بلدية غزّة: نواجه أزمة عطش كبيرة وندعو لتدخل أممي عاجل
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
صفا
قال المتحدث باسم بلدية غزّة حسني مهنا إنّ المدينة تواجه أزمة عطش كبيرة, بسبب عدم القدرة على تشغيل آبار المياه المتبقية بفعل عدم توفر الوقود, مشيراً إلى تسرب كميات كبيرة من الصرف الصحي تقدر بنحو 50 ألف كوب للبحر وبركة الشيخ رضوان، مما أدى لكارثة صحية.
وحذّر من حدوث أزمة حقيقيّة جرّاء عدم وصول الوقود لبلدية غزة وقصف وتدمير عشرات الآليات في كراج البلدية قبل أسبوعين مما أدى لتعطل الكثير من الخدمات الأساسية التي تقدمها البلدية.
وبيّن مهنا تعمّد الاحتلال استهداف معالم المدينة الرئيسة كحديقة ونصب الجندي المجهول ومركز رشاد الشوا وحديقة الكتيبة ومبنى المكتبة العامة، ومبنى اسعاد الطفولة، ومتنزه البلدية الرئيس، ومبنى الأرشيف المركزي، ومحطات الصرف الصحي، وآبار المياه، والشوارع الرئيسة، والمباني المدنية، والمرافق التجارية، ومبنى الأرشيف المركزي، وأدى هذا الاستهداف لكارثة كبيرة في المدينة.
وأكدّ على تضرّر كافة مناحي الحياة الإقتصاديّة والتجارية والمرافق الثقافية والتعليمية والمباني الأثريّة بشكل غير مسبوق خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف "نعاني من نقص حاد في السلع والمواد الغذائية وحركة أسواق مدينة غزة محدودة للغاية بسبب حجم الدمار الكبير في معظم الأسواق والمناطق المحيطة".
وذكر منع قوات الاحتلال المتوّغلة برّياً المواطنين من العودة إلى منازلهم في عدة مناطق بمدينة غزة بإطلاق النيران تجاههم.
ولفت إلى تكدّس أكثر من 35 ألف طن النفايات الصلبة بمدينة غزة يمنع قوات الاحتلال طواقم البلدية من نقلها إلى المكب الرئيسي ، ما تسبب بانتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات.
ووصف الأوضاع في بركة الشيخ رضوان المخصّصة لتجميع مياه الأمطار "بالخطيرة" بفعل تسرّب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي إليها نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي للخط الناقل في منطقة النفق قبل نحو 20 يوماً ما ينذر بكوارث صحيّة وبيئية كبيرة.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإغاثيّة لقطاع غزة, بيّن مهنا أنّ شاحنات المساعدات التي وصلت محدودة جداً مقارنةً باحتياج القطاع, مطالباً بإيصال كميات كافية من الوقود والمساعدات الغذائية والاغاثية إلى غزة والشمال واستئناف امدادات المياه والكهرباء.
وأشار مهنا الى وجود 700 ألف مواطن في مدينة غزة وشمال القطاع يحتاجون إلى الخدمات, لافتاً الى حاجة بلدية غزة للوقود والكهرباء كي يتسنّى لها تقديم الخدمات الأساسيّة للمواطنين.
وشدد على أهمية إدخال الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى من آليات لإزالة الرّكام وفتح الشوارع وانتشار جثامين الشهداء العالقة تحت الأنقاض.
وحذّر من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في غزة بفعل الكوارث الصحية والبيئية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي, مطالباً بتحرك أممي لمنع الكوارث المحققة في غزة.
وفيما يتعلق بالأرشيف التاريخي لمدينة غزة, قال مهنا بأن الاحتلال دمّر المكتبة العامة في غزة واستهدف المبنى الأرشيفي المركزي التابع للبلدية وأتلف آلاف الكتب والوثائق والمخططات القديمة التابعة للمدينة في محاولة منه لنشر حالة من الجهل ودثر تاريخ مدينة غزة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى
إقرأ أيضاً:
وسط تشديد الحصار واستمرار المساومات حول عدد الأسرى.. 2.4 مليون إنسان يقتلهم الاحتلال ببطء داخل غزة
البلاد – رام الله
فيما قرر الاحتلال الإسرائيلي أن يقتل ببطء 2.4 مليون إنسان داخل غزة، بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والإمدادات لليوم الـ 15 على التوالي، وبلغ ذروة ممارساته اللاإنسانية بقطع الكهرباء المحدودة عن محطة تحلية المياه وسط القطاع، تتعثر مفاوضات التهدئة في ظل خلاف حول عدد الأسرى المزمع إطلاق سراحهم.
باتت تداعيات استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار تظهر في القطاع، وهناك مؤشرات واضحة لعودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، ويتهدد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى، بسبب نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتسبب إغلاق المعابر بانعدام الأمن الغذائي وفقدان 80 % من المواطنين، مصادرهم للغذاء سواء بتوقف التكيات الخيرية أو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من السلع، حتى الحصول على الخبز بات معضلة كبرى بعد توقف 25 % من مخابز القطاع عن العمل، وقرب توقف أعداد أخرى بسبب نفاد الوقود.
ويعاني القطاع من شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي، وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية، وأصبح 90 % من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، حفاظًا على ما هو متوفر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة.
وأدى توقف عمليات فتح الشوارع وإزاحة الركام والنفايات في غالبية البلديات للاستفادة من كميات الوقود في تشغيل آبار المياه، في معاناة مضاعفة للمواطنين وأضرار صحية وبيئية ستترك أثرًا كارثيًا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة حاليًا.
وفي ظل شح الوقود، اضطر الغزيين للعودة إلى استخدام الحطب في طهي الطعام بدلًا من غاز الطهي، مما يؤثر على الصحة والبيئة بشكل خطير، ويتسبب في ازدياد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.
وتضاعفت معاناة نحو 150 ألف من المرضى المزمنين والجرحى الذين لا يجدون الدواء أو المستهلكات الطبية لمداواتهم.
وتعكس هذه المؤشرات صورة ما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة، بعد أن قرر الاحتلال أن يقتلهم ببطء فأحكم حصارهم ومنع عنهم كل مقومات الحياة وجعل من غزة سجنًا كبيرًا.
ومطلع الشهر الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الاحتلال وحماس، والتي امتدت لـ 42 يومًا، وفي 2 مارس أوقف نتنياهو جميع البضائع والإمدادات إلى القطاع، ومؤخرًا قطع الكهرباء ما فاقم مشكلة شح المياه، في محاولة لإطلاق أكبر عدد من أسراه في غزة، والتنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق وإنهاء الحرب كما هو متفق عليه.
وفي ظل تعثر الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، يضغط الوسطاء لتمديد المرحلة الأولى بتبادل محدود لعدد من الأسرى، إلا أن الخلاف قائم على أعدادهم ونوعياتهم، حماس وافقت على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية.
بينما قدم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال مفاوضات الدوحة مؤخرًا، نسخة منقحة عما قدمه سابقًا، إذ فيما كان المقترح السابق ينص على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء، يبدو أن النسخة الجديدة أشارت إلى إطلاق 5 أحياء وعدد من الجثامين، مع استمرار الهدنة لمدة 50 يومًا.
وفيما تستمر المساومات حول عدد الأسرى، يدفع أهل غزة الثمن، وستحمل الأيام القادمة معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام.