استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السفيرة ساندرا دو وال، وجرى التشديد على "ضرورة الاستمرار بالهدنة القائمة في غزة ووقف الحرب نهائيا وإبقاء لبنان بمنأى عن تداعياتها، في ظل الأوضاع الصعبة التي يحتاج فيها الوطن الى السلام الداخلي وتفعيل المؤسسات وإعادة النهوض".



وأطلعت دو وال شيخ العقل على نظرة الاتحاد الاوروبي حيال الأوضاع في لبنان واستمرار الوقوف الى جانبه، لا سيما في ظل الظروف التي يعاني منها وتمرّ بها المنطقة وما يجري في فلسطين.

وأبدى ابي المنى رؤيته للواقع من منظار روحي وإنساني وإجتماعي وتقديره للشعوب الأوروبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، ورأى "وجوب أن تكون أوروبا عادلة في تعاطيها مع شعوب منطقتنا، التي تعاني من انحياز غربي واضح بما تقوم به اسرائيل في غزة خصوصا وفلسطين عموما، وعدم ردعها عن مخططاتها التدميرية والهادفة الى تهجير فلسطيني جديد".

 وقال: "نعول دائما على الدول الصديقة لبلدنا وخاصة الاتحاد الأوروبي، لتطوير العلاقات الثنائية بيننا وتوفير الجهود المشتركة، لإعادة النهوض الاقتصادي وباقي القطاعات الانتاجية، التي توفر الأمن الاجتماعي من جهة، وقيام الدولة ومؤسساتها الرسمية والعامة لضمان الاستقرار العام من جهة ثانية".

 ودعا الى "عدم الاستمرار في المماطلة السياسية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية يقود سفينة الوطن ويعطي الأمل ببقاء لبنان وعدم الوقوف عند هذه الشخصية او تلك، فثمة شخصيات موثوقة وقادرة".

كما دعا الى "حل مسألة قيادة الجيش وتشكيل مجلسها العسكري وعدم مضاعفة وطأة العقبات وتأجيل الخيارات، باعتبارها الضامن الأساسي للأمن والاستقرار والسلام الداخلي".

واستقبل شيخ العقل النائب السابق لحاكم مصرف لبنان غسان العياش، الذي عرض قضايا اجتماعية ومالية عامة.

 وكان أبي المنى زار بلدة مجدلبعنا، برفقة الشيخ أبو زين الدين حسن غنام وعدد من المشايخ، بينهم رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج، والتقى في مجلس البلدة الديني مشايخ مجدلبعنا وفي مقدمتهم مسؤول الخلوة الشيخ عزت عبد الخالق ومسؤول المجلس الشيخ أبو شادي رجا عبد الخالق والشيخان منذر وسليم عبد الخالق وعضو المجلس المذهبي الشيخ حسين عبد الخالق ومعظم مشايخ البلدة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عبد الخالق شیخ العقل

إقرأ أيضاً:

القراءة في عقل الأزمة

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الأزمات و التحديات التي تواجه القوى السياسية، تعد أهم الاختبارات التي تواجه العقل السياسي، و هي التي تبين إذا كان العقل السياسي سليما قادارا على تجاوزها، أم به من العلل التي تعجزه أن يقدم مبادرات يتجاوز بها هذه الأختبارات، و إذا كان العقل معلولا تجده يبحث عن تبريرات يداري بها هذا العجز.. و علة العقل السياسي ظهرت في أول أختبار مرت به، عندما سلم ذات العقل المعلول قيادة الجيش السلطة طواعية عام 1958م، خوفا من نتائج الصراع السياسي مع الآخرين باعتباره حلا يمكن تجاوزه بدخول عامل جديد في الصراع على السلطة، أهمل العقل دراسة هذه الواقعة و نتائجها إذا كانت سالبة أو إيجابية، ثم تكررت التجربة في 1969م و أيضا إهملت تماما، و أيضا في 1989م، كلها تجارب ماذا كان دور القوى السياسية حيال هذه التجارب، هل استطاعت أي قوى سياسية يسارا أو يمينا كانت، أن تقدم نقدا لهذه التجارب لكي تستفيد منه القوى السياسية الأخرى.. أم أهملت نقد التجارب؟.. الأهمال نفسه يبين أن العقل السياسي في أعمق مراحل الأزمة التي عجز أن يتجاوزها..
إذا عرجنا إلي الشعارات التي ترفعها القوى السياسية بكل مدارسها الفكرية "لعملية التحول الديمقراطي" في البلاد، من هي القوى السياسية التي استطاعت أن تكون مقنعة للشعب بأنها تعد مثالا للديمقراطية داخل مؤسستها أو خارجها من خلال إنتاجها الفكري و الثقافي الذي يقنع الجماهير بأنها بالفعل جادة قولا و فعلا في تنزيل الشعار لأرض الواقع الإجتماعي.. الديمقراطية فكر و ثقافة و قوانين و سلوك و ممارسة يومية و ليست شعارات تزين بها الخطابات السياسية.. و الذي يحصل في الساحة السياسية هو صراع ليس من أجل توعية و تثقيف الجماهير بالديمقراطية، أنما صراع بهدف الإستحواز على السلطة بأي ثمن كان..
الآن هناك البعض يرفع شعار البحث عن " طريق ثالث" رغم أن الذين يرفعون هذا الشعار هم من الذين ظلوا يدعمون " الميليشيا" و هم الذين اقنعوها بأن تقوم بالانقلاب، كما قال قائد الميليشيا أن أصحاب " الاتفاق الإطاري" كانوا وراء اشعال الحرب.. بعض من هؤلاء يرفعون شعار " الطريق الثالث" و لم يعرفوا الآخرين ما هو المقصود بهذا الشعار؟ ما هو التصور " للطريق الثالث" الذي يجب أن يتجاوز الحرب، و أيضا الأزمة السياسية التي تعيشها القوى السياسية، العقل المأزوم هو الذي يعلق انتاجه السياسي بالشعار، و لا يستطيع أن يقدم أطروحات فكرية تخدم الشعار الذي يرفعه، هؤلاء هم الذين عطلوا عقولهم طواعية، و اعتمدوا على شخص واحد يفكر نيابة عنهم، و عندما رحل مفكرهم، و جدوا انفسهم أمام تحديات عجز عقلهم التعامل معها..
أن الذين اعتقدوا أن الأزمة التي تعيشها البلاد أنها بسبب " الكيزان و الفلول" هؤلاء أنواع البعض منهم يحاول أن يغطي علاقته بالنظام السابق في اعتقاد أن تركيزه على ذلك سوف سغطي أفعاله، و البعض الأخر بسبب العجز الثقافي و الفكري الذي يعاني منه، أعتقادا أن التركيز على هذا الخطاب سوف يجعله من الذين يطلق عليهم " قوى تقدمية" رغم أن هذه الثقافة قد قبرت كما قبرت الحرب الباردة، و هؤلاء سدنة الأفكار التي تجاوزتها البشرية في مسيرتها التاريخية.. و أخرين يتعلقون بأهداب الخارج ليشكل لهم رافعة للسلطة، و يعتقدون كلما كانوا اشدا بأسا على الكيزان و الفلول " كانوا مقنعين لهذا الخارج بأنهم رجال مرحلة لهم، و هناك الذين يعتقدون أن " الكيزان و الفلول" جزء من الأزمة التي تعيشها كل القوى السياسية، و بالتالي معالجتها تأتي من المعالجة العامة للأزمة السياسية في البلاد...
أن الحرب التي يشهدها السودان هي أعلى مراحل الأزمة السياسية، و هي أزمة العقل السياسي، الذي بدأ يتراجع منذ أن بدأت القوى السياسية تبحث عن حلول للأزمة داخل المؤسسة العسكرية.. أن تحدث فيها أختراقا لكي تقوم بانقلاب عسكري يسلمها السلطة، و الغريب كل القوى السياسية التي أحدثت انقلاب بواسطة عسكريين عجزوا أن يستلموا منهم السلطة.. و حتى الآن لم يبينوا لماذا فشلوا في ذلك.. ما عدا إفادات الدكتور الترابي لأحمد منصور في " قناة الجزيرة" البقية تعلقت " بالنكران و الهروب" الحرب و فشل نقد السياسسين للتجارب السابقة تمثل أعلى درجات أزمة العقل السياسي، و هناك الأمارات التي تدخلت بشكل سافر في الأزمة لكي تحولها لمصلحتها، و استطاعت أن تتاجر في الاستحوا ز على عقول الأزمة في السودان، لعل تنجح مؤامرتها على البلاد، و من وراءها مثل بريطانيا و أمريكا و الايغاد و الاتحاد الأفريقي و بقية المنظمات الإقليمية.. هل تستطيع القوى الجديدة التي سوف تفرزها الحرب أن تدرك دورها و مسؤوليتها السياسية، و تقدم أطروحات سياسية و أفكار تخلق بها واقعا جديدا، و أيضا تتجاوز بها الأسباب الحقيقية التي أدت للأزمة و تنشل العقل السياسي منها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في لبنان
  • القراءة في عقل الأزمة
  • شيخ العقل التقى وفدا من الاحزاب
  • بلجيكا تدعو الاتحاد الاوروبي للامتثال لمذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • في عيدها التسعين.. فيروز صوت الأمل في زمن الحرب
  • الشيخ أبي المنى: إذا كان الواقع يقتضي التّمديد لقائد الجيش... فليكن!
  • نجاة عون: المفاوضات بين إسرائيل ولبنان لوقف الحرب تحتاج عصا سحرية
  • حزب حماة الوطن: كلمة مصر في مجلس الأمن تعكس مواقفها الثابتة
  • فرنسا تشير إلى "فرصة سانحة" لوقف الحرب في لبنان
  • مبعوث بايدن إلى لبنان: إنهاء الصراع بات «في متناول اليد»