جريدة الوطن:
2024-12-19@02:16:18 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

سيظلُّ السَّابع من أكتوبر 2023، في ذاكرة التاريخ، لِمَا سطَّره أهل غزَّة من ملحمة بطوليَّة باسلة لإيقاظ الضمير العالمي تجاه قضيَّتهم الَّتي استمرَّت (75) عامًا دُونَ حلٍّ، وظلَّ الاحتلال الإسرائيلي مسيطرًا على القدس وكُلِّ الأراضي الفلسطينيَّة.
لِيكُونَ «طوفان الأقصى» هو الحراك الرئيس للمقاومة الفلسطينيَّة من غزَّة لطردِ المحتلِّ الصهيوني، واستعادة الأرض والكرامة بكُلِّ قوَّة من خلال قوَّة صغيرة لا تتعدَّى خمسة آلاف جندي، رغم الحصار المفروض عَلَيْهم لسنوات، واليوم يفرضون رأيهم في وقف الحرب والهدنة وتبادل الأسرى، ويكذِّبون كُلَّ الأكاذيب والمُبرِّرات الَّتي كانت تتحدَّث عن حقوق الإنسان والعدالة والحُريَّة وغيرها.


واليوم لا تستطيع أيُّ دَولة في العالَم أن تستمرَّ في موقفها مع «إسرائيل»، فقَدْ تغيَّرت الصورة والمواقف، بعد المجازر والإبادة وقتل الأطفال والنِّساء وضرب المستشفيات والمدارس في جرائم ضدَّ الإنسانيَّة وحرب إبادة، قلبَت الأوضاع لصالح أصحاب الحقِّ، مؤكِّدةً أنَّ موقف الغزَّاويين الفلسطينيِّين أسهَم في تغيير قواعد اللعبة الدوليَّة وأيضًا شركاء «إسرائيل» الَّذين هدَّد البعض مِنْهم بطردِ السفراء ومنع الأسلحة عَنْها إذا لَمْ يتمَّ وقف العدوان الظالم.
لقَدْ نجح رجال المقاومة في إجبار الأعداء على القَبول بشروط المجاهدين ـ بعد حرب 50 يومًا ـ بهدنة لتبادل الأسرى، وبالتَّالي فإنَّ الأوضاع الدوليَّة وتفاعل الشعوب في كافَّة الأقطار مع ما يحدُث في غزَّة من حربٍ وقتلٍ، فرصة سانحة للتحرُّك العربي والإسلامي والعالَم للاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة وتمكين الفلسطينيِّين من إقامة دَولتهم على أرضهم وعاصمتها القدس.
فهذه الحرب عرَّت الكثير من الدوَل، وكثيرًا من المنظَّمات والقانون الدولي، وكشفت للعالَم صورة أميركا وحلفائها، وأكَّدت أنَّ هناك خفايا لهذه الحرب وأهدافها تفوق التهجير فقط أو احتلال غزَّة، فالوضع لا يقبل التأويل أو التحليل، فسقوط غزَّة بداية الانتشار والتوسُّع والسيطرة على أراضي وثروات دوَل أخرى.
والهدنة الَّتي بدأت يوم الجمعة ولمدَّة أربعة أيام، هي مؤقتة ولالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوراق باتفاق الأطراف، ولتبادل السجناء والرهائن (50) إسرائيليًّا مقابل (150) فلسطينيًّا، ولإدخال المساعدات والإغاثة لأهل غزَّة الَّتي تحوَّلت أرضهم إلى كتلة من الركام والدَّمار والخراب. فشكرًا لقطر ومصر؛ لكونهما وسيطَي الهدنة، وشكرًا لكُلِّ الدوَل العربيَّة والإسلاميَّة والأجنبيَّة الَّتي قامت بإرسال المعونات الضروريَّة العاجلة الغذائيَّة والمواد الأساسيَّة، ونأمل دخول المواد الصحيَّة والغاز والوقود والمياه. لذا يجِبُ لهذه الحرب الإسرائيليَّة أن تتوقفَ بأيِّ طريقة كانت، ويحال المُجرِمون للمحكمة الدوليَّة ويطبَّق ميثاق روما، والقَبول بالحلِّ السِّياسي الَّذي تقوم به حاليًّا اللجنة العربيَّة الإسلاميَّة المُشَكَّلة من القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة، خصوصًا وأنَّ المواقف السِّياسيَّة الغربيَّة تحديدًا تغيَّرت نوعًا ما عمَّا كان سابقًا.
فالأهداف الصهيونيَّة انكشفت نتيجة صمود المقاومة الباسلة، فلَنْ تتغيَّرَ خريطة الشَّرق الأوسط كما رسمها «نتنياهو» ولَنْ يتمَّ تهجير سكَّان قِطاع غزَّة إلى مصر والأردن، والفرصة اليوم مواتية أن نكتبَ التاريخ بالاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة من خلال استغلال خروج الشعوب جماعات مليونيَّة في مظاهرات شملت مُعْظم دوَل العالَم ضدَّ حكَّامهم والمطالَبة بوقف الحرب نهائيًّا. فطوفان الأقصى حرَّك الضمير العالَمي، وحان الوقت الآن لتسريعِ عجلة السَّلام وفق المبادرة السعوديَّة ـ العربيَّة، وقطع الطريق على مَن يسعى لخلق وضعٍ جديد للشَّرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته الطبيعيَّة.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة

يمانيون../
فيما طوى العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الـ438 تواليا، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في كافة محاور التوغل بقطاع غزة، والتي أسفرت حتى اللحظة بحسب اعترافات جيش العدو عن مصرع المئات من ضباطه وجنوده وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير المئات من آلياته العسكرية كلياً أو جزئياً.

