لماذا ترفض حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين؟
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أثار إصرار حماس على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من الأطفال والنساء لديها دون غيرهم، تساؤلات عن عدم الحديث عن مصير االعسكريين، وهي ورقة قوية لدى الحركة الفلسطينية كما يقول محللون.
وأطلقت حركة حماس على مدار الأيام الأربعة الأولى من الهدنة سراح 50 محتجزاً من الأطفال والنساء مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 أسيراً فلسطينياً من النساء والأطفال، إضافة للإفراج عن عمال أجانب خارج إطار الاتفاق، كما من المقرر أن يتم إطلاق سراح 20 محتجزاً إسرائيلياً بعد تمديد الهدنة ليومين بنفس الشروط السابقة.
لكن ورغم الانفراج تل أبيب بعد تحرير الأطفال والنساء، يبقى ملف المحتجزين من العسكريين مصدر قلق خاصة بعد تجنب حماس الحديث عنه، وهو ما أمر كان واضحاً في الصحافة العبرية.
ونقلت صحف إسرائيلية بينها "يسرائيل هيوم" و"يديعوت أحرنوت" عن مصادر قولها إن رئيس جهاز المخابرات "الموساد" سافر إلى قطر التي تلعب دور الوساطة مع حماس، لبحث مصير الجنود الإسرائيليين ومحاولة التوصل لاتفاق لإطلاق سراحهم، إلا أنها أشارت إلى وجود رغبة لدى حماس بـ"ابتزاز" إسرائيل بهذا الملف، ومحاولة الوصول لهدنة دائمة من خلاله.
أزمة إسرائيلية
وفي قراءته للأسباب التي تجعل الحركة الفلسطينية تحافظ على المحتجزين العسكريين الأمريكيين، يرى المحلل السياسي الأردني، عامر السبايلة، أن حماس أطلقت سراح الأطفال والنساء ضمن الصفقة الأخيرة، للتخلص من "العبء" الذي شكلوه للحفاظ عليهم خلال فترة الحرب.
ويشير السبايلة لـ"24" إلى أن حماس لا ترغب في إطلاق سراح العسكريين الإسرائيليين والمحتجزين الأمريكيين، بهدف محاولة خلق أزمة داخلية في إسرائيل، إضافة إلى أن "الحركة تعلم أن موقف الولايات المتحدة الضاغط على إسرائيل والذي أدى إلى قبول الدولة العبرية بالهدنة سيتغير لو تم إطلاق سراح جميع الأمريكيين".
ويقول المحلل السياسي إن حماس ستحاول "تعظيم" ورقة العسكريين المحتجزين لتحقيق أكبر فائدة، لافتاً إلى أن الحركة كانت تتوقع أن تمنع هذه الورقة الحرب وتمنع اندلاعها بشكل كبير، واليوم تحاول أن تعطل فكرة استمرار الحرب ونقل أزمة أكبر للداخل الإسرائيلي.
ولا يستبعد السبايلة أن تستأنف الحرب بعد انتهاء الهدنة، لكن بخسائر أقل في صفوف المدنيين، على اعتبار أن الجيش الإسرائيلي كان يسعى للوصول لمرحلة التموضع بأماكن معينة وضرب البنية التحتية في القطاع، وخلق أزمة إنسانية.
وقال السبايلة إن "إسرائيل ترغب بعودة الحرب، لكنها تعلم أن المواجهة مع مقاتلي حماس ستكون في هذه المرحلة أكثر ضراوة".
فلسطينيون يعدون الطعام في مدرسة تابعة للأونروا تستخدم كمأوى في مدينة غزة pic.twitter.com/as2xqKyUSA
— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2023لا حل عسكرياً
ويتفق الخبير الأمني والعسكري اللواء المصري المتقاعد، محمد عبدالواحد، بأن الحرب قد تعود بشكل عنيف، لكنها لن تستطيع تحقيق الأهداف التي أعلنتها إسرائيل وهي تحرير المحتجزين والقضاء على حركة حماس، وستسبب المزيد من الدمار في البنية التحتية لغزة، ثم العودة لمفاوضات لوقف الحرب.
ويقول عبدالواحد لـ"24" إن "الوصول للهدن خلال الحروب أمر صحي، يؤكد اقتناع طرفي الصراع بأن الحسم العسكري لن يحقق نتيجة"، إضافة إلى أن الهدنة قد تشكل ضغوطاً على الداخل الإسرائيلي والأمريكي وشكل المرحلة المقبلة.
وأشار إلى إسرائيل لم تكن تهتم في الأيام الماضية بحياة الرهائن لولا الضغط الداخلي، والتحول "الجزئي" في الموقف الأمريكي الذي قدم دعماً مطلقاً للحرب على القطاع.
وفيما يتعلق بالرهائن، يرى عبدالواحد أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة والأزمة الإنسانية الكبيرة، وضع حركة حماس في مرمى الانتقادات داخل غزة، وهو الأمر الذي دفعها إلى الموافقة بإطلاق سراح المدنيين مقابل 3 أسرى من السجون الإسرائيلية، إضافة إلى دخول المساعدات لغزة.لكنه اعتبر أن إسرائيل تتلاعب بهذه الاتفاقات من خلال حملات الاعتقال التي تشنها يومياً في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بالمحتجزين العسكريين، يعتقد عبدالواحد أن "هذا الأمر يشكل إحراجاً وضغطاً للجيش الإسرائيلي الذي يرى نفسه ضمن الأقوى في المنطقة، وهو أمر قد يدفع حماس لعدم القبول بصفقة تقل عن الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس الأطفال والنساء إطلاق سراح إلى أن
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
قال الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن الحرب المستمرة منذ عامين على قطاع غزة، والتي تروج إسرائيل من خلالها لمحاولة تفكيك حركة حماس والقضاء عليها، لم تحقق أهدافها حتى الآن، بل تكشف عن توجهات أكثر تطرفًا وتوسعية لدى الحكومة الإسرائيلية.
وفي مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أكد جبر أن هناك ما يزيد عن 80 تصريحًا صادمًا صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، من وزراء وأعضاء في الكنيست، حملت خطابًا عنصريًا وتحريضيًا ضد الشعب الفلسطيني، تتضمن ألفاظًا لا أخلاقية ولا إنسانية، وصلت إلى حد وصف الفلسطينيين بـ «الحيوانات البشرية» والدعوة إلى ترحيلهم، بل وحتى استخدام القنبلة النووية ضد قطاع غزة.
وأضاف: «ما يدعو للأسى أن هذه التصريحات لم تأتِ من أفراد هامشيين، بل من شخصيات رسمية تعكس توجهات الحكومة اليمينية المتطرفة، وهو ما يثبت أن الخيار الوحيد الذي تراه إسرائيل أمامها هو القتل المتعمد للمدنيين بعد فشلها في القضاء على حماس».
واعتبر جبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يتحمل مسؤولية هذا الفشل، موضحًا أن الرهان على الحسم العسكري أثبت عجزه، فحركة حماس لا يمكن تصفيتها أيديولوجيًا، وقد يكون هناك نقاش حول استمرار حكمها من عدمه، لكن محوها بالكامل مستحيل.
وأشار إلى أن حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بقطاع غزة خلال هذه الحرب غير مسبوق، مضيفًا: «لم نشهد من قبل هذا المستوى من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الأطفال والنساء وكبار السن، تحت ذرائع واهية لا ترتقي إلى أدنى درجات المنطق أو الإنسانية».
وختم جبر بالإشارة إلى البعد الجيوسياسي الخطير لما يجري، قائلاً: «يبدو أن الهدف الحقيقي من هذه الحرب يتجاوز حماس، ويصب في إطار مشروع توسعي أوسع تسعى من خلاله إسرائيل للتحول من دولة صغرى إلى دولة كبرى، عبر فرض السيطرة المباشرة على غزة، وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي للمنطقة».