فلم تقتصر المقاطعة في اليمن على الجانب الشعبي بل كان للجانب الرسمي دور فاعل فيها، من خلال التوعية، وأيضا حظر دخول المنتجات الصادرة عن الدول الداعمة لإسرائيل إلى اليمن.

في هذا السياق، دشنت وزارة الصناعة والتجارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها بصنعاء حملة التعبئة والاستنفار لإسناد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، ولفت وزير التجارة محمد المطهر إلى الدور الهام الذي تقوم به وزارة الصناعة والتجارة في تنفيذ إجراءات المقاطعة وتفعيل جبهة المقاطعة الاقتصادية في مواجهة العدوان الصهيوني.

 

وبعد أقل من أسبوع على بد القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد وزير الصناعة والتجارة أن الوزارة مضت في رفع سلاح المقاطعة للبضائع الامريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، لافتا إلى أن القرارات دخلت حيز التنفيذ، مثمنا تعاون القطاع الخاص في تنفيذ القرارات، وأشاد بالتفاعل الشعبي مع قرارات المقاطعة، مبينا أن ذلك يجسد الموقف اليمني الغيور والمشرف على دينه ومقدساته .

كما أشار وزير الصناعة والتجارة إلى أن الوزارة بدأت حملة توعوية واسعة حول السلع والمنتجات المقاطعة حتى لا يسهم أي يمني في دعم الشركات المتورطة في دعم جيش الاحتلال وجرائمه بحق أطفال ونساء غزة.

 

ـ تفاعل شعبي كبير:

على رغم أن القدرة الشرائية للمواطن اليمني متدنية، إلا أن تفعيل سلاح المقاطعة ظهر بشكل فعال، حيث لوحظ وجود تراجع كبير في الاقبال على شراء المنتجات التي تضمنتها قائمة وزارة الصناعة، ما دفع كثيرا من المحلات التجارية إلى عرض ما لديها منها بأسعار زهيدة، بغرض التخلص منها.

بعد جولة في عدد كبير من مطاعم وكافيهات العاصمة صنعاء، وجدنا أنها استبدلت مشروبات كثيرة بأخرى محلية. يؤكد ملاك هذه المطاعم وعاملون فيها، أن طلب مثل هذه المنتجات شبه منعدم من قبل المواطنين، سواء كانت متوفرة أم غير متوفرة.

في كثير من المطاعم وضع ملاكها ملصقات جدارية تنبه الزبائن إلى عدم توفير مشروبات اعتادوا على تناولها، في سياق الاستجابة لدعوات المقاطعة، دون أن يغفلوا التنبيه على وجود مشروبات بديلة محلية الصنع.

 

ـ توطين الأدوية:

لم تقتصر المقاطعة على المنتجات والسلع الغذائية فقط، وإنما وصلت إلى سوق الأدوية التي تأخذ المقاطعة فيها منحى تصاعديا، بالرغم من الوضعية المتردية التي يعاني منها قطاع الأدوية وشح المعروض من عديد الأصناف المنقذة للحياة.

وفي هذا السياق، بدأت حكومة صنعاء بدراسة السبل الكفيلة والهادفة إلى دعم صناعة الأدوية المحلية كأولوية خلال الفترة القادمة ومنح حوافز ومزايا تفضيلية للصناعات المحلية في مراحلها المختلفة وجذب الاستثمار.

وشددت الهيئة اليمنية العليا للأدوية والمستلزمات الطبية على ضرورة تشجيع توطين الصناعات الدوائية، والعمل على تحقيق الأمن الدوائي وضمان جودته وسلامته وتوفيره بأسعار غير مكلفة وبحسب القائمة الوطنية للأدوية.

ويؤكد عدد من ملاك الصيدليات لـ"عرب جورنال" أن هنا مقاطعة كبيرة للأصناف الدوائية التي تُصنع في بلدان داعمة لقوات الاحتلال، كفرنسا وبريطانيا وأمريكا وألمانيا وغيرها.

وعلى رغم أن الأسواق اليمنية غرقت في أصناف دوائية مصنعة في ألمانيا خلال السنوات الماضية، إلا أن تجار أدوية أكدوا لـ"عرب جورنال" أن هذه الأصناف باتت تتكدس بشكل كبير لعزوف المواطنين عن شرائها، وهو أمر يعكس نسبة تفاعل المواطن اليمني مع دعوات المقاطعة.

 

ـ دعم المنتجات الأسرية:

التفاعل الكبير مع الدعوات إلى مقاطعة المنتجات المصنعة في البلدان الداعمة لقوات الاحتلال، مثل أيضا فرصة لدعم المنتجات الأسرية المحلية، لا سيما وأن اليمن يستورد جميع احتياجاته السلعية من الخارج بنسبة تتجاوز 90%.

في هذا السياق، بدأت الجهات المعنية الإجراءات التحضيرية لإقامة معارض للترويج لمنتجات الأسر وصغار المنتجين بهدف إيجاد قنوات تواصل جديدة بين المنتجين ومنافذ التسويق.

ويعتقد مسؤولون في وزارة الصناعة والتجارة وأعضاء في الغرفة التجارية والصناعية المركزية بالعاصمة صنعاء أن هناك توجها واسعا لتنظيم المعارض التجارية منذ نحو أسبوع، وذلك لتوفير سلع الأسر المنتجة وصغار المنتجين في كافة منافذ البيع المختلفة. وفق "العربي الجديد"

إلى ذلك، يوضح مسؤولون ومنتجون ورواد أعمال وأصحاب شركات على دور شركات المعارض والتسويق في الترويج لهذه المنتجات في كل المعارض المقامة حاليا.

 

ـ عمل منظم:

وبالنظر إلى تأثير سلاح المقاطعة على العدو، تعالت دعوات بتحويله إلى عمل منظم.

وفي هذا الصدد، يقول نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، عبدالله بن عامر: بما أن المقاطعة فعل شعبي بامتياز وكان هناك تفاعل غير عادي في عدة دول مع هذا السلاح المهم والمؤثر فلابد من أن ينتقل هذا التفاعل إلى مرحلة يصبح فيها عملاً منظماً، وذلك لن يحدث إلا بتأسيس لجان تطوعية في كل بلد ترتبط بلجنة رئيسية تتولى ادارة هذا النشاط وتوجيهه بشكل دائم ومستمر.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الصناعة والتجارة وزارة الصناعة فی هذا

إقرأ أيضاً:

مسير شعبي لدفعة خريجي دورات التعبئة في القناوص بالحديدة دعماً لفلسطين

يمانيون../
نظم 130 خريجاً من الدفعة الأولى لدورات التعبئة المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية القناوص بمحافظة الحديدة، اليوم الأربعاء، مسيراً راجلاً امتد لمسافة ألفي متر، اختتاماً لمشاركتهم في الدورة ضمن المرحلة السادسة.

خلال المسير، أعرب المشاركون عن فخرهم واعتزازهم بانضمامهم إلى الدورات العسكرية، استعداداً لمواجهة أعداء اليمن، وتجسيداً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز موقف اليمن المناصر للشعب الفلسطيني.

وأشار الخريجون إلى أن هذا المسير يعكس الحماس الشعبي والوعي الإيماني لأبناء اليمن، الذين يعول عليهم في أن يكونوا قادة للأمة، مستلهمين نهج الرسول وأعلام الهدى في التحرر من وصاية الأعداء.

من جانبه، أوضح مدير المديرية ومسؤول التعبئة العامة، محمد القوزي، أن تخرج الدفعة الأولى من المرحلة السادسة لدورات “طوفان الأقصى” يأتي في إطار جهود رفع الجاهزية وتحشيد الطاقات لمواجهة أعداء الأمة، وغرس قيم الجهاد والعزة في نفوس أبناء المجتمع.

وأكد القوزي أن الشعب اليمني، بعد عقد من الصمود في مواجهة قوى العدوان، يواصل تعزيز سيادته الوطنية، ويسهم في دعم القضية الفلسطينية التي تواجه تآمراً دولياً وخذلاناً من بعض الأنظمة العربية.

شارك في المسير مدير أمن المديرية محمد قوزع، ومسؤول التدريب والتأهيل للتعبئة العامة أهدل المبكري، مشددين على أهمية استمرار التعبئة ومواصلة التحشيد لمواجهة تحديات الأمة.

مقالات مشابهة

  • “إسرائيل” تطلق اسم “نغمات الكرم” على هجوم اليمن
  • سمك القد في البرتغال.. من وجبة فاخرة للأغنياء إلى طعام شعبي للفقراء
  • إخفاقات مدوية لسلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم “طوفان الأقصى”
  • مسير شعبي لدفعة خريجي دورات التعبئة في القناوص بالحديدة دعماً لفلسطين
  • وقفة تعبئة واستنفار شعبي في إب لمواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي
  • روبوتات مفخخة: سلاح إسرائيل الجديد لتدمير مستشفيات غزة
  • طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف بلدة طمون شمال الضفة الغربية
  • خبراء: إدراج الأعلاف ضمن مبادرة تمويل قطاع ‏الصناعة يسهم في انخفاض أسعار جميع المنتجات
  • تفاصيل طلب «شعبة الأدوية» تمويلات من الحكومة بفائدة أقل من 15%
  • شهيد وتدمير للبنية التحتية في عدوان الاحتلال على طولكرم