رأي اليوم:
2025-01-19@17:15:17 GMT

إبراهيم مشارة: القراءة تحرر         

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

إبراهيم مشارة: القراءة تحرر         

 

إبراهيم مشارة

 

 

“علم فريدريك دوغلاس أن معرفة القراءة والكتابة هي الطريق من العبودية إلى الحرية ،هناك أنواع عديدة من العبودية وأنواع كثيرة من الحرية ، لكن القراءة لا تزال هي الطريق “ كارل ساجان القراءة متعة وللنص لذته كما ارتأى بارت في مؤلفه المشهور،فهي تحررنا من آصار الواقع وقيود الضرورة وبقدر ما يمارسها المرء بقدر ما يمارس إنسانيته ويستشعر مضمونها.

يحررنا العلم من هيمنة الطبيعة ويمنحنا حرية ، فهو ييسر حياتنا ويحفنا بالرفاه ولكنه لا ينطلق بنا إلى آفاق عليا في دنيا التأمل وسماوات الروح حيث المعنى الحقيقي للإنسان وذاك ما يتيحه الكتاب، اللوحة، اللحن ،الشكل، نتحرر بكل هذا الإبداع  من جاذبية المادة وكثافتها إلى رهافة الوجدان ودقة الشعور ونبالة الحس. وبقدر ما يقرأ الواحد منا ويقبل على  مختلف أشكال الإبداع  ويرهف السمع لمقطع موسيقي يراكم خبرات، يختزن أفكارا  أخرى ومشاعر وكل ذلك يبني ذاته ليكون متفتحا قابلا للآخر المختلف لا المؤتلف فقط، إنه يصنع هويته فالهوية صناعة وليست شيئا ناجزا وكما كتب أمين معلوف فالهويات الناجزة المغلقة قاتلة.  فهي تبنى  ومواد بنائها الاختلاف،التعدد ، التناغم التسامح، قبول الرأي المضاد، روح السؤال والتحري، التواضع العلمي،  لا التنميط والواحدية  والجاهزية والقولبة والرتابة والسكون فكل ذلك موات في موات. فالرحلة في الكتاب وفي اللوحة وفي الشكل وفي اللحن ترينا صورتنا في مرآة الآخر فالآخر ليس إلا ما كنا سنكونه مثلما يرى هو  صورته في مرآتنا، فتغدو المعارف والأحكام تتسم بطابع النسبية والتواضع المعرفي  والاحترام لا منطق الإلغاء والإقصاء والتعالي ، ومن زمن كتب باشلار أن العلم ليس إلا سلسلة من الأخطاء والتقويمات ومن الندم بالمعنى الإبستمولوجي لا الأخلاقي ، وصدق كيليطو حين عنون أحد كتبه  وهو يتناول سيرته الفكرية بــ”في جو من الندم الفكري”  فبفعل القراءة ينحو المرء نحو التحول والسيرورة والصيرورة معا وتغدو المطلقات والأحكام الجاهزة والقبلية بتأثير المحيط والتربية والمناهج الدراسية والمواعظ الدينية أشياء قابلة للصرف والتحويل أمام منطق العصرنة والحداثة والنزعة الإنسانية، فمن لا يتجدد يتبدد وتلك سنة الطبيعة وناموس الكون المطرد. فالمطلقات ولى زمانها حتى في العلم الطبيعي فمنذ  طلع على العالم أينشتين