اختتم "صالون الملتقى الأدبي" مبادراته التي أطلقها تماشياً مع عام الاستدامة في الإمارات، وهي مبادرتا "إعادة تدوير القراءة"، و"إعادة تدوير الكتابة"، كما أصدر الملتقى كتاب "بين محنة الكورونا ومنحة القراءة" مطبوعاً على ورق معاد تدويره.

وأكدت مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي أسماء صديق المطوع "أن الملتقى دأب سنوياً على إطلاق مجموعة من المبادرات التي تعمل على الارتقاء بالقدرات المعرفية الفكرية وتعمل على تشجيع القراءة، وفي عام الاستدامة أطلقنا مبادرتي "إعادة تدوير القراءة"، و"إعادة تدوير الكتابة"، وقد شهدت المبادرتان إقبالاً جيداً من عضوات الملتقى ومن أصدقائه"
وأضافت لـ 24 "اعتمدت الثقافة بجناحيها القراءة والكتابة على مبدأ التراكم المعرفي، فتاريخ الثقافة عملية دائمة من إعادة تدوير واسعة للإبداعات والمنتجات الثقافية، ولا يمكن تصور أن منتجاً ثقافياً وإبداعياً قد نشأ من الفراغ، فالمؤلف شخص تأثر بإبداعات سابقة، وأعاد تدويرها لصنع معانٍ جديدة تلائم واقعاً جديداً، لا من منطلق التقليد، بل من قبيل استيعاب التراث الغني والمضي به قدماً عبر الابتكار والتجديد".


وقالت: "خلال مبادرة "إعادة تدوير الكتابة" وجّهنا دعوة لعضوات الملتقى وأصدقائه باستعراض كيف تمت إعادة تدوير وإنتاج كتاب "ألف ليلة وليلة" في كتب وروايات عصرية جديدة، حيث قدمت كل مشاركة فقرة عن كتاب مستوحى من "ألف ليلة وليلة" في حدود 150-200 كلمة، وقد استقبلنا العديد من المشاركات التي تم نشرها على منصات الملتقى عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وذكرت "أما في مبادرة "إعادة تدوير القراءة" فقد انطلقنا من مقولة الأديب عباس محمود العقاد التي يقول فيها "أن تقرأ كتاباً جيداً 3 مرات، خير لك من أن تقرأ 3 كتب جديدة، وقد استقبلنا عدة مقاطع "فيديو" يقوم خلالها المشارك أو المشاركة بإعادة قراءة رواية سبق له قراءتها، ثم يرسل مقطعاً مدته دقيقة ونصف الدقيقة يتحدث فيه عن هذه الرواية، واستقبل الملتقى عدة مقاطع "فيديو" تم اختيار أفضلها ونشره على منصات صالون الملتقى الأدبي في مواقع التواصل".

وتابعت المطوع "تسلمنا العديد من المشاركات في المبادرتين، منها مشاركات لعضوات الملتقى مثل نهى صليب وسلوى حمودة وهنادي الصلح والدكتورة عزة هاشم، ومشاركات أخرى من أصدقاء المتلقى، مثل مشاركة السيناريست والكاتب عطية الدرديري والإعلامية فاطمة السردي، وغيرهم".

محنة كورونا ومنحة القراءة

وبالنسبة لكتاب "بين محنة الكورونا ومنحة القراءة" الذي أصدره صالون الملتقى الأدبي، في عام الاستدامة 2023 بإشراف أسماء صديق المطوع، وقام بإعداده وتحريره، الدكتور أحمد عمار والدكتورة عزة جلال هشام، فالكتاب يؤرخ لأنشطة الملتقى خلال محنة كوفيد، ويشرح في مقدمته كيف تم استخراج المنحة من محنة الفيروس بقرار شخصي، وكيف أن فريقاً من الناس ترك نفسه تسقط في بئر التوتر والقلق والاكتئاب، وفريقاً آخراً نقّب عن الفائدة واعتمد على المقاومة والبقاء، وقد اختار صالون الملتقى الأدبي أن يكون من ضمن الفريق الثاني.
 كما يؤصل الكتاب لبداية تحويل الملتقى أنشطته عبر العالم الافتراضي منذ تاريخ 10 مارس (آذار) 2020 كما يوضح كيف تغيرت نظرة عضوات صالون الملتقى للاجتماعات الافتراضية من كونها استثناءً تم اللجوء إليه كرهاً، لتصبح فرصة للتواصل بين العضوات والمؤلفين أو الأدباء أينما كانوا، فقد تم استخراج المنحة من المحنة، وتكثفت وتواصلت اللقاءات الافتراضية بين العضوات حتى وصل عدد الجلسات وقت صدور الكتاب إلى 100 جلسة.
وينقسم كتاب "بين محنة الكورونا ومنحة القراءة" إلى عدة محاور تنطلق من أنشطة صالون الملتقى الأدبي خلال 3 أعوام، فقد غطى محور "على مائدة النقد" الجلسات التي نظمها الملتقى مع نقاد بارزين مثل الدكتور صلاح فضل قبل وفاته، والدكتور عبدالله الغذامي، وضم محور "في دروب الرواية" الروايات التي ناقشها الصالون خلال فترة جائحة كورونا وهو القسم الأكبر في الكتاب نظراً لاهتمام الصالون بمناقشة الروايات.
أما المحور الثالث من الكتاب وهو "في بحور الشعر" فقد ركز على اللقاء مع الشاعر منصف الوهايبي، بينما تعرض المحور الرابع "بين سطور الكتاب والمقال" لنقاشات الملتقى  مع كتاب ومثقفين، كلقاء الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، ولقاء تركي الدخيل، والأديبة عائشة سلطان، والدكتور سعيد المصري وغيرهم، ثم تناول محور "في رياض الفن" الجلسات ذات الطابع الفني والتي تنوعت بين جلسات غطت الفن الصيني والفن الأوروبي وصناعة المجوهرات وغيرها.


"تدوير الكتابة"

ومن المشاركات التي استقبلها صالون الملتقى الأدبي ضمن مبادرة "إعادة تدوير الكتابة" مشاركة من العضوة في الملتقى نهى صليب، تحت عنوان "روايات مستوحاة من كتاب ألف ليلة وليلة".
وتالياً نص المشاركة:
لعب الأدب العربي وأساطيره دوراً كبيراً في الأدب العالمي، وكانت قصص كتاب "ألف ليلة وليلة" منبعاً استلهم منه معظم أدباء العالم، ولطالما كانت الأساطير العربية مصدراً ثرياً للخيال، وقد تأثر الكثيرون من الكتاب والروائيين الأجانب بهذه الأساطير واستوحوا منها قصصهم وأعمالهم الأدبية، ووجدنا العديد من الروايات الأجنبية التي اعتمدت على الأساطير العربية وحققت نجاحاً كبيراً على مستوى العالم، ومن الأمثلة على ذلك:
"أليس في بلاد العجائب" (Alice's Adventures in Wonderland) للكاتب لويس كارول، ويُعتبر الكتاب من الأعمال الأدبية الكلاسيكية المحبوبة، وقد تأثر لويس كارول بالأساطير الشرقية والعربية في صياغة مغامرات أليس في عالم الخيال.
أيضاً وجدنا أن رواية "العراب" (The Godfather) للكاتب ماريو بوزو، تعد من إحدى أشهر الروايات، التي انعكست فيها أجواء كتاب" ألف ليلة وليلة" وكذلك، رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف"، وهي جزء من سلسلة هاري بوتر التي كتبتها الكاتبة البريطانية جيه كيه رولينغ، ونشرت الرواية عام 1997 وحققت نجاحاً هائلاً في جميع أنحاء العالم".
في هذا الجزء، يتعرف القارئ على الشخصية الرئيسية وهي هاري بوتر، الذي يكتشف أنه ساحر وينضم إلى مدرسة هوجورتس لفنون السحر والشعوذة. يتم سرد قصة هاري ومغامراته مع أصدقائه هيرميون ورون ومعلمهم الساحر ألبس دامبلدور في هذا الجزء، ليرى القارئ الكثير من التشابه مع العوالم السحرية التي حفل بها كتاب "ألف ليلة وليلة".
وتدور الأحداث حول أسطورة "حجر الفلاسفة"، حيث يتعين على هاري وأصدقائه العثور على هذا الحجر الأسطوري وحمايته من الأشرار الذين يرغبون في استخدامه لأغراض شريرة، وتتناول الرواية مغامرات وألغازاً مثيرة تدور حول هذا الموضوع، وقد جاء أسلوب كتابة جيه كيه رولينغ لسلسلة هاري بوتر مشوقاً ومثيراً، فقد اهتمت المؤلفة بالتفاصيل الواقعية والشخصيات المعقدة والعوالم السحرية المبتكرة، لتجذب في أسلوبها الأدبي والأحداث المشوقة القراء من جميع الأعمار، وتُعتبر سلسلة هاري بوتر واحدة من أكثر السلاسل الأدبية شهرة في العالم، ولها تأثير كبير في عالم الفتيان والشباب.

شغف وابتكار

يشار إلى أن "صالون الملتقى الأدبي" تأسس عام 1995 في أبوظبي، على يد شخصية إماراتية شغوفة بالثقافة والعمل الثقافي وهي أسماء صديق المطوع، وقد تم تسجيل الملتقى في اليونسكو واشتهر بأنشطته الثرية وفعالياته المبتكرة والمتميزة، التي استقطبت مئات الضيوف من الأدباء والكتاب، ويضم في عضويته 24 سيدة، وله العديد من الأصدقاء والصديقات على امتداد الوطن العربي والمهجر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أبوظبي عام الاستدامة ألف لیلة ولیلة عام الاستدامة العدید من هاری بوتر

إقرأ أيضاً:

«صالون الشباب» منصة ثقافية تجمع شباب الأحزاب شهريا في 2025

نظمت أمانات شباب أحزاب الاتحاد، المصري الديمقراطي الاجتماعي، الاصلاح والنهضة ندوة مشتركة بعنوان «أثر انخراط الشباب في العمل العام والسياسي»، بحضور قيادات الأحزاب الثلاثة، المهندس باسم كامل أمين عام الحزب المصري الديمقراطي، والدكتور عمرو نبيل نائب رئيس حزب الاصلاح والنهضة للشئون السياسية، والكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة أمين عام حزب الاتحاد، ومن ضيوف الندوة الدكتور محمد ممدوح عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومعهم حسام سلامة أمين شباب الحزب المصري الديمقراطي رئيس اتحاد الشباب وعضو المكتب السياسي، ومحمد أبو النور أمين شباب حزب الإصلاح والنهضة، وأدار الندوة عماد غنيم امين شباب حزب الاتحاد.


وأتفق الحضور على أن الدولة تجتهد لتوفير المناخ المناسب للعمل السياسي، وتخطو خطوات مؤثرة لتمكين الشباب في كافة المجالات، وبرغم ذلك ما زال هناك ضعف وعزوف شبابي عن المشاركة في العمل العام، وأن الأمر يجتاح تضافر جهود كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية لتشجيع الشباب على المشاركة الفعالة، وتنمية دورهم في مجال العمل السياسي. 


وأوضح المهندس باسم كامل أن «الشباب بعد ثورة يناير اصيب بفقدان الامل وكل شخص قام بإسقاط تجربته كرؤية عامة علي المجتمع المصري، كما أن العمل العام يعاني من بعض الصعوبات اولها الاحتكار وهو ما يغلق الباب امام اتاحة الفرص أمام الشباب في المشاركة، واختتم كلامه بان إقبال الشباب على المشاركة في العمل العام والعمل السياسي تدل على قوة الدولة».


فيما أكد الدكتور عمرو نبيل «أن الشباب يحتاج الي فرصة لكن القنوات اقل من طموحه العام، كما أنه هناك قطاع كبير الشباب مفتقد للثقة»، مشيرا إلى أنه ينبغي التفرقة بين فاعلية الشباب وقدرتهم علي التأثير؟، موضحا انه بالفعل هناك فاعلين ولكنهم غير مؤثرين. ويكمل «أيضا من المهم التفرقة بين هل الشباب مهتم فقط أم مشارك أيضا؟، لأننا نجد كثير من الشباب مهتمين ولكنهم لا يشاركوا في المشهد».


