أكد منتدى عمان لرعاية الأحداث الجانحين الذي استضافته جامعة السلطان قابوس اليوم أهمية دعم جهود وزارة التنمية الاجتماعية في رعاية الاحداث، ووضع خارطة طريق لتطوير المناهج المحيطة بالحدث الجانح لأجل التقليل من هذه الظاهرة التي تؤثر على الأسر العمانية والأمن والرفاه الاجتماعي، وتطوير دور إيواء الأحداث بحيث تنتقل من مرحلة الإيواء إلى بناء وتربية وتطوير مهارات الأحداث، إضافة إلى إدخال آليات وأدوات متخصصة بتغيير مصطلح العقوبات البديلة في المناهج المطبقة لقوانين العقوبات الكلاسيكية على الأحداث، وإنشاء وحدات تأهيلية مجهزة بأحدث الوسائل ومتوزعة بجميع الولايات، والإسراع في مراجعة، وتعديل قانون مساءلة الأحداث الصادر في عام 2008 بمشاركة مجتمعية ومع جهات الاختصاص، وتشكيل لجان متعددة ومتنوعة بعيدًا عن التنظير لأنسنة التعامل مع الجانحين والمعرضين للجنوح، والتركيز على الأسباب لا العقوبات بل الإصلاح والرعاية.

وقد رعى المنتدى الذي أقيم بجامعة السلطان قابوس صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، وبمشاركة كوكبة من الأكاديميين والعاملين في رعاية الأحداث والأطباء، وبحضور عدد من الطلبة والمهتمين، ويقام هذا المنتدى للمرة الأولى في سلطنة عمان.

مؤشرات

وقال للدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني، أمين عام منتدى عمان للأحداث الجانحين: تشكل ظاهرة "جنوح الأحداث في المجتمع العماني" تحديًا متناميًا لأمن المجتمع واستقراره وخططه التنموية وبنائه الأسري ما يستدعي بذل كل الجهود الممكنة لدراسة الآثار التي تنتج عن هذه المشكلة ووضع البرامج والحلول المناسبة لها.

وأشار إلى أن عدد الجانحين الأحداث حسب الإحصائيات في قضايا الجنوح التي مثلت أمام المحاكم قد ارتفع من 376 قضية عام 2019 إلى 450 قضية عام 2022، الأمر الذي يدعو إلى تضافر الجهود والتعاون لأجل احتواء هذه الأزمة، ويعود السبب الرئيس لجنوح الأحداث إلى انشغال الأهل عن رقابة أبنائهم أو عدم تمكنهم من تقديم الرعاية الأبوية اللازمة لهم ولوجود مشاكل أسرية كالطلاق والتفكك الأسري، كما أن تأثير الهرمونات في فترة المراهقة أثر كبير على توجه المراهقين نحو الاستقلالية.. مشيرًا إلى أن هذه المسببات تشير إلى أن الحدث الجانح ضحية وسط اجتماعي تؤدي به إلى القلق واليأس كما أن لها تأثيرًا سلبيًا في أحواله الجسمية والنفسية والتربوية والثقافية، فالتربية والعادات الاجتماعية الحميدة التي يتصف بها المجتمع تحد من ظاهرة جنوح الأحداث، بل وتجعلهم ملتزمين ببناء شخصيته ويبذلون جهدهم لأجل إسعاد أسرهم.

التغيرات العالمية

وقالت الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية، رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس: لقد فرضت التغيرات العالمية المتسارعة التي تمر بها مجتمعاتنا اليوم تأثيرات متعددة على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مما أدى إلى ظهور كثير من المشكلات والتي من أبرزها مشكلة انحراف الأحداث، وقد أكدت نتائج العديد من البحوث والدراسات العلمية سرعة انتشار هذه المشكلات وتناميها في العديد من المجتمعات العربية؛ الأمر الذي يجعلها تشكل نوعًا من التهديد المستقبلي لأمن المجتمع واستقراره وخططه التنموية، واتجه هذا المنتدى إلى ظاهرة الأحداث الجانحين باعتبارها من القضايا الاجتماعية التي تهدد كيان الفرد والأسرة والمجتمع، خاصة أنها مشكلة ذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية.

وأشارت إلى أن مشكلة الأحداث في المجتمع العماني ضيقة النطاق، وتعد من المشاكل التي صاحبت مراحل التطور والنمو العمراني والتطور في البناء الاجتماعي من البسيط إلى المركب أو من الإقامة في إطار مجتمعات محلية ريفية محدودة الحجم تتميز بالعلاقات العائلية والدينية وقوة العادات والتقاليد إلى الحياة في بيئة حضرية ذات كثافة سكانية عالية تتميز بالعلاقات الثانوية وتراجع واضح في تأثير الأعراف والتقاليد مما خلف ضعفا في الرقابة الأسرية وزيادة وقت الفراغ لدى الأحداث، إلا أن سلطنة عمان ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية تسعى جاهدة بهدف التقليل من انتشار هذه المشكلة واحتواء الجانحين ببذل الجهود الحثيثة لإعادة تأهيلهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع حتى يصبحوا مواطنين صالحين قادرين على خدمة أنفسهم والحفاظ على وطنهم.

وقال الدكتور فاروق عماد صالح، أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية: أطفال اليوم هم شباب الغد، وهم قادة المستقبل، وبالتالي إذا لم توفر لهم حقهم في الرعاية الكاملة المتكاملة من أجل التنشئة الاجتماعية فإن هؤلاء الأطفال يمكن أن يغوصوا في براثن الجريمة وأتون الانحراف، ويعتبر انحراف الأحداث من الموضوعات المهمة التي نهتم بمعالجتها في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي؛ لأن هذا الموضوع متعلق بأمرين مهمين وهما حقوق الطفل وحقه على مجتمعه في توفير سبل الحياة الكريمة وحق الأسرة في الحفاظ على أبنائها في الأخذ بيدهم إلى سبل الرشد والصلاح.

أوراق العمل

واستعرض فهد بن زاهر الفهدي، مدير دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية جهود الوزارة للحد من تزايد حالات جنوح الأحداث، فيما تطرق المقدم عبدالحكيم بن صالح السيابي، مدير إدارة مكافحة جرائم المخدرات الدولية بشرطة عمان السلطانية إلى المؤثرات العقلية وأثرها على جنوح الأحداث، وتناولت الدكتور منى الشكيلية، استشاري طب نفسي أطفال ويافعين بمستشفى المسرة الصحة النفسية والعقوبات البديلة.

جلسة حوارية

وتم تنظيم جلسة حوارية حول دور العلوم الاجتماعية في مقاربة ظاهرة جنوح الأحداث، حيث تطرق الدكتور سعيد العبدلي، أستاذ مساعد في علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، إلى جنوح الأحداث في سياق التغيرات الاجتماعية، وتحدث الدكتور عماد فاروق، أستاذ مساعد في العمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس إلى العوامل الاجتماعية والفردية في نشوء جنوح الأحداث، وتناول الدكتور أمجد الحاج، أستاذ مساعد في العمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس إلى الدور المهني للأخصائيين الاجتماعيين في التعامل مع جنوح الأحداث، وتطرق فهد بن زاهر الفهدي مدير دائرة الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية إلى الصعوبات التي توجهها وزارة التنمية في التعامل مع الأحداث الجانحين، وتناولت نقاء بنت جمعة اللواتية، أخصائية توعية مجتمعية أثر المعاملة الأبوية على سلوك الحدث.

حلول وقائية

وشهد المنتدى أوراق عمل أخرى بينها "إجراءات الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين وأثرها على تعديل سلوكهم" قدمتها الأخصائية الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية الشفاء الهاشمية، وقدمت المحامية ميمونة السليمانية، مستشارة قانونية وعضو اللجنة العمانية لحقوق الإنسان ورقة عمل حول "تشريعات حماية حقوق الطفل الجانح"، وتطرقت الدكتور منى بنت سالم العلوية مدرس علوم أول بكلية عمان للعلوم الصحية بجنوب الشرقية إلى "آلية الاكتشاف الأولي لملاح الجنوح لدى الأحداث وطرق التعامل معها".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بجامعة السلطان قابوس التنمیة الاجتماعیة علم الاجتماع أستاذ مساعد إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤولون في تسمانيا يعتزمون إعدام 90 حوت بعد جنوح 157 حوت على الشاطئ

فبراير 19, 2025آخر تحديث: فبراير 19, 2025

المستقلة/- تخطط السلطات في تسمانيا لإعدام 90 حوت قاتل كاذب على قيد الحياة ضمن مجموعة من 157 حوت تقطعت بهم السبل على شاطئ بالقرب من نهر آرثر، على الساحل الشمالي الغربي النائي للولاية.

وصل خبراء الحفاظ على البيئة البحرية بما في ذلك أطباء بيطريون متخصصون في الحياة البرية إلى الموقع صباح الأربعاء، وأكدوا أن 90 حيوانًا لا يزالون على قيد الحياة.

قالت شيلي جراهام، مسؤولة الحوادث في هيئة المتنزهات والحياة البرية في تسمانيا، بعد ظهر الأربعاء إن محاولات إعادة تعويم اثنين من الحيتان القاتلة الكاذبة في وقت سابق من اليوم باءت بالفشل.

وقالت: “سلامة الحيوانات وموظفينا هي الأولوية في هذه الاستجابة من جانبنا. دبعد التقييم البيطري الخبير، قررنا أن القتل الرحيم ضروري لأسباب تتعلق برفاهية الحيوان”.

وقال كريس كارليون، نائب مسؤول الحوادث، إن “إعدام الحيوانات بهذا الحجم يتم باستخدام سلاح ناري.”

“إنه موقف صعب، ولكن عندما نعلم أن هذه هي أفضل نتيجة للحيوان لأسباب تتعلق برفاهية الحيوان، فسنقوم بالتأكيد بهذه المهمة ونقوم بها بأسرع ما يمكن وبطريقة إنسانية.”

تم تنبيه السلطات لأول مرة إلى جنوح الحيتان مساء الثلاثاء من قبل أحد أفراد الجمهور.

قال بريندون كلارك، ضابط الاتصال في خدمة المتنزهات والحياة البرية في تسمانيا، في مؤتمر صحفي في هوبارت صباح الأربعاء: “عادة ما تتضمن أحداث جنوح الحيتان الجماعية حيتانًا طيارة. ومع ذلك، فهذه حيتان قاتلة كاذبة، وهذه هي أول جنوح جماعي كبير لهذه الحيوانات منذ حوالي 50 عامًا. لقد تقطعت بهم السبل الآن، وفقًا لتقديراتنا، لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة”.

وقال كلارك: “تشير التقييمات الأولية إلى أن إعادة تعويم الحيتان سيكون صعبًا بسبب عدم إمكانية الوصول إلى الموقع وظروف المحيط والتحديات المتمثلة في نقل المعدات المتخصصة إلى المنطقة النائية”.

وقال “لدينا ما يقرب من 200 متر من مياه المد والجزر المتلاطمة، وأمواج هادرة، لذا فإن محاولة إعادة الحيوانات إلى تلك الأمواج مباشرة ستكون صعبة”، مضيفًا أن ذلك من شأنه أن يشكل مخاطر على سلامة أفراد الإنقاذ.

وقال “في هذه المرحلة، لا نعرف لماذا جنحت هذه الحيوانات”، مضيفًا أن استطلاع المروحيات يشير إلى عدم وجود حيوانات أخرى على الشواطئ على بعد 10 كيلومترات من موقع الجنوح.

وأكدت السلطات وجود حريق غابات نشط على الساحل الغربي للولاية وحثت الجمهور على تجنب منطقة الجنوح.

وقالت إدارة البيئة في تسمانيا في بيان “جميع الحيتان من الأنواع المحمية، حتى بعد وفاتها، والتدخل في جثة يعد جريمة”.

تسترشد استجابات القسم لحالات جنوح الحيتان بـ “دليل حوادث الحيتان”، والذي تمت مراجعته بعد أسوأ جنوح جماعي للحيتان في أستراليا في عام 2020. في تلك الحادثة، جنحت أكثر من 450 حوتًا طيارًا طويل الزعانف داخل ميناء ماكواري، أيضًا على الساحل الغربي لتسمانيا.

كما حدثت حالتا جنوح جماعي في مياه تسمانيا خلال أسبوع في سبتمبر 2022.

قال كلارك إن آخر جنوح جماعي للحوت القاتل الكاذب حدث في يونيو 1974 على شاطئ بلاك ريفر بالقرب من ستانلي، أيضًا على الساحل الشمالي الغربي لتسمانيا. وشمل ذلك الحادث أيضًا مجموعة من 160-170 حيوانًا.

الحوت القاتل الكاذب، على الرغم من اسمه الشائع، هو نوع اجتماعي للغاية من الدلافين. الحيوانات، التي يصل طولها إلى حوالي 6 أمتار، تشكل مجموعات كبيرة يمكن أن تجعلها عرضة للجنوح الجماعي.

وقال كلارك إن وزن الحيتان القاتلة الكاذبة يتراوح بين 500 كيلوغرام إلى ثلاثة أطنان.

مقالات مشابهة

  • الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • المعهد العالي في حجة يُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد بفعالية تربوية
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • أبو ريدة يطالب بتطوير الفار في الدوري المصري والشركة المسئولة تتهرب
  • جنوح 157 من الحيتان القاتلة الزائفة
  • مسؤولون في تسمانيا يعتزمون إعدام 90 حوت بعد جنوح 157 حوت على الشاطئ
  • "منتدى الرؤية الاقتصادي" يوصي بإطلاق مبادرات نوعية لتحفيز نمو القطاع الخاص ودفع جهود "التنويع"
  • ملتقى فكري بجامعة السلطان قابوس يناقش "أخلاقيات رعاية كبار السن"
  • التعريف بمبادرة «إطلاق» ودورها في تمكين المبتكرين