في العمق : السمت العماني ومدلولاته فـي خطاب جلالة السلطان المعظم
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
جاء الحديث عن مصطلح «السَّمت العُماني» في خِطاب حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في دَوْر الانعقاد الأوَّل للدَّوْرة الثامنة لمجلس عُمان في الرابع عشر من نوفمبر من عام 2023 واحتفالات سلطنة عُمان بيوم الثامن عشر من نوفمبر وعيدها الوطني الثالث والخمسين المَجيد، حيث جاء في عاطر النطق السَّامي: «إنَّنا إذ نرصد التحدِّيات الَّتي يتعرض لها المُجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقيَّة والثقافية؛ لنؤكِّد على ضرورة التصدِّي لها، ودراستها ومتابعتها، لتعزيز قدرة المُجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة، والقِيَم والمبادئ الأصيلة، إلى جانب الاهتمام بالأُسرة؛ لكونها الحصن الواقي لأبنائنا وبناتنا من الاتِّجاهات الفكريَّة السلبيَّة، الَّتي تخالف مبادئ دِيننا الحنيف وقِيَمنا الأصيلة، وتتعارض مع السَّمت العُماني الَّذي ينهل من تاريخنا وثقافتنا الوطنيَّة».
يُمثِّل السَّمت العُماني جملة الأخلاقيَّات والآداب والثوابت والمبادئ والقناعات والعادات والتقاليد الأصيلة في فنِّ العلاقات والتعامل مع الآخرين، والَّتي حافظت على خصوصيَّة الإنسان العُماني ومسار التوازن في الشخصيَّة العُمانيَّة، وارتبطت بمنظورات عالَميَّة في فنِّ البروتوكول والإتيكيت، حيث شكَّل السَّمت الَّتي يتفرَّد بها المُجتمع العُماني في إطاره العامِّ في عاداته وتقاليده أو ممارساته لها في المواقف والمناسبات والأحداث لِتعطيَ في صورة نموذج لشخصيَّة الإنسان العُماني وتلتصق بصورة ذهنيَّة إيجابيَّة مشرِقة تعكس ما تحمله هذه الشخصيَّة من سِمات سهلة التمييز والإشارة إليها واكتشافها والتآلف معها، وهي في ظلِّ تنوُّع أدواتها وعُمق مغازيها تبرز حضورها في حركة الحياة العُمانيَّة ومنطوقها الاجتماعي وتفاعلها الأُسري، تلك الصورة النموذج الَّتي تجسِّد الخصائص والسِّمات والشمائل والخصائص والمواقف والقِيَم والمبادئ والأخلاقيَّات والأعراف الأصيلة وتُعبِّر عَنْها الشخصيَّة العُمانيَّة، فلقَدْ تجسَّد هذا السَّمت العُماني الأصيل في سلاطين عُمان العظام وهيبة إطلالاتهم الوطنيَّة والاجتماعيَّة والسِّياسيَّة ورعايتهم وتشريفهم للأعياد الدينيَّة والأيَّام الوطنيَّة وما رسمَه البروتوكول السُّلطاني من محطَّات للتميُّز ومرتكزات للسُّمو في ظلِّ تنوُّع سِماته وخصائصه المتفرِّدة، أو كذلك في شخصيَّة علماء عُمان ومشائخها الأجلاء أهل الفِقه والعِلم والبيان بما يحملونه من قِيَم وأخلاق، ويظهرون به من سُموِّ خصال ورُقيِّ طباع وعظيم مقال، وما يحظون به من تقدير المُجتمع واحترامه، أو كذلك في المجالس العامَّة واللقاءات الاجتماعيَّة وغيرها مدرسة نموذجيَّة متفرِّدة لصناعة هذا السلوك، واستنطاق هذا السَّمت، وتعظيم حضور هذا البروتوكول الاجتماعي الراقي الَّذي برز في الشخصيَّة العُمانيَّة بما تحمله من وقار وهيبة واحترام، سواء في هيئتها الخارجيَّة ولبسها للدشداشة والمصر والخنجر وتسلُّحها بالعصا في المجالس العامَّة، أو في روح الألفة والتواضع وخصال الودِّ والتقدير والمصافحة والمناشدة وغيرها كثير، هذه السِّمات هي ما تُشكِّل البُعد السلوكي والفسيولوجي الَّذي عزَّز من مكانة الشخصيَّة العُمانيَّة بَيْنَ الجميع فأصبحت تحظى بمزيدٍ من التقدير والإجلال والاحترام.
