خاض الاحتلال الإسرائيلي العديد من الحروب على قطاع غزة، أعلن في بدايتها عن أهداف لم يتمكن من تحقيقها أبرزها إنهاء حركة حماس، وكان جليا تراجعه عنها في النهاية وإبرام اتفاقيات وقف إطلاق نار مع المقاومة الفلسطينية التي أراد إنهائها والقضاء على مقدراتها.

وفي عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوما، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، هدف القضاء على حركة حماس سياسيا وعسكريا، واستعادة أسراه المحتجزين لدى المقاومة، وقطع المياه والكهرباء وأغلق المعابر ومنع دخول الوقود إلى سكان القطاع.



لكنه وبعد أسابيع من عدوانه، اتخذ خطوة إلى الوراء، بقبول التفاوض مع حركة حماس بشأن أسراه وإبرام صفقة تبادل أسرى، كما أدخل كميات من الوقود والمساعدات بضغط دولي.

وأطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل المختطفين لدى المقاومة، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه إذعان لشروط المقاومة التي توعد بالقضاء عليها.

وترصد "عربي21"، أبرز تصريحات الاحتلال خلال الحروب الثلاثة عام 2008-2009 و2012، و2014، وكيف وضع أهدافا بالبداية تراجع عنها لاحقا.

معركة الفرقان 2008- 2009
واندلعت معركة الفرقان في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، وانتهت في 18 كانون الثاني/ يناير 2009، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية.

وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر، زعم رئيس الشاباك يوفال ديسكين أن "هناك رغبة بأن تقوم إسرائيل بتحرير القطاع من حركة حماس"، فيما رفض رئيس وزراء دولة الاحتلال في ذلك الوقت إيهود أولمرت التهدئة وخاصة مبادرة فرنسية، قبل توجيه ضربة قاسية إلى حماس، كما قال.

لكن أولمرت في 2 كانون الأول/ يناير 2009، تراجع عن تصريحاته، وقال إن "إسرائيل" ليست معنية بشن حرب طويلة على قطاع غزة.


وفي 4 كانون الأول/ يناير، شن الاحتلال عملية برية على قطاع غزة، واستدعيت قوات الاحتياط، وبعد يوم واحد كشفت صحيفة هآرتس أن "إسرائيل" كلفت طاقما سياسيا وأمنية لبلورة شروط تنهي الحرب على غزة، أبرزها منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من خلال جهاز رقابة دولي.

وخلص قادة الاحتلال في ذلك الوقت بأن هدف العملية العسكرية وقف إطلاق الصواريخ، والقضاء على "الإرهاب" في غزة، ووقف تهريب الأسلحة ورقابة دولية على ذلك، فيما ذكر وزير الحرب في ذلك الوقت إيهود باراك أن هدف العملية تغيير الواقع الأمني في قطاع غزة.

في 7 كانون الثاني/ يناير قال أولمرت إن العملية تهدف إلى تغيير الوضع في الجنوب وتأمين الهدوء هناك، ووقف تهريب السلاح إلى غزة.

لكن الاحتلال وافق على وقف إطلاق نار شامل برعاية مصرية في 8 كانون الثاني/ يناير برعاية مصرية، والدخول بمفاوضات بشأن المقترحات المصرية والفرنسية.

في 9 كانون الثاني/ يناير ذكرت صحيفة هآرتس، أن أولمرت معني بتوسيع العمليات، ووزير جيشه باراك يميل إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية، ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني تميل الى الانسحاب الفوري وإبقاء الباب مفتوحا لشن هجوم آخر، ما يشير إلى خلافات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال بشأن العملية العسكرية.

في 12 كانون الأول/ يناير أثار وزير الجيش إيهود باراك فكرة احتلال محور "فيلادلفيا" لمنع التهريب إلى غزة الأمر الذي أثار غضب المصريين. فيما قال نائبه فلنائي عن قرب انتهاء الحرب بفعل قرار مجلس الأمن.

في 13 كانون الأول/ يناير قال أولمرت إن إنهاء الحرب متوقفة على تحقيق هدفين وهما: وقف الصواريخ وتهريب الأسلحة، أما ليفني رأت أن "إسرائيل" استعادت هيبة الردع.

وعقب ذلك، بدأت تصريحات الاحتلال تأتي في سياق إنهاء الحرب، وفي 14 كانون الأول/ يناير، قرر "الكابينت" عدم توسيع عملياته لإعطاء فرصة لجهود وقف إطلاق النار، فيما اقترح باراك وقفا لمدة أسبوع لإعادة تموضع الجيش معتقدا أن العملية حققت أهدافها الأساسية.