بنظرية النسبية وهايزنبرغ بمبدأ الارتياب انسحب ذلك على العلوم جميعها ، فإذا  كان قدر العلوم الطبيعية هو النسبية لا الحتمية فلا جرم أن يشمل كذلك  الدراسات الحديثة في علم الإناسة أو الأنثروبولوجيا فما كنا ندعوه ثقافة متوحشة وحضارة همجية لم يعد له في علم اليوم الحديث وجود فقد نص كلود ليفي ستروس على أن الحضارات  بنيات مغلقة لا تتفاضل بينها، إنها معطى جغرافي وتاريخي وإناسي تغني وجود الإنسان على هذه الأرض، وإن كان هناك  تفاضل فلن يكون إلا  في الفكر العلمي وفعالية الحياة السياسية أما الثقافة فهي غير خاضعة لمنطق التفاضل. وفي مقدمة كتابه الرائع” ساعات بين الكتب” نص العقاد على أن الكتب تتفاضل فيما بينها فهي كالناس منها الوقور ومنها الخائن والجاهل، ولا ينبغي أن يقول الموجهون لمن يرغب في  القراءة “اقرأ ما ينفعك بل انتفع مما تقرأ ” ، وحدها القراءة التي  تزيد معارفنا وتثري تجاربنا وتعزز إنسانيتنا وتوصلنا بالآخر المختلف وفق جدلية الأخذ والعطاء وبذلك تتوسع حريتنا خارج المحلية ومنطق اللغة الواحدة والأفكار المكررة والمعرفة الجاهزة ومنطق التبجيل والتقديس وتستعيض عن ذلك كله  بمنطق السؤال والشك والبحث . وبقدر ما تمتنع المجتمعات عن فعل  القراءة مهما كانت الأسباب-  موضوعية أو مختلقة –  بقدر ما ينمو لديها ورم التعصب ومنطق الجزم واليقين والتعالي والإلغاء فيتسطح الوجود وتشح الخبرات ، وليست العبرة بالرفاه ولا بالكماليات وعالم الأشياء كما يدعوه الأستاذ مالك بن نبي فتلك حضارة “نصف إنسان” لا حضارة الإنسان . تبقى الرحلة بين الصفحات من أمتع الرحلات فبفضلها ينسلخ المرء مؤقتا عن محيطه ويتحرر من قيود الواقع وآصار الحس وقيود المحلية والعرف والتقاليد ليندغم في تجربة فريدة ،إنه يبتعد عن محيطه وناسه ليزداد معرفة صحيحة بهم  أقرب إلى  الموضوعية والصحة حين يرى الصورة في مرآة  الآخر ويرى ما عند الآخر المختلف  من خبرة ومعرفة وثراء ومن زمن كتب صلاح عبد الصبور لناس وطنه: وحين يغور نجم الشرق في بيت السما الأزرق إلى بتي لأرقد في سماواتي وحيدا ..في سماواتي وأحلم بالرجوع إليكم طلقا وممتلئا بأنغامي وأبياتي أجافيكم  لأعرفكم فهذا البعد بالمعنى المجازي وليس شرطا أن يكون غربة مكانية بل هو ترحال بين المعارف والشعوب والثقافات يتيح مزيدا من المعرفة الصحيحة والنسبية والموضوعية ومشاعر الاحتفاء بالآخر باعتبار ذاك المنجز إنسانيا.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أسما إبراهيم تحمل شنطة بـ مليون جنيه في باريس

