بوابة الوفد:
2025-02-02@13:23:47 GMT

هدنة للإعداد للهدنة

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

لك أن تتخيل معى ان يطلب من منظمة أو فصيل يعمل تحت الأرض، الاستعداد لهدنة تشرف عليها عدة دول بالإضافة إلى الصليب الأحمر، بموجبها تسليم أسرى لعدو متربص ومتغطرس يبحث عن أعضائها على مدار ٥٠ يوما بكافة الوسائل التدميرية، وكأنه يبحث عن إبرة فى كوم قش، ورغم ذلك تلتزم هذه المنظمة باختيار الأسرى الذين تنطبق عليهم شروط الاتفاق وتسليمهم بأبهى صورة، دون انتقاص من حقوقهم أو تعريض حياتهم للخطر، وتنجح فى المفاوضات التى سبقت الهدنة، واستطاعت ان تفاوض عدوا متغطرسا يبول على اتفاقياته ولا يعير لها أى اهتمام، ويستطيع رغم كل التحديات ان يخفى خطته فى تسليم الأسرى، الذين لم يستطيعوا ان يدلوا بأية معلومات عن أماكن الأسر أو الاحتجاز، فى نفس الوقت الذى قامت فيه إسرائيل بتسيير طائرات مسيرة على ارتفاعات يصعب رؤيتها للتجسس على حماس ومعرفة أماكن الاحتجاز، وتكتشف المنظمة هذه اللعبة الدنيئة وتوقف تسليم الأسرى حتى تلتزم إسرائيل بالبنود المتفق عليها، وتوقف هذه المسيرات، ولم تكن المسيرات وحدها هى خطة إسرائيل فى اكتشاف أماكن التسليم والتسلم، فهناك عمليات مخابراتية تسير جنبًا إلى جنب مع المراقبة بالقمر الصناعى، وغيرها من الوسائل الحديثة، فى محيط لا تزيد مساحته على ٣٦٠ كيلو مترًا مربعًا وهى مساحة غزة بالكامل، وليس الشمال فقط الذى تتم فيه المعارك الضارية ليلاً ونهارًا.

ورغم كل هذه التحديات تلتزم حماس ببنود الهدنة وتنجح فى تسليم الأسرى دون ان تكتشف إسرائيل أماكن احتجازهم رغم تصريحاتها المستفزة بقدرتها على التعامل مع أية أهداف بالشرق الأوسط بأكمله.

لقد اثبتت حماس استحقاقها لقب دولة بكل ما تتمتع به الدولة من امكانيات عسكرية ومخابراتية وتفاوضية، عندما قايضت (الأسير الإسرائيلى بثلاثة فلسطينيين) فى الوقت الذى تراجع فيه الكيان الصهيونى إلى ما يشبه العصابة الخائبة والخائنة، والتى فشلت فى الوصول إلى الأسرى على مدار ٥٠ يومًا بمعاونة قوات النخبة أو قوات دلتا الأمريكية التى أتت خصيصًا لهذا الأمر، وأثبتت فشلها عندما حاصرتهم حماس وأسرت البعض وقتلت البعض الآخر، وأصبحت سمعة بايدن فى الحضيض وتهكم عليه ترامب، عندما خلت اسماء الأسرى من الأمريكان، معربًا عن استهزائه بخصمه الذى اعتبرته حماس لا شىء.

أرى من وجهة نظرى ان الهدنة المحددة بأربعة أيام سبقها ما يقرب أربعة أشهر من الاعداد والتخطيط، رغم ان المعركة لم يمر على اندلاعها سوى ٥٠ يومًا فقط.

الواقع السياسى يؤكد بعد هذا النضج السياسى والعسكرى ان حماس تتمتع بكيان دولة وليس منظمة، لذلك تخشى إسرائيل من استمرارها بعد الحرب، لأنها بالعربى ستكتب شهادة وفاتها بخط يدها عندما تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة، لأنها لم تقدر على تقويض حماس وهى جزء من فلسطين، فما بالنا بباقى الحركات التى تعمل جنبا إلى جنب مع حماس داخل فلسطين والأراضى المحتلة، الواقع يؤكد ان خريطة المنطقة ستتغير بالكامل والله أعلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف الصليب الأحمر هموم وطن الكيان الصهيوني فلسطين

إقرأ أيضاً:

ماذا قال الإعلام الإسرائيلي على مشاهد تسليم الأسرى؟.. عاجل

القدس المحتلة - الوكالات

ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن عناصر حركة حماس مبتسمون وفخورون بالغنائم التي حصلوا عليها من الجيش الإسرائيلي، بنادق من نوع تافور، وأن حماس ما زالت مصرة على إظهار نفسها منتصرة، وأن عناصرهم  الذين رافقوا الأسرى الإسرائيليين كان بحوزتهم بنادق إسرائيلية من طراز تافور، سلاح وحدات النخبة الإسرائيلية.

وتساءلت القناة الـ13 من أين خرج كل هؤلاء؟ ماذا كان يفعل الجيش الإسرائيلي طوال 14 شهرا؟ ما الذي حققه الجيش في غزة؟

ألم يخرج إلينا غالانت من رفح ويعلن القضاء على لواء رفح وخان يونس ولواء الشمال، وأن الحركة أصبحت مشتتة ومنهكة وغير قادرة على التعافي؟

هذه الأسئلة الصعبة يجب أن يكون لها جواب.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: لا حدود لسخرية حماس، الأسير الأميركي كيث حصل على كيس هدايا إضافي لزوجته أفيفا التي حررت في الصفقة الأولى.

 

مقالات مشابهة

  • جدل واسع في إسرائيل بعد مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين
  • بعد اعتراض إسرائيل.. حماس تلجأ إلى تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين
  • ماذا قال الإعلام الإسرائيلي على مشاهد تسليم الأسرى؟.. عاجل
  • أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور محمد الضيف
  • إعلام إسرائيلي: حماس تنقل رسائل من أماكن تسليم المحتجزين
  • حماس: تسليم الأسرى أمام صور الشهداء رسالة عهد ووفاء
  • قناة عبرية تتحدث عن أماكن تسليم الأسرى الإسرائيليين في غزة
  • أسرى فلسطينيون على أعتاب الحُرية بعد تسليم مُحتجزي إسرائيل
  • سر تنوع حركة حماس في نقاط تسليم المحتجزين (شاهد)
  • إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين