منتدى الجانحين يوصي بتطوير دور الإيواء وفق أسس تربوية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أكد منتدى عمان لرعاية الأحداث الجانحين الذي استضافته جامعة السلطان قابوس اليوم أهمية دعم جهود وزارة التنمية الاجتماعية في رعاية الاحداث، ووضع خارطة طريق لتطوير المناهج المحيطة بالحدث الجانح لأجل التقليل من هذه الظاهرة التي تؤثر على الأسر العمانية والأمن والرفاه الاجتماعي، وتطوير دور إيواء الأحداث بحيث تنتقل من مرحلة الإيواء إلى بناء وتربية وتطوير مهارات الأحداث، إضافة إلى إدخال آليات وأدوات متخصصة بتغيير مصطلح العقوبات البديلة في المناهج المطبقة لقوانين العقوبات الكلاسيكية على الأحداث، وإنشاء وحدات تأهيلية مجهزة بأحدث الوسائل ومتوزعة بجميع الولايات، والإسراع في مراجعة، وتعديل قانون مساءلة الأحداث الصادر في عام 2008 بمشاركة مجتمعية ومع جهات الاختصاص، وتشكيل لجان متعددة ومتنوعة بعيدًا عن التنظير لأنسنة التعامل مع الجانحين والمعرضين للجنوح، والتركيز على الأسباب لا العقوبات بل الإصلاح والرعاية.
وقد رعى المنتدى الذي أقيم بجامعة السلطان قابوس صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، وبمشاركة كوكبة من الأكاديميين والعاملين في رعاية الأحداث والأطباء، وبحضور عدد من الطلبة والمهتمين، ويقام هذا المنتدى للمرة الأولى في سلطنة عمان.
مؤشرات
وقال للدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني، أمين عام منتدى عمان للأحداث الجانحين: تشكل ظاهرة "جنوح الأحداث في المجتمع العماني" تحديًا متناميًا لأمن المجتمع واستقراره وخططه التنموية وبنائه الأسري ما يستدعي بذل كل الجهود الممكنة لدراسة الآثار التي تنتج عن هذه المشكلة ووضع البرامج والحلول المناسبة لها.
وأشار إلى أن عدد الجانحين الأحداث حسب الإحصائيات في قضايا الجنوح التي مثلت أمام المحاكم قد ارتفع من 376 قضية عام 2019 إلى 450 قضية عام 2022، الأمر الذي يدعو إلى تضافر الجهود والتعاون لأجل احتواء هذه الأزمة، ويعود السبب الرئيس لجنوح الأحداث إلى انشغال الأهل عن رقابة أبنائهم أو عدم تمكنهم من تقديم الرعاية الأبوية اللازمة لهم ولوجود مشاكل أسرية كالطلاق والتفكك الأسري، كما أن تأثير الهرمونات في فترة المراهقة أثر كبير على توجه المراهقين نحو الاستقلالية.. مشيرًا إلى أن هذه المسببات تشير إلى أن الحدث الجانح ضحية وسط اجتماعي تؤدي به إلى القلق واليأس كما أن لها تأثيرًا سلبيًا في أحواله الجسمية والنفسية والتربوية والثقافية، فالتربية والعادات الاجتماعية الحميدة التي يتصف بها المجتمع تحد من ظاهرة جنوح الأحداث، بل وتجعلهم ملتزمين ببناء شخصيته ويبذلون جهدهم لأجل إسعاد أسرهم.
التغيرات العالمية
وقالت الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية، رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس: لقد فرضت التغيرات العالمية المتسارعة التي تمر بها مجتمعاتنا اليوم تأثيرات متعددة على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مما أدى إلى ظهور كثير من المشكلات والتي من أبرزها مشكلة انحراف الأحداث، وقد أكدت نتائج العديد من البحوث والدراسات العلمية سرعة انتشار هذه المشكلات وتناميها في العديد من المجتمعات العربية؛ الأمر الذي يجعلها تشكل نوعًا من التهديد المستقبلي لأمن المجتمع واستقراره وخططه التنموية، واتجه هذا المنتدى إلى ظاهرة الأحداث الجانحين باعتبارها من القضايا الاجتماعية التي تهدد كيان الفرد والأسرة والمجتمع، خاصة أنها مشكلة ذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية.
وأشارت إلى أن مشكلة الأحداث في المجتمع العماني ضيقة النطاق، وتعد من المشاكل التي صاحبت مراحل التطور والنمو العمراني والتطور في البناء الاجتماعي من البسيط إلى المركب أو من الإقامة في إطار مجتمعات محلية ريفية محدودة الحجم تتميز بالعلاقات العائلية والدينية وقوة العادات والتقاليد إلى الحياة في بيئة حضرية ذات كثافة سكانية عالية تتميز بالعلاقات الثانوية وتراجع واضح في تأثير الأعراف والتقاليد مما خلف ضعفا في الرقابة الأسرية وزيادة وقت الفراغ لدى الأحداث، إلا أن سلطنة عمان ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية تسعى جاهدة بهدف التقليل من انتشار هذه المشكلة واحتواء الجانحين ببذل الجهود الحثيثة لإعادة تأهيلهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع حتى يصبحوا مواطنين صالحين قادرين على خدمة أنفسهم والحفاظ على وطنهم.
وقال الدكتور فاروق عماد صالح، أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية: أطفال اليوم هم شباب الغد، وهم قادة المستقبل، وبالتالي إذا لم توفر لهم حقهم في الرعاية الكاملة المتكاملة من أجل التنشئة الاجتماعية فإن هؤلاء الأطفال يمكن أن يغوصوا في براثن الجريمة وأتون الانحراف، ويعتبر انحراف الأحداث من الموضوعات المهمة التي نهتم بمعالجتها في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي؛ لأن هذا الموضوع متعلق بأمرين مهمين وهما حقوق الطفل وحقه على مجتمعه في توفير سبل الحياة الكريمة وحق الأسرة في الحفاظ على أبنائها في الأخذ بيدهم إلى سبل الرشد والصلاح.
أوراق العمل
واستعرض فهد بن زاهر الفهدي، مدير دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية جهود الوزارة للحد من تزايد حالات جنوح الأحداث، فيما تطرق المقدم عبدالحكيم بن صالح السيابي، مدير إدارة مكافحة جرائم المخدرات الدولية بشرطة عمان السلطانية إلى المؤثرات العقلية وأثرها على جنوح الأحداث، وتناولت الدكتور منى الشكيلية، استشاري طب نفسي أطفال ويافعين بمستشفى المسرة الصحة النفسية والعقوبات البديلة.
جلسة حوارية
وتم تنظيم جلسة حوارية حول دور العلوم الاجتماعية في مقاربة ظاهرة جنوح الأحداث، حيث تطرق الدكتور سعيد العبدلي، أستاذ مساعد في علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، إلى جنوح الأحداث في سياق التغيرات الاجتماعية، وتحدث الدكتور عماد فاروق، أستاذ مساعد في العمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس إلى العوامل الاجتماعية والفردية في نشوء جنوح الأحداث، وتناول الدكتور أمجد الحاج، أستاذ مساعد في العمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس إلى الدور المهني للأخصائيين الاجتماعيين في التعامل مع جنوح الأحداث، وتطرق فهد بن زاهر الفهدي مدير دائرة الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية إلى الصعوبات التي توجهها وزارة التنمية في التعامل مع الأحداث الجانحين، وتناولت نقاء بنت جمعة اللواتية، أخصائية توعية مجتمعية أثر المعاملة الأبوية على سلوك الحدث.
حلول وقائية
وشهد المنتدى أوراق عمل أخرى بينها "إجراءات الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين وأثرها على تعديل سلوكهم" قدمتها الأخصائية الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية الشفاء الهاشمية، وقدمت المحامية ميمونة السليمانية، مستشارة قانونية وعضو اللجنة العمانية لحقوق الإنسان ورقة عمل حول "تشريعات حماية حقوق الطفل الجانح"، وتطرقت الدكتور منى بنت سالم العلوية مدرس علوم أول بكلية عمان للعلوم الصحية بجنوب الشرقية إلى "آلية الاكتشاف الأولي لملاح الجنوح لدى الأحداث وطرق التعامل معها".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بجامعة السلطان قابوس التنمیة الاجتماعیة علم الاجتماع أستاذ مساعد إلى أن
إقرأ أيضاً:
المنتدي السادس للبحوث الزراعية يوصي بإنشاء معامل متطورة لإنتاج شتلات خالية من الفيروسات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عُقد المنتدى الثقافي العلمي السادس تحت عنوان "الصحة النباتية في إطار قضية الأمن الغذائي"، برعاية علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور عدد من الوزراء والعلماء والباحثين من المؤسسات العلمية ومعاهد مركز البحوث الزراعية.
