الحرة:
2024-11-24@18:00:37 GMT

قمة المناخ في دبي.. حاضرون وغائبون

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

قمة المناخ في دبي.. حاضرون وغائبون

استكملت دبي استعداداتها لاستضافة مؤتمر المناخ كوب28، الثلاثاء، رغم إعلان عدد من زعماء العالم، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، أنهم لن يتمكنوا من المشاركة في المفاوضات التي تعقد خلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.

وقامت شرطة الأمم المتحدة المسلحة بدوريات في حوالي نصف منطقة مدينة إكسبو حيث سيعقد مندوبو الدول محادثاتهم، بينما سيستضيف النصف الآخر فعاليات مناخية أخرى.

واستقبلت الاجراءات الأمنية، على غرار المطارات، القادمين إلى كلتا المنطقتين.

ويهدف اجتماع زعماء الدول الذي يستمر أسبوعين إلى تقييم موقف العالم فيما يتعلق بالحد من الانبعاثات لخفض ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة. وقال مسؤولون إماراتيون يوم الثلاثاء إنهم يتوقعون حضور أكثر من 70 ألف شخص المحادثات، بما في ذلك رؤساء الدول.

وسيكون العاهل البريطاني تشارلز والبابا فرانسيس من بين القادة المشاركين المحادثات، على الرغم من معاناة فرانسيس البالغ من العمر 86 عاما من مشكلات في الرئة. برغم ذلك، أعلن البعض أو أشاروا بطريقة أخرى إلى أنهم لن يحضروا مؤتمر الأطراف (كوب 28).

ومن بين هؤلاء جو بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، الذي حضر كلا من كوب26 في اسكتلندا وكوب27 في مصر.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الاثنين ”ركز الرئيس بشكل كبير على الصراع بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي أو نحو ذلك. وأجري اتصالات هاتفية خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر. وأظن أنه سيواصل محادثاته الهاتفية خلال الأيام المقبلة”.

وقال البيت الأبيض إنه سيرسل فريقا للمناخ يضم المبعوث الخاص جون كيري ومستشار المناخ علي زيدي ومستشار الطاقة النظيفة جون بوديستا.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية للأسوشيتد برس مساء الثلاثاء إنه من المحتمل أيضًا ألا يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المحادثات. وقالت الوزارة إن وزير الخارجية إيلي كوهين لن يحضر القمة أيضا بسبب الحرب.

وكانت هناك ردود فعل غاضبة في الدول العربية تجاه القصف والهجوم البري على قطاع غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وتوصلت الإمارات إلى اتفاق اعتراف دبلوماسي مع إسرائيل في عام 2020.

وفي الوقت نفسه، لن يحضر الرئيس السوري بشار الأسد أيضا، وفقا لصحيفة الوطن الموالية للحكومة، على الرغم من تلقيه دعوة من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وعوضا عن ذلك، سيترأس رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس وفد البلاد.

يشار إلى أن الأسد عاد إلى ساحة السياسة الإقليمية العربية بخطى هادئة وثابتة العام الماضي، على الرغم من حملته الوحشية ضد المتظاهرين عام 2011، والتي تحولت إلى حرب أهلية ثم إلى صراع إقليمي. وأودت الحرب بحياة نصف مليون شخص وشردت نصف سكان سوريا.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

«COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع

في باكو، مرّ الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف حول المناخ وسط مخاوف واسعة و بطء في التقدّم من أجل الالتزام باتفاق باريس و تأمين الموارد المالية لتمويل معالجة قضايا المناخ.

وزيرة البيئة الفرنسية تلغي مشاركتها في المؤتمر بسبب اتهامات الرئيس الأذربيجاني لبلادها والأرجنتين تسحب مفاوضيها من القمة بعد فوز ترامب في الرئاسة الأميركية، فكيف تنعكس مثل هذه المعطيات وغيرها على مؤشرات نجاح المؤتمر و إنقاذ اتفاق باريس؟

تتصدّر الانتخابات الرئاسية الأميريكية المخاوف و تثير القلق حول إمكانية الوصول إلى حلول فاعلة، فعلى الرغم من تصاعد وتيرة كوارث المناخ حول العالم، تبقى عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حجر عثرة أمام أي تقدّم ملحوظ. ترامب الذي وعد منح شركات الوقود الأحفوري حرية التصرّف، اختار كريس رايت وزيرا للبيئة. هذا الرجل الذي عرف بتشكيكه في مشكلة المناخ و عدم اعترافه بها و دفاعه المستميت عن استخدام الوقود الأحفوري.

في الوقائع، أوروبا و أميركا الشمالية هي المسؤولة عن 60% من الانبعاثات العالمية و أكبر مصدّر لها في حين أن إقريقيا و أميركا الجنوبية هي من تدفع اغلى الأثمان من بيئتها و سلامتها و صحة شعوبها و سبل العيش فيها. فهل يرضى من دفع فواتير الازدهار و التطور في بلاده، بدفع فاتورة الكوارث و آثار الوقود لدول يعتبرها قيد النمو؟ و هل يلتزم بالإجراءات التي قد تتخذ في حق ممارساته التي يتغنّى ليلا ونهارا كإنجازات عظيمة؟ حتى في المناخ و الطبيعة، لا عدل في الثروات و لا حتى الآلام.. .

المخاوف التمويلية تطغى على كافة الأصعدة في الأروقة و على المنابر في باكو، فعلى الرغم من الجهود الكثيفة في توجيه هذه الدورة "كوب 29" على أن تكون مالية بامتياز لمناقشة هيكلية صندوق الخسائر والأضرار الذي أسّس في كوب 27، تبقى آمال ضخّ المال ضئيلة بحسب المراقبين و الناشطين الذين عبّروا عن شعورهم بالخذلان و الكثير من الأحباط أمام تهديدات كارثية تحتاج إلى ترليون دولار أميركي في العام الواحد للدول النامية لإبقاء درجة حرارة الأرض تحت الدرجتين مئوية حيث أنّ خسائر المناخ في الدول الصغيرة تتراوح بين 100 و 500 مليار دولار سنويا و تطلّعات هذه الدول هي الحصول على المنح و الهبات و ليس القروض، بقيم و أرقام حقيقية تتلاءم مع التكاليف المتوقّعة. فهل من نوايا جديّة في تفعيل التمويل مع تداخل القضايا السياسية و حتى تشابكها مع كل جوانب الحياة و منها المناخ و سبل العيش الكريم؟ و هل تتسارع الخطى الإنقاذية قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض؟

إفريقيا، القارة الأكثر تضررا و الجهة الأولى المعنية بتفعيل الحلول، عبّرت على لسان المجموعة الإفريقية عن قلق كبير حول تحقيق هدف جديد لتمويل المناخ بالتزامن مع دعوات لتشكيل لجنة وزارية للمساعدة في دفع المفاوضات الحاسمة لتخصيص الأموال المناخ المطلوبة. من ضمن المقترحات أيضا، فرض ضريبة تقدّر ب 15 مليار دولار أميركي سنويا على شركات النفط و الغاز التي تجني أرباحا طائلة. بمعنى آخر، إلزام الملوّثين من الدول الثرية إلى دفع ثمن تأثيرات نشاطاتهم على التغيّر المناخي من خلال تغذية صندوق الاضرار و الخسائر. فلعلّ هذه الدعوات و المقترحات تطمئن شعوب و أنظمة القارة السوداء وتبشّر بفجر بيئي جديد و حياة كريمة.

تبقى الإجابات و الحلول رهينة القوى العالمية و مدى تعاونها في أن تكون جزءا من الحل، و هي في الأصل، أساس المشكلة و على رأسها الصين التي تتصدّر قائمة الدول الأكثر إنتاجا للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في ستة من مدنها على رأسها العاصمة شنغهاي و تليها ولاية تكساس الأميركية.

للطفولة حصّة ملفتة في فعاليات المؤتمر، فلعلّ ما أخفق به الكبار يستطيع الأطفال، ورثة هذه الأرض، ببراءة و عفوية و خوف من و على المستقبل أن يؤثّروا في الحاضرين و من بينهم أكثر من 132 شركة نفط عالمية مدعوة. لعلّها الفرصة الذهبية لأجيال سرقت منها الطفولة و هدّدت بصحتها و غذائها و أمنها وعلمها أن تصرخ بألم ووجع و ترفع يد الظلم عن شعوبها المستضعفة. جورجينا، من تنزانيا، اعتلت مسرح المؤتمر لتحمّل الحاضرين مسؤولية خياراتهم التي دمّرت العالم و كانت لسان حال ملايين الأطفال حول العالم وصوتهم الضعيف، لتبهر المجتمعين بمبادرة زراعية قامت بها في بلدها لتبرهن عن قدرة الأطفال الحالية و المستقبلية في المساهمة في الحلول. ومن باكستان، عرضت زونيرا، ابنة ال14 عاما، واقعا مأساويا مريرا حيث أضحت الفياضانات في بلادها جزء من يوميات الكبار و الصغار و أنّها تعطّل كل شيء في الحياة و تعرّض سلامة الأطفال للخطر و تمنعهم من ممارسة حياة طبيعية، خاصة الفتيات لأنّهن، بسبب الموارد المالية المعدومة للعائلة، لا يستطعن الالتحاق بالمدرسة و الحصول على التعليم.

فكيف سيكون الردّ ممن يسعون إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتواجدين بين الحضور؟

أسبوع مضى وبقيت الكلمة الفصل لأيام المؤتمر الأخيرة و ما ستحمل من إجابات لعالم ينتظر. فهل تنعكس الكلمات المدوّة لرئيس المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل " الفرق بين الحياة و الموت"، على فعالية النتائج معبّرا عن صعوبة الموقف. وهل يستجيب أصحاب القرار لتحذيرات العلماء، الذين أصبحوا بمثابة شهود عيان، حول احتمال ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.5 درجة مئوية في ظل انقسام الدول مع الاعتراف بضرورة زيادة التمويل؟

نحو الولايات المتحدة الأميركية و رئيسها الجديد تتوجّه الاتهامات و الأنظار بحيث بات جليا و واضحا أن هذه الدولة هي جزء من المشكلة لا الحل.

يتبع.. .

* أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، وزير البيئة الأسبق

اقرأ أيضاًمصطفى بكري لـ «العربية»: مصر ثالث دولة عالميا من حيث استقبال اللاجئين بتكلفة 10 مليارات دولار «فيديو»

مقالات مشابهة

  • لا يلبّي الطموح المنشود.. «مؤتمر المناخ» يتفق على تمويل بقيمة 300 مليار دولار للدول النامية
  • اتفاق عالمي ضخم بـ300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ في قمة كوب 29
  • كوب 29.. التوصل لاتفاق بقيمة 1.3 تريليون دولار لصالح الدول الفقيرة
  • جوتيريش عن التعهدات المالية بـ "اتفاق باكو" للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
  • بايدن يشيد باتفاقية كوب 29 للمناخ والمجموعة الأفريقية تنتقدها
  • بايدن: اتفاق كوب29 تاريخي
  • COP 29.. جو بايدن يشيد بالاتفاق الختامي
  • كوب 29.. اتفاق بـ1.3 تريليون دولار لصالح الدول الفقيرة
  • وسط محادثات صعبة.. تمديد قمة المناخ "كوب 29" لوقت إضافي
  • «COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع