مسؤول إسرائيلي سابق: تل أبيب قد تواجه قريبا صدمة سياسية أثناء حرب غزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يقول مسؤول إسرائيلي سابق إن الفلسطينيين ربما يضطرون، وسط حرب غزة، لمراجعة مطلبهم بحل الدولتين إلى الدولة الواحدة بحقوق ديمقراطية متساوية للجميع، وإن ذلك سيسبب صدمة في إسرائيل مساوية لصدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح آفي جيل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية الباحث الحالي في "معهد سياسات الشعب اليهودي" أن الحرب في غزة تعزز الدعم الفلسطيني لحل الدولة الواحدة.
وقال إن القادة الفلسطينيين يحذرون أحيانا من أنه في غياب حل الدولتين القابل للتطبيق، قد يضطرون إلى مراجعة مطالبهم والتحوّل من المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل إلى المطالبة بحقوق ديمقراطية متساوية للجميع، في دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.
تأثير قويوأشار إلى رفض إسرائيل لهذه التحذيرات باعتبارها "تهديدات" وليس إستراتيجية سياسية ملموسة، مضيفا أن التأثير المحتمل للحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تفكير الفلسطينيين يمكن أن يكون قويا.
ولفت الكاتب إلى أن المؤيدين الفلسطينيين لحل الدولة الواحدة يجادلون بأن توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية قد ألغى إمكانية إنشاء حدود واضحة بين الشعبين. وقال إن هذا التوسع أدى إلى استنتاج الفلسطينيين أن إسرائيل تقودهم نحو الضم وتعمل باستمرار على استيعاب أراضيهم.
وتوقع أنه إذا ألغى الفلسطينيون مطالبتهم بدولة مستقلة وطالبوا بدلا من ذلك بالمساواة في الحقوق، فإن الدول الغربية ستضطر إلى دعم مطلبهم، ومع مرور الوقت، ستجد هذه الدول صعوبة في تبرير واقع لا يحق فيه للفلسطينيين المشاركة في العملية الديمقراطية التي تحدد الحكومة المسؤولة عن مصيرهم في إسرائيل.
ثلث السكانوقال إن الدراسات الاستقصائية الدورية التي أجراها الدكتور خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله كشفت أن حل الدولة الواحدة يحظى حاليا بدعم ثلث السكان الفلسطينيين، مع وجود نسب أعلى من الدعم بين جيل الشباب.
وأضاف أن علماء السكان "الديمغرافيا" يناقشون ما إذا كان هناك بالفعل تكافؤ سكاني بين اليهود والعرب، بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وأن من يقللون من شأن العامل الديمغرافي بين هؤلاء العلماء يجادلون بأنه يجب حذف 2.1 مليون عربي يقيمون في غزة من مجموع السكان العرب بحجة أن غزة تحكمها (حماس)، مشيرا إلى أن هذه الحجة قد تنهار إذا انتهت سيطرة حماس.
الطابع اليهوديكذلك أشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في عام 2003 إن السكان العرب في إسرائيل يجب ألا يتخطوا عتبة 50% للحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل.
وختم الكاتب بتحذيره من أن إسرائيل قد تضطر إلى منح حقوق سياسية لأي شخص يعيش ضمن ولايتها القضائية، ولذلك يجب عليها ألا تنسى أنه دون مبادرة تسعى إلى حل الدولتين، فإنها تتخلى عن مستقبلها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدولة الواحدة
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي سابق يتحدث عن شرطين لإنهاء سيطرة حماس في غزة
تحدث وزير إسرائيلي سابق من حزب الليكود، عن شرطين أساسيين لضمان إفقاد حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة، وذلك في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة طيلة 15 شهرا.
وقال الوزير الإسرائيلي السابق دان مريدور في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إنّه "دون التطبيع مع السعودية، وتدخل السلطة، فإنّ حركة حماس ستواصل سيطرتها في غزة".
وشدد مريدور على أن "الإدارة الفاشلة للمخاطر قبل الكارثة، والإدارة الاستراتيجية الفاشلة للمعركة في أعقابها، جعلت حماس تبقى هي المسيطرة في القطاع".
نتنياهو فشل مرتين
وأوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فشل مرتين، الأولى في إدارة الخطر أمام "حماس" حتى كارثة 7 أكتوبر، والثانية في إدارة الحرب منذ ذلك الحين وحتى الآن، مضيفا أنه "بسبب قرار حكومة الليكود خرجت إسرائيل من قطاع غزة، وحماس سيطرت بالقوة على القطاع (..)".
وأشار إلى أن إسرائيل تقف أمام سؤال "كيف سنتعامل مع القطاع المحكوم فعليا من قبل حماس؟"، منوها إلى أنه كان هناك "محاولة لخلق واقع من الحدود الهادئة لفترة طويلة، ومن أجل ذلك بذل نتنياهو جهود مضنية لتمكين حماس من الحصول على تمويل كبير من قطر، وأعطيت لها تسهيلات اقتصادية".
واستدرك بقوله: "قرار كهذا يقتضي إدارة المخاطر، وحماس بقيت عدو لدود ولا تسلم بوجود إسرائيل (..)، وتل أبيب أخذت مخاطرة عالية على أمل الوصول إلى حدود هادئة، لكن حكومة نتنياهو فشلت فشلا ذريعا ومتواصلا في إدارة الخطر الشديد".
وتابع: "نتنياهو بمعرفته من هي حماس، كان يجب عليه أن يجري كل أسبوع أو شهر، بنفسه وعن طريق هيئة الأمن القومي، جلسة مع رؤساء الجيش والشاباك، واستيضاح ما الذي يحدث في غزة (..)".
ورأى أنه لو تصرف نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية بهذا الشكل، لما كان هناك أي شك تقريبا بأنه كان يمكن "تجنب كارثة 7 أكتوبر".
وذكر أن الفشل الثاني لنتنياهو "هو إدارة الحرب بعد 7 أكتوبر. وتدمير سلطة حماس هو هدف مناسب ومهم، ولا توجد إمكانية لتحقيقه بدون ضربة عسكرية قاسية، لكن أيضا لا توجد إمكانية لتحقيقه بواسطة ضربة عسكرية فقط. تدمير سلطة حماس مرهون بسلطة أخرى تقوم باستبدالها".
بديل حكومي لحماس
وأردف قائلا: "تم اقتراح على إسرائيل بديل كهذا من قبل الرئيس الأمريكي وبعض الدول العربية. بديل حكومي لحماس كان يمكن أن يتم تشكيله من رجال السلطة الفلسطينية (التي ضعفها معروف، لكنها كانت مستعدة لذلك) بمساعدة قوات عربية (مصرية، إماراتية وغيرها)، وبمساعدة مالية ضخمة (ربما سعودية، إماراتية) من أجل إعادة إعمار القطاع".
واستكمل بقوله: "لا يوجد أي يقين بأن هذا سينجح، لكن هناك احتمالية لذلك بدعم أمريكي ودولي واسع. هذه هي الرجل المكملة لعملية عسكرية. وبدونها لن تكون هناك أي فرصة لإسقاط نظام حماس. بالفعل، الآن بعد مرور 15 شهر وبعد ضربة عسكرية قاسية فإن حماس لا تزال تسيطر على قطاع غزة".
وأكد الوزير الإسرائيلي السابق أن مصلحة تل أبيب هي إضعاف حماس وتعزيز السلطة الفلسطينية، مستدركا: "لكن الحكومة التي شكلها نتنياهو يمكن أن تتفكك إذا كانت هناك مفاوضات مع السلطة، لذلك فإن الحرب جرت منذ 15 شهرا، وحماس تسيطر حتى الآن على القطاع".
ووفق قوله، فإنّ "كل ذلك واضح ومعروف لدى نتنياهو، وهو يفضّل عدم وصول السلطة الفلسطينية إلى غزة، لأنه حينها سيتعين على إسرائيل التفاوض معها، وبالتالي ستسقط حكومة اليمين المطلق لاعتبارات سياسية".
وختم قائلا: "يجب إنهاء المعركة الآن وإعادة جميع المخطوفين ومواصلة عملية التسليم بوجود إسرائيل عن طريق التطبيع مع السعودية، وهذا مهم تاريخيا ويساعد على صمودنا أمام محور إيران، لكن يبدو العملية مرتبطة بضم السلطة الفلسطينية".