تصاعد التوترات.. قمر للتجسس يشعل الجزيرة الكورية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تفاقمت الأزمة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية ما ينذر بتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ، التي أصبحت على صفيح ساخن، إثر إطلاق بيونغ يانغ قمر للتجسس العسكري، بث صورا للبيت الأبيض ومبنى البنتاغون الأمريكي وحاملة طائرات نووية وأخرى لطائرات بريطانية فضلا عن مواقع في كوريا الجنوبية ومنشـآت حيوية أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، الثلاثاء، أن الزعيم كيم جونغ أون اطلع على الصور وأحصى عدد حاملات الطائرات في القاعدة الأمريكية، وتلقى تقرير عمليات من مركز بيونغ يانغ للقيادة العامة بإدارة تكنولوجيا الفضاء الجوي الوطنية حول العملية.
من جهتها، قالت وكالة أنباء كوريا الجنوبية إن القمر الاصطناعي "ماليجيونغ-1" للتجسس، الذي أطلقته الجارة الشمالية، التقط صورا لمحطة نورفولك البحرية الأمريكية وحوض سفن نيوبورت ومطار فرجينيا.
تسلسل زمني لأحدث نقاط بالأزمة
أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي، قمر "ماليجيونغ-1" للتجسس بعد محاولتين فاشلتين في مايو وأغسطس الماضيين. واعتبرت بيونغ يانغ أن القمر جرى تصميمه لمراقبة التحركات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ودفع الإطلاق كوريا الجنوبية إلى تعليق بند رئيسي في الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018 واستئناف المراقبة الجوية بالقرب من الحدود. ونشرت كوريا الجنوبية قوات مراقبة واستطلاع عند الحدود منذ إطلاق القمر الكوري الشمالي. وردا على ذلك أرسلت كوريا الشمالية، قوات إلى حدودها الجنوبية لإقامة نقاط حراسة كانت قد أزالتها بموجب هذا الاتفاقية، كما أعادت أسلحة ثقيلة على امتداد خط التماس العسكري الفاصل بين الكوريتين. وقالت سيول إن جارتها الشمالية تلقت المساعدة من روسيا في إطلاق القمر الصناعي للتجسس بعد القمة التي جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي. ورفضت الولايات المتحدة حديث كوريا الشمالية بأن تحركاتها من منطلق الدفاع عن النفس. جلسة ساخنة بمجلس الأمن
وتبادل البلدان الاتهامات أمام مجلس الأمن، إذ اعتبرت كوريا الشمالية أن القمر يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس، رافضة موجة تنديدات قادتها الولايات المتحدة.
ووفقا لوكالة "فرانس برس"، ردت قوى غربية واليابان وكوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق هذا القمر بغرض التجسس.
ورد مندوب كوريا الشمالية كيم سونغ، خلال مشاركة نادرة أمام مجلس الأمن، أن البلدان الأخرى لا تواجه أي قيود على استخدام الأقمار الاصطناعية، مضيفا: "لا توجد دولة في العالم في بيئة أمنية أخطر من كوريا الشمالية.. إن طرفا معاديا هو الولايات المتحدة يهددنا بالسلاح النووي"، مشيرا إلى أن تصنيع وامتلاك أنظمة أسلحة تعادل الأسلحة الأمريكية "حقّ مشروع لبلاده".
في المقابل رفضت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، حديث المندوب الكوري، مؤكّدة أنّ المناورات العسكرية بين بلادها وكوريا الجنوبية "روتينية" و"دفاعية".
لماذا يثير "ماليجيونغ-1" التخوفات
وفق خبراء فإن وضع قمر التجسس بنجاح في المدار، يٌحسّن قدرة كوريا الشمالية على جمع المعلومات الاستخبارية ولا سيما فوق كوريا الجنوبية وتوفير بيانات حول النزاعات المسلحة، وما يزيد من مخاوف سيول وواشنطن، أن القمر التقط صورا لما يلي:
قواعد أمريكية في هاواي وكوريا الجنوبية. أهداف رئيسية بينها القاعدة العسكرية الأمريكية في بيرل هاربر وقاعدة هيكام الجوية في هونولولو. صور تفصيلية للبيت الأبيض والبنتاغون. صور لمدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية. حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فينوسون" التي تعمل بالدفع النووي. مدينة بيونغتيك الواقعة على بعد حوالي 60 كيلومترا من سيول والتي تستضيف "كامب هامفريز" أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخارج. قاعدة "أوسان "الجوية التي تتضمن قيادة عمليات سلاح الجو الكوري الجنوبي فضلا عن قاعدة جوية أمريكية. حافة الهاوية لرفع العقوبات
ويقول الخبير العسكري الأمريكي بيتر أليكس، إن هذا القمر الاصطناعي الجديد للتجسس العسكري من شأنه إثارة التوتر بشبه الجزيرة الكورية، ويدخل منطقة الهادئ وخصوصا بحر الصين الجنوبي مع تفاقم تلك التوترات في حرب عالمية ثالثة.