في 16 كانون الأول/ يناير وقعت ليفني، مع نظيرتها الأمريكية، كوندليزا رايس، على مذكرة تفاهم أمنية – استخبارية بشأن معالجة ومتابعة ما أسمي بـ"مسارات تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة".

في 16 يناير، قال باراك إن إسرائيل تتابع احتمالات إنهاء الحرب في إشارة إلى المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وفي اليوم التالي أعلنت دولة الاحتلال أنها تتجه لوقف أحادي الجانب لإطلاق النار بسبب الضغوط الدولية عليها.

ووفقا للمعطيات، فإن كافة الأهداف التي تحدث عنها الاحتلال بشأن عمليته العسكرية التي استمرت 21 يوما لم يتم تحقيقها، بما في ذلك القضاء على القوة الصاروخية لحركة حماس ومنع تهريب الأسلحة.

حجارة السجيل عام 2012
بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة باغتيال القائد البارز في كتائب القسام أحمد الجعبري، ووضع أربع أهداف للعملية العسكرية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن الجيش مستعد لتوسيع العملية العسكرية، فيما حدد وزير الحرب باراك أربع أهداف للعملية، وهي: "تعزيز قوة الردع، إصابة الصواريخ الفلسطينية، تسديد ضربات قوية لحركة حماس، تقليص المساس بالجبهة الداخلية لإسرائيل".

في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إنهم لن يقبلوا بوقف إطلاق النار دون ضمان الهدوء التام وردع الفصائل الفلسطينية.

لكن ليبرمان ذاته تحدث بتصريح آخر في اليوم نفسه، قال فيه إنه ليس من مهمة الحكومة الحالية إسقاط حماس، فيما طالب وزير الأمن بن إليعازر باستمرار الحرب.


وفي 18 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلن نتنياهو استعداده توسيع عمليات الجيش في غزة واجتياح القطاع بشكل كامل، لكنه قال  في اليوم ذاته لوزير فرنسي، إنه يجب وقف إطلاق الصواريخ من غزة، لإمكانية التحدث. 

لكن الحرب انتهت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، دون تحقيق الأهداف التي أعلنها جيش الاحتلال، بوساطة مصرية أمريكية.

العصف المأكول عام 2014
مع بدء الحرب التي بدأت في 8 تموز/ يوليو 2014، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتحدث عن هدف ضرب حركة حماس وبنيتها التحتية في قطاع غزة، فيما طالب وزير ماليته في ذلك الوقت يائير لابيد عن بحث كافة السيناريوهات المحتملة في حال سقوط حماس في غزة ومن سيعبئ الفراغ، لكنه كان يتحدث في إطار فرض الهدوء في الجنوب.

وفي 10 تموز، قال وزير المواصلات يسرائيل كاتس، إنه يجب اغتيال إسماعيل هنية ومحمود الزهار، وإعادة قطاع غزة إلى العصر الحجري، كما رفض نتنياهو أي مساعي لفرض التهدئة، وأنه سيواصل ضرب قدرات حركة حماس ورفض تقديم إطار زمني لإنهاء الحرب.

وكما هو الحال في كل حرب، اتهم نتنياهو حركة حماس بإقامة مستودعات للأسلحة والذخيرة في أقبية المستشفيات.

وسرعان ما تراجع الاحتلال عن الحديث عن أهدافه المعلنة، ليصادق مجلس الوزراء المصغر "الكابينت" في 15 تموز/ يوليو، على المبادة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة مع حماس والفصائل، لكن بعد يوم واحد 16 استأنف الجيش عملياته بزعم أن الفصائل لم تلتزم بالمبادرة، وهدد نتنياهو بتوسيع العملية إذا لم تستجب الفصائل.

في 16 تموز/ يوليو انضم وزير الاقتصاد نفتالي بينيت إلى جوقة المعارضة ورفض المبادرة المصرية وطالب بعملية برية في قطاع غزة، وفي اليوم التالي برزت تصريحات لجيش الاحتلال عن توسيع العملية باجتياح بعض المناطق في غزة وشمالها وجنوبها بهدف تدمير الأنفاق.

في 18 تموز/ يوليو، قرر "الكابينت" قرر العملية البرية، بعد انهيار المبادرة المصرية، لكنه منح نتنياهو الفرصة لتحقيق الجهود المصرية.

في 21 تموز / يوليو تحدث لابيد أن هدف العملية في غزة هو "إزالة التهديد الناجم عن إطلاق القذائف الصاروخية، والأنفاق، والعملية ستنتهي عندما يزول الخطر على بلدات الجنوب".

