عربي21:
2025-04-17@08:41:34 GMT

هل تنتصر غزة لنفسها فقط؟!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

بدون مقدمات فإن مشهد غزة وهي تقف وحدها في وجه كل هذا الكم الهائل من العدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود من الحلفاء والأنصار وما أكثرهم؛ يجعلنا في الوقت الذي نسأل: من أي جنس هؤلاء القوم في غزة وما هو دافعهم لهذا الصمود الأسطوري؟ نتساءل لماذا يبدون وحدهم في خضم هذا الصراع الشامل برغم أنه صراع تحدد نتائجه صورة المنطقة وترسم خرائطها، فضلا عن أنها تلقي بظلالها على التنافس الجاري على سقف العالم؟

فالحقيقة التي لا تقبل التشكيك هي أن غزة تقف في الصف الأول للدفاع عن المنطقة الإسلامية في مواجهة مشروع لم تخف وثائق التأسيسية وكواليسه التاريخية أنه يستهدف المنطقة كلها، فهو يستهدف بالأساس إقامة دولة استعمارية استيطانية كبرى تكون لها القيادة في المنطقة، كما أن دورها الوظيفي مثبت ومدون، وهو منع التئام المنطقة الإسلامية مرة أخرى والحفاظ على استمرار تمزيقها الذي بدأ عند "سايكس بيكو"، والعمل على تعطيل كل عوامل نهضتها، وملاحقة كل مصادر استئناف حضارتها.



النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني
فالحضارة الإسلامية في نظر الغرب -صاحب المشروع الصهيوني ومؤسسه- هي الحضارة الوحيدة التي نافست الغرب وعطلت مشاريعه أكثر من مرة وطردته من أكثر من مكان، لهذا كانت محاصرتها منذ الكشوف الجغرافية، ولهذا كان استعمارها في مقدمة مشاريع الغرب الاستعمارية، ثم كان لا بد عند أفول نجم الاستعمار العسكري المباشر والاضطرار للجلاء؛ أن تكون هناك أدوات مبتكرة لاستدامة السيطرة والنفوذ، فكان الاستبداد المصنوع خصيصا لكي يُحكم الخناق على مجتمعاتنا، وكان المشروع الصهيوني ليُحكم السيطرة على نظم الاستبداد الحاكمة وتوجيهها في اتجاه استمرار النفوذ الغربي لمدى مفتوح، وذلك كله في إطار أهمية منطقتنا ومركزيتها تجاه مشروع الهيمنة الغربي العالمي.

ومن هنا تنبع أهمية فلسطين التي تم اختيارها بعناية لتكون رأس حربة المشروع الغربي وقاعدته العسكرية في منطقتنا، وهو ما حاوله نابليون إبان الحملة الفرنسية ثم طورته بريطانيا وأكملت حلقاته حتى وعد بلفور ثم تسليم فلسطين لليهود، ثم جاءت الولايات المتحدة وريثة القيادة الغربية لتكمل المشروع وتدعمه وتحميه حتى اليوم.

ومن هنا فإن النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني الذي ربما فاقم من عنفوانه أثناء انعقادها وزاد من جرعات قتل المدنيين من الأطفال والنساء!! ومن هنا جاءت نداءات الفلسطينيين تحت النار وشعورهم بالحسرة والمرارة لتضفي على المشهد مأساوية لا حدود لها!!

مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني
وفي خضم النار التي تلتهم الأخضر واليابس من غزة وتعلن حرقها كل ما تبقي من القضية الفلسطينية، فإن القوم مشغولون بنداءات رومانسية حول السلام والدعوة لحل الدولتين، بينما إسرائيل لم تكتف من قبل بمجرد رفض كل مشاريع السلام والعمل على تقويضها، بل إنها عملت على إهانة كل دعوات السلام وأصحابها، لأن السلام في نظرها وخاصة حل الدولتين يعني هزيمة للمشروع الصهيوني الذي لا تخفي تمسكها به وخاصة في ظل هذه الحكومة التي تعمل بجد على ابتلاع كل فلسطين بعد تطهيرها عرقيا لتصبح يهودية خالصة، وهو ما يفسر انطلاق أكبر عملية استيطان أثناء حكمها (الحكومة)، وتهديدها للقدس وإهاناتها المتكررة للأقصى، واستفزازاتها المتكررة لكل رموز القضية الفلسطينية، ثم عمليات الإبادة الجماعية التي أعقبت طوفان الأقصى وإجبار سكان غزة للنزوح تجاه الجنوب تمهيدا لدفعهم تجاه سيناء!!

ولهذا فإن مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني، كما كانت على طول تاريخها تعتبر هذه المنطقة من أهم أسس أمنها القومي، كما أنها (مصر) في الحقيقة تعد حجر الزاوية في أي مشروع لقيادة الأمة نحو التحرير، ولهذا كان إخراجها من الصراع وفق مقررات "كامب ديفيد" التي كانت تستبطن ذلك في إطار مخطط تأجيل الصراع لحين استكمال بنية الدولة الصهيونية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الصراع المشروع الصهيوني مصر مصر غزة المقاومة صراع المشروع الصهيوني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشروع الصهیونی ما یجری أکثر من

إقرأ أيضاً:

مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة

يمانيون../
جدد مجلس الشورى اليمني موقفه الراسخ في وجه العدوان الأمريكي، مؤكدًا أن الجرائم المتواصلة التي ترتكبها واشنطن بحق المدنيين اليمنيين لن تفتّ من عزيمة الشعب اليمني أو تُضعف التزامه الديني والإنساني والأخلاقي في مناصرة الشعب الفلسطيني، حتى يتوقف العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة وتُرفع الحصار وتُفتح ممرات الإغاثة للمدنيين المحاصرين.

وأكد المجلس في بيان له اليوم أن صلف العدوان الأمريكي، بما فيه من استهداف مباشر للمنشآت والأعيان المدنية في اليمن، لن يزيد اليمنيين إلا إصرارًا على دعم الخيارات التي تتخذها القوات المسلحة في مواجهة التصعيد الأمريكي الغاشم، وفضح دعمه المطلق للكيان الصهيوني في حربه الإجرامية على غزة.

وأشار البيان إلى أن القصف الأمريكي الأخير الذي استهدف مصنعًا للسيراميك في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، وأسفر عن استشهاد سبعة مواطنين وإصابة 29 آخرين بينهم نساء وأطفال، ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل الجرائم الأمريكية المتعمدة، والتي تتعمد النيل من المدنيين والبنية التحتية وسط صمت دولي مخزٍ.

ووصف مجلس الشورى هذه الجرائم بأنها انعكاس لحالة العجز والتخبط التي تعاني منها الإدارة الأمريكية، التي تلجأ إلى استهداف المدنيين ومحطات المياه والمستشفيات في محاولة يائسة لثني الشعب اليمني عن موقفه المبدئي، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات الصارخة تمثل خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية وتخدم بشكل مباشر أهداف كيان الاحتلال في عدوانه المستمر على غزة.

وحمل البيان واشنطن المسؤولية الكاملة عن تصعيدها العسكري ضد اليمن، مؤكداً أن القصف الجوي المتواصل منذ منتصف مارس الماضي، أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 370 مواطنًا، معظمهم من النساء والأطفال، في جرائم ترقى إلى مصاف جرائم الحرب المتكاملة.

ودعا المجلس الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وكافة المنظمات الحقوقية الدولية إلى إدانة هذا العدوان الأمريكي بشكل صريح، والتحرك الفاعل لوقفه، ومحاسبة المسؤولين عنه أمام محكمة العدل الدولية، سواء في اليمن أو في فلسطين المحتلة.

كما طالب الشعوب العربية والإسلامية، والمنظمات الحرة، بالتحرك الجاد والمستمر في الشوارع والميادين، للتعبير عن غضبهم من هذه الجرائم المتكررة، ومساندة الموقف اليمني الذي انطلق منذ البداية من منطلق أخلاقي وإنساني أصيل في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة.

مقالات مشابهة

  • خالد حنفي: ندرس إنشاء برنامج مسؤولية اجتماعية تجاه القدس
  • السجن المؤبد لمتهمين أطلقوا النيران تجاه سيارة شرطة بقنا
  • تصعيد وحراك نشط شرق اليمن وسط تحذيرات من تفجر الصراع عسكريا
  • "البلشي" عن زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا: أي ربط بين جهد فردي وجهد النقابة يجب أن تنتصر فيه النقابة
  • بيان مصري كويتي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين وسوريا ولبنان
  • حزب الله يدعو للعمل بفاعلية وقوة لوقف الإجرام ‏الصهيوني على فلسطين والمنطقة
  • رنا سماحة تنتصر قضائياً على طليقها.. وتعود إلى منزل الحضانة مع طفلها
  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة
  • مجدي مرشد : جولة الرئيس الخليجية تعكس الحرص على وحدة الموقف العربي تجاه قضايا المنطقة
  • الحسان يبلغ السوداني دعم الأمم المتحدة رؤية العراق تجاه تحديات المنطقة