوقت بإلقاء قُنبلتَين ذريتين على مدينتَي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، وقتلت وجرحت فيهما ما يزيد على مليون مواطن مدني. وفي الوقت الذي كانت تدعو فيه أمريكا الشعب السوفيتي للتحرر من الديكتاتورية الشيوعية؛ كانت تمارس تمييزًا عنصريًا ضد السود.

   امتلكت الولايـات المتحـدة الأمريكيـة قـوة عسـكرية ضخمة ومتطورة، كما امتلكت أكبر ترسانة نووية في العالم، وهى تسيطر على مبيعات الأسلحة على الصعيد العالمي،̜ وتقود تحالفات عسكرية مثل «حلف الناتو» وأحلاف عسكرية أخرى. وعملت على ترسيخ كثير من قواعدها العسكرية الهائلة حول العالم̜، وتمكنت من السيطرة على المواقع الجيواستراتيجية في العالم عبر أسطولها البحري، ونشر حاملات طائراتها في مختلف البحار والمحيطات.̜̜ ولها تدخلاتها العسكرية في كثير من المناطق وخاصة في الشرق الأوسط؛ بغية السيطرة على مصادر النفط، وأيضًا التحكم في مجريات الأمور في هذه الرقعة من العالم، من أجل  الحفاظ على مصالحها الحيوية. 

  ومن المعروف أيضًا أن إسرائيل هي أفضل استثمار عسكري تقوم به أمريكا للحفاظ على المصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، إلى حد أن الرئيس الأمريكي بايدن صرح مؤخرًا قائلًا: «لو لم تكن إسرائيل موجودة لصنعناها»!! لا ريب أن الكيان الصهيوني في المنطقة هو صناعة أمريكية. وتمكنت إسرائيل بفضل الدعم الأمريكي لها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا؛ أن تصبح رأس حربة لحماية الأطماع الاستعمارية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك من أجل إخضاع نظم الحكم في المنطقة للنفوذ الأمريكي والإسرائيلى.. إلى متى سنظل نرضخ لهذه الهيمنة الأمريكية؟ إنه سؤال حائر يبحث عن إجابة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

افتتاح مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية في الولايات المتحدة الأمريكية

افتتح محمد فوزي الكركري، شيخ الطائفة الكركرية مركز الكركري للدراسات الصوفية بالولايات المتحدة الأمريكية “Al-Karkari Institute for Sufi Studies” بمناسبة فاتح محرم من السنة الهجرية، حيث أجرى حوارا بين فيه المغزى من هذه المبادرة مجيبا فيه عن بعض الأسئلة المعاصرة من منحى روحي نوراني رباني.

وقد أدارت هذا الحوار الاستاذة الأمريكية والباحثة في مجال التصوف بجامعة إنديانا الأمريكية راتشل تقولا وقام بالترجمة الدكتور الأستاذ في الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الأمريكية بالشارقة، الإمارات، الهواري رمزي طالب المختص في التاريخ الفكري الصوفي بشمال أفريقيا والاندلس.

وتعرف مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية على أنها منظمة علمية رسمية مرخصة من قبل السلطات الفيدرالية الأمريكية، و يهدف المركز إلى إنشاء منبر علمي لنشر وتعميق المفاهيم حول التصوف من خلال البحث الأكاديمي، إضافة إلى التزامها بالتميز الأكاديمي، تركز المؤسسة على نشر رسالة شاملة تُبرز التعاليم المتعددة الأوجه للتصوف، بما في ذلك الجوانب الفكرية والفلسفية والاجتماعية والثقافية، من العصر الإسلامي الكلاسيكي وصولاً إلى العصر الحديث. تقدم المؤسسة منصة تحترم وتقدر الثروة التاريخية لتعاليم الصوفية والحكمة الديناميكية لتجلياتها المعاصرة.

تتميز المؤسسة بنهجها الخاص الذي يعترف بأهمية أصوات شيوخ الصوفية المعاصرين في الخطاب الفكري العالمي. كما تدرك أن دراسة تعاليم شيوخ مثل سيدي محمد فوزي الكركري قدس سره، أمر بالغ الأهمية لتعزيز الفهم البشري للتصوف ودين الإسلام. لذلك تلتزم مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية بتقديم تعاليم الشيخ بصفة شمولية تكشف عن المخزون العلمي المكنون في سند الطريقة الكركرية ومدى قدرته التحويلية على المستويات الشخصية والاجتماعية والثقافية.

لا يقتصر دور مؤسسة الكركري على دراسة التصوف فحسب، بل تسعى أيضًا إلى خلق حوار ثري يعزز الفهم والاحترام والتعايش السلمي بين أطراف الأمة الإسلامية وبين الأديان. علاوة على ذلك، يلتزم هذا المركز بأن يكون جسرًا بين البحث الأكاديمي والتجربة الروحية الشخصية من خلال العلوم التي يلقنها الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري بواسطة التجليات النورانية، كما تعمل المؤسسة على ترجمة أبحاثها ونتائجها إلى معرفة قابلة للفهم من قبل المتخصصين في المجال والمحبين المهتمين بعلوم أهل الله العارفين.

مقالات مشابهة

  • افتتاح مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • وثائق سرية تكشف استخدام الطائرات الأمريكية لقواعد إحدى الدول في قبرص لقصف غزة
  • بزشكيان مستعد للحوار مع أوروبا.. يرفض ضغوط واشنطن ويشيد بروسيا والصين
  • إلقاء اللوم على اللوبي الإسرائيلي حجة مضللة
  • النفط يرتفع بدعم من بيانات تباطؤ التضخم في أمريكا
  • دبوماسي: أمريكا حاضنة لإسرائيل والتوقف عن دعمها احتمال مستبعد
  • أستاذ علوم سياسية: أمريكا شريك حقيقي لإسرائيل في الحرب على غزة
  • شولتس: قرار أمريكا نشر صواريخ بعيدة المدى فى ألمانيا جيد للغاية
  • المغرب يشارك في قمة الناتو بدعوة من الولايات المتحدة
  • فتح: دعوة إسبانيا لعدم الكيل بمكيالين بغزة يترجم حال المنظومات الدولية ضد الهيمنة الأمريكية