فخلال الساعات الـ48 الأخيرة كبدت فصائل المقاومة الفلسطينية قوات العدو الصهيوني خسائر في عدة مواقع، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن تمكن مقاتليها من الاشتباك مع قوات صهيونية متوغلة داخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة.. مؤكدة قتل وجرح 14 جندياً في عدة كمائن.

وقالت القسام في بيان لها عبر قناتها على “تلغرام” أمس الثلاثاء: “تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة غرب معسكر جباليا وأجهزوا على ثلاثة جنود من المسافة صفر وشوهدت الطائرات المروحية تجلي القتلى والمصابين”.

وفي بيان لاحق أكدت القسام تمكن مجاهديها من تفجير منزل مفخخ في قوة صهيونية قوامها 11 جندياً وإيقاعهم بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى ذلك تم تدمير ناقلة جند لجيش العدو بعبوة “شواظ” وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

بدورها، أفادت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأنها قصفت بقذائف الهاون النظامي “عيار 60” تجمعات لجنود وآليات العدو المتوغلين في محيط مسجد العطار جنوب غرب مدينة رفح.

وعرضت السرايا عبر منصتها على “تليغرام”، مشاهد لما قالت إنه “استحكام مدفعي” على جنود وآليات العدو المتوغلين في حي الجنينة شرق مدينة رفح.

كما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بقذائف الهاون، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو في “موقع أبو عريبان” بمحور “نتساريم”.

من جانبها، أعلنت كتائب المجاهدين أن مجاهديها استهدفوا تمركزًا لجنود العدو الصهيوني في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة بـ “صواريخ حاصب التكتيكية”.

وقصفت كتائب شهداء الأقصى، وفق بيان لها، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو محيط مستشفى الصداقة في محور “نتساريم” بصاروخين “107”.

يأتي ذلك في الوقت الذي، اعترف فيه جيش العدو الصهيوني، بمصرع ضابط وجندي بمعارك رفح جنوب قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم جيش العدو عن مصرع ضابط وجندي، في معارك رفح جنوب قطاع غزة، أحدهما من لواء “الناحال”، والثاني لم تنشر عنه معلومات بعد.

وأفادت إذاعة جيش العدو الصهيوني بمصرع الرائد بجيش الاحتياط موشيكو ماكسيم روزنفلد، قائد سرية بكتيبة الهندسة 7107 التابعة للواء ناحال، قُتل جراء انهيار مبنى في رفح؛ جندي آخر قُتل في الحادث، ولم يُسمح بعد بنشر اسمه.

ومساء الاثنين، قتل جنديان صهيونيان على الأقل وأصيب آخرون، في كمين تعرضوا له بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأوضحت مصادر في جيش العدو أن الجنود وقعوا ضحية لانهيار مبنى تم تفخيخه مسبقًا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية حول الحادثة أو العدد الدقيق للإصابات.

في سياق متصل، وثّقت معطيات رقمية صادرة عن قسم التأهيل في وزارة الحرب الصهيونية، إصابة 13 ألفا و500 من الجنود الصهاينة بنيران المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكر موقع “0404” الصهيوني نقلا عن قسم التأهيل في جيش العدو أن هناك ارتفاع بنسبة 20 في المائة بعدد الخاضعين للعلاج، حيث ارتفع عدد الجنود الخاضعين للعلاج من 62 ألف إلى 75 ألف.

وأضاف: إن الأعداد الجديدة وهم حوالي 13,500 كلهم من مصابي حرب “السيوف الحديدية” (معركة طوفان الأقصى) بقطاع غزة.

ولفت قسم التأهيل بوزارة الحرب الصهيونية أن نحو 13700 جندي ممن يتلقون الدعم هم من المصابين في هذه الحرب، وأن 8500 منهم يعانون من إصابات جسدية، و5200 يعانون من اضطرابات نفسية

ومؤخرا، ذكرت هيئة البث الصهيونية أن هناك توقعات من تصاعد الأزمات النفسية الناتجة عن الحرب، وارتفاع في حالات الانتحار مع انتهاء الحرب، وعودة الأوضاع إلى طبيعته، وفقا لما أوردته لجنة الصحة في “الكنيست” الصهيوني.

وذكرت دراسة صهيونية أن أكثر من 520 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعرضوا لـ”اضطراب ما بعد الصدمة” وبحاجة لرعاية وعلاج، كما شهدت دراسات إضافية على سوء الحالة النفسية لدى الصهاينة بسبب الحرب الطويلة.
سبأ

مقالات مشابهة

  • المقاومة تواصل عملياتها النوعية بغزة وتُكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة
  • المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة
  • تفاؤل حذر بشأن إنجاح صفقة الهدنة وتبادل الأسرى في غزة
  • «البنك الدولي»: الاقتصاد الفلسطيني يواجه أزمة غير مسبوقة
  • الوثائقي الفلسطيني من المسافة صفر يترشح لجائزة الأوسكار
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نريد أن نرى نهاية لهذه الحرب بأي شكل
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نريد رؤية نهاية لهذه الحرب بأي شكل
  • المجلس الوطني الفلسطيني يوجه نداءً للمجتمع الدولي لرفع الحصار عن غزة
  • البنك الدولي: الاقتصاد الفلسطيني يواجه أزمة غير مسبوقة
  • تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة