جريدة الوطن:
2025-04-30@10:58:55 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أوراق الخريف : الهدنة والاعتراف الدولي بفلسطين

سيظلُّ السَّابع من أكتوبر 2023، في ذاكرة التاريخ، لِمَا سطَّره أهل غزَّة من ملحمة بطوليَّة باسلة لإيقاظ الضمير العالمي تجاه قضيَّتهم الَّتي استمرَّت (75) عامًا دُونَ حلٍّ، وظلَّ الاحتلال الإسرائيلي مسيطرًا على القدس وكُلِّ الأراضي الفلسطينيَّة.
لِيكُونَ «طوفان الأقصى» هو الحراك الرئيس للمقاومة الفلسطينيَّة من غزَّة لطردِ المحتلِّ الصهيوني، واستعادة الأرض والكرامة بكُلِّ قوَّة من خلال قوَّة صغيرة لا تتعدَّى خمسة آلاف جندي، رغم الحصار المفروض عَلَيْهم لسنوات، واليوم يفرضون رأيهم في وقف الحرب والهدنة وتبادل الأسرى، ويكذِّبون كُلَّ الأكاذيب والمُبرِّرات الَّتي كانت تتحدَّث عن حقوق الإنسان والعدالة والحُريَّة وغيرها.


واليوم لا تستطيع أيُّ دَولة في العالَم أن تستمرَّ في موقفها مع «إسرائيل»، فقَدْ تغيَّرت الصورة والمواقف، بعد المجازر والإبادة وقتل الأطفال والنِّساء وضرب المستشفيات والمدارس في جرائم ضدَّ الإنسانيَّة وحرب إبادة، قلبَت الأوضاع لصالح أصحاب الحقِّ، مؤكِّدةً أنَّ موقف الغزَّاويين الفلسطينيِّين أسهَم في تغيير قواعد اللعبة الدوليَّة وأيضًا شركاء «إسرائيل» الَّذين هدَّد البعض مِنْهم بطردِ السفراء ومنع الأسلحة عَنْها إذا لَمْ يتمَّ وقف العدوان الظالم.
لقَدْ نجح رجال المقاومة في إجبار الأعداء على القَبول بشروط المجاهدين ـ بعد حرب 50 يومًا ـ بهدنة لتبادل الأسرى، وبالتَّالي فإنَّ الأوضاع الدوليَّة وتفاعل الشعوب في كافَّة الأقطار مع ما يحدُث في غزَّة من حربٍ وقتلٍ، فرصة سانحة للتحرُّك العربي والإسلامي والعالَم للاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة وتمكين الفلسطينيِّين من إقامة دَولتهم على أرضهم وعاصمتها القدس.
فهذه الحرب عرَّت الكثير من الدوَل، وكثيرًا من المنظَّمات والقانون الدولي، وكشفت للعالَم صورة أميركا وحلفائها، وأكَّدت أنَّ هناك خفايا لهذه الحرب وأهدافها تفوق التهجير فقط أو احتلال غزَّة، فالوضع لا يقبل التأويل أو التحليل، فسقوط غزَّة بداية الانتشار والتوسُّع والسيطرة على أراضي وثروات دوَل أخرى.
والهدنة الَّتي بدأت يوم الجمعة ولمدَّة أربعة أيام، هي مؤقتة ولالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوراق باتفاق الأطراف، ولتبادل السجناء والرهائن (50) إسرائيليًّا مقابل (150) فلسطينيًّا، ولإدخال المساعدات والإغاثة لأهل غزَّة الَّتي تحوَّلت أرضهم إلى كتلة من الركام والدَّمار والخراب. فشكرًا لقطر ومصر؛ لكونهما وسيطَي الهدنة، وشكرًا لكُلِّ الدوَل العربيَّة والإسلاميَّة والأجنبيَّة الَّتي قامت بإرسال المعونات الضروريَّة العاجلة الغذائيَّة والمواد الأساسيَّة، ونأمل دخول المواد الصحيَّة والغاز والوقود والمياه. لذا يجِبُ لهذه الحرب الإسرائيليَّة أن تتوقفَ بأيِّ طريقة كانت، ويحال المُجرِمون للمحكمة الدوليَّة ويطبَّق ميثاق روما، والقَبول بالحلِّ السِّياسي الَّذي تقوم به حاليًّا اللجنة العربيَّة الإسلاميَّة المُشَكَّلة من القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة، خصوصًا وأنَّ المواقف السِّياسيَّة الغربيَّة تحديدًا تغيَّرت نوعًا ما عمَّا كان سابقًا.
فالأهداف الصهيونيَّة انكشفت نتيجة صمود المقاومة الباسلة، فلَنْ تتغيَّرَ خريطة الشَّرق الأوسط كما رسمها «نتنياهو» ولَنْ يتمَّ تهجير سكَّان قِطاع غزَّة إلى مصر والأردن، والفرصة اليوم مواتية أن نكتبَ التاريخ بالاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة من خلال استغلال خروج الشعوب جماعات مليونيَّة في مظاهرات شملت مُعْظم دوَل العالَم ضدَّ حكَّامهم والمطالَبة بوقف الحرب نهائيًّا. فطوفان الأقصى حرَّك الضمير العالَمي، وحان الوقت الآن لتسريعِ عجلة السَّلام وفق المبادرة السعوديَّة ـ العربيَّة، وقطع الطريق على مَن يسعى لخلق وضعٍ جديد للشَّرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته الطبيعيَّة.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"أبوظبي الدولي للكتاب" .. مطبوعات نادرة تسرد تاريخ النشر العربي

أبوظبي - الرؤية

 وفر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، منصة للعديد من دور النشر العالمية لعرض مجموعة من المخطوطات والمطبوعات النادرة التي يعود تاريخها إلى قرون مضت.

وتعرض "بيتر هارينجتون"، دار بيع الكتب النادرة الرائدة عالميًا، خلال مشاركتها في المعرض مجموعة نادرة من أوائل الكتب المطبوعة في العالم العربي.

وتضم المعروضات عشر مطبوعات وإصدارات تاريخية صادرة عن المطبعة التي أسسها نابليون في مصر – المطبعة الشرقية الفرنسية في الإسكندرية (والتي سُميت لاحقًا "المطبعة الوطنية" بعد انتقالها إلى القاهرة)، بالإضافة إلى مطبعة بولاق – أول مطبعة حكومية في مصر، وتروي هذه المقتنيات كيف شهدت تلك الفترة ثورة في مجال الطباعة على مستوى العالم العربي.

ومن أبرز هذه المقتنيات نشرة نادرة أصدرتها مطبعة نابليون المتنقلة في الإسكندرية عام 1799، وتُعد من أوائل الأعمال المطبوعة في مصر باستخدام الحروف المتحركة، وهي تجسيد لتوظيف نابليون للصحافة كأداة إستراتيجية للتأثير.

كما تتضمن المجموعة إصدار مطبعة بولاق لكتاب "ألف ليلة وليلة" عام 1835، وهو أول إصدار كامل يُطبع في العالم العربي، بالإضافة إلى معجم فرنسي–عربي يعود إلى عام 1799 من إصدار المطبعة الوطنية، ونصوص قرآنية ونحوية صادرة عن مطبعة بولاق، تشكّل نماذج رائعة لسحر الطباعة العربية في بداياتها.

وأكد بوم هارينجتون، مالك دار "بيتر هارينجتون"، الحرص على المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بشكل دوري منذ عام 2016، لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمثّل نحو من 15 إلى 20 بالمائة من مبيعات الدار، وتستحوذ دولة الإمارات على الحصة الأكبر من هذه النسبة.

وأوضح أن المطبوعات المعروضة في الدورة الحالية من المعرض تُعد من أعرق المطبوعات، وتبرز تاريخ الطباعة في العالم العربي ومراحل تطوره.

مقالات مشابهة

  • البلبيسي: بنك المعرفة المصري الدولي يؤسس لعصر جديد من البحث العلمي العربي
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • "أبوظبي الدولي للكتاب" .. مطبوعات نادرة تسرد تاريخ النشر العربي
  • أول رد من زيلينسكي على قرار بوتين بشأن الهدنة
  • إنهاء الحرب وتسليم الرهائن.. تعليق إسرائيلي على مقترح الهدنة
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • بالفيديو: الهلال الأحمر الفلسطيني ينقذ أيقونة الحياة: علي فرج يتحدى الموت
  • بدء العد التنازلي لنتنياهو
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • بنك عُمان العربي يُقدّم تجربة مصرفية رقمية استثنائية في معرض مسقط الدولي للكتاب