على أنَّ إشارة جلالة السُّلطان المُعظَّم للسَّمت العُماني جاءت في معرض حديثه عن التحدِّيات الفكريَّة والثقافيَّة الَّتي يتعرض لها مُجتمع سلطنة عُمان وتداعياتها السلبيَّة وتأثيراتها غير المقبولة على المنظومة الأخلاقيَّة والقِيَميَّة والمُجتمعيَّة، الأمْرُ الَّذي يستدعي ضرورة اتِّخاذ الضوابط والإجراءات والآليَّات والوسائل المناسبة للتصدِّي لها ودراستها ومتابعتها والحيلولة دُونَ انتشارها أو اتِّساعها، الأمْرُ الَّذي يستدعي في الوقت نفسه تحصين النَّاشئة وتمكينها، وتعزيز القدرة الوطنيَّة المُجتمعيَّة على مواجهة هذه التحدِّيات والَّتيارات والأفكار الدخيلة بأسلوب علمي وأدوات مِنْهجيَّة، وبرامج عمل قادرة على ضمان تمكين النشء من المواجهة وتعريفه بما ينتج عن وجود هذه الممارسات من مخاطر على حياة الفرد والمُجتمع ومنظومات الدَّولة المختلفة؛ وعَلَيْه يصبح السَّمت العُماني الَّذي تحدَّث عَنْه جلالة السُّلطان معادلة القوَّة في بناء الشخصيَّة العُمانيَّة، ومساحة الأمان الَّتي يحتكم إليها الفرد ويستحضرها باعتبارها البوصلة الَّتي توجِّه مساره، والنهج الَّذي يحدِّد اختياره، والمساحة الَّتي ترقى بخياراته، في ظلِّ تكامل الأدوات وتوافقيَّتها والَّتي تنهل من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقِيَم الأصيلة والثقافة الوطنيَّة الواعية والراقية والتأريخ العُماني المرصَّع بأبجديَّات القِيَم وحروفه الذهبيَّة ودُرَره النابضة بالحياة، لتتجسَّدَ في الشخصيَّة العُمانيَّة وخصوصيَّتها، بالشكل الَّذي يؤدِّي إلى إحياء هذه القِيَم ومراقبتها ورصدها وتنقيتها ومراقبة المتغيِّرات والتحدِّيات الَّتي باتَتْ تؤثِّر سلبًا عَلَيْها لِتكُونَ قِيَمًا حيَّة في نفوس أبناء عُمان وبناتها يفخرون ويتفاخرون بها وينضوون تحت لوائها، حينها لَمْ يفقد المواطن العُماني أصالته، وظلَّت الخصوصيَّة العُمانيَّة تلازمه في حضَره وسفَره وحلِّه وترحاله في عُمان وخارجها، وهو ما أكَّد على عُمق معنى الوطن والشخصيَّة الوطنيَّة والتراث الإنساني في شخصيَّة الإنسان العُماني.
