رأي الوطن : الأمن للجميع بوابة السلام وتحقيق الأهداف الإنسانية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
مع إعلان الوسطاء عن تمديد الهدنة المؤقَّتة في قِطاع غزَّة ليومَيْنِ إضافيَّيْنِ، راجعينَ هذا التمديد إلى دواعٍ إنسانيَّة تهدف إلى إعطاء المزيد من الوقت لعمليَّات تبادل الأسرى بَيْنَ المقاومة الفلسطينيَّة وكيان الاحتلال الصهيونيِّ، وهو ما يفرض على الوسطاء العمل بشكلٍ جدِّيٍّ لتمديدِها لِمَا هو أكثر إنسانيَّة من عمليَّة التبادل، فهناك جانب إنسانيٌّ آخر لا يقلُّ عن الجانب الإنسانيِّ المتعلِّق بالأسرى، ألَا وهو أولئك الَّذين فقَدوا منازلهم وأحبَّتهم وأصبحوا رهينة لظروف الطقس القاسي وإرهاب العدوِّ المتربِّص بهم، الَّذين نزحوا قسريًّا نَحْوَ وسط وجنوب القِطاع، دُونَ مأوى أو علاج أو غذاء أو ماء نظيف، الَّذين تفرض عَلَيْهم تلك القوَّة الغاشمة الإرهابيَّة المُتمثِّلة في الكيان الصهيونيِّ عدم العودة للاستظلال حتَّى بالركام المتبقِّي من منازلهم.
وباتَ من غير المقبول مطلقًا استمرارُ لصْقِ الخطوات الإنسانيَّة بما يناسب الكيان الصهيونيَّ المارق وما يتماشى مع حماية مواطنيه، والاستمرار في تجاهل الثوابت الإنسانيَّة في حماية الأشدِّ عوزًا للحاجات الإنسانيَّة من سكَّان غزَّة المَدنيِّين العُزَّل المُحاصَرِين، الَّذين فقدوا أكثر من (15) ألفَ شهيدٍ بَيْنَهم (6150) طفلًا، وأكثر من (4) آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من (36) ألف جريح، الكثير مِنْهم في حالة حرجة، وتتضاءل فرص النجاة نتيجة نقص العلاج وقلَّة الإمكانات في مستشفيات القِطاع وعربات الإسعاف؛ نتيجة الاستهداف الدَّائم لتلك المنشآت من قِبل قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ بما يملكونه من أسلحة متطوِّرة فتَّاكة مُحرَّمة دوليًّا، أمطروا بها غزَّة دُونَ رادعٍ من ضميرٍ أو وَجَلٍ من محاسبةٍ تفرضها القوانين الدوليَّة، ومواثيق الأُمم المُتَّحدة.
والدَّليل الأكبر على هذا الكيل بمكيالَيْنِ الَّذي نراه في قِطاع غزَّة، هو حالة العدوان المستمرِّ على فلسطينيي الضفَّة الغربيَّة والقدس المحتلَّتَيْنِ، والَّتي تتصاعد وتتواصل دُونَ حراكٍ دوليٍّ يحمي الفلسطينيِّين من جرائم كيان الاحتلال العدوانيَّة وقطعان مستوطنيه الإرهابيِّين، الَّذين يستهدفون البَشَر والزَّرع والحجَر دُونَ أيِّ استنكارٍ أو تنديدٍ حتَّى ممَّن يسعون لهدنة مؤقَّتة تُعِيد للكيان الصهيونيِّ أسراه (بدواعٍ إنسانيَّة). فحتَّى الإنسانيَّة باتَتْ مختلَّةَ الميزان، وباتَ حقُّ الإنسان في الحياة مرتبطًا بانتمائه وعِرقه وجنسيَّته دُونَ أنْ يسعى هؤلاء الوسطاء الغربيون إلى وقفٍ فوريٍّ مستمرٍّ للعدوان وحرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ ضدَّ أبناء فلسطين في كامل أراضيهم المحتلَّة، وليس قِطاع غزَّة فحسب، وذلك عَبْرَ قرار أُمميٍّ ملزِم لجميع الأطراف، يصدر من مجلس الأمن ويلتزم به الجميع دُونَ تفرقة أو ازدواج في المعايير.
لِيكُونَ وقف وضمان إنهاء العدوان الغاشم، ووقف دائرة القتل والألم واليأس منطلقًا لإيجاد حلٍّ نهائيٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، قائم على تنفيذ حلِّ الدولتَيْنِ، الَّذي يُمثِّل الطريق الوحيد للسَّلام والأمن، وهو ما يستلزم في البداية تغيُّر المواقف السِّياسيَّة الدوليَّة الَّتي يستغلها الكيان الصهيونيُّ لمواصلة حمَّام الدَّم، كما يجِبُ ألَّا يُنظرَ إلى جرائم الحرب على أنَّها أمْرٌ عاديٌّ، ويجِبُ محاسبة المسؤولين عَنْها في كيان الاحتلال المارق، فلا يُمكِن أبدًا أن يظلَّ هذا الكيان الغاصب فوق القانون، فالإنسانيَّة الحقيقيَّة تفرض عَلَيْنا الآن وقَبل أيِّ وقتٍ آخر أن تصبحَ الهدنة الحاليَّة إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النَّار، نضْمَن خلاله حصول غزَّة على جميع الإمدادات الإنسانيَّة الَّتي تحتاجها، وأنْ يتمَّ تمكين المنظَّمات الأُمميَّة من القيام بِدَوْرها دُونَ أيِّ عوائق، فالإنسانيَّة المزعومة يجِبُ أنْ تبدأَ أوَّلًا بإيمانِ الكيان الصهيونيِّ بأنَّ القتلَ وإرهاب المستوطنين ضدَّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين في الضفَّة الغربيَّة والعدوان على غزَّة لَنْ يجلبَ الأمن الَّذي لَنْ يتحقَّقَ إلَّا عَبْرَ سلامٍ عادلٍ ودائم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
حماس تطالب الوسطاء بإلزام الاحتلال تنفيذ البروتوكول الإنساني
الجديد برس|
جددت حركة حماس مطالبتها لوسطاءَ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالتحركِ الفوريِّ لوقفِ انتهاكِ الاحتلالِ للاتفاقِ، وإلزامِه بتنفيذِ البروتوكولِ الإنسانيِّ المرتبطِ به.
وقالت حماس في بيان اليوم الثلاثاء، إن وفاةَ ستةِ أطفالٍ حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجةَ البردِ القارسِ وانعدامِ وسائلِ التدفئة، ووجودِ عددٍ من الأطفالِ في المستشفياتِ بحالةٍ حرجة؛ هي نتيجةٌ للسياساتِ الإجراميةِ لحكومةِ الاحتلالِ الفاشي.
أوضحت أن سلطات الاحتلال تواصل منع إدخالَ المساعداتِ الإنسانيةِ وموادِّ الإيواء لأكثرَ من مليوني مواطن، في الوقتِ الذي يواصلُ فيه المجتمعُ الدوليُّ صمتهُ عن معالجةِ الكارثةِ الإنسانيةِ غيرِ المسبوقةِ التي يشهدُها قطاعُ غزةَ نتيجةَ العدوانِ والحصارِ الصهيونيِّ الإجراميِّ.
وطالبت حماس الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية) بضمانِ إدخالِ مستلزماتِ الإيواءِ والتدفئةِ والمساعداتِ الطبيةِ العاجلةِ إلى أهالي قطاعِ غزةَ، لحمايةِ الأطفالِ فيه، الذينَ قضى منهم أكثرُ من سبعةَ عشرَ ألفًا جراءَ حربِ الإبادةِ الوحشيةِ خلالَ الخمسةَ عشرَ شهرًا الماضية.
ويعيش سكان غزة كارثة إنسانية متصاعدة نع تدهور الأوضاع المعيشية، حيث يفتقر مئات الآلاف من النازحين إلى المأوى المناسب والغطاء الكافي، فيما تتفاقم معاناة الأطفال مع استمرار موجات البرد القارس، وسط غياب شبه كامل للوقود ووسائل التدفئة.
وتسببت الإبادة الإسرائيلية بتهجير مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لم يعد لهم منازل تأويهم بعد تدمير الاحتلال أكثر من 70 % من منازل القطاع.
ولا يزال الاحتلال يعرقل إدخال عشرات آلاف الوحدات السكنية المؤقتة والخيام لإيواء النازحين وكذلك يمنع إدخال مواد ترميم المنازل المدمرة جزئيا التي اضطر المواطنون للسكن فيها رغم أنها لا تقي برد الشتاء.