وعقب ذلك أعلن نتنياهو أن العملية العسكرية ستتوسع تدريجيا حتى تسلم حماس بوقف إطلاق نار طويل الأمد، وقال إن العملية البرية تتركز على التعامل مع الأنفاق، لكنه استدرك قائلا إنه لا توجد ضمانات لتحقيق نجاح العملية البرية بنسبة 100 بالمئة.

وفي مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأمريكية"، تحدث نتنياهو عن ثلاثة أهداف من العملية العسكرية وهي: وقف الصواريخ ونزع سلاح المقاومة وتدمير الأنفاق.

في 31 تموز/ يوليو كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن أن لابيد قدم مقترحا في الكابينت باغتيال القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، لكن نتنياهو رفضه، ووافق على تدمير منازل قيادات حماس وهي خالية.

وأرسل نتنياهو رصالة إلى القاهرة بأنه لن يقبل بأي اتفاق لا يتيح إتمام مهمة تدمير الأنفاق، لكن صحيفة "هآرتس" كشفت في 2 أب/ أغسطس أن وزارة الخارجية أعدت وثيقة تتضمن "خطة انسحاب سياسي" من الحرب، وسلمتها إلى نتنياهو.


في 6 أب/ أغسطس سحبت "إسرائيل" قواتها من داخل قطاع غزة مع هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة، كما تحدث نتنياهو بأنه يتطلع لدور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما قالت تسيفي ليفني إنه من الضروري نزع سيطرة حماس على قطاع غزة وتسليمه إلى السلطة.

في 14 أب/ أغسطس، هدد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، من أن "إسرائيل" لن تقبل بأي مقترح لا يتضمن إعادة جثث الجنديين الإسرائيليين.

فيما قال نتنياهو إنه في حال فشل الوساطة المصرية، فإن العملية العسكرية ستواصل عملها في قطاع غزة. وفي 15 أب/ أغسطس تحدث عن أهداف جديدة تتضمن ضمان الهدوء والأمان للإسرائيليين لفترة طويلة، مع إلحاق ضرر ملموس للبنية التحتية للمقاومة.

بالتزامن مع ذلك شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تدهورا، حيث علقت الولايات المتحدة شحنة صواريخ من طراز "هيلفاير" إلى دولة الاحتلال. وسط حديث عن تبادل للشتائم بين نتنياهو وباراك أوباما بسبب الحرب على غزة.

وفي 16 أب/ أغسطس طالب وزير الاقتصاد بينيت، بفتح المعبر ووقف أحادي الجانب للحرب على غزة، وفي ظل المفاوضات التي تقودها مصر قال نتنياهو: "إن إسرائيل لن تقبل بهدنة دائمة مع الفلسطينيين الا اذا تم تلبية احتياجاتها الامنية بوضوح".

في 20 أب/ أغسطس توقفت المفاوضات وانسحب الوفد الإسرائيلي من القاهرة بتعليمات من نتنياهو بسبب استئناف حماس إطلاق الصواريخ. فيما دعا ليبرمان لحسم سريع مع حماس وعدم الخضوع لها.

في 20 أب/ أغسطس تحدث نتنياهو أن الحرب على غزة لن تنتهي، وأنها مستمرة حتى إعادة الهدوء. وتعهد ببلورة محور إقليمي ضد حماس.

في 22 أب/ أغسطس تباهى نتنياهو ووزير جيشه يعلون، باغتيال القادة العسكرية لحركة حماس في غزة.

في 24 أب/ أغسطس صرح وزير الجيش يعلون أن هدف "إسرائيل" في المرحلة الحالية هو وقف إطلاق النار وليس نزع سلاح حماس، مضيفا أن القيادة السياسية تريد إنهاء المعركة عبر اتفاق سياسي لا عسكري.

في 25 أب/ أغسطس تحدث يعلون عن استمرار العملية، وأنها قد تستغرق وقتا حتى تحقيق أهدافها، في مقدمتها عودة الهدوء إلى الجنوب، فيما قالت وزيرة القضاء تسيفي ليفني، إن نزع سلاح حماس يجب أن يتم من خلال قرار دولي يشمل بالمنظور القصير منع حماس من زيادة قوتها، وتحويل غزة لسيادة السلطة الفلسطينية.

في 26 أب/ أغسطس ردت دولة الاحتلال بالإيجاب على مقترح مصري لوقف إطلاق النار، وذكرت وسائل إعلامية أن نتنياهو أبلغ وزرائه بذلك عبر الهاتف.