من هنا فإنَّ مدلولات السَّمت العُماني في الخِطاب السَّامي لجلالة السُّلطان المُعظَّم تستدعي اليوم استحضاره وإبرازه في شخصيَّة الإنسان العُماني ومواقفه وتعاطيه مع الظروف والمتغيِّرات والتحدِّيات وامتلاكه الأدوات والوسائل الَّتي تجسِّد المُكوِّن القِيَمي العُماني بكُلِّ تفاصيله في بساطته وتكامل مفاهيمه ومفرداته، والروح الجماليَّة الَّتي تبرز الصورة الحضاريَّة للشخصيَّة العُمانيَّة في اعتدالها الفكري وتوازنها المعرفي، وقِيَم المحبَّة والسَّلام الَّتي تحملها، وروح البساطة الَّتي تجسِّدها، والحسِّ الإنساني الَّذي يبرز اندماجها وتفاعلها مع الآخر، لتتَّجهَ إجراءات العمل في إطار تحقيق رؤية عُمان 2040 وأولويَّتها «المواطنة والهُوِيَّة والتراث والثقافة الوطنيَّة» إلى جملة الموجِّهات الآتية:
? ترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة والقِيَم والمبادئ الأصيلة في حياة المُجتمع، وتجديد أدواتها، ورفع سقف التعامل معها، وبثُّ الحياة فيها وإعادة إنتاجها بروح عصريَّة ووفق أدوات وبرامج تستفيد من الفرص المُتحقِّقة من التقنيَّة والعالَم الافتراضي، وهو ما يعني أنَّ ترسيخ الهُوِيَّة العُمانيَّة والقِيَم والمبادئ يُشكِّل اليوم مساحة أمان في علاج هذه التحدِّيات والوقوف عَلَيْها، وتبنِّي سياسات وطنيَّة تؤكِّد على الدَّوْر الرقابي والتقييمي للهُوِيَّة والأخلاق والمبادئ العُمانيَّة، وتعزيز حضورها النَّوعي، واستنطاق هذه القِيَم واستنهاضها في حياة الفرد والأُسرة والمُجتمع، أهمِّية العمل على المحافظة على الثوابت والقِيَم والمبادئ الَّتي تحمل سِمة الخصوصيَّة والسَّمت العُماني الأصيل الَّتي يفخر بها المُجتمع وما زالت تُميِّزه عن غيره من المُجتمعات أو أنَّ ممارسته لهذه الخصوصيَّة يأتي في إطار من الحكمة والتوازن والمصداقيَّة والثبات، وبالتَّالي تبنِّي السِّياسات والإجراءات والخطط والبرامج العمليَّة الَّتي تدعم وتُعزِّز وتؤصِّل وتحافظ على هذه المكتسبات الوطنيَّة، وتعظيم قدرها في فِقه الناشئة، وتعميق حضورها في مفاصل العمل الوطني والبناء الأُسري ونشر الوعي بَيْنَ أفراد المُجتمع بالتحلِّي بالفضائل الَّتي تحمل قِيَم وهُوِيَّة المُجتمع العُماني وعَبْرَ رصد وتشجيع أفضل الممارسات المُعبِّرة عَنْها، والإعلاء من شأن النماذج الإيجابيَّة وصناعة القدوات الوطنيَّة، وتنشيط ممارستها في التعليم والإعلام والأُسرة والمؤسَّسات والخِطاب الاجتماعي وغيره، وتبنِّي المناشط التنافسيَّة والبرامج وتوفير التشريعات والقوانين والإجراءات الَّتي تؤكِّد عَلَيْها، فإنَّ اندثار القِيَم والمبادئ الَّتي تُميِّز السَّمت العُماني سوف يكُونُ لها تداعياتها الخطيرة على المُجتمع وتوجُّهات الدَّولة في ترسيخ هذا السَّمت.
