قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
حتّى لا أضيّع البوصلة ..وأكون عند وعدي وعهدي الذي قطعته على نفسي ..وهو أن أكتب عن فلسطين في ما تبقّى من حياتي ولو لماما ، لأعوّضها عن اعتنائي بغيرها من نساء ومدن وعواصم ..لعلّها تغفر لي ، أقول هذا مع الالتفات من حين إلى آخر إلى مواضيع أخرى ومسائل هامة لأكون وفيّا للحياة والله المستعان …
اليوم أحتفي بالكاتب الفلسطيني محمود شقير فهو من مواليد جبل المكبّر، القدس، 1941.
حاز جوائز عدّة، من بينها جائزة محمود درويش للحرّية والإبداع (2011)، وجائزة القدس للثقافة والإبداع (2015)، وجائزة دولة فلسطين في الآداب (2019)، كما وصلت روايته «مديح لنساء العائلة» إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية عام 2016.
يقرّب لك الكاتبُ الصحفيّ معن البياري صورة الأديب محمود شقير من خلال هذه الكلمة المعبّرة المأخوذة من دراسة واسعة عنه ..ففي كلمات يضعك وجها لوجه مع الراحل المحتفى به ..يقول :
” مشكلتان، وربما أكثر، تُربكانك إذا أردتَ الكتابة عن محمود شقير ليس منهما أنه شيخ القصّاصين الفلسطينيين، وأن حضوره كاتبا ومثقفا وناشطا يمتد إلى نحو ستة عقود، ما قد “يورّطك” في متاهةٍ تحيّرك أي زوايا في عالمه تقترب منها. أولاهما، أن الكاتب الفلسطيني المعروف نثر في سبعة كتب (سيعقبها باثنين) من بين أزيد من 60 كتابا أصدرها، سيرته وحياته وأسفاره وذاكرته وتجربته ذاتها في الكتابة، وبسَط كل ما قد تنشدُّ إلى إضاءته في شأن مساراته في إنتاج أدبه، وفي محطّات حياته، مناضلا وأسيرا في سجون الاحتلال ومبعدا عن فلسطين (ثم عائدا) ونقابيا وفاعلا في العمل الثقافي العام، وقبل ذلك كله وبعده خياراتِه كاتب أدبٍ، منذ بواكير تقليديةٍ كلاسيكيةٍ، مرورا باختباراتٍ جماليةٍ وبنائية، عبورا إلى ألوانٍ من السرد والقصّ، لا تزيّد في الزعم إن محمود شقير كان صانع التجديد الأبرع فيها، في متن القصة الفلسطينية، فساهم بذلك في رفد القصة القصيرة العربية بأمزجةٍ خاصة ”
في حوار له مع هيثم حسين في موقع الجزيرة بتاريخ 4 / 3 / 2016 تطرّق محمود شقير إلى مسائل عديدة وقال في خصوص رواية ” مديح لنساء العائلة ” :
” كنت مَعنياً وأنا أكتب هذه الرواية بإضاءة منطقة في التجربة الفلسطينية كانت طوال الوقت في الظل، هي حياة البدو واشتباكهم مع الحداثة والغزاة في آن واحد، وضمن هذا السياق كانت المحافظة على ذاكرة المكان واحدة من ركائز هذه الرواية، باعتبار الهيمنة على المكان تشكل جوهر الصراع مع الغزوة الصهيونية..، وأثناء ذلك، تعرضت الهوية الفلسطينية لمحاولات التبديد والتذويب، إلا أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم، وبانتمائهم لوطنهم، أسهم في إبقاء الهوية عصية على كل المحاولات، بل إنها ازدادت غنى بالنظر إلى انفتاحها على ثقافات الشعوب من دون تعصب أو انغلاق “
ما دمنا نتطرّق إلى سيرة حياة محمود شقير..شيخ القصاصين الفلسطينيين ..فلا بدّ أن نوّشح هذه المقالة بنزر قليل من مسودّته القصصية ..، وسنكتفي بجزء من قصته “صمت النوافذ”:
” فتحت باب الغرفة، رأته ممدداً في الصالة كعادته منذ ليالٍ، من حوله كومة الصحف، وفي متناول يده المذياع. إنه يترقب أولى الإذاعات في قلق ولهفة. رمى في اتجاهها نظرة، حمّلها شحنة من عدم الاكتراث كي يقطع عليها سؤالاً ثقيلاً: ألم تنم بعد؟ فعلت ذلك في بداية الأمر عدة مرات، ثم كفّت عنه حينما انتبهت إلى أنه لا معنى لهذا السؤال.
اتجهت إلى المطبخ، فتحت صنبور المياه، سمعت فحيح الهواء، كادت تيأس لولا أن الماء اندلق من الصنبور بعد لحظة انتظار، ارتاحت نفسها، فالماء منقطع منذ أيام. هل تزفّ إليه البشرى؟ تراجعت، إذ ما قيمة ذلك؟ فهو لن يكترث، ثم إنه بالتأكيد سمع صوت الماء “
عن شعوره بالرضى عن إبداعه الأدبي طوال هذه العقود المنهكة ، يكتب: «حين أنظر إلى السنوات الطويلة التي أمضيتها في كتابة القصص والنصوص، فإنني لا أشعر بالتقصير مع ذلك، أرى من واجبي أن أنجز مزيداً من الكتابة الإبداعية بالنظر إلى ما يتهددني شخصياً ويتهدد أسرتي وأبناء شعبي، ويتهدد فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص من مخاطر مبعثها العدوان الصهيوني المستمر على بلادنا وعلى أبناء شعبنا أجمعين “
أحضر له صديقان من خلف الخط الأخضر حجرا من بيت ولد فيه محمود درويش، وذلك في يوم ذكرى وفاته، وقد كتب عنه ما يلي :
” منذ شهر ونيف يقيم معنا في البيت حجر البروة الذي “وقعت سماء ما عليه وأدمته شقائق النعمان”، الحجر من بقايا البيت الذي ولد فيه درويش، وهو يقيم معنا في صمت أبلغ من كل كلام، يذكرني كل صباح بالقرية التي أنجبت شاعرا عظيما، حجر البروة يقيم معنا منذ شهر ونيف، وسيبقى معنا ما حيينا، وهو يستقر الآن في مكانه المرموق في البيت، يذكرني كل صباح بهموم الوطن الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال، وبمعاناة القدس التي يهددها خطر التهويد صباحا مساء..”
هذا القليل والقليل من قامة مقدسية كرّستْ ثمانين عام للكتابة والدفاع عن معاني الحياة ومن ضمنها طبعا : فلسطين ..الوطن المسلوب النازف المقاوم ..، وأرجو أن يراه حرّا وهو على قيد الحياة ..، ويكفيه فخرا أنّه أخلص وكتب عنه ونشره قصصا وروايات ومقالات في العالم الذي التفتّ إليه خاصة مع صراخ غزّة المجيدة …….
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».
اقرأ ايضاًمجزرة الفجر.. بيروت تستفيق على انفجارات ضخمة (فيديو وصور)ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.
وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.
وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.
وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.
ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.
أبو جعفر «الشبح»
يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.
وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.
ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.
طلال حمية خليفة بدر الدين
اقرأ ايضاًلبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا"وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.
وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.
بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند بعد مجزرة بيروت.. من هو "الشبح" الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟ تشكيلة آرسنال المتوقعة ضد نوتينغهام فوريست في الدوري الإنجليزي 2024-25 لبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا" سحب الجنسيات الكويتية يطال رئيس شركة "روتانا" الحبس 3 سنوات لخمسيني اعتدى على طالبات مدارس في الأردن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردناشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter