المملكة والبرازيل.. خمسة عقود من التفاهم والتعاون المشترك
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تتسم العلاقات السعودية البرازيلية بالتفاهم والتعاون المشترك، يؤطرها الاحترام المتبادل والتوافق الكبير حيال القضايا الدولية، وذلك منذ بدء العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين قبل أكثر من 55 عاماً.
وحرصاً على استمرار العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، ورغبة من الجانبين في المضي بها قدماً، زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- عام 2000 (عندما كان ولياً للعهد) جمهورية البرازيل الاتحادية، وفي عام 2009م كانت الزيارة الأولى الرسمية لفخامة الرئيس البرازيلي للمملكة لولا دا سيلفا (خلال فترة رئاسته السابقة لبلاده).
وفي عام 2019م وتلبية لدعوة موجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، - حفظه الله- زار فخامة الرئيس جايير بولسينارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية , المملكة، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وحدد الجانبان عدة مجالات ذات أهمية مشتركة للتعاون والاستثمار كالقطاعات الزراعية والصناعية والطاقة والتعدين والبنية التحتية والنقل والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
كما اتفقا على تكثيف التعاون في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون الثقافي واستخدام الفضاء الخارجي والرياضة، التي من شأنها أن تسهم بشكل كبير في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وتم خلال اللقاء تبادل عدد من الاتفاقيات منها : (اتفاقية تعاون في مجال الدفاع، واتفاقية بشأن تنظيم إجراءات منح مواطني البلدين تأشيرة زيارة، كما جرى تبادل مذكرة تفاهم في مجال التعاون الثقافي، وتم تبادل مذكرة تفاهم في مجال جودة وسلامة وفعالية المنتجات الصحية ومستحضرات التجميل).
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- , فخامة الرئيس جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية على هامش أعمال الدورة الثالثة لـ "مبادرة مستقبل الاستثمار 2019"، التي استضافها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، حيث شاركت البرازيل بوفد رفيع المستوى إدراكاً منها بأهمية تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المملكة.
وحرصاً من القيادة الرشيدة على تطوير وتعزيز العلاقات مع جمهورية البرازيل الاتحادية، التقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة نيودلهي سبتمبر الماضي , فخامة الرئيس لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، وتم استعراض علاقات التعاون بين المملكة والبرازيل.
علاقات عالية ومميزةوتتبوأ العلاقات الاقتصادية بين المملكة والبرازيل مكانة عالية ومميزة، سعى من خلالها البلدان إلى جعلها أنموذجاً يحتذى به في العلاقات الاقتصادية على المستوى الدولي، إذ يشترك البلدان في عضوية مجموعة دول العشرين، ويعملان على تنسيق الجهود لتحقيق الأولويات المشتركة لدول المجموعة.
كما أن البرازيل عضو في مجموعة "بريكس"، التي تلقت المملكة دعوة للانضمام إليها , وأكدت حرصها على تطوير التعاون المستقبلي معها من خلال الاستفادة من الإمكانات والقدرات التي تمتلكها دول المجموعة والمملكة وبما يحقق المصالح المشتركة.
وتولي البرازيل أهمية قصوى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المملكة، حيث شارك ممثلو أكثر من 40 شركة برازيلية في ملتقى الاستثمار السعودي – البرازيلي , الذي عُقد في المملكة عام (2022)، وفي إطار سعي البلدين لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما وتسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، فقد حرصا على تعزيز شراكتهما الاستثمارية في القطاع الزراعي والحيواني والصناعات الغذائية، وقد تجلى ذلك في استثمار شركة (سالك) السعودية في شركة "بي آر إف" البرازيلية.
مشاركة #المملكة في الاجتماع الافتراضي الاستثنائي لقادة مجموعة بريكس، تأتي امتداداً لجهودها في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لوقف التصعيد العسكري في #غزة#اليوم #ولي_العهد_في_اجتماع_بريكسللتفاصيل..https://t.co/KBDheFzf5C pic.twitter.com/XkeSrmkr1p— صحيفة اليوم (@alyaum) November 21, 2023تبادل تجاري وثيق
ويعد التبادل التجاري بين البلدين من أهم ركائز العلاقة الثنائية، حيث يميل الميزان التجاري بين البلدين لمصلحة المملكة بمقدار 830 مليون دولار، إذ تصدر إلى البرازيل ما قيمته 4.456 مليارات دولار، منها 1.14 مليار من الصادرات غير النفطية، بينما تستورد من البرازيل بقيمة 3.62 مليارات دولار، وتشمل قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى البرازيل المنتجات (المعدنية، والأسمدة، واللدائن ومصنوعاتها، والألمنيوم ومصنوعاته، والمنتجات الكيماوية العضوية)، فيما تعد (اللحوم، والحبوب، والسكر والمصنوعات السكرية، والبذور والثمار الزيتية "القش والعلف", وأغذية الحيوانات) أهم السلع التي تستوردها المملكة منها.
وحرصاً من القيادة الرشيدة على الوصول بالرياضة السعودية إلى المستويات العالمية، تعد البرازيل من أكثر الجنسيات حضوراً في جميع الأندية المحلية، حيث ترك اللاعبون البرازيليون بصمتهم الواضحة في الملاعب السعودية على مدار العقدين الأخيرين. وترسخت أسماء المدربين البرازيليين في أذهان الجماهير السعودية في منذ بداية الاحتراف في الملاعب السعودية.
ويتوافق موقفا المملكة والبرازيل من التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة من حيث المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار واستهداف المدنيين العزّل، وضرورة رفع الحصار عن القطاع والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإيقاف سياسة التهجير القسري واحترام القانون الدولي الإنساني.
وتأتي الزيارة الحالية لفخامة رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية لولا دا سيلفا للمملكة؛ امتداداً لحرص فخامته على تعزيز التواصل مع سمو ولي العهد -حفظه الله- كما تعكس تقديره لمكانة سموه ودوره القيادي على المستويين الإقليمي والدولي في دعم الجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتطوير التعاون الاقتصادي والتنموي في ضوء الفرص التي تتيحها رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض رئیس جمهوریة البرازیل الاتحادیة بین البلدین ولی العهد
إقرأ أيضاً:
انطلاق الملتقى المصرى السودانى الأول لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
ينطلق فى القاهرة 23 نوفمبر الحالى الملتقى المصري السوداني لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر و السودان، بمبادرة من السفارة السودانية في مصر، والشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، وبالتعاون مع مركز التكامل السوداني المصري.
ودعت سفارة السودان والشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، ومركز التكامل السوداني المصري، رجال الأعمال والمستثمرين من مصر والسودان للمشاركة في هذا الحدث الهام الذي يُعد فرصة فريدة لتوسيع شبكة العلاقات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة تشمل إعادة الإعمار في السودان، الأمن الغذائي لكلا البلدين، الصناعة، الزراعة، الطاقة، البنية التحتية، الصحة، التعليم، والتجارة البينية.
و يُعد الملتقى منصة هامة لرجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين للالتقاء ومناقشة الفرص المتاحة وتبادل الخبرات والمعلومات حول المشاريع المشتركة.
اليوم السابع