? إعادة الهيبة للأُسرة العُمانيَّة وتأكيد مِنْهج التوازن في هيكلة بنائها، والتجديد فيها بما يحفظ لها هُوِيَّتها العُمانيَّة وما تنعم به من روح التسامح والتناغم والمشتركات الأخلاقيَّة والاجتماعيَّة والسلوكيَّة وتقاسم المسؤوليَّات والَّتي هي انعكاس لقِيَم الإسلام العظيم الدَّاعية إلى الحُب والمودَّة والرحمة وبِرِّ الوالدين وزيارة الأرحام واحترام الجار، وتوقير الكبير والعناية بالأُسرة وضمان توفير كُلِّ مُقوِّمات الأمن والسَّعادة والطمأنينة لها، وتجنيبها كُلَّ المسالك المشينة أو السلوكيَّات المريبة الَّتي تتجانب وأخلاقيَّات الإنسان العُماني في وفائه لأُسرته وتقديره لها، شواهد إثبات ونماذج مضيئة وقدوات راقية سطَّرها الآباء والأجداد في حياتهم الأُسريَّة، وبالتَّالي إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة والمصطلحات السلبيَّة الَّتي يتداولها الشَّباب حَوْلَ المسؤوليَّة الزواجيَّة والارتباط الأُسري وعدم استساغة العيش في جلباب الوالديَّة، إذ يرون فيها تقييدًا لحريَّاتهم، ومنعًا لَهُمْ من فرص الاستمتاع بحقوقهم، وإعادة إنتاجها بطريقة أكثر توازنًا، بما يضع الجهات المعنيَّة بالأُسرة والمنظومات التشريعيَّة والقضائيَّة والأمنيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة والدينيَّة والإعلاميَّة أمام مراجعة واقعيَّة للملف الأُسري بكُلِّ تفاصيله، وتوظيف المفاهيم والمفردات المرتبطة بالإيجابيَّة والطموح والاحتياج والاستقلاليَّة والحُريَّة والصلاحيَّات والتَّمكين والثِّقة كمنطلقات لاستمراريَّة نجاح الأُسرة وقدرتها على التكيُّف مع الواقع المُتجدِّد، ومساهمتها في إنتاج ثقافة مُجتمعيَّة قادرة على الصمود في مواجهة المتغيِّرات المُقلقة، بما يؤكِّد في الوقت نَفْسِه على ضرورة إيجاد السِّياسات الضبطيَّة الأُسريَّة، وتعزيز دَوْر التشريعات والقوانين وفرض المعايير الَّتي تحفظ للأُسرة موقعها في المنظومة الاجتماعيَّة، ويوفِّر للبناء الأُسري مُقوِّمات النجاح، بشكلٍ تقترب فيه قواعد القانون الأُسري من الواقع ويمارس خلاله دَوْر الناصح الرشيد والموجِّه الحاذق والدَّاعم لتغيير السلوك، وخلق تناغم بَيْنَ ما تحمله هذه التشريعات من أحكام وقواعد وما تنشده من أمان واطمئنان واستقرار.
? أهمِّية رصد الظواهر والتحدِّيات السلبيَّة الفكريَّة والاجتماعيَّة والعادات الضارَّة الَّتي باتَتْ تنتشر في المُجتمع العُماني، سواء على مستوى الأفراد والولايات أو الظواهر المُجتمعيَّة الَّتي باتَتْ تمارس في المُجتمع أو الشَّباب دُونَ إدراك لمخاطرها أو أنَّها ممارسات مكتسبة جاءت نتاجًا لوجود الأيدي الوافدة أو تفاعل الثقافة العُمانيَّة مع غيرها من الثقافات أو التقنيَّة أو بعض الظروف الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الَّتي أدَّت إليها، ورصد بعض السلوكيَّات والعادات المكتسبة الَّتي دخلت إلى المُجتمع العُماني، وأهمِّية تتبُّع هذه الظواهر وتسجيلها وتبنِّي آليَّات محكمة للوقوف عَلَيْها ودراستها، وتداعياتها الأمنيَّة والاقتصاديّة والفكريَّة والشخصيَّة وتأثيراتها على الخصوصيَّة والسَّمت العُماني، هذا الأمْرُ يؤكِّد على أهمِّية تبنِّي مسار وطني واضح في تسريع وتفعيل وتمكين دَوْر المؤسَّسات التعليميَّة والبحثيَّة والعلميَّة ومراكز البحث العلمي والاستشارات المُجتمعيَّة والأُسريَّة ودَوْر المجالس التشريعيَّة والمجالس البلديَّة وغيرها في تقديم تشخيص هذه الظواهر والتعريف بها وتصنيفها، وتقديم الدراسات المعمَّقة والمتخصِّصة لمعالجتها ودراستها بصورة عمليَّة وعلميَّة وموضوعيَّة وحياديَّة، بما يؤكِّد على أهمِّية تبنِّي مسار وطني واضح في تسريع وتفعيل وتمكين دَوْر المؤسَّسات التعليميَّة والبحثية والعلمية ومراكز البحث العلمي والاستشارات المُجتمعيَّة والأُسريَّة، ودَوْر المجالس التشريعيَّة والمجالس البلديَّة وغيرها في تقديم الدراسات المعمقة والمتخصِّصة حَوْلَها بكُلِّ موضوعيَّة وحياديَّة.
د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة والاجتماعی ة الع مانی ة الم جتمع الم جتمعی ة وغیرها ة الوطنی هذا الس م جتمعی الأ سرة ة والأ ة والق ة والس فی الم
إقرأ أيضاً:
نادي العامرات يتوج للمرة الأولى بكأس جلالة السلطان للهوكي .. وصلالة وصيفا
توِّج نادي العامرات بلقب النسخة الـ54 لمسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي للموسم 2024 بعد فوزه على نادي صلالة الذي حلَّ وصيفا للمسابقة بنتيجة 3 مقابل هدف واحد، وذلك في المباراة النهائية التي أقيمت مساء اليوم على أرضية ملعب هوكي عُمان بولاية بالعامرات، وأقيمت المباراة النهائية برعاية صاحب السُّمو السّيد حارب بن ثويني آل سعيد، وحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وأسرة الاتحاد العماني للهوكي، والجماهير الغفيرة.
نادي العامرات دخل المباراة النهائية بشكل قوي لأجواء الربع الأول، واستطاع من التسجل نادي العامرات الهدف الأول في الدقيقة 10 عبر لاعبه أحمد النوفلي، وتواصل اللعب بشكل كبير من لاعبي الفريقين الذين قدموا أفضل الإمكانيات، قبل أن ينتهي الربع الأول بتقدم نادي العامرات بهدف وحيد.
الربع الثاني من اللقاء، هو الأخر بدأ بمستوى فني كبير من لاعبي الفريقين وسط توجيهات من مدربي الفريقين (محمد البطراني صلالة، ومحمد الدرمكي العامرات)، قبل أن يتمكن الباكستاني عبدالحنان شاهد محترف نادي العامرات من مضاعفة النتيجة بتسجيله الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة الخامسة، قبل أن يتمكن المحترف المصري أحمد محمد من تسجيل الهدف الثالث لنادي مصيره، لينتهي الربع الثاني بتقدم العامرات بثلاثية، وفي الربع الثالث لم يأتي بجديد، بينما في الربع الرابع وقبل نهاية المباراة استطاع نادي صلالة من تسجيل هدفه الوحيد عبر لاعبه عبدالرحمن نصيب، لتنتهي المباراة بفوز العامرات بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف واحد.
أدار المباراة النهائية طاقم تحكيم دولي مكون من خميس البلوشي والباكستاني هارون راشد، أما خليل البلوشي فكان حكم الاحتياط، بينما حكم تقنية الفيديو المساعد «الفار» البنجلاديشي سليم لاكي، وتكوَّن فريق القضاة من أيوب الحسني قاضي التسجيل، وعلي اللواتي قاضي التوقيت، أما فيصل البلوشي فكان مشرفا فنيا على المباراة.
أهلي سداب ثالثا
من جانب آخر، حصد نادي أهلي سداب المركز الثالث في المسابقة وذلك بعد فوزه على نادي النصر في اللقاء الذي جمع الفريقين لتحديد المركزين الثالث والرابع، بنتيجة 3 أهداف مقابل صفر.
تتويج الفائزين
بعد نهاية المباراة قام صاحب السُّمو السّيد حارب بن ثويني آل سعيد -راعي الحفل- برفقة سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب والدكتور مروان بن جمعة آل جمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي، بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى، حيث توّج نادي العامرات لأول مرة في تاريخه بلقب المسابقة في نسختها الـ54 وحصل على كأس المسابقة و(30) ميدالية ذهبية ومكافأة مالية قدرها (40.000) ريال عُماني، بينما حصل نادي صلالة على المركز الثاني، و30 ميدالية فضية ومكافأة مالية قدرها (25.000) ريال عُماني، أما نادي أهلي سداب فتوِّج بالمركز الثالث، وحصل على 30 ميدالية برونزية ومكافأة مالية قدرها (15.000) ريال عُماني، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المسابقة ميثم بن سيف الوهيبي من نادي أهلي سداب بينما حصل على جائزة أفضل حارس أمجد بن عبدالله الحسني من نادي صلالة أما جائزة الهداف فذهبت لـمحمد علي الجنايني من نادي أهلي سداب.
وشارك في هذه النسخة من المسابقة 16 ناديًا، هي: أهلي سداب، والسيب، والعامرات، وقريات، وظفار، والنصر، وصلالة، والاتحاد، ومرباط، وصحار، وصحم، والسلام، والرستاق، والنهضة، والشباب، ومصيرة، وجرى تقسيم الأندية المشاركة إلى مجموعتين، «مجموعة النخبة» و«مجموعة التحدي»، وجاء تصنيف الأندية المشاركة بناءً على نتائج مباريات الدوري العام ودوري الدرجة الأولى للهوكي لعام 2024، وضمت «مجموعة النخبة» أندية أهلي سداب، والسيب، والنصر، وصلالة، والعامرات، وتتأهل هذه الأندية مباشرة إلى الأدوار النهائية من المسابقة، بينما ضمت «مجموعة التحدي» أندية ظفار، والسلام، والاتحاد، ومرباط، وقريات، والرستاق، والنهضة، وصحار، والشباب، ومصيرة، وصحم، وجرى تقسيم أندية «مجموعة التحدي» إلى ثلاث مجموعات، بحيث ضمت المجموعة الأولى أندية الرستاق، وقريات، والشباب، ومصيرة، بينما ضمت المجموعة الثانية أندية صحار، وصحم، والسلام، والنهضة، أما المجموعة الثالثة فضمت أندية ظفار، والاتحاد، ومرباط.
193 هدفًا بالمسابقة
انتهت مباريات الأدوار النهائية في المجموعة الأولى بفوز أهلي سداب على النصر 2 / صفر، وتغلب صحار على السلام 5 / صفر، وواصل أهلي سداب مشواره الناجح بالفوز على السلام 3 / صفر، وفاز النصر على صحار 5 / 1 قبل أن يكتسح النصر نظيره السلام بـ10 أهداف دون رد، وتغلب أهلي سداب على صحار بنتيجة 6 / صفر، وبهذا تصدر أهلي سداب المجموعة برصيد 9 نقاط تلاه نادي النصر في المركز الثاني برصيد 6 نقاط، بينما حل نادي صحار في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، ثم نادي السلام في المركز الرابع والأخير دون نقاط.
أما في المجموعة الثانية فقد تغلب صلالة على السيب بنتيجة 3 / 1 واكتسح العامرات نظيره ظفار بـ16 هدفًا دون رد، وتعادل العامرات وصلالة بنتيجة 2 / 2 وعوض السيب خسارته بالفوز على ظفار 7 / 1، وواصل العامرات مسلسل الفوز وهذه المرة على حساب السيب 3 / 1 قبل أن يتعادل صلالة وظفار 2 / 2، وبهذه النتائج تصدر نادي العامرات المجموعة برصيد 7 نقاط، تلاه نادي صلالة في المركز الثاني برصيد 5 نقاط، بينما حل نادي السيب في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، ثم نادي ظفار في المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة.
بينما في لقاءات نصف النهائي فقد تمكن نادي صلالة من الفوز على أهلي سداب 2 - 1، وتمكن من الصعود للمباراة النهائية، كما تغلب نادي العامرات على النصر بنتيجة 7 - 5 واستطاع هو الأخر التأهل للنهائي.
