جريدة الوطن:
2024-11-18@06:57:11 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

سيظلُّ السَّابع من أكتوبر 2023، في ذاكرة التاريخ، لِمَا سطَّره أهل غزَّة من ملحمة بطوليَّة باسلة لإيقاظ الضمير العالمي تجاه قضيَّتهم الَّتي استمرَّت (75) عامًا دُونَ حلٍّ، وظلَّ الاحتلال الإسرائيلي مسيطرًا على القدس وكُلِّ الأراضي الفلسطينيَّة.
لِيكُونَ «طوفان الأقصى» هو الحراك الرئيس للمقاومة الفلسطينيَّة من غزَّة لطردِ المحتلِّ الصهيوني، واستعادة الأرض والكرامة بكُلِّ قوَّة من خلال قوَّة صغيرة لا تتعدَّى خمسة آلاف جندي، رغم الحصار المفروض عَلَيْهم لسنوات، واليوم يفرضون رأيهم في وقف الحرب والهدنة وتبادل الأسرى، ويكذِّبون كُلَّ الأكاذيب والمُبرِّرات الَّتي كانت تتحدَّث عن حقوق الإنسان والعدالة والحُريَّة وغيرها.


واليوم لا تستطيع أيُّ دَولة في العالَم أن تستمرَّ في موقفها مع «إسرائيل»، فقَدْ تغيَّرت الصورة والمواقف، بعد المجازر والإبادة وقتل الأطفال والنِّساء وضرب المستشفيات والمدارس في جرائم ضدَّ الإنسانيَّة وحرب إبادة، قلبَت الأوضاع لصالح أصحاب الحقِّ، مؤكِّدةً أنَّ موقف الغزَّاويين الفلسطينيِّين أسهَم في تغيير قواعد اللعبة الدوليَّة وأيضًا شركاء «إسرائيل» الَّذين هدَّد البعض مِنْهم بطردِ السفراء ومنع الأسلحة عَنْها إذا لَمْ يتمَّ وقف العدوان الظالم.
لقَدْ نجح رجال المقاومة في إجبار الأعداء على القَبول بشروط المجاهدين ـ بعد حرب 50 يومًا ـ بهدنة لتبادل الأسرى، وبالتَّالي فإنَّ الأوضاع الدوليَّة وتفاعل الشعوب في كافَّة الأقطار مع ما يحدُث في غزَّة من حربٍ وقتلٍ، فرصة سانحة للتحرُّك العربي والإسلامي والعالَم للاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة وتمكين الفلسطينيِّين من إقامة دَولتهم على أرضهم وعاصمتها القدس.
فهذه الحرب عرَّت الكثير من الدوَل، وكثيرًا من المنظَّمات والقانون الدولي، وكشفت للعالَم صورة أميركا وحلفائها، وأكَّدت أنَّ هناك خفايا لهذه الحرب وأهدافها تفوق التهجير فقط أو احتلال غزَّة، فالوضع لا يقبل التأويل أو التحليل، فسقوط غزَّة بداية الانتشار والتوسُّع والسيطرة على أراضي وثروات دوَل أخرى.
والهدنة الَّتي بدأت يوم الجمعة ولمدَّة أربعة أيام، هي مؤقتة ولالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوراق باتفاق الأطراف، ولتبادل السجناء والرهائن (50) إسرائيليًّا مقابل (150) فلسطينيًّا، ولإدخال المساعدات والإغاثة لأهل غزَّة الَّتي تحوَّلت أرضهم إلى كتلة من الركام والدَّمار والخراب. فشكرًا لقطر ومصر؛ لكونهما وسيطَي الهدنة، وشكرًا لكُلِّ الدوَل العربيَّة والإسلاميَّة والأجنبيَّة الَّتي قامت بإرسال المعونات الضروريَّة العاجلة الغذائيَّة والمواد الأساسيَّة، ونأمل دخول المواد الصحيَّة والغاز والوقود والمياه. لذا يجِبُ لهذه الحرب الإسرائيليَّة أن تتوقفَ بأيِّ طريقة كانت، ويحال المُجرِمون للمحكمة الدوليَّة ويطبَّق ميثاق روما، والقَبول بالحلِّ السِّياسي الَّذي تقوم به حاليًّا اللجنة العربيَّة الإسلاميَّة المُشَكَّلة من القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة، خصوصًا وأنَّ المواقف السِّياسيَّة الغربيَّة تحديدًا تغيَّرت نوعًا ما عمَّا كان سابقًا.
فالأهداف الصهيونيَّة انكشفت نتيجة صمود المقاومة الباسلة، فلَنْ تتغيَّرَ خريطة الشَّرق الأوسط كما رسمها «نتنياهو» ولَنْ يتمَّ تهجير سكَّان قِطاع غزَّة إلى مصر والأردن، والفرصة اليوم مواتية أن نكتبَ التاريخ بالاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة من خلال استغلال خروج الشعوب جماعات مليونيَّة في مظاهرات شملت مُعْظم دوَل العالَم ضدَّ حكَّامهم والمطالَبة بوقف الحرب نهائيًّا. فطوفان الأقصى حرَّك الضمير العالَمي، وحان الوقت الآن لتسريعِ عجلة السَّلام وفق المبادرة السعوديَّة ـ العربيَّة، وقطع الطريق على مَن يسعى لخلق وضعٍ جديد للشَّرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته الطبيعيَّة.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي: صمت المجتمع الدولي على المجازر ضد الفلسطينيين يغذّي التعصب والكراهية

المناطق_واس

أكد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة في هذه الأوقات التي تنتشر فيها الصراعات والنزاعات حول العالم.

 

أخبار قد تهمك البرلمان العربي: أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة 15 نوفمبر 2024 - 3:20 مساءً البرلمان العربي يدعو البرلمانات الدولية والإقليمية لوقف محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتصفية “الأونروا” 9 نوفمبر 2024 - 1:33 مساءً

وقال اليماحي -في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للتسامح الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام- : إن “الاحتفال باليوم الدولي للتسامح هذا العام يأتي في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض على مدار أكثر من عام لحرب إبادة جماعية ومجازر وحشية لم يعرفها التاريخ”، مشددًا على أن صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم يغذّي التعصب والكراهية على حساب قيم التسامح والتعايش السلمي.

 

ودعا رئيس البرلمان العربي، المجتمع الدولي ومؤسساته إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والسياسية والقانونية لوقف تلك المجازر والانتصار للإنسانية وقيم التسامح التي تُنتهك يوميًا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، مطالبًا جميع دول العالم بالاحتفال باليوم الدولي للتسامح هذا العام تحت شعار “كفى قتلًا ودمارًا”.

مقالات مشابهة

  • ندوة للجنة العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ54 للحركة التصحيحية
  • التوحيد العربي ينعي عفيف: لن ينساه كل من عرفه
  • أحمد عيد عبدالملك يستغل التوقف الدولي لإعادة ترتيب أوراق غزل المحلة
  • «البرلمان العربي» يحذر من الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: الانقسام في نهايته وهذا ما سيحصل عند انتهاء الحرب
  • البرلمان العربي: صمت المجتمع الدولي على المجازر ضد الفلسطينيين يغذّي التعصب والكراهية
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة
  • البرلمان العربي في الذكرى الـ36 لإعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة حق أصيل
  • التعليم الفلسطيني تحت النار.. "اللجنة" تكشف عن الأضرار الفادحة في المؤسسات التعليمية بفلسطين وتشكر مصر لجهودها
  • قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي توجه رسالة شكر للرئيس السيسي وترفع التوصيات