صالح الحارثي **

 

ترتكز السياسة الخارجية الألمانية على مبدأ السلام وخدمة السلام في العالم وفقًا للقانون الأساسي الألماني، ومنه تنطلق الدبلوماسية الألمانية حاملة هذه الرسالة السامية حول العالم.

ولأنها تعمل من أجل السلام والأمن ودعم الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان من أجل نظام دولي عادل ومحكم، فهي تعد كذلك رائدة في الوقاية من الأزمات وتحقيق الاستقرار.

ولا عجب في ذلك، فألمانيا التي ذاقت ويلات الحروب العالمية ونتائجها المرة التي أودت بحياة الملايين من البشر  في واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ تعي جيداً أن مثل هذا الفعل الشنيع لا مكان له في عالمنا الحالي.

وألمانيا التي تشارك بفاعلية في إبراز قضايا "الأطفال والنزاعات المسلحة" وحمايتهم من آلات القتل المدمرة تعي جيدًا نتيجة الحروب التي يذهب ضحيتها الصغار قبل الكبار في انتهاك صارخ لحقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني.

وألمانيا الساعية لشغل مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي تعي جيدًا أن النظام الدولي لا يُمكن أن يستقيم من خلال المعايير المزدوجة؛ فالنفس البشرية واحدة وما يؤلم الشعوب الأوربية في الأحداث التي تجري في أوكرانيا، يؤلم كذلك الشعوب العربية فيما يجري من أحداث مروعة في فلسطين المحتلة.

وألمانيا التي استضافت بلادها "رباعية ميونيخ" لا شك أن التزامها الآن سيكون اكبر بشأن حل الدولتين القائم على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومما لا شك فيه أن زيارة فخامة الرئيس الألماني لسلطنة عُمان ولقاءه بحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- تمثل فرصة سانحة للتشاور في ذات المضامين والمبادئ السامية التي تأسست عليها سياسة البلدين؛ وهي صون السلم والأمن الدوليين لصالح البشرية جمعاء.

فأهلًا وسهلًا بصديق عُمان الكبير مع تمنياتنا له بإقامة طيبة وشيقة في ربوع عُمان الجميلة؛ فاصدقاؤنا من السياح الألمان هم دائمًا محل ترحيب وتقدير كبيرين، وبجولة قصيرة في شوارع مسقط سيعرف حتمًا فخامته كم نحن نحب السيارات الألمانية رفيعة الصنع؛ فالمنتج الألماني ذو المقاييس العالية في السلامة والأمان هو دائمًا محل ثقة؛ كسياستها الخارجية الداعية إلى الأمن والسلام.

** سفير سابق

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين تناقش في حوار مفتوح: “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنظم لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين حوارًا مفتوحًا بعنوان “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات وسبل المواجهة”، بمشاركة ممثلين عن دول العراق، فلسطين، سوريا، السودان، اليمن، ولبنان، بالإضافة إلى مدرب الصحافة الحربية وإدارة المخاطر أحمد العميد.
 

يقام الحوار يوم الإثنين القادم الموافق 3 فبراير 2025، في تمام الثالثة عصرًا، بالقاعة المستديرة في الدور الثالث بمبنى النقابة. 

يأتي اللقاء في إطار تعزيز النقاش حول التحديات التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاعات و الحروب، وطرح حلول عملية لحمايتهم أثناء تغطية الأحداث في بيئات خطرة.

مقالات مشابهة

  • مسئول أمريكي: تحويل مسار 19 طائرة لمطار دالاس الدولي بعد حادث الطائرة المنكوبة
  • المغرب يبحث توسيع مجالات التعاون الأمني مع إسبانيا وألمانيا
  • البرلمان الألماني يوافق على زيادة عمليات إعادة اللاجئين من الحدود الألمانية
  • حموشي يجري سلسلة اجتماعات بمدريد لتوسيع مجالات التعاون الأمني مع إسبانيا وألمانيا
  • وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يفتتح النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يفتتح النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل
  • نقابة الصحفيين تناقش في حوار مفتوح: “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات”
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للعلوم الأساسية والتنمية المستدامة
  • "تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات".. في حوار مفتوح بالصحفيين
  • خارجية الشيوخ: التهجير القسري للفلسطينيين جريمة إنسانية تعرقل مسار السلام