وكانت منافسات الدور التمهيدي للمسابقة قد خلصت بتسجيل 105 أهداف، حيث تمكن الرستاق من الفوز على مصيرة 3-2، وفاز قريات على الشباب 6-1، و مصيرة على الشباب بنتيجة عريضة 8/صفر، وتعادل قريات مع الرستاق بهدفين لكل منهما، كما تعادل قريات مع مصيرة 3-3، وفاز الرستاق على الشباب 6-1.
واكتسح صحار نادي صحم 8-1، وتغلب السلام على النهضة 6-1، وفاز صحار على النهضة 8/صفر، وكسب السلام نادي صحم 5-1، كما فاز صحار على نادي السلام 4-1، وخطف النهضة فوزًا صعبًا على صحم 1/صفر، كما تغلب صحار على قريات 4/صفر وفاز السلام على مصيرة 4-2.
وفاز ظفار على الاتحاد 1/صفر، وتغلب الاتحاد على مرباط 1/صفر، كما فاز ظفار على مرباط 9/صفر، ثم كرر ظفار فوزه على مرباط 2/صفر، وكسب مرباط نادي الاتحاد 7/صفر، وفاز ظفار على الاتحاد بنتيجة 2/صفر، كما تغلب ظفار على مرباط 7/صفر.
السجل الذهبي
وتعد مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي من أعرق المسابقات المحلية التي انطلقت منذ عام 1971، حيث فاز بأول نسخة منها نادي عُمان، وكذلك فاز بالمسابقة في أعوام 1972 و1973 و1974، قبل أن يفوز نادي الأهلي في 1975، بينما حصد النهضة ألقاب 3 مواسم على التوالي أعوام 1976 و1977 و1978، ثم فريق الشرطة عام 1979، ثم عاد النهضة وتوج بها في موسمي 1980 و1981، قبل أن يتألق نادي مطرح ويتوج بلقب الكأس في ثلاثة مواسم 1982 و1983 و1984، تبعه نادي سداب عام 1985، ثم عاد نادي مطرح وتوج بموسم 1986، ونادي عُمان 1987، ثم نادي مطرح 1988، قبل أن يبدأ نجم نادي السيب بالظهور على ساحة اللعبة ويتوج بأول لقب له موسم 1989، ثم نادي سداب 1990، وعاد نادي السيب إلى التألق وحسم لقب الكأس لأربعة مواسم على التوالي أعوام 1991 و1992 و1993 و1994، وعاد نادي سداب للظهور وفاز بلقب 1995، بينما توج السيب بلقب عامي 1996 و1997، وفي عام 1998 توج نادي سداب، قبل أن يظهر نادي البستان، ويحصد لقب 1999، تبعه فوز نادي السيب عامي 2000 و2001، وفي عام 2002 توج نادي سداب باللقب، وعاد السيب ليتوج باللقب عام 2003، ثم نادي مسقط 2004، قبل أن يفوز نادي أهلي سداب بلقب 2005، وظهر بطل جديد على ساحة مسابقة الكأس، وهو نادي النصر الذي استطاع الفوز بلقب المسابقة في عامي 2006 و2007، وحصد نادي عُمان لقب موسم 2008، قبل أن يتوج النصر عامي 2009 و2010، وعاد نادي أهلي سداب لمنصة التتويج بتمكنه من الفوز بلقب عامي 2011 و2012، قبل أن يعود النصر بقوة ويحصده في موسمي 2013 و2014، وعاد أهلي سداب بالفوز في موسم 2015، ثم ظهر السيب في عام 2016 وتوج بمسابقة الكأس، إلا أن النصر حصد موسم 2017، تبعه فوز أهلي سداب عام 2018، ثم عاد النصر وتوج بلقب عام 2019، بينما توج نادي أهلي سداب بموسم 2020، فيما ظهر بطل جديد في عام 2021 وهو نادي صحار وتوج بلقب المسابقة، قبل عودة النصر للتتويج بلقب 2022، ونادي صحار للنسخة الماضية 2023، ونادي العامرات في نسخة 2024.