ظهرت الإعلامية أسما إبراهيم في جلسة تصوير جديدة أثناء قضاء إجازتها بمدينة باريس ، وظهرت أسما وهي تحمل حقيبة العلامه التجارية الشهيرة هيرميس والتي يصل سعرها الي 16,500.00 دولار ، اي يقترب سعرها لـ مليون جنيه.

الحقيبة التي تحمل اسم " Hermès Kelly Cut Orange Swift Gold " تعكس هوية الدار من حيث شكلها ولونها ، وظهرت بها أسما خلال جليه التصوير ونسقت معها ستره وحذاء بنفس اللون من نفس ماركة دار الازياء .

أسما  أعلنت خلال الأيام الماضيه انها بصدد التحضير لموسم رمضان المقبل من خلال موسم جديد من برنامج حبر سري ، وأكدت أسما في تصريحات لها أن موسم رمضان يكون مختلف بشكل كبير ويتم التحضير له منذ فتره طويلة حتي يخرج بشكل جيد. 

شنطة أسما إبراهيم شنطة أسما إبراهيم شنطة أسما إبراهيم أسما إبراهيم وزوجها

في أغسطس 2024، كشفت المذيعة أسما إبراهيم عن أول صورة لها مع زوجها رجل الأعمال محمد الخشن، بعد سنوات من الحرص على إخفاء هويته وعدم نشر أي صور لهما سويا.

وعلقت أسما إبراهيم على صورتها مع زوجها ووالد أبنائها التي شاركتها عبر “إنستجرام” قائلة:" my everything".

أسما إبراهيم وأزمة شيرين عبد الوهاب

ونشرت مؤخرًا الإعلامية أسما إبراهيم تعليقا عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” بشأن شيرين عبد الوهاب كشفت فيه تفاصيل مكالمتها معها.

وقالت أسما إبراهيم: “صحيت النهارده على أجمل مكالمة من صوت مصر والوطن العربي شيرين عبد الوهاب واتكلمنا كتير في حاجات حلوة جدا شيرين بتحضرها لجمهورها، وأنا كنت سعيدة بالمكالمة دي لاني اطمنت على شيرين وإن صوتها فعلا مبسوط وعاملة شغل هيكسر الدنيا الفترة الجاية.. وقد إيه هي بتابع كل الدعم من الناس ليها وإن جمهورها هو أهلها والسند ليها.. شيرين راجعة بقوة”.

وتحدثت الفنانة شيرين عبد الوهاب عن أزمتها الشهيرة مع الشركة المملوكة للموزع الموسيقي لـ حسن الشافعي ومحمد الشاعر، مشيرة إلى أنها لم توقع مع الشركة أي عقود كما زعم.

وقالت شيرين، في بيان صحفي: "إن من علامات الاستفهام أن يخرج علينا الممثل القانوني لشركة منتجة، مدافعا عن المدعو محمد الشاعر، أو يتضامن معه، في حين أن الأخير هو من نشر أغنية "وبحلفك"، التي بسببها قامت الشركة بدفع مبلغ 8 ملايين جنيه، قيمة الشرط الجزائي، وفسخ العقد وفقا لحكم المحكمة، فهذه العلاقة تثير الريبة".

أسما إبراهيم 

وفي نوفمبر الماضي، أعربت الإعلامية أسما إبراهيم عبر حسابها بموقع تبادل الفيديوهات والصور «إنستجرام»، عن سعادتها بتكريمها  في ملتقى التميز والإبداع العربي في دورته الثالثة كأفضل اعلاميه عن برنامجها.

ونشرت أسما مجموعة من الصور والفيديوهات أثناء تكريمها وعلقت عليها قائلة: “بشكر كل الناس اللي دايما بتدعمني وبشكر ملتقى التميز والإبداع على التكريم”.

يذكر أن أسما إبراهيم تحضر لعدة مشاريع أعلنت عنها مؤخرا وقالت إنها ستكون مفاجأة لمتابعيها.

كما تقوم بالتحضير لموسم جديد من برنامج "حبر سري"، وقالت إنه سيحمل مفاجآت بجانب ضيوف من دول عربية ومصر.

مقالات مشابهة

  • نهضة مصر تطلق "صغار ديزني" لتشجيع القراءة للأطفال تحت سن 3 سنوات
  • المرور تحرر 25 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة
  • أحمد البرواني ضيف الحلقة الأولى من "برزة اقرأ"
  • أبجد يعزز الريادة في عالم القراءة الإلكترونية بتغيرات قيادية
  • جامعة جدة تشارك في ماراثون “اقرأ”
  • أسما إبراهيم تحمل شنطة بـ مليون جنيه في باريس
  • قصور الثقافة تعلن إضافة 4 كتب جديدة لتطبيق توت المجانى للأطفال
  • المرور تحرر 20 ألف مخالة تجاوز للسرعة المقررة خلال 24 ساعة
  • استمرار التسجيل بـ«تحدّي القراءة العربي».. 1903 مُشترك حتى الآن
  • برنامج «نور» يشجع الأطفال على القراءة وزيارة معرض الكتاب