70 شهيدا وعشرات الجرحى.. الاحتلال يرتكب مقتلة صحفيين بغزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
غزة– تزداد خشية أسامة الكحلوت على حياته وأسرته، كلما استشهد أحد زملائه من الصحفيين في الميدان، ويخشى وزملاءه في قطاع غزة من استهداف منازلهم أوالانتقام منهم بقتل أسرهم.
واستشهد في قطاع غزة 70 صحفيا وسقط منهم عشرات الجرحى، وفقد آخرون أفرادا من أسرهم أو دمرت منازلهم، في استهدافات صنفتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين بأنها "عمليات اغتيال وبقرار ممنهج من حكومة الاحتلال".
ومن بين الصحفيين الشهداء، وثقت النقابة، قتل جيش الاحتلال 17 مصورا ومصورة، سقطوا في قصف جوي ومدفعي، منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
استشهد 70 صحفيا وسقط منهم عشرات الجرحى (مواقع التواصل) لا تراجع عن الرسالةومع ما وصفه الكحلوت بـ"شراسة استهداف الصحفيين" فإنهم لم يصابوا بالجبن والتراجع عن أداء رسالتهم المهنية، وملاحقة تطورات الميدان، وما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم مروعة، وقال للجزيرة نت: "نعم أصبنا بالخوف والخشية على أنفسنا وعائلاتنا، ولكننا لم نغادر الميدان".
ومنذ اندلاع الحرب لم يقض الكحلوت مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منزله بمدينة دير البلح وسط القطاع، سوى يوم واحد فقط، وما دون ذلك كان جل وقته مستيقظا باستثناء لحظات نوم خاطفة، يلاحق تطورات الميدان لحظة بلحظة، يوثق بالصوت والصورة تداعيات حرب ضارية، يصفها هذا الصحفي الثلاثيني بأنها "الأعنف من بين كل الحروب السابقة على غزة".
وبدا لافتا منذ اليوم الأول لهذه الحرب أن ضوءا أخضر منحته حكومة الاحتلال لجيشها باستهداف الصحفيين، وكل من يحمل كاميرا في الميدان، وهو ما وصفته "لجنة الحريات" في نقابة الصحفيين بأنه "استهداف أصحاب عين الحقيقة".
وقال المصور الصحفي معتصم مرتجى في شهادته للجنة الحريات في نقابة الصحفيين إن الاحتلال استهدف منزله في مدينة غزة، ودمر كافة معداته الصحفية.
وبرأي هذا المصور الشاب، الذي فقد صديقيه الصحفيين رشدي السراج ومحمد الجاجا، فإن "الاستهداف يأتي في سياق خلق حالة ترهيب للمصورين بغرض الابتعاد عن الميدان لتكون جرائم الاحتلال دون شهود وشواهد وبلا توثيق وضمن خطة ممنهجة".
ويتفق معه المصور الصحفي عطية درويش، ويقول "استشعرنا الخطر منذ اليوم الأول باستهداف مكاتبنا الصحفية في الأبراج مما أدى الى ابتعادنا عنها وعدم قدرتنا على أخذ كافة المعدات اللازمة وهذا أثر على عملنا حيث لم نجد مكانا سوى محيط مستشفى الشفاء للوجود به، وعشنا ليالي مرعبة ومخيفة وكنا شهودا على استشهاد زملاء لنا".
تحيط بالصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة مخاطر جمة تجعلهم يحملون أرواحهم على أكفهم وهم يتنقلون في الميدان (الفرنسية) قتل وتدمير بقرار سياسيويعمل في القطاع نحو 950 صحفيا مسجلا في نقابة الصحفيين، من بينهم مئات المصورين، بينما يعمل في الميدان لتغطية العدوان نحو 1500 صحفي وصحفية، نتيجة اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية بتطور الأحداث، وعدم السماح للصحفيين العرب والأجانب بالدخول للقطاع بغرض التغطية.
وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر للجزيرة نت إن "استهداف الصحفيين ترجمة حرفية لقرار ممنهج من الاحتلال باغتيال الحقيقة وقتل الشهود على الجرائم الإسرائيلية".
واستنادا إلى رصد وتوثيق لجنة الحريات بالنقابة، أكد أبو بكر أن جيش الاحتلال لم يترك وسيلة لاستهداف الصحفيين وعائلاتهم ومقارهم إلا واستخدمها بكل عنف، فقتل 70 صحفيا ومصورا، ذكورا وإناثا، وجرح عشرات آخرين، ودمر عشرات المقار لمؤسسات إعلامية، من بينها مقار وكالات دولية.
