جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-03@08:03:12 GMT

قراءة في "المرحلة الملكية"

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

قراءة في 'المرحلة الملكية'

 

سلطان بن ناصر القاسمي

بينما كنتُ جالسًا بمفردي، وجدتُ نفسي أفكِّرُ في مغزى الحياة، خلال تلك اللحظات، كنت أقرأ كتابًا بعنوان "المرحلة الملكية" للدكتور خالد المنيف، ووجدت بعض العبارات التي تعكس ما أشعر به بالضبط، وهو ما أرغب في تقديمه في مقالي هنا، ومن خلال هذه التجربة، وجدت أن الانتقال إلى مرحلة النضج الفكري والوعي يمثل لنا تحقيقًا فعّالًا للسعادة واحترام الذات.

إنَّ المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته تشمل العديد من المراحل الواضحة، منذ الولادة مرورا بمرحلة الشباب ووصولاً إلى الشيخوخة، لكن هناك مرحلة مهمة جدًا، وهي تلك التي تعنى بنضج الفكر والوعي، هذه المرحلة تمثل فترة حياة يجب علينا أن نمر بها بكل احترام لأنفسنا وباستمتاع بمواردنا الحيوية، سواء كانت مادية أو روحية. وقبل أن نتعمق في فهم هذه المرحلة، يجب أن ندرك أنها تتجسد فكريًا من خلال إبداعات الإنسان، وقد أشار الدكتور المنيف في كتابه إلى أن كلمة الملكية ترمز إلى شيئين مهمين في الحياة، الأمر الأول: فخامة وروعة الكلمة ومعناها ومدلولها العام، والأمر الثاني أن حياتك ستكون ملكًا لك وستهنأ فيها بممتلكات واسعة من الفرحة وراحة البال!

ففي سعي الإنسان نحو الوصول إلى هذه المرحلة، يظهر تطور واضح في النظرة للحياة والاستفادة من التجارب، وتصبح المعرفة والحكمة رفيقتين مهمتين في رحلة الشخص نحو الوعي والنضج. كما إن إحدى الجوانب المهمة في هذه المرحلة هي قبول المتغيرات وفهم دورها في حياتنا، حيث يُعتبر القبول والاستجابة للتغيرات مفتاحًا أساسيًا لتحقيق السلام الداخلي والرضا بالذات، ومن المهم أن نعيش مع التغيرات ونتعلم منها دون أن نُقيّد أنفسنا بالماضي أو بالتفكير القديم.

ففي هذه المرحلة ينتبه فيها الإنسان لحياته بكامل مكامنها وإمكانياتها، ويتوسّع فيها فهمه وأفكاره، وينظر إلى الحياة بمنظور أوسع، كما يتسع صدره لاستيعاب همومها وتحدياتها وأخطائها، وتتشكل فيها الخبرات الحياتية من خلال التجارب التي يعيشها والمواقف التي يواجهها بعقل ناضج ووعي واسع، حتى لو جاءت هذه المرحلة في مراحل متأخرة من مسار الحياة.

وأيضًا هذه المرحلة تُوجِّهنا لعدم الانخراط في مناقشات فارغة أو جدالات غير مسؤولة، ففيها لن نُهدر جهدنا فيما لا يستحق، فإذا وجدت نفسك مُشتبكًا في جدال، تكون الحيلة في الصمت وعدم إضاعة الوقت في محاولة إقناع أولئك الذين لا يرغبون في الفهم أو يصرون على عدم ذلك، ويكون قرارك هنا هو عدم إضاعة وقتك في شخصٍ لا يستحقّه، بل توجه جهودك ووقتك نحو أمور أكثر أهمية وجدّية، فالاختيار يعود لك وأنت المسؤول الوحيد عنه.

في هذه المرحلة، لن تعطِ أهمية كبيرة لأمور تافهة، ولن تدع كلمة بسيطة من شخص بلا تفكير أو تصرف غير مدروس تؤثِّر فيك، ستدرك حينها أن كل الأمور زائلة ولا شيء يستحق الاهتمام إلا طاعة الله واحترام وطاعة والديك وتقدير من هم أكبر منك سنا.

كما إن في هذه المرحلة، لن تُبذل جهدًا لإثبات تهم أو ادعاءات ضد شخص معيّن، فوقتك الثمين أكثر من أن تضيعه في محاولة التصدي لأمور ليست ذات أهمية، ستترك الشخص يتخبط في كذبه وهو يدرك ذلك، لكي تركز أنت على أمور حياتك التي تعتبرها ثمينة بالنسبة لك.

في هذه المرحلة، ستدرك أنك لا تستطيع توجيه الآخرين، وأن الهداية بيد الله وحده، ولن تستطيع أن تهدي من تحب، بل الله وحده يهدي من يشاء، فالناس مختلفون، بعضهم مقدر ليكون جاهلاً، وبعضهم يؤثِّر سلبًا على الآخرين، وبعضهم يميل نحو الضلال حتى لو تعرَّض للنصائح، وفي هذه الحالة، ستدرك أن الجهد على عاتقك وأن التوفيق بيد الله وحده، كما قال تعالى "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ" (القصص: 56).

وفي هذه المرحلة، يجب على الإنسان أن يُدرك أنه مسؤول عن صحته وحياته بأكملها، ينبغي له أن يدرك أنه لن يجد من يحمل عنه آلامه أو همومه، على الرغم من أنه يعلم أنه المسؤول الوحيد عن حالته الصحية وشؤونه الشخصية، وفي هذه المرحلة، يتبادر للإنسان الإدراك الكامل بأنه لن يجد من يحمل همومه أو آلامه، حيث يمكن أن يكون هناك داعمون في المجتمع يقفون بجانبه، يواسونه أو يقدمون المساعدة المالية له، ولكنهم لن يتمكنوا من تخفيف ما يعانيه، حتى لو كان شريك الحياة أو الأولاد؛ ففيها يمتلك الشخص نفسه ويكون مسؤولاً عنها، مما يتطلب منه أن يعتني بها دون أنانية وبدون المساس بحقوق الآخرين من حوله.

في هذه المرحلة المميزة، ينبثق وعيٌ جديد يفتح أبواب فهم عميق لطهارة وكرم الحياة، تجدها تطلب فقط قلبًا طاهرًا، ينطلق بثقة نحو الله، وبعدها تجد الرزق ينساب والهبات تأتي بلا حساب، وتكتشف أهمية أن تكون مُحبًا لربك، ولذاتك، وتتمنى الخير لك وللآخرين، وتدرك أن من يزرع الخير يحصده في الدنيا والآخرة، وتتبين لك أن الأوضاع لا تبقى كما هي، وأن الألم يتلاشى والوجع يزول، وحتى الظلم لن يدوم رغم قسوته في مواجهة حياتك.

أتذكرُ هنا قصة لشخصية اعتبارية تعرضت لاتهامات باطلة وقذف ظالم، وحين اشتدت عليها الاتهامات الباطلة وتم رميها بتهمة باطلة لا أساس لها من الصحة والواقع أبدا، ولكنها اقتربت من الله في تلك المحنة، وزادت استغفارًا وصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووثقت بأن هناك عدلا إلهيًا آتيا لا محالة. وفي ذلك الوقت العصيب، ظهر الفرج والعدل من رب السماء حيث كشفت الحقيقة أمام العالم، واعترف الفاعل بخطئه أمام الجميع، وعبر عن استعداده لتصحيح الأمور، والاعتذار عن قذف تلك الشخصية. إنها عدالة الله لمن يلجأ إليه في أوقات الضيق والمحن.

في هذه المرحلة من الحياة، يظهر تحول في الأولويات حيث لا يكون الاهتمام بمتابعة أخبار الآخرين وتفاصيل حياتهم اليومية، سواء كان ذلك وجهتهم في السفر، طعامهم، أو حتى ممتلكاتهم من منازل وسيارات، ليصبح الانشغال الرئيسي هو العناية بالذات ورعاية حالتها.

