عربي21:
2024-09-19@17:42:06 GMT

هل تنتصر غزة لنفسها فقط؟!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

بدون مقدمات فإن مشهد غزة وهي تقف وحدها في وجه كل هذا الكم الهائل من العدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود من الحلفاء والأنصار وما أكثرهم؛ يجعلنا في الوقت الذي نسأل: من أي جنس هؤلاء القوم في غزة وما هو دافعهم لهذا الصمود الأسطوري؟ نتساءل لماذا يبدون وحدهم في خضم هذا الصراع الشامل برغم أنه صراع تحدد نتائجه صورة المنطقة وترسم خرائطها، فضلا عن أنها تلقي بظلالها على التنافس الجاري على سقف العالم؟

فالحقيقة التي لا تقبل التشكيك هي أن غزة تقف في الصف الأول للدفاع عن المنطقة الإسلامية في مواجهة مشروع لم تخف وثائق التأسيسية وكواليسه التاريخية أنه يستهدف المنطقة كلها، فهو يستهدف بالأساس إقامة دولة استعمارية استيطانية كبرى تكون لها القيادة في المنطقة، كما أن دورها الوظيفي مثبت ومدون، وهو منع التئام المنطقة الإسلامية مرة أخرى والحفاظ على استمرار تمزيقها الذي بدأ عند "سايكس بيكو"، والعمل على تعطيل كل عوامل نهضتها، وملاحقة كل مصادر استئناف حضارتها.



النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني
فالحضارة الإسلامية في نظر الغرب -صاحب المشروع الصهيوني ومؤسسه- هي الحضارة الوحيدة التي نافست الغرب وعطلت مشاريعه أكثر من مرة وطردته من أكثر من مكان، لهذا كانت محاصرتها منذ الكشوف الجغرافية، ولهذا كان استعمارها في مقدمة مشاريع الغرب الاستعمارية، ثم كان لا بد عند أفول نجم الاستعمار العسكري المباشر والاضطرار للجلاء؛ أن تكون هناك أدوات مبتكرة لاستدامة السيطرة والنفوذ، فكان الاستبداد المصنوع خصيصا لكي يُحكم الخناق على مجتمعاتنا، وكان المشروع الصهيوني ليُحكم السيطرة على نظم الاستبداد الحاكمة وتوجيهها في اتجاه استمرار النفوذ الغربي لمدى مفتوح، وذلك كله في إطار أهمية منطقتنا ومركزيتها تجاه مشروع الهيمنة الغربي العالمي.

ومن هنا تنبع أهمية فلسطين التي تم اختيارها بعناية لتكون رأس حربة المشروع الغربي وقاعدته العسكرية في منطقتنا، وهو ما حاوله نابليون إبان الحملة الفرنسية ثم طورته بريطانيا وأكملت حلقاته حتى وعد بلفور ثم تسليم فلسطين لليهود، ثم جاءت الولايات المتحدة وريثة القيادة الغربية لتكمل المشروع وتدعمه وتحميه حتى اليوم.

ومن هنا فإن النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني الذي ربما فاقم من عنفوانه أثناء انعقادها وزاد من جرعات قتل المدنيين من الأطفال والنساء!! ومن هنا جاءت نداءات الفلسطينيين تحت النار وشعورهم بالحسرة والمرارة لتضفي على المشهد مأساوية لا حدود لها!!

مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني
وفي خضم النار التي تلتهم الأخضر واليابس من غزة وتعلن حرقها كل ما تبقي من القضية الفلسطينية، فإن القوم مشغولون بنداءات رومانسية حول السلام والدعوة لحل الدولتين، بينما إسرائيل لم تكتف من قبل بمجرد رفض كل مشاريع السلام والعمل على تقويضها، بل إنها عملت على إهانة كل دعوات السلام وأصحابها، لأن السلام في نظرها وخاصة حل الدولتين يعني هزيمة للمشروع الصهيوني الذي لا تخفي تمسكها به وخاصة في ظل هذه الحكومة التي تعمل بجد على ابتلاع كل فلسطين بعد تطهيرها عرقيا لتصبح يهودية خالصة، وهو ما يفسر انطلاق أكبر عملية استيطان أثناء حكمها (الحكومة)، وتهديدها للقدس وإهاناتها المتكررة للأقصى، واستفزازاتها المتكررة لكل رموز القضية الفلسطينية، ثم عمليات الإبادة الجماعية التي أعقبت طوفان الأقصى وإجبار سكان غزة للنزوح تجاه الجنوب تمهيدا لدفعهم تجاه سيناء!!