افتتح المنتدى الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، الذي نقل في كلمته الافتتاحية تحيات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق الى الحضور والباحثين مؤكدًا على حرص الوزارة على دعم البحث العلمي وتطوير أداء المركز بكوادره العلمية وتجهيزاته المتطورة. ولفت إلى دور المركز في تعزيز منظومة الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الزراعي، مستعرضًا الإنجازات المتميزة مثل تحقيق صادرات زراعية بلغت 8 ملايين طن من الخضر والفاكهة بقيمة قاربت 9 مليارات دولار، ووصول المنتجات المصرية إلى 165 دولة.
وفيما يتعلق بدور الصحة النباتية في الأمن الغذائي ، أشار عبدالعظيم إلى أهمية مكافحة الفيروسات النباتية ودورها المباشر في حماية المحاصيل الزراعية من التدهور الذي يهدد الأمن الغذائي، المصري وأوضح أهمية تطبيق ممارسات زراعية جيدة، وتعزيز برامج الحجر الزراعي.
كما استعرض دور معهد بحوث أمراض النبات في إنتاج شتلات خالية من الفيروسات مثل العنب والزيتون والموالح شتلات ذات النواه الحجرية ، مع الإشارة إلى الجهود المصرية التي بدأت منذ 30 عامًا في هذا المجال بالتعاون مع دول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
تناول المنتدى أهمية مكافحة الفيروسات النباتية للحفاظ على جودة وسلامة المحاصيل الزراعية.
وأوضح الدكتور عبدالعظيم دور المركز وأهمية الاستفادة من الامكانيات المتاحة لدي المركز والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحيوية للكشف المبكر عن الفيروسات والتدريب ورفع كفاءة الباحثين من خلال التجهيزات العلمية والمعامل والبنية التحتية المتوفرة بالمعاهد والمعامل المركزية، ومشاركة دولية متميزة من خلال محاضرة عن إدارة الفيروسات النباتية خلال المنتدى، ألقاها الدكتور ماهر الرواحنة، مدير خدمات النباتات الأساسية بجامعة كاليفورنيا ديفيس.
تناولت المحاضرة استراتيجيات الوقاية من الفيروسات النباتية وأحدث تقنيات التشخيص الجزيئي باستخدام تقنيات التسلسل الجيني المتقدم (HTS). وأكد أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في دعم هذه التقنيات وإنتاج شتلات خالية من الفيروسات.
واختتم المنتدى بمجموعة من التوصيات لتعزيز الصحة النباتية ودعم الأمن الغذائي، منها:
1. إنشاء معامل متطورة لإنتاج شتلات خالية من الفيروسات، بالتعاون مع القطاع الخاص.
2. تدعيم موانئ الحجر الزراعي بأجهزة حديثة للفحص السريع للشتلات المستوردة والمصدرة.
3. التعاون الدولي مع جامعة كاليفورنيا ومؤسسات بحثية دولية لتبادل الخبرات وتطوير تقنيات التشخيص.
4. تدريب الكوادر العلمية في مركز البحوث الزراعية على تقنيات HTS.
5. تنظيم ورش عمل للشركات الزراعية لتعريفها بأهمية الكشف عن الفيروسات النباتية باستخدام التقنيات الحديثة.
6. إعداد دليل مرجعي شامل يتضمن بروتوكولات تحليل البيانات والنماذج الاقتصادية لتطبيق التقنيات الحديثة.
بهذه الجهود، يسعى مركز البحوث الزراعية إلى ترسيخ مكانة مصر كمنصة إقليمية لتطوير تقنيات الزراعة المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضح الدكتور علي اسماعيل رئيس لجنة المؤتمرات وورش العمل والندوات العلمية بأن مثل هذه المنتديات العلمية ومخرجاتها بهدف تعزيز دور وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي من خلال مركز البحوث الزراعية ومن خلال جهود وزارة الزراعة وتوجيهات وزير الزراعة الي مركز البحوث الزراعية والباحثين بهدف الاستفادة من القدرات المتوفرة لتعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية في مجال الزراعة المستدامة، وجعلها منصة رئيسية لتطوير وتسويق التقنيات الحديثة وإنتاج شتلات نباتية خالية من الأمراض الفيروسية، بما يخدم احتياجات القارة الأفريقية والشرق الأوسط.
1000151065 1000151074 1000151068 1000151071