وفي هذه المرحلة، لا وجود للمقارنة بين النفس وبين الآخرين، فكل شخص له رزقه وطبيعته الفريدة، والتركيز يكون على عيش الحياة كما كتبها الله لك، وهنا يأتي الإدراك بأن حياتك مرتبطة بطريقة تفكيرك، حيث يكمن الإصلاح في تغيير نظرتك للحياة، لا في تغيير البيئة المحيطة بك أو امتلاك ممتلكات جديدة أو حتى الترقية في العمل حتى وإن أتت لغيرك لتؤمن بأن الله هو الرازق، ويتبادر إلى الوعي أن البشر في هذه الحياة ليسوا مثاليين، بل يتباينون بين السمات الإيجابية والسلبية، فبينهم من لديه أخلاق رفيعة وبينهم من يظهر تصرفات سيئة، ومنهم من يمارس دينه بتفانٍ ومنهم من يظل غير ملتزم به وتائها في هذه الحياة.

وفي الختام، لماذا ننتظر وصول مرحلة معينة من العمر لنستمتع بهذه المرحلة والاستفادة من تجارب الحياة؟ لماذا لا نبدأ اليوم بالاستفادة من الدروس المجانية التي تقدمها لنا الحياة؟ فالعقلاء يستمدون الحكمة من العظماء، يتعلمون من التجارب، ويستفيدون من القوانين.

أدعوك الآن، أيها العزيز، أن تبدأ رحلتك نحو هذه المرحلة دون الانتظار لبلوغ سن معين.

لماذا تخفي مرحلة شبابك وتنتظر حتى تكبر لتبدأ في التفكير في كيفية العيش بهذا النضج؟ ابدأ اليوم، واستمتع بمرحلة شبابك المشرقة، استغل ربيع عمرك الذي يزهر لتعيش حياة رائعة تليق بك، هذه الحياة الفاخرة التي تحلم بها، يمكنك بدء بنائها الآن، استفد من كل لحظة، واستعد لمسيرة حافلة بالنجاح والتطور.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني: أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي

 

الحديث عن ملامح شخصية بحجم الشهيد القائد عادة ما يكون دون مستوى هذا القائد والعلم “رضوان الله عليه”، ولذلك سنحاول أن نقتبس أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد رضوان الله عليه من خطابات السيد القائد سلام الله عليه، على شكل نقاط ومنها ما يأتي:
الثورة /

غيرته:
تحرك بحمية الإيمان وعزة الإيمان ورحمة جده محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، غيوراً على أمة جده أن تستباح، أن يستباح دمها، أن يستباح عرضها، أن يستباح شرفها، غيورًا على أمة جده أن تُذل وتُسحق وتُقهر وتُستعبد من دون الله.

إباؤه:
كان أبياً يأبى الضيم، ويأبى الظلم وحراً، وهذه من القيم التي غابت إلى حدٍ كبير في واقع الأمة، بل أصبحت في تلك المرحلة التي تحرك فيها ثقافة الذل والترويج للذل والترويج للقبول بحالة الهوان.

رجل المرحلة:
لقد كان بحق رجل المرحلة، يعي هذه المرحلة التي يمر بها شعبه وتمر بها أمته عموماً، يعيها جيداً يعي خطورتها، يعي ما تتطلبه هذه المرحلة، يعي تداعياتها ويعي ما يجب أن تكون عليه الأمة في مواجهة هذا الواقع وفي الخروج منه، وفي مواجهة تلك التداعيات.

رجل المسؤولية:
وكان بحق رجل المسؤولية، يعي مسؤوليته، ومسؤولية الأمة من حوله تجاه هذا الواقع المرير، تجاه هذه المرحلة الخطرة، ويحمل روحية المسؤولية بما تحتاج إليه، من عزم ومن إرادة ومن صدق ومن جد ومن اهتمام ومن وعي ومن إيمان ومن عزيمة.

إيمانه الكامل:
كان أمة، أمة من الأخلاق والقيم، رجلاً متكاملاً في إيمانه، في وعيه، في أخلاقه، في سؤدده، في قيمه، وأدرك الواقع. أدرك الواقع على المستوى العالمي، وعلى مستوى واقع الأمة، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته، ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع وخطورة المرحلة.

عالمي النظرة واسع الأفق
كان واسع الأفق، كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبداً اهتمامه أو نظرته أو توجهه في محيطه، لا محيطه المذهبي، ولا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلاً عالمياً بعالمية القرآن في رؤيته الواسعة، في اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة، وفي أفقه الواسع.

رحمته بالأمة وتألمه لحال الأمة السيئ:
هذا الرجل العظيم كان رحيماً بأمته وبشعبه، يتألم ويعاني لكل ألم أو معاناة عندما يشاهد الظلم، عندما يشاهد معاناة الأمة، عندما يشاهد تلك المظالم الفظيعة والوحشية بحق الأمة، سواء في داخل شعبه أو خارج شعبه، فالكل أمة واحدة يجمعها عنوان واحد هو الإسلام، وارتباط واحد وأساس واحد وأرضية واحدة هي الإسلام.
حطم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف: مثَلَ بداية حكيمة ودقيقة ومدروسة للدفع بالناس وتحقيق نقلة من واقع الصمت وواقع الاستسلام وواقع الخضوع وحالة اللا موقف، إلى الموقف إلى الكلام إلى التحرك إلى الفعل إلى المسؤولية.

الدروس والمبادئ المستوحاة من ذكرى استشهاده:
مما لا شك فيه أن استذكار مثل هذه الفاجعة التي أسفرت عن استشهاد شخصية عظيمة بقدر وعظمة ما حمله من فكر، وما أسس له من مبادئ قرآنية، وأسس إيمانية استقاها من نبع كتاب الله سبحانه وتعالى، ومن هدي آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله، يجعلنا على يقين بأن له أثرا كبيرا على أعداء الأمة.
فاستهداف الشهيد القائد هو استهداف لمبادئ الحق التي حملها، فكان شهيد كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، كيف لا وهو من قال في محاضرة (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا).
“ونحن نقول: مهما كانت الوعود، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، أليس كذلك؟ وإذا ما صمتنا، وإذا ما صمتنا, إذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة؟! سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام من ننصره؟! أمام من ننصره؟! إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم؟ متى سنتكلم إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم، ويجب أن نكرر دائما شعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] في كل جمعة وفي كل اجتماع”.
فلم يصمت ولم ينهزم، وتحرك بدافع المسؤولية في زمن تكميم الأفواه، ورفع صرخة الحق في وجه المستكبرين معلنا عداءه ومحددا موقفه من طواغيت العصر في شعار الصرخة (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
ونحن بدورنا يجب أن نستلهم من هذه الذكرى مبادئ ثورة الحسين والتي نذكر منها ما يلي:
أن نخشى الله فوق كل شيء.
ألا نخشى الطغيان ورموزه مهما كانت قوتها.
أن نتحرك مهما كانت الظروف.
ألا تأخذنا في الله لومة لائم.
أن نأنس بالحق وإن قلَّ أتباعه.
ألا يردنا عن الحق والوقوف في صف الحق أي شيء من مخاوف أو أخطار.
أن نمقت الباطل وأهل الباطل ونستوحشه.
أن نتثقف بثقافة القرآن في مرحلة هجرت الأمة القرآن وابتعدت عنه.
ولهذا يبقى الشهيد القائد مدرسة قرآنية عظيمة بعظمة الإنجاز الذي حققه الشهيد القائد، عظيمة بعظمة المشروع الذي حمله ودعا إليه حيث ثبّت على أرض الواقع المشروع القرآني، وقدمه واقعا عمليا، ولم يقدمه كرؤية تكتب للدراسة، أو مناهج تباع للتداول.
فهو مشروع يمكن تحققه على أرض الواقع، قدمه وتحرك به مشروعا عمليا أحدث تغييرا، وزلزل به الواقع، حيث بدأ بالتغيير في واقع النفوس، وبنى أمة تتحرك على أساسه.

مقالات مشابهة

  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • ما المعجزة التي ينتظرها جنود المليشيا لتتحقق وتوقف تقدم الجيش؟
  • حكم قول بلى بعد قراءة أليس الله بأحكم الحاكمين.. الإفتاء ترد
  • السيرة النبوية ودور الإملاءات السياسية والمذهبية.. قراءة في كتاب
  • تفسير حلم قراءة القرآن على جان في المنام.. وعلاقته بالحاجة للقرب من الله
  • إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني: أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • ثواب قراءة القرآن لغير الماهر ولمن لا يفهم معانيه
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • ماتت فى سبيل الله.. وسط دموع المحافظ ووزير الأوقاف تكريم الأسرة القرآنية التي فقدت متسابقة ووالدتها فى المسابقه