ولهذا فإن مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني، كما كانت على طول تاريخها تعتبر هذه المنطقة من أهم أسس أمنها القومي، كما أنها (مصر) في الحقيقة تعد حجر الزاوية في أي مشروع لقيادة الأمة نحو التحرير، ولهذا كان إخراجها من الصراع وفق مقررات "كامب ديفيد" التي كانت تستبطن ذلك في إطار مخطط تأجيل الصراع لحين استكمال بنية الدولة الصهيونية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الصراع المشروع الصهيوني مصر مصر غزة المقاومة صراع المشروع الصهيوني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشروع الصهیونی ما یجری أکثر من

إقرأ أيضاً:

إلقاء القبض على مطلق النار تجاه ترامب

آخر تحديث: 17 شتنبر 2024 - 2:56 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن جهاز “الخدمة السرية”، الوكالة الأمنية الأمريكية المسؤولة عن حماية الشخصيات السياسية البارزة، الإثنين أن المشتبه بتنفيذه محاولة مفترضة لاغتيال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، والذي أوقف الأحد، “لم يطلق النار”.وقال القائم بأعمال مدير “الخدمة السرية” رونالد رو إن المشتبه به، راين ويسلي روث (58 عامًا)، كان مسلحًا حين اكتشف وجوده أحد عملاء الجهاز، فأطلق النار عليه.وأضاف أن “المشتبه به، الذي لم يكن الرئيس السابق في مرمى نظره، لم يطلق النار”.من جهته، قال المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” جيفري فيلتري، المسؤول عن التحقيق في هذه الواقعة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مكتب رئيس بلدية مقاطعة ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا: “ليست لدينا في الوقت الحالي معلومات تفيد بأنه (المشتبه به) تصرف بمساعدة أي شخص آخر”.أما قائد الشرطة المحلية، ريك برادشو، فقال: “لم يكن المشتبه به على وشك إطلاق النار، وقد ألقينا القبض عليه وأحلناه إلى القضاء”.ووفقًا للاستنتاجات التي تم التوصل إليها من خلال تتبع هاتفه، فقد أمضى المشتبه به ما يقرب من 12 ساعة حول نادي الغولف الخاص بترامب قبل أن يتم رصده.ووجهت الإثنين إلى المشتبه به تهمتا حيازة سلاح خلافًا للقانون، وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي، وذلك خلال مثوله للمرة الأولى أمام قاضٍ فيدرالي في فلوريدا.ومن المتوقع أن تُوجه إلى روث تهم أخرى خلال جلسة استماع لاحقة.وقد بدا المتهم في الجلسة الأولى المقتضبة هادئًا، حيث أجاب بـ”نعم” بنبرة خافتة على عدة أسئلة وجهها إليه القاضي.وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ترامب، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر، كان على ما يبدو هدفًا لمحاولة اغتيال. وأكدت حملته أنه لم يُصب بأذى.ويوم الإثنين وُجهت إلى المشتبه به، الذي اعتُقل في إطار التحقيق بمحاولة اغتيال مفترضة تعرض لها ترامب، تهمتا حيازة سلاح بشكل غير قانوني، وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي.ووجهت التهمتان إلى راين ويسلي روث (58 عامًا)، وهو أمريكي موالٍ لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، اعتُقل الأحد، وذلك خلال مثوله للمرة الأولى أمام قاضٍ فيدرالي في فلوريدا.وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث مع ترامب وأعرب له عن ارتياحه بأنه آمن وبخير.وأكد بايدن الإثنين أنه ندد دائمًا بالعنف السياسي، غداة المحاولة المفترضة الثانية لاغتيال ترامب.وقال بايدن في فيلادلفيا: “نددت دائمًا بالعنف السياسي وسأظل أندد به”، مضيفًا: “في أمريكا، نقوم بتسوية خلافاتنا بشكل سلمي في صناديق الاقتراع، وليس تحت تهديد السلاح”.

مقالات مشابهة

  • الهجوم الصهيوني السيبراني على لبنان.. هل يقود إلى حرب شاملة في المنطقة؟
  • بوريل: الوضع مقلق ولا يسعني إلا أن أدين هذه الهجمات التي تعرض أمن لبنان للخطر
  • عضو بـ«النواب»: مصر حذرت مرارا من خطورة توسيع رقعة الصراع في المنطقة
  • الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
  • استهداف العمق الصهيوني بصاروخ “فلسطين 2” انتصار يمني يتوج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • قائد صهيوني .. حماس تنتصر وتستعيد المدن بعد ربع ساعة من انسحابنا منها
  • إلقاء القبض على مطلق النار تجاه ترامب
  • خلال اتصال هاتفي.. العاهل الأردني والسيسي يحذران من تصفية القضية الفلسطينية وتوسع الصراع بالمنطقة
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • ماذا قال السيد القائد عن «صاروخ فلسطين»؟ وكيف سيغير شكل المنطقة؟