جريدة الوطن:
2024-10-05@01:06:36 GMT

فن الدبلوماسية .. إتيكيت المقابلات الصحفية «1»

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

فن الدبلوماسية .. إتيكيت المقابلات الصحفية «1»

تؤكِّد المدارس الدبلوماسيَّة والإعلاميَّة الاحترافيَّة والَّتي لها باع وخبرة طويلة في مجال الإعلام والصحافة بمختلف أنواعها وجنسيَّاتها على اختيار الكلمة الراقية الرقيقة المهذَّبة بمختلف المناسبات والفعاليَّات، بالإضافة إلى تناسُق مستوى نبرة الصوت مع الجملة المركَّبة من خلال سياقات الحديث ونَوْعه في المقابلات الصحفيَّة بمختلف الأنواع (المرئيَّة، المسموعة، المكتوبة، وأخيرًا المرئي المسموع).

ونحن كدبلوماسيِّين نعرف بأنَّ المسؤولين على مختلف مناصبهم كوزراء أو وكلاء أو مديري عموم هُمْ (ملمَّعون) من قِبل الدَّولة، بالإضافة إلى دخولهم دَوْرات وحلقات بذلك. وعَلَيْه، فنحن لا ننظر لَهُمْ أو نُقِيم لهم تحليلًا حَوْلَ خلفيَّتهم؛ لكونهم لا يتعدَّون أصابع اليد، وإنَّما نهتمُّ ونُحلِّل الصحفي الَّذي سوف نقوم باستقباله؛ كونه من عامَّة النَّاس. وعَلَيْه، فإنَّنا نقوم بتحليل شخصيَّة الصحفي أثناء المقابلة، وتُعدُّ كاريزما الصحفي هي الدليل القاطع على مدى اهتمام دائرته أو وزارته بصقل وتطوير مهاراته الصحفيَّة بمفاهيم البروتوكول وإتيكيت المقابلات الصحفيَّة.
كُلُّنا نعْلَم بأنَّ أسئلة المقابلات تقريبًا 60% هي أسئلة كلاسيكيَّة.. مِثال على ذلك:(كيف انطباعكم عن جدول الزيارة؟ ورأيكم بالاتفاقيَّة الموقّعة؟ وكيف ترون تطوُّر العلاقات بَيْنَ البلدَيْنِ..؟ وغيرها من الأسئلة المعلومة). وفي بعض الأحيان نحن الدبلوماسيون نطلب إجراء مقابلة صحفيَّة ليس لغرض الصحافة أو التصريح، وإنَّما لرؤية عامَّة الشَّعب وهُمْ فريق العمل الصحفي (المصوِّر، الصحفي)، وبالتَّالي يُمكِن عمل إحصائيَّة أو نظرة عامَّة عن مدى اهتمام الجهة الراعية لفريق العمل وهُمْ من عامَّة النَّاس، وإن كانت هناك أخطاء بروتوكوليَّة أو بفنِّ الإتيكيت، وهذه تحصل بصورة غير مباشرة لقلَّة اهتمامهم بهذا الجانب والَّذي سوف ينعكس سلبًا على سمعة الوزارة أو الدائرة أو الشركة أو الجهة الراعية، لذلك ركَّزت المدارس والمعاهد الدبلوماسيَّة مع الكُلِّيَّات الإعلاميَّة المتخصِّصة في مجال الإعلام والعلاقات العامَّة بإدخال مفاهيم البروتوكول والإتيكيت في برامجها تكاد تكُونُ سنويَّة داخل البلد أو خارجه؛ لغرض صقل وتطوير كاريزما الصحفيِّين الَّذين هُمْ على مساس مع الوفود والضيوف. ونحن هنا ليس بصددِ كفاءة تحرير الخبر (مكتوبة أو مسجَّلَة) وإنما بالانطباع الأوَّل عن كاريزما الشخص الإعلامي.
هناك بعض النقاط المشتركة، سواء للصحفي أو الصحفيَّة أثناء أخذ التصريح أو المقابلة الصحفيَّة الفرديَّة بمختلف أنواعها.. ومن المعروف لدى الجانب الإعلامي أنَّ المقابلات الصحفيَّة (مقابلة فرديَّة أو أخذ تصريح صحفي) مع السِّياسيِّين تختلف كثيرًا عن مع رجال الدِّين أو رجال الأعمال، بالإضافة إلى اختلافه، سواء كان مع النِّساء أو الرجال بنَفْسِ المُسمَّيات؛ لذلك تتفاخر المدرسة البريطانيَّة، خصوصًا بهذا المجال، بحيث تجذب كثيرًا من شرائح المُجتمع للدخول والانخراط بهذه الحلقة المهنيَّة لمعرفة أُسُس إتيكيت المقابلات الصحفيَّة ابتداء من الحديث الَّذي يُبنى على ثلاثة محاور جوهريَّة وهي:(الكلمة، المعنى، النَّحْو)، وهنا تؤدِّي مدارس اللُّغة دَوْرًا جوهريًّا باعتماد نظريَّة التعلُّم ونظريَّة الاكتساب وأيُّهما لَهُما الدَّوْر الكبير في إيصال المحتوى إلى المُستقبل بكُلِّ بساطة وهدوء وتميُّز ورُقي في المشاعر، بالإضافة إلى تناغم لُغة الجسد، وخصوصًا الوَجْه في إرسال المعنى الجميل والهادئ لمفردات الحديث، عكس ما نراه هذه الأيَّام في بعض القنوات التلفزيونيَّة من استخدام كلمات مستفزَّة بعيدًا عن فنِّ وأخلاقيَّات إدارة وهدف المقابلة الصحفيَّة وحرفيَّتها.
كما أنَّ طبيعة إتيكيت مستوى نبرة الصوت والابتسامة البسيطة الهادئة هي من مفاتيح اللقاءات الصحفيَّة الناجحة.. ومن أهمِّ النقاط الواجب اعتمادها لدى الصحفيِّين أثناء المقابلات الخاصَّة هي ما يلي: معرفة جنس الوفد (نسائي أو رجالي)، نَوْع الوفد سياسي، اقتصادي، ديني، عسكري، دراسة مسبقة للاتفاقيَّات والمقابلات السابقة، زيارته الأولى للبلد أو متكرِّر ضِمْن لجان مشتركة، هدف الزيارة هل هو للاطِّلاع والمشاركة بمؤتمر؟ أم توقيع اتفاقيَّات أو مناقشات ومفاوضات.. وغيرها من المجالات الأخرى، وفود صحيَّة أو أكاديميَّة لغرض تبادل الخبرات وعقد اتفاقيَّات.. وغيرها، لذلك على الصحفي أو الجهة الراعية أن تكُونَ على دراية تامَّة بجميع التفاصيل قَبل إرسال فريق العمل الصحفي من (محرِّر الخبر، المصوِّر)، بالإضافة إلى صحفي احتياط؛ لأنَّه ـ لا سمح الله ـ تعرَّض لوعكة صحيَّة مفاجئة فالبديل يكُونُ جاهزًا.
سوف نتناول بالمقال القادم فنَّ الإتيكيت من ناحية: بداية حديث المقابلة ومهارة نهايته، إتيكيت الجلوس مع الضَّيف أو المستقبلين وكذلك إتيكيت المشي أثناء الدخول إلى موقع المقابلة أو الخروج مِنْها، تسلسل الأفكار بالطرح، مهارة إدارة المقابلة الصحفيَّة، إتيكيت الهندام الخارجي (نهارًا أو ليلًا)، طبيعة ونَوْع المقابلة مكتوبة أو مسجَّلة، إتيكيت مستوى نبرة الصوت، ولغة الجسد.. وغيرها من فنون إتيكيت المقابلات الصحفيَّة.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بالإضافة إلى ة الصحفی ة بمختلف

إقرأ أيضاً:

الشرطة تنشر تفاصيل قضية الصحفي ليث الجعار

نشرت الشرطة الفلسطينية في مدينة طولكرم، اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024، تفاصيل قضية توقيف الصحفي ليث الجعار.

وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، إن الأجهزة الأمنية في طولكرم أوقفت الصحفي ليث الجعار بناء على شكوى تقدم بها أحد ضباط الأمن، وفي المقابل أوقفت الضابط بناء على شكوى من الصحفي الجعار.

وأضاف ارزيقات، أن القضية ستعالج وفقا للقانون، وجاءت في إطار شكويين شخصيتين متبادلتين بينهما.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • قيادي حوثي يهدد بتصفية الصحفي ”بن لزرق” في عدن إذا تم اغتيال قيادات حوثية بصنعاء!
  • اختتام فعاليات برنامج المهارات التأهيلية لسوق العمل بالأكاديمية المصرية لعلوم الطيران
  • الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران تختتم برنامج مهارات التأهيل لسوق العمل
  • فرص وظائف للشباب في محافظة أسيوط.. اعرف الشروط
  • "حماس" تستنكر حملة التحريض والتشويه ضد الصحفي ليث جعار
  • الشرطة تنشر تفاصيل قضية الصحفي ليث الجعار
  • ناشر مذكرات ميلانيا ترامب طلب 250 ألف دولار نظير إجراء CNN مقابلة معها
  • العدو الصهيوني يُفرج عن الأسيرة الفلسطينية الصحفية أسماء هريش
  • الاحتلال يفرج عن الأسيرة الصحفية أسماء هريش
  • محافظ واسط أوعز بشمول الاسرة الصحفية بقطع المطور العقاري وبضمنهم المستفيدين سابقا