ومن الواضح بأن الاحتلال الإسرائيلي، حتى في حربه عام 2014، لم يستطع تحقيق أهدافه المعلنة والتي بات يكررها أيضا في عملياته اللاحقة في قطاع غزة، بما فيها العدوان الجاري منذ أكثر من 50 يوما والذي يعد هو الأشد وراح ضحيته أكثر من 20 ألف شهيد حتى اللحظة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الحروب غزة حماس حماس غزة الاحتلال حروب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی العملیة العسکریة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار دولة الاحتلال تهریب الأسلحة کانون الثانی على قطاع غزة فی ذلک الوقت إنهاء الحرب فی قطاع غزة لحرکة حماس حرکة حماس فی الیوم فیما قال على غزة أن هدف فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاؤل إسرائيلي حذر بشأن الهدنة في غزة.. هل تخلت حماس عن شروطها الأساسية؟

تبدي أوساط سياسية إسرائيلية تفاؤلا حذرا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن صفقة تشمل تبادل للأسرى ووقف للحرب في غزة، في أعقاب "رد إيجابي" قدمته حماس على "مقترح بايدن"، وسط محاولات للضغط على نتنياهو وحثه على الموافقة هذه المرة.

وتناقش حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومجلس الحرب، الخميس، رد حركة حماس على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن قطر ومصر، نقلتا إلى فريق التفاوض، رد حركة حماس، على مخطط صفقة التبادل. وأشار مكتب نتنياهو، إلى أن حكومة الاحتلال ستعيد جوابها إلى الوسطاء، بعد دراسة الرد، الخميس.


إرسال وفد للتفاوض
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن نتنياهو، وافق على إرسال وفد التفاوض الإسرائيلي، للتباحث بشأن الصفقة، بعد الرد الذي وصل إلى الاحتلال.

وأوضحت الصحيفة، أن الأوساط لدى الاحتلال، متفائلة في التوصل إلى صفقة، في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع، لكنهم يقولون إن الأمر لن يحدث ببساطة، رغم أن رد حماس على مقترح الصفقة كان مختلفا بحسب ما يراه الاحتلال.

هل تنازلت حماس عن الخطوط العريضة؟
رغم أن صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله، إن حماس تخلت عن مبدأ وقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة في المرحلة الأولى من الاتفاق إلا أنه لا يوجد مؤشرات على هذا الطرح، بالنظر إلى تصريحات قادة حماس مرارا وتكرارا حول مبادئ أساسية في أي صفقة أو اتفاق، تشمل ركائز ثلاثة، أولها الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ووقف الحرب بشكل دائم، وإعادة الإعمار.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال ⁠في آخر تصريح له، إن "دماء الشهداء تطالبنا ألا نساوم وألا نهادن وألا نغير ولا نبدل ولا نضعف ولا نيأس بل نواصل طريقنا بكل إصرار".
وحول الموقف من المفاوضات، قال هنية: "قدمت الحركة كل ما يمكن من مرونة ووافقت بدون تردد على كل المشاريع التي طرحت شريطة أن يكون نتيجة ذلك وقف الجرائم وانتهاء العدوان والانسحاب الكامل من القطاع".

وأضاف: "⁠ما زلنا نتمسك بأن أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان هو اتفاق مرفوض، ولن يتغير موقفنا هذا في أي مرحلة من المراحل". 

مصدر مطلع نفى في تصريح مقتضب لـ"عربي21" تخلي حركة حماس عن شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة، مؤكدا أن المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تشمل وقف العمليات العسكرية، والتفاوص خلال هذه المرحلة على الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة.

بدوره، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت لعائلات أسرى في غزة: "نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى".


ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن غالانت قوله في اجتماع مع عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، مساء الأربعاء: "نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: "قبل شهر كنت متشائما بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبا".

وتابع غالانت: "كان أحد أهدافي الرئيسية في جميع الاجتماعات في الولايات المتحدة، هو الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق".

من جهته، قال الوزير السابق في مجلس الحرب، غادي آيزنكوت، "نحن في نقطة تعتبر الأقرب إلى صفقة تبادل منذ 9 أشهر".

وأوضح آيزنكوت أنه يجد مع ذلك صعوبة في رؤية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يرتقي إلى المستوى الاستراتيجي في القيادة ويوافق على الصفقة. قائلا، إن "نتنياهو مقيد بمصالحه السياسية والشخصية ويجب استبداله بسرعة".

ما دور الوضع الميداني في تحريك مياه الصفقة؟
لا يمكن الحديث عن تفاؤل إسرائيلي من رد حماس الإيجابي بشأن الصفقة، بمعزل عن الوضع الميداني الصعب الذي يعيشه جيش الاحتلال على جبهتي غزة والشمال، وتصاعد خسائره مؤخرا.

ويرى محللون تحدثت إليهم "عربي21" أن تصاعد خسائر جيش الاحتلال خلال الأسابيع القليلة الماضية، خصوصا في قطاع غزة، إضافة إلى قرب انتهاء العملية البرية في رفح، يعززان فرص إبرام اتفاق لإطلاق النار في غزة، إذ لا ضرورة عملياتيه تذكر لاستمرار الحرب على غزة، خصوصا من البر، وإلا فإن الاستمرار يعد انتحارا عسكريا واستمرارا لاستنزاف الجيش، وتآكل قدراته.

إحباط من نتنياهو ومحاولات للضغط
تتصاعد اتهامات كبار المسؤولين الأمنيين في دولة الاحتلال لمكتب رئيس الوزراء ومسؤولي مجلس الوزراء المتطرفين بالتسبب في إعاقة إبرام الصفقة، وسط نشوب معركة حادة بين جيش الاحتلال ومجتمع الاستخبارات ومكتب رئيس الوزراء، وكل له موقف خاص به يتعارض مع الآخر. 


رونين بيرغمان الخبير الأمني في صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"نيويورك تايمز"، نقل أن "غضبا كبيرا يسود كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، من مختلف المنظمات والوحدات، من إحباط أي إمكانية لتنفيذ صفقة التبادل، عقب البيان المتسرع لمكتب نتنياهو الذي وصف فيه ردّ حماس بأنه لم يحمل أي شيء جديد، رغم أن جميع المعلومات المتوفرة تفيد بأنهم لم يطلعوا بعد على تفاصيل الردّ، وفي وقت لاحق أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا باسم جهاز الموساد جاء فيه أن الحكومة تدرس الرد، وسوف ترسل إجابتها للوسطاء". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "ردّ حماس جاء بعد ساعات من لقاء رئيس الوزراء القطري بقادة الحركة، وعرض عليهم تعديلات بديلة للمقترح بغرض التغلب على الأقسام الصعبة التي كانت لا تزال تثير الجدل مع الاحتلال، وسط تقديرات اسرائيلية مفادها أن الحركة قدمت إجابة إيجابية، أو على الأقل هكذا رأوها بصورة نسبية". 

وأشار إلى أن "قادة أجهزة الأمن والجيش عبروا عن مفاجأتهم من خطاب ألقاه وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش في سديروت جاء فيه أننا نرى المزيد والمزيد من علامات انكسار في حماس، والمزيد من قادتها يشعرون بأنهم قبل النهاية، ولذلك لا يجب التوقف في هذه اللحظة، بل إدخال مزيد من القوات، والضغط أكثر على حماس في غزة، لن أتفاجأ إن أبدت الحركة تنازلا في شروطها في الصفقة، ولذلك فإننا قريبون من النهاية، لأنها تريد إنقاذ حكمها في غزة، ما يستدعي إدخال مزيد من القوات الى غزة". 

وأكد أن "كلام سموتريتش يعني أنه بالفعل على معرفة بالتطورات المتوقعة في المفاوضات، لكنه يفعل كل شيء لإحباطها، لأنه فجأة خرج ببيان يتنبأ فيه بالمستقبل، ثم يقول كل شيء لمنع تحقق هذا المستقبل، واليوم بعد الإعلان عن تسليم رد حماس الذي وصفته أوساط إسرائيلية بالإيجابي، فإن ما صدر عن حاشية مكتب رئيس الوزراء يمكن وصفه بأنه "غريب"، لأنه تحدث عن إصرار حماس على شرط رئيسي يمنع العودة للقتال بعد المرحلة الأولى.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يدرك عجز جيشه.. ملامح المرحلة الثالثة من الحرب
  • ما آخر مستجدات تطورات صفقة الهدنة في غزة؟
  • محمد علي حسن: نتنياهو أعلن عدم إنهاء الحرب في غزة قبل تحقيق أهدافه
  • خبير عسكري: قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يدركون مخاطر التصعيد مع لبنان
  • بعد تقارير عن انفراجة.. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات الهدنة؟
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • تفاؤل إسرائيلي حذر بشأن الهدنة في غزة.. هل تخلت حماس عن شروطها الأساسية؟
  • إسرائيل: من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع
  • عضو سابق بمجلس الحرب: نتنياهو سيعرقل اتفاق غزة
  • نتنياهو يحدد موعد مناقشة "مقترحات حماس" للهدنة