وتسود المنطقة حالة من التوتر ربما هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية مع شعور كوريا الجنوبية بأن واشنطن ربما غير قادرة على حمايتها. وتلعب الولايات المتحدة دورا رئيسيا في شبه الجزيرة الكورية بدعم كوريا الجنوبية ما يثير استفزاز الجارة الشمالية. وتحاول بيونغ يانغ إظهار قدراتها على اتخاذ ضربات وقائية واستباقية لصد أي هجوم محتمل ضدها خاصة مع توجه واشنطن وسيول لتطوير قدرات الردع الاستراتيجي ضدها. ويحاول الزعيم الكوري الشمالي تقديم بلاده كقوة نووية كبرى ويهدف إلى عودة ملفها إلى دائرة الاهتمام العالمي بعدما تراجع نسبيا لرفع العقوبات التي تخضع لها منذ فترة طويلة. كما تحاول بيونغ يانغ توثيق علاقاتها مع المعسكر الصيني الروسي لتفادي العقوبات الغربية المستمرة ضدها. ويحاول كيم من خلال هذا التصعيد تعزيز الولاء الشعبي الداخلي لنظامه الحاكم مع تفاقم الأزمة الاقتصادية ببلاده وهي الأسوأ منذ أكثر من 25 عامًا. وتتبع كوريا الشمالية تكتيكات سياسة "حافة الهاوية" للضغط على واشنطن للعودة إلى المحادثات والتفاوض وفق أنها أصبحت قوة نووية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجزیرة الکوریة وکوریا الجنوبیة کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
حبس رئيس كوريا الجنوبية يثير اهتمام المنصات
وكان الرئيس المعزول بـ"شكل مؤقت" قد وصل إلى مقر المحكمة في العاصمة الكورية سول برفقة موكب أمني خاص ووسط حراسة مشددة، لمنع أنصاره من الوصول إليه.
وتحدث يون داخل قاعة المحكمة أمام القاضي مدافعا عن نفسه، وردّ على الأسئلة المتعلقة بالتهم الموجهة إليه، والتي تشمل التمرد، والمحاكمة على خلفية إعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما أمضى الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ليلته الأولى في زنزانة انفرادية داخل سجن أويوانغ الواقع في ضواحي العاصمة سول، وارتدى زي السجناء، والتُقطت له صور جنائية، وخضع لفحوص طبية شاملة.
ووردت تعليقات كثيرة على مواقع التواصل بشأن حبس الرئيس الكوري الجنوبي رصدت بعضها حلقة (2025/1/21) من برنامج "شبكات".
وجاء في تغريدة دعاء "خطوة تثير تساؤلات كثيرة حول تعامل العدالة مع الشخصيات البارزة، هل هي حماية له أم نوع من العقاب المضاعف؟".
وكتبت مودة أن "الرئيس عندهم يبقى في البلد بعد عزله، عندنا يهرب ويسرق أموال البلد".
وفي الفكرة نفسها، قال مصطفى "رئيس كوريا الجنوبية في السجن حاليا لأنه أعلن الأحكام العرفية، فما بالك بمن انقلب على الدستور وعدّله حتى يبقى في الحكم مدى الحياة".
إعلانوقال رحيم "دائما الوضع في الأنظمة الجمهورية يميل إلى الفوضى مهما بلغت من مراحل الديمقراطية".
وتحدّث عيد في تغريدته عن الجيش، قائلا "لو تفاهم الرئيس الكوري الجنوبي مع الجيش لكان اليوم دكتاتورا جديدا، لكن الجيش هو من حبسه ولم يكن يريده باختصار".
ويواجه الرئيس المعزول تهما قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد أو حتى الإعدام، بسبب جريمة التمرد التي لا يتمتع الرئيس هناك بحصانة قانونية ضدها.
ومن المفترض أن تُصدر المحكمة الدستورية حكمها بشأن عزله وعقوبته النهائية في يونيو/حزيران المقبل، وبعد 60 يوما ستُجرى انتخابات رئاسية جديدة.
21/1/2025