أما محمد أبو شامة، أمين عام حزب الاتحاد فقد أكد أن «غياب الجاذبية عن المشهد السياسي هي سبب مؤثر في ابتعاد الشباب عنه، والجاذبية مصدرها المنافسة، والمنافسة تتحقق بالثقة بين الشعب والدولة، وأن يمنح النظام السياسي الفرصة للشعب كي ينضج ديمقراطيا ويتحرر من مخاوفه المرتبطة بسوء الاختيار أحيانا».


وقال الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس الشباب المصري أنه «بالرجوع الي المحور الثالث من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان نجدها قد تحدثت عن ضعف المشاركة في الشأن العام». وأوضح أنه «يجب الانتباه إلى أن القطاع الخاص اصبح يلعب دورا في تشجيع الشباب على المشاركة تحت إطار ما يسمي المسئولية المجتمعية. مؤكدا ان صناعة النخب والكوادر الشبابية تحتاج الي كشافين (مثل كشافين كورة القدم) مع تحديد مسارات العمل العام و تحديد اهداف للشباب و لا مانع ان يكون لدي الشباب مصالح واضحة ولكن يجب الا تتعارض مع المصلحة العامة».


فيما أوضح حسام سلامة، أنه يجب أولا معرفة النتائج المترتبة علي العزوف عن المشاركة علي سبيل المثال ترتب علي ذلك في سوريا التحول الي تكوين تيارات داخلية مثل التيارات الاسلامية الموجودة حاليا وغيرها، وأن اساس الاشكالية ينحصر في الارادة في تحويل الشباب الي مشاركين من عدمه، وأنه لا يوجد خطة واضحة للشباب في ذلك الشأن.


أما الدكتور هشام سيد ممثل اتحاد شباب العمال (أحد الكيانات الشبابية)، فقد أشاد بتحركات الدولة لتشجيع الشباب علي المشاركة في العمل العام و كان منها في اغسطس الماضي اطلاق برنامج طموح لدعم مشاركة الشباب في العمل العام باعتبارهم شركاء في برنامج التنمية. وكان من بين أهدافها الثمانية، نصا علي تحفيز الشباب و النشء للمشاركة المجتمعية في الانشطة التنموية والتطوعية. موضحا إنه علي الرغم وجود سعي من من الدولة في توفير المناخ الا انه لا يوجد حافز قوي للمشاركة.


فيما قال الدكتور محمد أبو النور، أن المشكلة تكمن في التنشئة السياسية التي تبرز شكل رجل السياسة المطلوب الذي تحتاجه الدولة المصرية، وابرز مثال يحتذي به في ذلك الشان المناضل الكبير مصطفي كامل، فقد كان يمتلك عدة مقومات تتلخص في الوعي، الوطنية، الدافع، الجدارة، القوة النفسية، القدرة علي مواجهه التحديات


واختتم أمين شباب حزب الاتحاد عماد غنيم الندوة بالتأكيد على حيوية دور الشباب وأهميته، وطرح على الحضور تنظيم فاعلية شهرية دائمة في منتصف كل شهر تجمع شباب الأحزاب الثلاثة ومن يرغب من الأحزاب الأخرى والتجمعات الشبابية المختلفة، بهدف خلق نخبة شبابية مثقفة واعية لثوابت الوطن الفكرية ومحددات أمنه الثقافي، واختار الحضور أسم «صالون الشباب» عنوانا لهذه الفعالية الثقافية الشهرية، التي تنطلق جلستها الأولى في يناير 2025.

مقالات مشابهة

  • أمير القصيم يرعى الملتقى الأول للعناية بالمكتبات الخاصة
  • تشغيل مصنع تدوير المخلفات في ملوى بالمنيا
  • «صالون الشباب» منصة ثقافية تجمع شباب الأحزاب شهريا في 2025
  • انطلاق فعاليات "المحفل الأدبي" بـ"تقنية عبري"
  • ضيوف معرض جدة للكتاب 2024 يحذرون من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الأدبي
  • إقبال كبير على أنشطة شتاء صندوق الوطن في يومه الثاني
  • تسويق وترفيه
  • الأمل في الشباب.. أشرف زكي يتحدث عن مسرحية «صالون»
  • إقبال ضعيف على الحج السياحى
  • وزيرة البيئة: إعادة تدوير 13 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصناعي