بوابة الوفد:
2024-12-23@14:35:13 GMT

هدنة للإعداد للهدنة

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

لك أن تتخيل معى ان يطلب من منظمة أو فصيل يعمل تحت الأرض، الاستعداد لهدنة تشرف عليها عدة دول بالإضافة إلى الصليب الأحمر، بموجبها تسليم أسرى لعدو متربص ومتغطرس يبحث عن أعضائها على مدار ٥٠ يوما بكافة الوسائل التدميرية، وكأنه يبحث عن إبرة فى كوم قش، ورغم ذلك تلتزم هذه المنظمة باختيار الأسرى الذين تنطبق عليهم شروط الاتفاق وتسليمهم بأبهى صورة، دون انتقاص من حقوقهم أو تعريض حياتهم للخطر، وتنجح فى المفاوضات التى سبقت الهدنة، واستطاعت ان تفاوض عدوا متغطرسا يبول على اتفاقياته ولا يعير لها أى اهتمام، ويستطيع رغم كل التحديات ان يخفى خطته فى تسليم الأسرى، الذين لم يستطيعوا ان يدلوا بأية معلومات عن أماكن الأسر أو الاحتجاز، فى نفس الوقت الذى قامت فيه إسرائيل بتسيير طائرات مسيرة على ارتفاعات يصعب رؤيتها للتجسس على حماس ومعرفة أماكن الاحتجاز، وتكتشف المنظمة هذه اللعبة الدنيئة وتوقف تسليم الأسرى حتى تلتزم إسرائيل بالبنود المتفق عليها، وتوقف هذه المسيرات، ولم تكن المسيرات وحدها هى خطة إسرائيل فى اكتشاف أماكن التسليم والتسلم، فهناك عمليات مخابراتية تسير جنبًا إلى جنب مع المراقبة بالقمر الصناعى، وغيرها من الوسائل الحديثة، فى محيط لا تزيد مساحته على ٣٦٠ كيلو مترًا مربعًا وهى مساحة غزة بالكامل، وليس الشمال فقط الذى تتم فيه المعارك الضارية ليلاً ونهارًا.

ورغم كل هذه التحديات تلتزم حماس ببنود الهدنة وتنجح فى تسليم الأسرى دون ان تكتشف إسرائيل أماكن احتجازهم رغم تصريحاتها المستفزة بقدرتها على التعامل مع أية أهداف بالشرق الأوسط بأكمله.

لقد اثبتت حماس استحقاقها لقب دولة بكل ما تتمتع به الدولة من امكانيات عسكرية ومخابراتية وتفاوضية، عندما قايضت (الأسير الإسرائيلى بثلاثة فلسطينيين) فى الوقت الذى تراجع فيه الكيان الصهيونى إلى ما يشبه العصابة الخائبة والخائنة، والتى فشلت فى الوصول إلى الأسرى على مدار ٥٠ يومًا بمعاونة قوات النخبة أو قوات دلتا الأمريكية التى أتت خصيصًا لهذا الأمر، وأثبتت فشلها عندما حاصرتهم حماس وأسرت البعض وقتلت البعض الآخر، وأصبحت سمعة بايدن فى الحضيض وتهكم عليه ترامب، عندما خلت اسماء الأسرى من الأمريكان، معربًا عن استهزائه بخصمه الذى اعتبرته حماس لا شىء.

أرى من وجهة نظرى ان الهدنة المحددة بأربعة أيام سبقها ما يقرب أربعة أشهر من الاعداد والتخطيط، رغم ان المعركة لم يمر على اندلاعها سوى ٥٠ يومًا فقط.

الواقع السياسى يؤكد بعد هذا النضج السياسى والعسكرى ان حماس تتمتع بكيان دولة وليس منظمة، لذلك تخشى إسرائيل من استمرارها بعد الحرب، لأنها بالعربى ستكتب شهادة وفاتها بخط يدها عندما تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة، لأنها لم تقدر على تقويض حماس وهى جزء من فلسطين، فما بالنا بباقى الحركات التى تعمل جنبا إلى جنب مع حماس داخل فلسطين والأراضى المحتلة، الواقع يؤكد ان خريطة المنطقة ستتغير بالكامل والله أعلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف الصليب الأحمر هموم وطن الكيان الصهيوني فلسطين

إقرأ أيضاً:

تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو

#سواليف

وجه بيني #غانتس، زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض، خطابا مسجلا إلى رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو حول #غزة وإعادة #الأسرى، فرد عليه مكتب الأخير ببيان حاد اللهجة.

قال الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس متوجها إلى نتنياهو في خطاب مسجل: “نحن نعيش أياماً حساسة للغاية، والكلمات قد تعني الحياة أو الموت. كما قال نتنياهو قبل أسبوع: “كلما قللنا الحديث، كان أفضل”.. ومع ذلك، مرة أخرى، يسارع نتنياهو إلى الإعلام الدولي ليتحدث. مرة أخرى، يدلي مصدر سياسي بتصريحات خلال نهاية الأسبوع. وفيما يعمل المفاوضون لإتمام الصفقة، يعطل نتنياهو الجهود مرة أخرى”.

وأضاف غانتس مخاطبا نتنياهو: “ليس لديك تفويض لتعطيل مسألة إعادة الأسرى مرة أخرى لأسباب سياسية. إعادة الأسرى واجب إنساني، أمني، ووطني”، مردفا: “وثمة أمر آخر، قلت في “وول ستريت جورنال” إنه لا يمكن ترك حماس تسيطر على غزة لأنها تبعد 30 ميلا فقط عن تل أبيب. لكن اسمح لي أن أذكرك: لا يمكن ترك حماس تسيطر على غزة لأنها تبعد كيلومترين عن نير عوز وبئيري، و4 كيلومترات عن سديروت. علينا استعادة أمنها، وعلينا إعادة الأسرى الذين اختُطفوا من أسرهم هناك”.

مقالات ذات صلة شاهد.. احتفال حاشد في أيرلندا بإغلاق سفارة إسرائيل 2024/12/22

من جهته، رد مكتب نتنياهو على غانتس بالقول: “غانتس الخانع، الذي طالب بوقف الحرب حتى قبل دخول رفح، لن يعظ رئيس الوزراء نتنياهو حول ضرورة القضاء على حماس والمهمة المقدسة المتمثلة في إعادة المختطفين لدينا”.

وأردف: “ليس من قبيل الصدفة، منذ أن ترك غانتس الحكومة لأسباب سياسية، أن وجه رئيس الوزراء ضربة قاتلة لحماس، وسحق “حزب الله”، وعمل مباشرة ضد إيران، وهي التحركات التي أدت إلى سقوط نظام الأسد في سوريا”.

وختم مكتب نتنياهو بالقول: “من لا يفيد المجهود الوطني، فالأجدر به على الأقل ألا يضره”.

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة.. عاجل
  • رئيس “القدس للدراسات” يكشف خطة إسرائيل لتحويل حماس إلى طرف متعنت في التفاوض
  • البرغوثي ليس بينهم .. إسرائيل توافق على إطلاق سراح 200 فلسطيني من السجن المؤبد
  • تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • كاتب صحفي: إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة
  • تشاؤم مفاجئ يُحيط بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس و إسرائيل .. مسؤولون إسرائيليون: هناك فجوات
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • هدنة غزة المرتقبة: شروط جديدة تؤخر الصفقة المنتظرة
  • خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة