إيهود باراك: نتنياهو يلحق ضررا جسيما بإسرائيل ويقود حربا بلا نهاية في غزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك إن نظيره الحالي بنيامين نتنياهو يلحق "ضررا جسيما بمكانة إسرائيل الإستراتيجية" ويقود حربا ليس لها نهاية في قطاع غزة.
وحذر باراك من إغراق إسرائيل في صراعات وأزمات تدوم لسنوات مع الإدارات الأميركية، وسط مخاطر تهدد علاقات إسرائيل بالدول العربية التي أبرمت معها اتفاقيات تطبيع.
وفي مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، اعتبر باراك أن إسرائيل تقترب من مفترق طرق حاسم في حربها التي تخوضها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال إن القوات الإسرائيلية حققت مكاسب كبيرة في شمال غزة لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعيدة كل البعد عن الانهيار في جنوب القطاع وتحتفظ أيضا ببعض القدرات في الشمال.
ورغم تأكيده أن استكمال مهمة تفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية "أمر بالغ الأهمية"، فإنه أكد أن الأمر سيتطلب شهورا أو أكثر.
وانتقد غياب تناغم بين الرؤية السياسية والقرارات العسكرية وهو ما يزيد من الضغوط على إسرائيل كلما امتدت آجال الحرب، وقال إن نتنياهو يتحمل مسؤولية هذا الخلل.
واعتبر أن نتنياهو فشل في قيادة الحرب بسبب إنكاره لعدم إمكانية تحقيق النصر دون خطة واضحة بشأن اليوم التالي (بعد القضاء على حماس).
تحالف غير مقدسوانتقد رئيس الوزراء الأسبق ارتباط نتنياهو "بتحالف غير مقدس" مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، "المهووسين بإشعال الحرائق في الضفة الغربية، اللذين يحميانه من السقوط في الوقت الحالي. لكنهما في الأساس يستغلانه لفرض أيديولوجيتهما القائلة إن غزة يجب أن تعود إلى السيطرة والمسؤولية الإسرائيلية الكاملة".
وقال إن تلك المواقف تدفع للاعتقاد أن أمن إسرائيل يعتمد على السيطرة الإسرائيلية الكاملة والدائمة على قطاع غزة، "ومن خلال نفس المنطق، إلى الاعتقاد بأننا بحاجة للسيطرة على لبنان، وبعد ذلك سوريا، وربما المنطقة بأكملها".
واعتبر أن نجاح تلك الرؤية من شأنه أن يورط إسرائيل في "مستنقع غزة" ويؤدي إلى صراع يدوم لسنوات وأزمات مع الإدارات الأميركية وسط مخاطر ملموسة على علاقات إسرائيل مع مصر والأردن وعلى اتفاقيات أبراهام وخطط التطبيع مع السعودية.
وأكد باراك أن حكومة نتنياهو "تلحق ضررا جسيما بمكانة إسرائيل الإستراتيجية وتقود حربا ليس لها نهاية"، داعيا إلى إنهاء رئاسة نتنياهو "قبل أن تصبح عواقب عيوبه غير قابلة للإصلاح".
وخلص رئيس الوزراء الأسبق إلى أن المطلوب في الظروف الحالية هو "حكومة وحدة وطنية موسعة من دون نتنياهو، ومن دون سموتريتش وبن غفير".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
معاريف: نتنياهو في واشنطن والأرض تحترق تحت قدميه بإسرائيل
في وقت يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من الاجتماعات المهمة في واشنطن، بما في ذلك لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقرر اليوم الثلاثاء، سلطت صحيفة معاريف الإسرائيلية الضوء على التوترات التي قد تهدد استقرار حكومة نتنياهو، في ظل خلافات حادة داخل الائتلاف الحاكم حول مستقبل الصراع مع قطاع غزة واتفاق وقف إطلاق النار.
وناقش التقرير -الذي نشرته الصحيفة لمراسلتها السياسية آنا براسكي- تهديدات اليمين الإسرائيلي المتطرف بإسقاط حكومة نتنياهو إلا إذا عاد إلى تل أبيب وفي جعبته خطة لاستئناف الحرب على غزة في نهاية المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اليوم أول اجتماع له مع ترامب في ولايته الثانية، حيث سيتم مناقشة قضايا رئيسية مثل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، والتهديد النووي الإيراني، ومستقبل الصراع مع حماس.
ووفقا لتقديرات إسرائيلية، فإن إدارة ترامب تدفع نحو تعزيز اتفاق التطبيع مع السعودية، الذي قد يتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات تتعلق بدور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة، والتزام عام بالدولة الفلسطينية، في وقت تواجه فيه هذه الخطط معارضة شديدة من داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزب "عوتسما يهوديت" بقيادة إيتمار بن غفير.
إعلان رفع سقف المطالبوقالت براسكي في تقريرها إن "الأرض تحترق تحت قدمي نتنياهو، فقد أعلن بن غفير خلال اجتماع لحزبه أمس عن موقف حازم يرفض أي تسوية مع حماس إلا عبر العودة إلى الحرب".
ولفتت المراسلة إلى المصطلح الذي استخدمه بن غفير لوصف اتفاق وقف إطلاق النار بالقول "لم نصل من أجل هذا الطفل"، في إشارة إلى الاتفاق الحالي الذي وصفه بأنه "متهور" و"غير مجد".
وأضاف "يجب على رئيس الوزراء العودة من الولايات المتحدة بالتزام بأننا سنعود إلى الحرب، بدون مساعدات إنسانية، وبدون وقود، وبدون كهرباء ومياه نقدمها لأعدائنا".
كما أشارت إلى مطالبة بن غفير، الذي كان حتى وقت قريب الشريك الأكبر لنتنياهو في الحكومة، بتشجيع ترامب على التمسك بتهجير سكان قطاع غزة، حيث قال "يجب على رئيس الوزراء العودة من الولايات المتحدة مع الترويج لمبادرة لتشجيع الهجرة، خاصة أن الرئيس ترامب يظهر استعداده، ويجب أن نستفيد من الفرصة. بدون كل هذا، لن يكون هناك نصر مطلق، وبدون كل هذا، سيكون مضيعة لوقتنا كله".
كما أوردت تصريحات سموتريتش الذي قال أمس خلال اجتماع لحزبه أيضا "لا بديل عن العودة إلى القتال في قطاع غزة التي ستؤدي إلى انهيار حماس".
وأضاف "من المستحيل تجاهل التكاليف والمشاهد القاسية التي نراها في غزة ومشاهد حماس وهي تظهر حكمها وسيطرتها على الأرض".
وسلطت الضوء كذلك على موقف أكثر إحراجا لنتنياهو، وهو أن سموتريتش، الذي يعد أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، رفض أيضا أي تنازلات تتعلق بخطة التطبيع مع السعودية إذا كانت ستتضمن إقامة دولة فلسطينية.
وقال سموترتيش "نؤيد اتفاق سلام مع دول عربية أخرى، ولكن بشرط أن يكون قائما على الحقيقة وليس على أكاذيب، كما لو أن للعرب حقوقا قومية في أرض إسرائيل".
نتنياهو تحت الضغطوخلص التقرير إلى أن موقفي بن غفير وسموتريتش يقللان بشكل كبير من مساحة المناورة المتاحة لنتنياهو، سواء في المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة أو في مفاوضات التطبيع مع السعودية، "فمن ناحية، يضغط اليمين المتطرف من أجل العودة إلى الحرب، ومن ناحية أخرى، تدفع إدارة ترامب نحو تسوية سياسية قد تتطلب تنازلات إسرائيلية".
إعلانوأشارت براسكي في هذا السياق إلى تقديرات بأن نتنياهو قد يعود من واشنطن بسلسلة من الأفكار لخطوات دبلوماسية وأمنية كبرى، بما في ذلك تعزيز محادثات التطبيع مع السعودية ووعد ترامب بالتعامل مع التهديد النووي الإيراني، إلا أنها حذرت من أن هذه الخطط قد تواجه معارضة شديدة من داخل حكومته، مما يزيد من احتمالية حدوث أزمة سياسية قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم.
وخلص التقرير إلى أن مستقبل الصراع مع غزة يعتمد إلى حد كبير على نتائج اجتماعات نتنياهو في واشنطن ومدى قدرته على تحقيق توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، إلا أن "نتنياهو يواجه معضلة سياسية كبيرة: فإما أن يرضي حلفاءه في الائتلاف الحاكم ويعود إلى الحرب، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، أو أن يسعى إلى تسوية سياسية قد تهدد استقرار حكومته. وفي كلتا الحالتين، فإن مستقبل الصراع مع غزة يبدو أكثر تعقيدا من أي وقت مضى".