وتشير تقديرات النقابة إلى أن نحو 80% من الصحفيين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه، نتيجة الاستهداف الكبير لهم، خاصة في الفترة التي أعقبت 11 من الشهر الجاري، عندما تساقطت القذائف على مقربة من خيام الصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
ووضع أبو بكر ذلك في سياق مخطط إسرائيلي لإفراغ مناطق غزة وشمالها من الوجود الصحفي، بهدف ارتكاب المجازر والجرائم بعيدا عن عدسات المصورين وأقلام الصحفيين، حسب تعبيره.
إستراتيجية ممنهجة
وتتابع نقابة الصحفيين الجرائم التي دأبت على وصفها بأنها "أكبر مقتلة في تاريخ الجرائم ضد الصحافة عبر العالم وفي أقصر فترة زمنية"، وترصدها في تقارير يومية، ويقول أبو بكر إن هذه التقارير تصل بصورة مستمرة للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية الصحفية والحقوقية، وللنقابات الصديقة.
وتحضر النقابة بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين للتقدم بشكوى ثالثة لمحكمة الجنايات الدولية، بعدما كانت تقدمت في العام 2022 بشكايتين، ضد الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين وعائلاتهم ومقارهم الصحفية والإعلامية.
ويستخدم "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" الوصف ذاته بالإشارة إلى ما يتعرض له صحفيو غزة من جرائم إسرائيلية بأنها "أكبر مقتلة في التاريخ الحديث"، وقال رئيس المرصد الدكتور رامي عبدو للجزيرة نت إن هذا الاستهداف الممنهج هدفه "فرض تعتيم إعلامي شامل على قطاع غزة بأكمله".
وأكد رامي عبدو أن الاحتلال ينتهك بشكل صارخ كل المواثيق والقوانين الدولية التي تنص على وجوب توفير الحماية للصحفيين، لافتا إلى أن "إستراتيجية الاحتلال في حروبه على الدوام هي استهداف الصحفيين من أجل إخفاء الصورة وكتم صوت الحقيقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: استهداف الصحفیین نقابة الصحفیین فی المیدان قطاع غزة أبو بکر
إقرأ أيضاً:
نقابة الصحفيين السودانيين تؤكد التزامها بحماية الصحفيين وتعزيز السلام
أكدت نقابة الصحفيين السودانيين التزامها بحماية الصحفيين في ظل الصراع، داعية لتكثيف التدريب المهني ودعم جهود السلام لضمان استدامة الدعم للصحافة في البلاد.
التغيير: الخرطوم
أعلن مجلس نقابة الصحفيين السودانيين، التزامه بحماية الصحفيين ودعمهم، مؤكداً على ضرورة مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومة بسبب الصراع المستمر في السودان.
وأجاز المجلس تقرير الأداء التنفيذي للنقابة، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتعزيز التدريب المهني بما يمكن الصحفيين من صقل مهاراتهم ورفع مستوى الأداء الصحفي ليكونوا قادرين على مواكبة الظروف الراهنة بنزاهة وشجاعة.
وأشار المجلس عبر بيان صحفي الجمعة، إلى العمل على توسيع نطاق المبادرات التي تدعم السلام، مؤكدًا أن للصحافة دورًا جوهريًا في تعزيز الاستقرار ونقل الحقائق بشفافية، مما يسهم في ترسيخ قيم العدالة والمساهمة في بناء سودان يسوده السلام والديمقراطية.
وأضاف البيان أن هذه الجهود تأتي كخطوة محورية لدعم المبادرات الهادفة لإنهاء الحرب ودعم المساعي الساعية إلى تحقيق سلام مستدام في البلاد.
وأكد المجلس، أنه يسعى إلى حشد الموارد اللازمة لتنفيذ المشاريع والبرامج المخططة، وذلك لضمان قدرة النقابة على توفير الدعم الضروري لأعضائها وحمايتهم من المخاطر التي يواجهونها.
ووفقا للبيان، فإن النقابة تعمل على تطوير استراتيجية شاملة لتعزيز الحوكمة الداخلية وبناء قدرات الصحفيين وأعضاء النقابة، مع التركيز على قيم التضامن والوحدة في صفوف الصحافة.
وفي ظل التحديات غير المسبوقة التي يواجهها الصحفيون السودانيون، تعهدت النقابة بأن تبقى حصناً لأعضائها، ملتزمة بتمكينهم من أداء واجبهم في توثيق الأحداث وتسليط الضوء على الحقائق، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية الكلمة الحرة في بناء مجتمع ديمقراطي وموحد.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع حماية الصحفيين مجلس النقابة نقابة الصحفيين السودانيين